منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   غابة أنثى (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16650)

رغد نصيف 04-13-2015 05:21 AM

غابة أنثى
 



كان عليَّ أن أتحلى ببعض الصبر و لا أبادلك أطراف الحديث
تلك الأطراف التي جَذبتْ نظرك كطائرة ورقية تود إمساكها
الا أن سمائها تدعوها و نظرك معلق بأخر شعاع تلتقطه
ما كان عليك أن تقع في غابة أنثى
ظننتها ورافة الظلال..مُتناسياً مخالب فراقها
و أن مفاجئاتها الكبرى تمطرك فتغرقك
قلبك لا يتسع للبحر.. لا تعانق الأمواج
دعك من أحلامك المقيدة أن تستيقظ صباحاً على وجه سَمح يشبه تلك الصور الزائفة بعد زينة تدوم لساعات لا يستوعبها النهار!
أعلم إنك تُعاصر امرأة تستيقظ في الظلمات لتناجي النور القابع في أعماقها فتسهو قليلاً متأملة قمراً.. يتوارى خلف الغيوم, لمْ يُبلغها رسالة حب واحدة تكفيها لعشر أعوام قادمة من الصبر.



لا تحدثها وقتها و إلا صرختْ في وجهك.. يتعكر مزاجها و خصلاتها مازالت مٌنسدلة هادئة كَليل طويل ما آن له أن ينقضي حتى يسلب شيئا من روحها الجميلة تاركا فيها بعض العتمة، يطبع على عينيها قُبلتي عطف تاركا شهودا للعيان إنها كانت على موعد مع الأرق و لأسباب مبهمة.



يباغتها النهار بضوئه يكاد يجزم أنه غلب الليل و سلبه أحبابه، كادتْ النجوم تتساقط عطفا في أحضانها تغمض عينيها و تلتحف الصمت و تحت رداء أسود تضم نجماتها و أسرارها تخلق لها ظلاما رغم الضوء الطافح على الجدران.



كُن شيطانها الأول أفكارها ما عادت تتقبل الملائكة، فهي آتية من قلب كتاب و أنت تمثال صنعتك أمة كاملة، خوفك المتفجر فجأة لا يرضيها لا يلبي حاجتها للأمان، أترك لها بعض الخوف كي تلجأ لقلبك المستلقي على الرمل المتقبل للجميع لا يشبه قلبها الأبي.



تسأل عن حالها و هي سيدة الخير في كل حال و حين، حتى و أنت تمسح دمعها بمنديلك المستعار من خزانتها المكتظة بالأشلاء ستبتسم و تتركك تخوض معركة مع الظنون، ترى ما الذي يعتمل في قلبها، أي الطلاسم ستفكها و مع من ستتعامل كي يخبرك أن النبضة الخجولة تابعة لك أم إنها حكر على قلبها.



لا تصمت طويلاً.. سكاكين حديثك أكثر رحمة بفؤاد يتقن جميع فنون العزلة،و لا توقظها من نوبات جنونها لا تضحك كثيرا، ستخرج من قلبك كشوكة تاركة لك التعجب وقتها لن تنام ليلا و ستذكرها و كأنها الجنية المسحورة التي تخرج لك من الشِعر من أبريق الشاي و حفنة التراب.




رغد نصيف
2015/2/12
01:00 ص

أماني ابراهيم 04-14-2015 06:22 PM

الصمت برهه لكن الصمت يجئ احيانا عجائب @@@@@ سلم عطاءك

عبدالحكيم مصلح 04-20-2015 10:43 AM

أبدعت وحلقت بنا عالياً في كوكب حالم ،

تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ،

رغد نصيف 04-25-2015 11:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني ابراهيم (المشاركة 190835)
الصمت برهه لكن الصمت يجئ احيانا عجائب @@@@@ سلم عطاءك


أماني ابراهيم
سلم هطولك الجميل
شكراً

رغد نصيف 04-25-2015 11:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم مصلح (المشاركة 191347)
أبدعت وحلقت بنا عالياً في كوكب حالم ،

تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ،

عبدالحكيم مصلح
من الجميل أن يمس حرفي عليائك
اهلاً تليق بك


الساعة الآن 06:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team