منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   ملابسات خاصة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=26860)

ياسَمِين الْحُمود 09-04-2020 11:25 AM

ملابسات خاصة
 
" الولع هو بيت الداء "

و كيف كان لجدي أن يعي ذلك و هو يخاطب سنواتي الست ؟ ..

ربما كان عليه أن يكتب ذلك بأضواء " النيون لايت "..

على إعلانات مبنى الأمباير في مدينة نيويورك..

لأتذكر ذلك ثانية ، و قبل أن يفوت الأوان ..

لكنه لم يفعل ذلك ..و لم يفكر فيه أيضا ...

و في البدء لم أكن أعي ذلك الذي ينتابني عندما أولع بشيء أو بشخص ما ..

كان كالداء .. يشتد .. و يشتد و يتحول إلى نوع من الخبل فيما بعد ..:)

كنت أحاول أن أشرح ذلك لصديقتي ..

و هي تحدثني بمنطق التوازن و العقلانية و المنطق ...و لم تفهمني ..

حاولت أن أشرح ذلك لكل من أقابلهم من الأقرباء و الصديقات..

كانوا يهزون رؤوسهم و يتمنون لي الشفاء..

و لم يفهموني فقط ..

جدي الذي فهم..و أين هو الآن ، لقد مات و لم يعلمني كيف أستطيع الشفاء ..

من ذلك الداء الخبيث الذي رآه ...أول ما رآه فيّ و انا طفلة لا تعي نزقها و طبائعها بعد ...

ياسَمِين الْحُمود 09-04-2020 11:55 PM

رد: ملابسات خاصة
 
(( 1 ))


سعت النوق و الهوادج .. إليه السلطان المتوج ، و ذو الكلمة القائمة ..و ما كان للقدمين أن تسعيا ..و لا كان لهما أن تفرا بعيدا ..فقط وقفة مرتجفة ..أمام رياح ترتج و ترج الجدران المحيطة ..القلوب .. و ما وسعت ..الليالي الكئيبية ..لم تنسني ضوء القمر..و لا شكل النوارس..و لا صخب البحر ..لم يكن الهواء ليأتِ..و لم تكن ا لشمس..و لم يكن القمرو لم يكن لي غير صوت العصافير في الخارج..جدران من اللون البني الغامق ..جدران من الوجوه التي تسأل و تحاكم..جدران من الذاكرة..جدران شاسعة تحدد يوم الميلاد .. و لحظةالمغادرة ربما أرادوا الموت ..ربما أرادوا لي الخوف ربما أرادوا لي الضياع المقنن .. و الانكسار ..لكن تلك الهمهمات الغاضبة ..لم تنفذ من الجدران ..لم يكن لها إلا فعل اغتصاب جسد غض..اغتصاب من الأذن إلى الأذن الأخرى ..هذا إذن هو الانتهاك..أن يعرفوا ما الذي بين الجدار و الجدار الآخر ..

ناريمان الشريف 09-05-2020 12:55 AM

رد: ملابسات خاصة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 257888)
" الولع هو بيت الداء "

...

هذه الكلمات الأربع حكمة بالغة .. فعلاً ( الولع بيت الداء )
فالتعلق بالأشياء في البداية يبدو سخيفاً إلّا لمن وعاه .. كجدك
ومن لم يقاوم عادته يصبح أسيرها
شكراً ياسمين .. أضأت منابر
تحية ... ناريمان

ياسَمِين الْحُمود 09-05-2020 09:12 PM

رد: ملابسات خاصة
 
شكراً ياسمين .. أضأت منابر

المنابر مضاءة بك وبالجميع بلا استثناء

لي الفخر تواجدكِ هنا أيتها البياض🌹

ياسَمِين الْحُمود 09-05-2020 09:14 PM

رد: ملابسات خاصة
 
(( 2 ))

" الكتابة تريح القلب .. و تبرئ من الجنون .. و تنفي عني الجنحة و الشبهة ، و تداوي الروح المتعفنة " ..هكذا حدثتنا أمنا ... رحمها الله و هي تقول ما تقوله و تستمع إلى الشاكيات الباكيات..و البنات الموؤودات ..و أولئك اللواتي قلن : لو استطعنا. الكتابة لقلنا .. و قلنا .. و اشتكيناو دافعنا عن همومنا ..لو أننا نعرف الكتابة لعرضنا قضايا " الناس الغلبانة " و التعساء من أمثالنا..و لكان صوتنا يصل إلى ذوي السلطة ..و رجال المقام و الأمر و الكلام ..الكتابة على الماء .. أوراق الشجرالرمل .. الصخور .. الهواء..الكتابة للمداواة و التشافي .. أسرار السحر و أسرار التكنولوجيا المنطلقة ..نحو كواكب لا ندركها..و أزمنة تأتي بعد هذاالكلام ..الكتابة على الجدار الأول ..و على جدران العوالم البعيدة التي نحسها و لا نراها ..و ما للبوح إلا أن يصل ...

ياسَمِين الْحُمود 09-06-2020 09:07 PM

رد: ملابسات خاصة
 
(( 3 ))

راودتني السنين على نفسي..فانحنيت لها ظهري كصقر جريح ..يا جدي الذي مضى ..مثل حوت خارج البحر..و مثل صقر خارج السماء ..أكانت البحار كل ما استطعت أن تحكمه ..و كانت اليابسة أرضا تطأها لتغادرها سريعا ..و لا تعود إليها إلا لكي تموت ؟!لم تصدق أنهم وصلوا إلى القمر..و لم تصدق أنه من الحجارة لا أقل و لا أكثر ...و لم تصدق أن جمال عبد الناصر قد مات ..و لم تصدق أن أحفادك لا يعرفون السباحة ..و لا يتقنون قنص الطيور ..و لا يحفظون قصائد " ابن ظاهر " ..و ما من حكمة تخفى عليك..و أنت تسمع أحفاد ..أحفادك يحدثونك بلغة غير لغتهم ..و لا يعرفون ما الذي تقوله لهم ..لم يبق إذا غير لغة العيون ..و ها هما عيناك قد أغلقهما الموت إلى الأبد ..

