منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   << صفحة من مذكراتي قابلة للنشر >> (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2024)

ساره الودعاني 10-25-2010 02:54 PM

<< صفحة من مذكراتي قابلة للنشر >>
 





بسم الله الرحمن الرحيم


<< صفحة من مذكراتي قابلة للنشر >>


<< حقيقية 100%100 وساخرة >>



الإنسان إبن بيئه مهما أبتعد عنها او أبعد عنها


والصحراء بالنسبة لنا كشعب عشق ابدي واشتياق دائم , ونمط الحياة في هذه السنين


لا يسمح بالأستمتاع بالصحراء كثيرا , وربما حالفنا الحظ في بضعة أيام من أيام



الربيع وما أجمل الربيع في هضاب نجد حيث تكتسي الأرض سندسا وتعبق روابيها

برائحة الخزامى والنفل

وما أروع الصباح في الصحراء في هذا الوقت من الربيع وما ازكى انفاسه , ويا


لروعة صوت ام سالم وهو يشق سكون الفجر معلنا إنبلاج الصبح , ولثغاء الماشية

لحنا اخر مغاير فالمراضع منهن يستجدين الرعاة بأطلاق سراح البهم من

صغارهن!!
كل هذه الذكريات وتداعيها كفيلة بأن تشد من عزمي


بأن أشارك الأهل في تلك السنة

برحلة ربيعية تمتد بطول عشرة أيام..


قبل العطلة الربيعية بيومين جائتني رسالة نصية من زوجة اخي الأكبر


{ ام عبد الله } تقول فيها :


لقد نجحت مساعينا في هذه السنة بأن ناخذ حقا من حقوقنا وهو مشاركة الرجال في


المخيم الربيعي في هذه المرة وعليكن التواجد في منزل العائلة الكبير


قبل الرحلة بيوم لتدارس الخطة..

وقبل الرحلة بيومين أقيم المؤتمر النسائي بقيادة ام عبدالله على المائدة المستديرة


{طاولة الطعام }

وقدمت لنا ورقة العمل التي من خلالها نعرف مالنا وماعلينا


وبعض ما جاء في الورقة وعلى الجميع الاطلاع عليها قبل الموافقة حتى


نضمن عدم التراجع او قطع الرحلة أو التأفف من الجو والمكان كما حدث مرات


عدة وفي رحلات أقصر, وقبل كل شيئ تحمل مسؤلية انفسهن وصغارهن


فالجو ليلا سيكون اشد بردا من مناطق الإسكيمو,

مع ملاحظة أن المخيم ليس تبرعا حكوميا ولا من منظمة اليونسيف ولكنه جهود


ذاتية وأيضا لا نضمن أن تتواجد فيه كل الضروريات وعليكن وضع هذا في الحسبان


وعلى كل من يود المشاركة ان يدفع حصته من تكاليف الإقامة والماكل والمشرب

فلستم قطيعا من الغنم تاكل من العشب وتشرب من ماء السماء ولم نشاهد عليكم لبسا

كفراء الخراف,

وستكون الضرورة القصوى هي السبب فيما لو أرادت إحداكن العودة الى المدينة !!


وكلكن راع وكل واحدة مسؤلة عن رعيتها من زوج واولاد, ولا مانع لدينا من دعوة

الضيوف كلا فيمن يخصة ,

وبما أن العدد كبيريصل لسبعين شخصا بين رجل وا إمرأة واطفال وعدد من


الضيوف بين الأيام ويصعب السيطرة عليهم بدون لوائح وقوانين تضمن للجميع

إقامة سعيدة ومتعة لا ينغصها كدر..


وفي نهاية المؤتمر وضعنا جدول عمل يومي وتم تقسيم الفرق , كل فرقة مكونه من


خمس نساء تترأسهن واحدة وهي المسؤلة عنهن ولا داعي للرجوع لرئسة المجلس


الاعلى..


{اليوم الأول }


عمل زوجي لا يسمح له في تلك الأيام بأخذ إجازة , فكان علي قبل ترك البيت بتفقد


حاجياته ووضع الأشياء في متناول اليد و اما لأكل فهو يعرف كي يتدبر امره ,

جمعت أشيائي التي دونتها في ورقة من باب الحرص فقرآتي لورقة العمل تجعلني

في خوف من نسيان شيئ

أخذت منه سهمي في تكاليف الرحلة م وودعته ,

وكان اخي يقف في إنتظاري في السيارة امسكت بيد أبنتي وركبنا ,


لم يكن الوصول للمخيم بشكل جماعي فالمكان يبعد عنا بمسافة مئة وعشرين كم


متر,

وصلنا الى المخيم وقد كنا اخر الوافدين إليه فقد كان الوقت يقترب من العصر


بنصف ساعة تقريبا


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم انزلنا منزل مبارك وانت خير المنزلين.

