منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   جاهلية القصيدة أم حداثتها؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=14688)

عبد اللطيف السباعي 09-14-2014 08:15 PM

جاهلية القصيدة أم حداثتها؟
 
جاهلية القصيدة أم حداثتها؟
شعر: عبد اللطيف السباعي


ظـَلـَعْتَ وأنتَ الخِبُّ مُنقصِفُ العُرى
أتعْشو لِضوءٍ بعدَ أن كنتَ أعورا

وتخْـتـَتِلُ المشيَ انكِفاءً وخِلسة ً
إلى جُزرٍ يُفضي إلى دَوْحِها الكرى

أتقفو ذيولَ الطيفِ في حُلـْم يقظةٍ
حواليْكَ لوْحُ الحادثاتِ تشَذرا

وَترفعُ طرفَ الخوفِ من تحت حاجبٍ
تلفـّعَ في ثوبِ الكرى وتدثرا

وأمْعَنَ في وَسْم السحابِ بنظرةٍ
أحسَّ بها قلبُ الدجى فتوترا

طفقتَ تجوسُ العشبَ حتى بَرَيْتـَهُ
وترْشُقُ سطحَ الماءِ حتى تكسرا

ظلعتَ على ساق التلكؤ مُتعبا
فكيفَ تحاكي من خَطا متبختِرا

تـُناظر في كـَدٍّ مرايَا صَقيلة ً
وما عكستْ مرآتـُكَ اليومَ منظرا

بكفـِّكَ سِقط الزنـْدِ لانتْ قـُطوفـُه
وقالتْ لِيَ السمراءُ فيكَ تحيَّرا

أتحسَبُ أجفانَ المساءِ كليلة ً
وقدْ مكثتْ في وجهِ عمركَ أعصُرا

تخبُّ بكَ الأفراسُ كلمَى عليلة ً
تحاولُ ضَبحًا مُبهمَ الجَرْسِ أغبرا

فيكتـُمُ عنها الصمتُ أجنحة َالصدى
وتكبو على سطح الرمادِ أوالثرى

تماثيلُ من طـَلح منازلـُكَ التي
رفعْتَ على هام الضبابِ تذكـُّرا

إذا رجَّها فـَيْحٌ تهاوتْ سُقوفـُها
فسَائلَ من عُقمٍ وقـَشًّا مُبعثرا

ألمْ تأتِكَ الأنباءُ من ثغر هُدهدٍ
عن الشُّرفاتِ القائماتِ على الذرى

وكيفَ ابْتناهَا مَنْ سَلكتَ دروبَه
وسافرتَ في أفيائِهِ مُتنكرا

فلاقيْتَ في كل الشعابِ مَهامِهًا
بها يَظمأ الظلُّ الجَسورُ إذا سَرى

إذا الزمنُ الساري توقفَ وانحنى
يُداعبُ أخدودًا بمائِكَ قد جرى

فحاذِرْ فتوحَاتِ الخيال وسحرَها
وأن تركبَ الوهمَ القديمَ مُخدرا

فلستَ إذا ما فاتـَكَ الركبُ ظاعنـًا
على هودج الغاياتِ إلا تذمُّرا

وأنتَ إذا شئتَ الغواية َمُدركٌ
من البوح يَنبوعًا قريـبًا مُيسرا

جوانبُهُ مَرْجٌ كعينيكَ أزرقٌ
وإن بُدِّلتْ ألوانـُهُ صارَ أخضرا

عليه قدِ اسْتـَلـْقى نِزارٌ ونازكٌ
ودرويشُ قـَرْمٌ مِن شذاهُ تعطرا

وطوقانُ من أنسامِهِ تقطفُ الرؤى
وتصنعُ إكليلا وثوبًا ومِئزرا

ومِن صَوْبـِهِ كمْ خاطبَ البدرَ شاكرٌ
شجونـًا وهمسًا دافقـًا وتأثــُّرا

إلامَ تبثُّ الشعرَ لهفة َعاشقٍ
تجافاهُ صفوُ الملتقى فتكدَّرا

تبتـَّلْ بمحرابِ القصيدةِ آكلا
لـُهى الشعر أو مِن جُوعِهِ مُتضوِّرا

وجَاورْ نواطيرَ الحروفِ لـَربما
إذا مَحضُوكَ النصْحَ عُدتَ مُؤزرا

هشام الصباح 09-16-2014 01:59 AM

مررت فضولا فراقني ما قرأت فهل من تثريب علي إن أنا ألقيت عصاي وتفيأت ظل هذا الجمال
وحق علينا ان ننسب الفضل والروعة لأهلها
رائع انت يا سيدي