ياسَمِين الْحُمود 09-08-2020 08:50 AM

رد: ملابسات خاصة
 
(( 4 ))

أحتاج إلى الحنان مضاعفا ..ففي كل مدينة قلب جريح ..و حنين دام لا يعرف السكوت ولا الانتهاء ..الاحتضان .. حتى الموت ..سأرسم قرى على البحر..و أملأها بالصيادين ..وحقولا في السهول ..و أملأها بالمزارعين ..و سأطوف بالشعراء و الرسامين و السينمائيين .. كل مكان سوف نلهو مع ذلك الذي يحدث و هذا سيكون صيدنا و زرعنا ..سأطلق الصقور .. و النسور و الحبارى ..و أطلق الخيول و الظباء .. و النوقو أجعل الأشياء للأشياء ..و أضاعف سرعة الريح ..كي تأخذ بعيدا كل تلك الرطوبة في مواسم القيظ على ساحل الخليج ..و لن يضيع العشاق في بلدي ..بل سيحبون كل ما أوتوا من طاقة للعشق..راكلين بأقدامهم ..زيجات المناصب .. و القبائل .. و النقود و سيمرحون خارج الجدران ..و في الشوارع و غابات النخيل ..و تحت سماء الشمس والقمر ..سيقرأون و يأكلون و يشربون و يرقصون ..و يعرفون أشياء جميلة لم تدر بخلدهم .. من قبل قبل أن يعلنوا سن اليأس و اكتئاب الرتابة .. و القسرية ستكون النساء أجمل ..و الرجال أكثر رجولة مما عهدوا أنفسهم عليه ..

ياسَمِين الْحُمود 09-10-2020 07:24 AM

رد: ملابسات خاصة
 
(( 5 ))

و أنت يا ...لم تعرف معنى هذه اللوثة التي انتابتني..فأنام و قلبي لا يعرف لغة النوم ..أخاف عليه أن ينفجر و هو في صمته يثقب الرؤى ..و يكسر كل هذا المهجور بلغة غير منطوقة ..لم تفهم كل ذلك الإلحاح..لم تفهم حاجتي إليك..و لم أعرف كيف أخاطبك..كل ما أعيه أنني ندمت لتلك الملامسة ..و ندمت لأن الحب اخترقني إلى درجة الحمق و الانتهاك ..ليس هو الكبرياء الذي يتحدث ..و لكنه الضعف و الخذلان ..العجز من خلق لغة لتخاطب ..و الاستماع إلى صوت الغضب المبحوح وأنا أحدثك و أشتمك ..في الوقت نفسه ..أهرب منك و أسعى إليك ..و أنت تسأل عن تلك الخصوصية..الرجل العام ..و القلب الخاص .الأنثى المزدوجة و براغماتية الحركة هنا ..و هناك ..

ياسَمِين الْحُمود 09-14-2020 09:45 AM

رد: ملابسات خاصة
 
(( 6 ))

هل أقول أنك قتلتني من جديد و قد سبق ذبحي بأكثر من مدية؟!
الأشياء تفر من ذاكرتي ، و العصافير المجنونة تطير من جدار لآخر ، أحاول أن أعلمها الحرية خارج القفص و الجدران ، لكنها لا تتقن إلا لعبة الموت العبثي خارج ذلك كله ، و هي تفر من جدار لتصطدم بجدار آخر ، ثم تسقط من الإعياء ، تسقط لتموت هناك ، و تطاردني بكوابيس لا طاقة لي بها ، كوابيس مرعبة ، أستيقظ بحلق جاف و أشباح ، و أبحث عمن يحضنني فلا أجد ، أحضني فأنا أحتاج إلى ذلك ، و كيف كان لي أن أجيبك بغير السخرية ؟ !و أنا أعلم أن رغباتك ستتحول إلى نفور قاتل ،و برود يلهب كل مشاعري ، و يدخلني إلى دائرة الخوف ،لتحيط بي الجدران الباردة من جديد ، و أرتجف ارتجاف الطفل اليتيم، من أمام غابة من الشراسة القاتلة .

ياسَمِين الْحُمود 09-15-2020 12:21 PM

رد: ملابسات خاصة
 
(( 7 ))

إذن ، فلأفر من جديد ،علني أجد تلك الذات التي تضيع كل يوم وسط الآخرين ،علني أعرف كيف لا أضطرب و أنا أحادث الماضي و الجذور ،علني أعرف كيف لا أكون معلقة وسط هواء مضطرب ،علني أحتمي بالجدران التي أكرهها،و التي ضاقت بي و ضقت بها ،أكنت أريد جنـــيـنك، من أجل ذلك ،كي أضعه في جدران رحمي ، و أطلقه إلى جدران الدنيا ؟ !ألهذا كنت أراك نخلة ، و أراني نورسا للجنون ، عليه أن ينغرس في الأرض أكثرو أن يتعلم معنى الانتماء إلى الجدران ؟! لكنني أبدا لا أتعلم ،و كأنما التحليق هو قدري يا أيها الرجل ،،الذي يشبهني إلى حد انتقاء شبهة بي .


الساعة الآن 04:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team