منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أحد طلابي غشني (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28939)

سعيد مقدم أبو شروق 08-09-2021 08:12 PM

أحد طلابي غشني
 
من الطّبيعي أن أجد بعض طلّابي يعملون في الأسواق، منهم الفقير من يحمل حاجغŒات المتسوّقغŒن بعربته اليدويّة وما أكثر طيفهم!
وكم أحاول أن أشيح بوجهي وأهرب بنظري إلى جهة أخرى إذا ما لمحتهم في السّوق كي لا تلتقي عيناي بعيونهم فيشعرون بالمهانة بسبب مهنتهم الّتي لولا العوز لما اضطرّوا أن يتركوا مذاكرة دروسهم ويلجأوا إليها. وإني أعتبرهم /أعُدُّهُم/ صاحبي /أصحابَ/ همم وكرامة وإباء.
ومنهم من يعمل مع أبيه بائعا في حانوت، وقليل ما هم.
وعادة ما لا أشتري من طلّابي كي لا أضعهم في موقف حرج لاستلام المبالغ.
ولكنّي في الأمس دخلت محلّا ولم أنتبه أنّ البائع أحد طلّابي، فاشتريت منه ولم أستطع أن أتعرّف عليه، ربّما يرجع السّبب إلى كثرة صفوفي، ففي هذه السّنة أدرّس في أربع مدارس، ولديّ أكثر من 16 صفّا، إن ضربتها في متوسط عدد الطلّاب في الصّفوف، أي 25 طالبا في كلّ صفّ؛ أصبح الناتج 400 طالب.
قال الطّالب بعد أن قدّم لي البضاعة: أستاذ، يبدو أنّك لا تعرفني!
قلت: نعم، وذلك لأنّنا ما زلنا في بداية السّنة الدّراسيّة.
عرّفَ نفسه ومدرسته فتذكّرته.
لكنّه امتنع أن يستلم سعر البضاعة كما كنت متوقعا، وبالغ في المجاملة! والزبائن ينتظرون، وأنا ألحّ وهو يرفض... إلى أن استسلم.
فناولته عملة من فئة 500 ألف ريال، استلمها ورجع لي الباقي وغادرت.
لم أحسب الفلوس الّتي رجّعها لي، أخذتها فجعلتها في جيبي؛ ولمّا حسبتها بعد أن ابتعدت من المحل ابتعادا، وجدتها نفس الخمس مئة ألف!
نعم، لقد غشني طالبي، أعطيته عملة من فئة 500 ألف، ورجّع لي أربع عملات من فئة 100 ألف واثنين من 50 ألفا. وكنت مستيقنا أنّه كان متعمّدا في الغشّ.
سعيد مقدم أبو شروق
الأهواز

ثريا نبوي 08-10-2021 12:15 AM

رد: أحد طلابي غشني
 
حيّاكَ الله وبيّاك أخي أ. سعيد
ما قصد الغشَّ تلميذُكَ فيما أظن وإنما إكرامك، مع سبقِ الإصرارِ والتَّرَصُّد!
لماذا؟
لأنه كان يستطيعُ ِكِتمانَ سِرِّ التعرف عليك؛ ولكنه أظهرَ الأمرَ فرحًا بمقدِمِكَ
مُبَيِّتًا العزمَ على هذا الإكرام .. أليس كذلك؟

أرى أن الكرة في ملعبِكَ الآن؛ إذْ يتعينُ ردُّ ثمنِ البضاعة التي حِزتَها
خاصةً وأنت تعلمُ بضيق ذاتِ يدِ تلميذِكَ الكريم

أذكُرُ أنّ ابنَ أخي وهو طبيب أسنان شابّ، كان له موقِفٌ مُشابِهٌ معي
وقد قام بمعالجتي، فرأيتُ إكرامه بمبلغٍ دسستُهُ في مكتبِه، تشجيعًا له ولعيادتِه الأنيقةِ الجديدة
وفي منتصف طريق العودة بين مدينتَينا، اكتشفتُ أنه غافلني وأعاد المظروف إلى حقيبتي!
لم أعدُدْهُ غِشًّا، بل إكرامًا وكرمًا
ثم لم يكن منّي إلّا العودة وترك النقود للمُمرضة لتوصيلِها إليه
فكان درسًا عمليًّا حتى لا يُكررَ إكرامَ عمَّتِه.