ايوب صابر 09-16-2014 04:55 AM

ألمْ تأتِكَ الأنباءُ من ثغر هُدهدٍ
عن الشُّرفاتِ القائماتِ على الذرى

وكيفَ ابْتناهَا مَنْ سَلكتَ دروبَه
وسافرتَ في أفيائِهِ مُتنكرا

فلاقيْتَ في كل الشعابِ مَهامِهًا
بها يَظمأ الظلُّ الجَسورُ إذا سَرى

إذا الزمنُ الساري توقفَ وانحنى
يُداعبُ أخدودًا بمائِكَ قد جرى

فحاذِرْ فتوحَاتِ الخيال وسحرَها
وأن تركبَ الوهمَ القديمَ مُخدرا

فلستَ إذا ما فاتـَكَ الركبُ ظاعنـًا
على هودج الغاياتِ إلا تذمُّرا

وأنتَ إذا شئتَ الغواية َمُدركٌ
من البوح يَنبوعًا قريـبًا مُيسرا

جوانبُهُ مَرْجٌ كعينيكَ أزرقٌ
وإن بُدِّلتْ ألوانـُهُ صارَ أخضرا

عليه قدِ اسْتـَلـْقى نِزارٌ ونازكٌ
ودرويشُ قـَرْمٌ مِن شذاهُ تعطرا

وطوقانُ من أنسامِهِ تقطفُ الرؤى
وتصنعُ إكليلا وثوبًا ومِئزرا

ومِن صَوْبـِهِ كمْ خاطبَ البدرَ شاكرٌ
شجونـًا وهمسًا دافقـًا وتأثــُّرا

إلامَ تبثُّ الشعرَ لهفة َعاشقٍ
تجافاهُ صفوُ الملتقى فتكدَّرا

تبتـَّلْ بمحرابِ القصيدةِ آكلا
لـُهى الشعر أو مِن جُوعِهِ مُتضوِّرا

وجَاورْ نواطيرَ الحروفِ لـَربما
إذا مَحضُوكَ النصْحَ عُدتَ مُؤزرا


فعلا شي استثنائي فحتى كلمة رائع لا تكفي لوصف قدرة الشاعر السباعي على النظم الجميل ، بل هو غاية في الجمال،،،

عبد اللطيف السباعي 09-17-2014 12:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام الصباح (المشاركة 181089)
مررت فضولا فراقني ما قرأت فهل من تثريب علي إن أنا ألقيت عصاي وتفيأت ظل هذا الجمال
وحق علينا ان ننسب الفضل والروعة لأهلها
رائع انت يا سيدي

أشكرك جزيل الشكر أخي هشام على تفضلك بالمرور والقراءة الواعية والثناء الجميل..
أخوك

عبد اللطيف السباعي 09-17-2014 12:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 181091)
ألمْ تأتِكَ الأنباءُ من ثغر هُدهدٍ
عن الشُّرفاتِ القائماتِ على الذرى

وكيفَ ابْتناهَا مَنْ سَلكتَ دروبَه
وسافرتَ في أفيائِهِ مُتنكرا

فلاقيْتَ في كل الشعابِ مَهامِهًا
بها يَظمأ الظلُّ الجَسورُ إذا سَرى

إذا الزمنُ الساري توقفَ وانحنى
يُداعبُ أخدودًا بمائِكَ قد جرى

فحاذِرْ فتوحَاتِ الخيال وسحرَها
وأن تركبَ الوهمَ القديمَ مُخدرا

فلستَ إذا ما فاتـَكَ الركبُ ظاعنـًا
على هودج الغاياتِ إلا تذمُّرا

وأنتَ إذا شئتَ الغواية َمُدركٌ
من البوح يَنبوعًا قريـبًا مُيسرا

جوانبُهُ مَرْجٌ كعينيكَ أزرقٌ
وإن بُدِّلتْ ألوانـُهُ صارَ أخضرا

عليه قدِ اسْتـَلـْقى نِزارٌ ونازكٌ
ودرويشُ قـَرْمٌ مِن شذاهُ تعطرا

وطوقانُ من أنسامِهِ تقطفُ الرؤى
وتصنعُ إكليلا وثوبًا ومِئزرا

ومِن صَوْبـِهِ كمْ خاطبَ البدرَ شاكرٌ
شجونـًا وهمسًا دافقـًا وتأثــُّرا

إلامَ تبثُّ الشعرَ لهفة َعاشقٍ
تجافاهُ صفوُ الملتقى فتكدَّرا

تبتـَّلْ بمحرابِ القصيدةِ آكلا
لـُهى الشعر أو مِن جُوعِهِ مُتضوِّرا

وجَاورْ نواطيرَ الحروفِ لـَربما
إذا مَحضُوكَ النصْحَ عُدتَ مُؤزرا


فعلا شي استثنائي فحتى كلمة رائع لا تكفي لوصف قدرة الشاعر السباعي على النظم الجميل ، بل هو غاية في الجمال،،،

أخي المكرم الأستاذ الأديب والناقد القدير أيوب صابر..
ما نثرتَه هنا من رياحين الثناء يملأ النفس غبطة وانشراحا وانفتاحا على مزيد من التخييل والإبداع..
تقبل امتناني العميق..
مودتي التي تعرف.


الساعة الآن 09:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team