.
مخيم جميل على شكل قوسين متقابلين فكما هي عاداتنا للرجال قسم وللنساء قسم

منفصل بالطبع ليست غرف فندقية ولاحتى غرف من الحجر المصفوف ولا حتى

مشابهة لخيمة ميسون البحدلية قبل أن تتزوج معاوية أبن ابي سفيان فأغلب ظني أن


خيمة ميسون مغزولة من شعر الماعز المقاوم للحرارة صيفا وصادا لهبوب الرياح

الباردة في شتاء الصحراء ,
واكاد اجزم ان ميسون البحدلية لو كانت تسكن خياما مثل خيامنا في هذا الزمن

لما أنشدت من ضمن أبيات قصيدتها:
لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيف.. ولبس عبائة وتقرعيني احب إلي من لبس الشفوف !

فهي خياما تم تفصيلها من بقايا اقمشة جيش هتلر بعد ان ترك إرثا كبيرا منها لم تعد هناك حاجة لها,

وبين القسمين تقع خيمة المطبخ بل هي ملاصقة لقسم النساء فكما في الاتفاق المبرم


نحن النسوة المسؤلات عن الإعاشة اما القهوة والشاي فالرجال معهم ما يخصهم ,فلم

يعد الناس مثل بعض يشربونهن , فامراض السكر ونظام الحمية عند البعض يجعل

لكل منهم طقوسه في طريقة شربها , وايضا الشباب لهم مشاربهم الخاصة , فلم يعد

للدلال الموحدة على حافة الجمر وجود , وحل مكانها علبة النسكافية والكابتشينو ,

وبجوار مسحوق الهيل والقرنفل تقبع علبة مبيض القهوة وحليب البودرة ,..


كان اليوم الأول في المخيم عمل جماعي مشترك لنتمكن كلن من اخذ فكرة كاملة


وليكون العمل سهلا في البداية و تخلل ذلك جولة تفقدية عشوائية فالكل منا يتفقد ما

يهمه, فكان اليوم الأول مزدحم بالعمل وكان شرب الشاي يتخلل العمل , فكون

المخيم تم إستئجاره لا يكفي للعدد الكبير منا وايضا من يريدون الخصوصية في النوم


ومن له طقوسه الخاصة فقد جلب الأكثرية خياما خاصة بهم و ومع غروب الشمس


كانت إضائة ماطور الكهرباء تشتعل على جنبات المخيم

والخيام الخاصة تم تركيبها وتثبيت الأطناب ,


وكان توزيع الأماكن كاالتالي :


الخيمة الرئيسة ستكون ليلا لأمي واختي الكبرى أم أحمد وابنتها اما أولادها


فسيكونون في قسم الرجال فزوجها متوفى وفي النهار ستكون صالة للجلوس وللقهوة

وللسوالف

الثانية خيمة مفتوحة الجوانب لمن يحلو لهم السهر ليلا حول الجمر << لن أقول
النار ..
خيمة للعاملات التي معنا وأيضا معهن الفتيات من بنات اخوتي واخواتي ومن تريد

ايضا و مثلي يمكنها ذلك ,

وخيمة ملاصقة للمطبخ لتكون صالة طعام وبيت تموين ويتم فيها تجهيز الطبخ وقد


علق على عمودها الرئيسي جدول العمل اليومي واسم كل فريق ,وعلى رأس القئمة


في اول يوم فريق ام عبد الله فقد طلبنا منها ذلك لنرى كيفية سير العمل


فنحن نضع ثقتنا الكامله فيها..


وفي اماكن متفرقة يوجد اماكن الخيام الخاصة..

كان التعب أخذ من الكثيرين فبداوا بالنوم تباعا


حين وصلت الساعة الى التاسعة لم يتبقى سوى القلة


والذين ليس بينهم وبين النعاس رفقة ووداد!