مُجرد تقييم للواقعة والتصرف فيها والأمر إليك
تحياتي واحترامي وكل عامٍ وأنتم بكل خير

على الهامش:

- نقولُ: لم (أعدُدْهُ) غِشًّا ولا نقولُ: لم (أعتَبِرْهُ) غِشًّا
لأن الاعتبار معناهُ الاتعاظ وفي القُرآن الكريم: (فاعتبِروا يا أُولي الألباب)
لو دخلت (قُلْ ولا تَقُلْ/ في منبر الدراساتِ النحوية واللغوية؛ ستقرأُ هذه اللفتة الجديدة علينا كُلِّنا)
- أما صاحب: فتُجمع على صَحب وأصحاب، وإنني والله أهتمُّ بلغتِكَ لجمالِها ولإدراكي مدى حرصِكَ عليها

- فضلًا: هل هي الأهوار أم الأهواز أمِ الأحواز؟
فقد كتبتُ قصيدةً عن الفيضاناتِ المُتعمَّدَةِ عندكم
وأريد تصحيح المُسمّيات فيها
وشكرًا لك


سعيد مقدم أبو شروق 08-14-2021 05:07 PM

رد: أحد طلابي غشني
 
مرحبا أستاذة ثريا
وألف شكر وشكر لك، سُررت بتصحيحك، وأرجو أن لا تحرميني من ملاحظاتك اللغوية في كتاباتي.
شكرا ثانية.

ولا أدري هل تعلمين أنّنا في الأهواز محرومون من الدراسة بلغتنا العربيّة أم لا؛ لقد فرض علينا النظام التعليمي الإيراني أن ندرس باللغة الفارسيّة، وقد تعلّمها بعضنا بجهود ذاتيّة.

بالنسبة إلى الأهواز أو الأحواز، نحن في الداخل نسمّي بلدنا الأهواز.
والأحواز فيه إشارة ثوريّة لا يرتاح لها النظام السياسي الإيراني، ويعاقب من يستخدمها!
والمعروف عنها في الخارج أنّها الأحواز.
أمّا الأهوار، جمع الهور، والهور مكان يجتمع فيه الماء، مثل هور الفلاحيّة وهور الحويزة وقد تمّ تجفيفهما أخيرا على يد النظام لاستخراج النفط، ما أدّى هذا التجفيف إلى هجرة الناس وموت دوابهم.
تحياتي وتقديري أستاذة ثريا

عبد الكريم الزين 08-14-2021 05:54 PM

رد: أحد طلابي غشني
 
أخلاق رفيعة لطلبة فقراء
سعدت بقراءة موضوعك أستاذ سعيد

تحياتي وتقديري

منى الحريزي 08-15-2021 11:39 AM

رد: أحد طلابي غشني
 
تكرر على مسمعي موقف مشابه
ولازال الخير باق (باقيًا) في الجيل الجديد أ/ سعيد
رأيي من رأي الأستاذة الراقية ثريا
أسعد الله أخوتنا(إخوتنا) الكرام في الأهواز
تقبل تحياتي

ثريا نبوي 08-16-2021 04:59 AM

رد: أحد طلابي غشني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد مقدم أبو شروق (المشاركة 309300)
مرحبا أستاذة ثريا
وألف شكر وشكر لك، سُررت بتصحيحك، وأرجو أن لا تحرميني من ملاحظاتك اللغوية في كتاباتي.
شكرا ثانية.

ولا أدري هل تعلمين أنّنا في الأهواز محرومون من الدراسة بلغتنا العربيّة أم لا؛ لقد فرض علينا النظام التعليمي الإيراني أن ندرس باللغة الفارسيّة، وقد تعلّمها بعضنا بجهود ذاتيّة.