و وضعت فراشا صغيرا بين امي واختي ووضعت ابنتي فيه


أضفيت عليها غطائها وانضميت الى الرفقة


هدوء يعم المكان ولسعات البرد بدت تتسلل الى جسمي حينها


أشعلنا نارا صغيرة وجلسنا نشرب شايا يزيد من ارقنا ولا نوم يلوح في سماء أهدابنا


ولا يقظة تسمح بالمسامرة اللطيفة فقررنا ان نفترق ونحاول النوم فلو جلسنا سنصبح

ونحن نعاكس الطبيعة نوم في النهار وفي الصحراء أيضا ,

وبالفعل ذهبت ودسست جسمي بين امي وابنتي وتوسدت ذراعي فقد تذكرت ان

فراشي في سيارة اخي واخي نائم وليس من الذوق ان اوقظه من هجعة النوم وقد لا


يستطيع العودة الى النوم مجددا ..

الجو بارد وغطاء أبنتي لا يكفي لنا جميعا وتقلبي الكثير شعرت بهِ امي واقترحت

علي ان أذهب الى خيمة الشباب لعل معهم فراش إضافي وخاصة ان ضوء الخيمة

مازال مضيئا, نهظت من مكاني ومشيت في حذر فالمسافة بين الخيام تطول ليلا

وحين وصلت صفقت بيدي ثم ناديت على إبن اختي ولم اجروء ان اطلب بطانية

بسرعة وكان المكان والوقت يوحين لي بأن الوقت غير مناسب للجلوس فكان لابد ان

ان اطلب بطانية ولحسن الحظ كان معه في سيارته بساطا ناعما وبعد جدال بيني

وبينه ان ياخذ هو البساط ويعطيني البطانية رفضت واقسمت ان أخذ البساط ,

طرأت لي فكرة أن أنام مع الفتيات والعاملات , اخذت بساطي الصغير ودخلت

الخيمة ووجدت الجميع نائمات وقد أصطففن كورق العنب في حلة فوضعت جنبي


بجانب احد الفتيات والتي قدامضت نهار امس في اللعب وهي تنتعل جزمة رياضية


ما كاد النوم يداعب اجفاني حتى اوقضتني رائحة الحذاء بعد ان خلعته الفتاة وهي

نائمة !

حينهه تذكرت عادل امام في مسرحية { الواد سيد الشغال } حين غنى امام عروسته:


كرهتك ياحبيبي من ريحة رجليك

استعمل ياحبيبي البودرة والفنيك

تروح الريحة حبة

ويمكن تستخبى

ساعتها يا.. حبيبي يمكن اعود اليك

بالأضافة الى رائحة الفكس وأبو فاس


كنت اظن العاملات يضعنه ليلا بسبب العمل الشاق في البيوت


واكتشفت الليلة انها مجرد طقوس ليلية لا اكثر!!


عدت الى خيمة أمي ووضعت جنبي الى جانب امي وأختي في هذا الوقت لم يتبقى


على صلاة الفجر سوى ساعة ويكاد الجميع يصحون


واتذكرت بشار بن برد حين قال:


لم يطل ليلي ولكن لم انم !


ربطت عيني بشال كان معي وامسكت بأهداب الساعة كي لا تعد دقائقها

وتمر ثم نمت..

لم اكد أشعر بطعم النوم في عيني حتى شعرت بركلة خفيفة من قدم اختي ام احمد


لتصحين لصلاة الفجر فهي لا تقدر على حني ظهرها كي تسحب الغطاء فهي تعاني


ألم به وخاصة في ايام البرد يشتد عليها , ولم أستطع النهوض فقلت:


لها أن لدي عذر شرعي فتركتني وذهبت..


بدأت الحركة تدب في ارجاء المخيم


ورائحة القهوة تسلل الى رأسي حتى كدت ان أرفعه من على الوسادة لولا ان رائحة


الفول وخبز الصاج التي لحقت بها فيما بعد وادت فكرة النهوض من النوم , في حين


كانت بنتي قد نهظت مع امي مددت يدي الى بقيت الغطاء ثم اكملت نومي


بدأت الأصوات اكثر حدة وحركة تكثر داخل الخيمة فتحت الغطاء ونظرت في وجوه


الجالسين حولي وقلت أصبحنا وأصبح الملك لله لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

ثم اردفت كيف أصبحتم ؟


ونظرات ساخرة من الجميع حين قالت ااحد اخواتي أي صبح ؟


الساعة الواحدة ظهرا وقد صلينا !

نهظت من فراشي وطويته ووضعته فوق بقية الأغطية في زاوية الخيمة , خرجت


وتوضات ثم رجعت الى الخيمة أخذت سجادة كانت على مراى مني


وسألت عن القبلة من أين؟

إلتفتت أختي ام أحمد قائلة:


حين اوقظتكِ لصلاة الفجر قلتِ أن لديك عذر شرعي

أين ذهب العذر الأن ؟

سألتها أحقا قلتُ هذا ؟


ثم تداركت للخروج من المأزق أننا نعتبر في سفر ويجوز لنا الجمع في الصلاة !

وبدا الكل يبدي رأيه بعضهن تقول يجوز واخرى تقول ليس بتوفر الماء والمكان


المريح وتحديد مدة الأقامة << مشكلة نحن العوام حين نمارس الفتوى !


أنهيت الصلاة احضرت قهوة من المطبخ ووجدتهم يريدون وضع طعام الغداء


عدت الى الخيمة وجلست في احد الزوايا لأشرب قهوة الصباح في وقت الظهيرة


وفي أثناء ذلك اتصلت بصعوبة على ابن أختي وذلك لبعد ابراج الأتصال ورجوته أن


يدخل الى المدينه ويشتري لي خيمة صغيرة والتي تصنع من البلاستر والفينيل


حتى لو كانت مترين في مترين فليلة البارحة مرت بسلام ولكن لا أود تكرارها


فليست بذلك المتعة والأستقلال مطلب الشعوب لاشي يعدل الحرية والأستقلال


فكم من الضحايا خسرت الدول من اجل الأستقلال؟

وعدني ان يأتي بها..


بعد العصر كان هنا حفلة بسيطة تضمنت لعب للأطفال وكلمة توجيهية عن نظافة


المكان وحسن التعامل والمحافظة الصلاة قبل اللعب


وبعدها تم تكريم زوجات أخوتي من قبل اخواتي البنات وتقديم هدايا تذكارية وذلك


عرفانا منا بعشرتهن الجميلة مع أخوتي وحرصهن على التواصل معنا وهن بدورهن


قدمن الشكر على تذكرنا لهن ..


كان عمل واجبات المخيم والعشاء لفريق ام عبدالله فاستأذن الفريق للذهاب,


أكملن الحفل بعد المغرب وبعد صلاة العشاء كان تقديم العشاء قد حان..

بعد العشاء يحلو السمر على حافة الجمر ولكن امي ليست معنا هنا فهي قد عملت


عملية في عينيها ودخان النار قد يسبب لها إنتكاسة لذلك كانت الجلسة منقسمة فكان


فريق في خيمة الجلوس امام النار ومعظمهن من الفتيات ,


بينما كنت مع أمي وبقية النسوة..


حان وقت النوم فالليلة مختلفة لدي خيمة صغيرة وفراشي أحضرته باكرا من السيارة

,
ولكن تذكرت ان غدا هو يوم فريقنا في العمل وإدارة المخيم لذلك كان علي العمل


على ربط خيمتي على وجه السرعة وكان ذلك سهلا فهي خيمة بسيطة تبدو من


شكلها ان إستعمال واحد فقط وضعتها وجمعت التراب حولها ووضعت بعض


الحصى فوق اطرافها فلو حدث ان هبت رياح ليلية فهي بلاشك ستكون او خسائر

المخيم لسهولة إقتلاعها , فيما اخترت مكانا قصيا من المخيم لوضعها

وضعت فراشي أنا وابنتي وما عن وضعت رأسي على الوسادة حتى طالبت بقصة


رويت لها قصة مخيماتنا السابقة ثم نمنا بعد جهد جهيد مع الارق


الذي كان له الليلة مبرر فقد نمت الى وسط النهار هذا اليوم..


وكان للبعد عن مضارب القبيلة دور في ان أصحو متاخرة فلا أحد يتبرع وياتي


لإيقاضي لصلاة الفجر وصليتها مع صلاة الضحى << اللهم لا رياء..


حين وصلت لخيمة امي قبلت رأسها ورأس اختي فهي بمثابة امي فقد ربتني هي


أيضا شربت القهوة على عجل ولحقت بفريقي الى المطبخ<< أية رئيسة هذي !


وحين وصلت الى المطبخ يا الهي ما ذا أرى؟


رأسي خروف << كيف تكتب إذا كانا
خروفين ؟
ومصارين وكرش وكوارع في طشت وبقية اللحم في طشت اخر !!