بالنسبة إلى الأهواز أو الأحواز، نحن في الداخل نسمّي بلدنا الأهواز.
والأحواز فيه إشارة ثوريّة لا يرتاح لها النظام السياسي الإيراني، ويعاقب من يستخدمها!
والمعروف عنها في الخارج أنّها الأحواز.
أمّا الأهوار، جمع الهور، والهور مكان يجتمع فيه الماء، مثل هور الفلاحيّة وهور الحويزة وقد تمّ تجفيفهما أخيرا على يد النظام لاستخراج النفط، ما أدّى هذا التجفيف إلى هجرة الناس وموت دوابهم.
تحياتي وتقديري أستاذة ثريا

سرَّكَ اللهُ وأسعدكَ بدخول الجنةِ أيها الفاضل
واستجابةً لندائكَ بمتابعة التصويب أفيدُكَ بنقطتين فيما قلت:
1- وأرجو أن لا تحرميني... نُدغِمُ أن+لا معًا لتكونا: (ألَّا) تحرميني... والإدغامُ معروفٌ في قواعدِ تجويدِ القرآن
2- ما أدّى هذا التجفيف إلى ... هنا تكون الصيغة بإحدى طريقتين:
إما أن نقول (ما أدَّى إلى هجرة الناس....) وهنا لا يجوز ذِكر كلمة التجفيف/ لأن (ما) أغنتنا عنها
أو: (وقد أدى هذا إلى هجرة الناس ...) ومعها يحسُن عدم تكرار كلمة التجفيف

شكرًا على الإفادة عن المُسمّيات: الأهواز/ الأحواز/ الأهوار
والقصيدة التي كتبتُها عن الفيضان بعد تجفيف نهر الهور العظيم؛ بعنوان: كلماتٌ من رشحِ الصَّمت
ربما أنشُرُها هنا ذاتَ يومٍ وسوف أهديها إليك إذا كنتَ من مُحبّي الشعرِ الفصيح

لم أكن أعلم بما قلتَ عن الدراسة بالفارسية، وعن تعلُّم بعضكم الضادَ بجهودٍ ذاتية؛
ظننتُها مَوروثة عن الأجداد في الأهواز
كما هو حالُ بعض المُسلمين في روسيا القيصرية أو تركيا الأتاتوركية
ولكنني أعلمُ أنك حريصٌ على لغتك العربية وقواعدِ النحو بدرجةٍ ملفتة.

أتابعُ كل التعديات الظالمة وتعليقَ الآلاف على أعوادِ المشانق،
كما تفعلُ الصين بإخوتنا في تركستان الشرقية
وكل ردودِ أفعالِكم وانتفاضاتِكم المستمرة؛ هناك من يكتُبُ عنها بالتفصيل في رابطة أدباء الشام
يومًا ما سينتصرُ الحق بمشيئة الملِكِ الحق، فـ "لا تيأسوا مِن رَوحِ الله"
"ويقولون متى هو قُلْ عسى أن يكونَ قريبا"
قلوبُنا معكم

ثريا نبوي 08-16-2021 07:04 AM

رد: أحد طلابي غشني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى (المشاركة 309356)
تكرر على مسمعي موقف مشابه
ولا زال الخير باق (باقيًا) في الجيل الجديد أ/ سعيد
رأيي من رأي الأستاذة الراقية ثريا
أسعد الله أخوتنا(إخوتنا) الكرام في الأهواز
تقبل تحياتي

حياكِ الله منى الجميلة
وشكرًا على الاتفاقِ معي في الرأي
ولعل أخانا أ. سعيد يجدُ حلًّا خاصةً إذا كانت المشتريات باهظةَ الثمن
تحياتي لكما

والفائدةُ لكما أيضًا:
الاسمُ المنقوص تبقى ياؤه مع النصب،
حيث (باقيًا) خبر ما زال منصوب ... تُحذف في الرفع والجر فقط
أما (إخوة) فقد وردت في المُصحف بهمزةٍ تحت الألِف:
[إنما المؤمنون (إخوةٌ) فأصلحوا بين أخويكم....]

:43:


الساعة الآن 08:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team