لم أسال بعد فقد اخبروني بمجرد وصولي ان اخي الأصغر يريد ذبح عقيقة إبنه المولود حديثا !

فقلت لفريقي الأمر لله فهذا امر قد دبر باليل ! << < كالعادة حين تسيطر نظرية


المؤامرة على افكارنا دائما!


اتصلت على اخي أبو المولود الجديد وكان في نيتي التخلص من كونهن سيطبخن في


يومي في العمل فقلت له ان العقيقة تذبح للصدقة عن المولود بعد اسبوع من الولادة

وليس بعد ان يصبح عمر المولد شهرين !!وكيف لنا ان ناكلها في رحلة برية وعليك

ان تتصدق بها على من حولنا من الرعاة , وعليك إحضار عدد من كراتين بنات

المؤذن فهن اسهل طبخ واسهل هضم , كان جوابه سريعا حين قال:


لقد تصدقت بالثلث بالفعل واحضرت البقية وبالنسبة للدجاج سأحضرمنه كرتونا

لمن لا يحب لحم الغنم وعليكِ بالبدء بالعمل فلا مفر ولدينا ضيوف اليوم الشيخ

......فلان وابنه حضروا من مكة لموضوع خاص بهم ودعوناهم للحضور لنا الليلة

, وإذا كان ينقصكم بعض اللوازم فقولوا قبل أن يتأخر الوقت واغلق الخط !!

وكان الأمر الواقع إذا لنبدأ العمل بسم الله..

أجتمعت مع فريقي بما اني ألاكبر سنا بينهن ولي خبرة نظرية وليست عملية للاسف


فقد قلت لهن ان شعاري في الحياة { لا مركزية في العمل } سنطبقه اليوم فالوقت

سيضيق بنا لو جعلنا العمل مركزي <<وكاننا في شركة


وليس في خروف سيطبخ في ساعتين على الأكثر.


وبما ان المكان والزمان لا يحتمل التنويع والبهرجة في الأكل لذلك سنوزع العمل

كالتالي:

لميس .. ستطبخ الخضار بالمرق


أمل.. مسؤلة عن السلطة

بشرى .. عليها تسوية الرز وذلك بعد أن تنتهي .. نورة... من طبخ اللحم وانتشاله


من القدر الكبير ووضع البهارات والكمون وصلصة اللحم


اما انا فالأمر لله ساطبخ الكوارع والرأسين في قدر منفصل عن بقية الللحم..


تبقى الكبد وهذه حساسة جدا لا يمكنها تحمل الوقت

لذلك يمكننا الترفيه عن انفسنا ومنح بعض المتعة للفريق


وذلك بشويها وتناولها اثناء العمل مع الخبز وشيئا من شرائح الطماطم..

لا تسير بعض الأمور حسب ما خطط لها

في البداية انقطع إنبوب الماء القادم الى المخيم من الراوية


{ البرميل الكبير أو الخزان } بفعل لعب الصغار به , وبعد ان تم اصلاح الانبوب


واستبداله من محطة المحروقات التي تقع على الخط الرئيسي

بعدها فرغت { دبة } الغاز ما هذا لم يمر يومين على وضعها وتم الأستعانة

بالشباب لأحضار جديدة او تبديلها ولكن لا حياة لمن تنادي فقد ذهبوا قريبا الى مخيم

مجاور يلعبون الكرة معهم , ولم يكن موجود ساعتها سوى أخي الكبير ليذهب الى


المحطة ليبدل البرميل ..

كل هذا اخذ وقتا سيؤثر بلا شك على سير العمل,

وبعد صلاة العشاء حضر الجميع وحضر الضيوف وبعد تناول القهوة إتصل اخي


يسأل عن العشاء متى ينتهي ؟ ؟


ثم إتصال اخر يستعجل فقلت:


له هل يصلح ان تاكلوا بعض التشيبس او التسالي ريثما ينتهي العشاء ؟

قال:

ليس هذا وقت المزح فلدينا ضيوف والجور بارد وقد لعبنا كرة وجعنا

أسرعن ..

وام عبدالله تطل علينا بين حين وأخر تعرض المساعدة وقد كان بودي لو انها تفعل


لولا بعض التحدي الذي صممنا عليه


مع ان الوقت لا يسمح باستعراض العضلات

واخيرا انتهى العشاء
بودي لو اني اخذت مع صورة تذكارية للتاريخ ولكن الوقت داهمنا


وتم وضعه في أواني الأكل ورتبناه في خيمة الأكل التابعة للرجال


والقسم الأخر في الخيمة الكبيرة للنساء

وبالطبع جمعنا الأطفال في مكان أخر فقد كان الطمي والطين يعلو ملابسهم

وشعورهم من اللعب..


وبعد العشاء إنهال المديح على فريقي بأن الطبخ لذيذ بحيث لم يتبقى منه شيئا يُرى !


بالطبع أنا اعرف سر الطبخ اللذيذ إنه الجوع فهو امهر الطباخين..


لدي سر أخر في سرعة تنظيف المكان وهو بتحفيز الصغار على المساعدة ببعض

الأغراءت بالحلوى كل طفلة وطفل بيده كيس وتمت الحملة في وقت قصير


واخيرا انتهى يوم فريقنا ويمكنن الأستمتاع ببقية أيام المخيم دون مسؤلية ,

وحان وقت الشاي والسمر الطويل بجانب النار

حتى تنعس كل عين..

بقية الأيام متشابهه ما عدا اليوم العاشر والأخير فقد بدا المسلسل الدرامي بعد أن

حان وقت الرحيل وربط الأمتعة فقد بدأ الصغار بالصياح والأحتجاج على انتهاء

المخيم , حتى الوعود بالقيام بمخيمات مماثله فيما بعد لم تنهي الأحتجاج وكان

الرحيل في منتصف الليل..

وقد دونت في نهاية هذه اليوميات ملاحظات صغيرة لنفسي وهي:
1 .. تجربة عيش المخيمات مع فارق ان هذا مخيم ترفيهي وليس مخيم اجباريا بفعل

ظروف قسرية

أوالنازحين من ديارهم بدافع الهرب من اوضاع سيئة


2.. العمل الجماعي والشعور الممتع بالأنجاز

ا
3.. الأعتراف بالطبقية الأجتماعية حتى على مستوى الأسرة الواحدة << خيمتي


المتواضعة دليل كبير على وجود الطبقية المقيتة ..


الصحراء حيث النقاء والطبيعة حتى لو كانت جافة في معظم الوقت


إلا انها ممتعة وبسيطة وتجدد الحياة


4 .. متعة العيش مع الأسرة الكبيرة وتجديد الوداد والروابط

...

وبالأخير أقدم اعتذاري لكم عن الإطالة ..

*
*


باقة من زهرة الخزامى لكل من مر من هنا..

عمر ابو غريبة 10-26-2010 02:56 PM

سيدة بريدة
هنا تتجلى بساطتك وعفويتك التي ذكرتها من قبل وهو ما جعلني أكمل القراءة لآخر كلمة رغم طوله مستمتعا به ومتغاضياً عن هفواته.
أجد يومياتك وأسلوبها أفضل من شمس الأصيل وفيها ثقة أكبر بالنفس وتهكم وسخرية محببة تجذب القارئ.
وأعجبني كذلك التوقيع!
وأعترف أن ذلك يشكّل دعاية إعلامية لي!ولكنك لستِ ملزمة بذكر اسمي
مودتي واحترامي
أختاه

ريم بدر الدين 10-27-2010 04:02 PM

ربما إذا أتينا لتصنيف هذا العمل فهو يندرج ضمن أدب الرحلات
لكن روائية الايام المقبلة سارة الودعاني بقدرتها اللغوية المتميزة و عينها الفاحصة المدربة و التي استطاعت بذكاء ان تسوق لنا الاحداث بكل حرفية و شفافية و خفة الروح الظاهرة حولت النص الطويل نسبيا إلى عمل يرقى لأن يكون رواية إذا تم تشذيبها
كانت كمصور محترف جال بنا في أرجاء المخيم و التقط من زوايا احترافية صور بانورامية للمخيم و صور " كلوز" بحيث أمكنني أن أرى الانطباعات و أسمع التعليقات و أشم روائح الطعام و الهيل
سارة الودعاني تدهشني في كل مرة أقرأ لها
و لولا الاخطاء الاملائية و الكيبوردية لكان النص مكتملا
تحيتي دوما

عبدالسلام حمزة 10-27-2010 08:32 PM



الأديبة سارة الودعاني

سلمت يداك , على ما كتبتيه , لقد عشت بين الكلمات

وفي الأمكنة التي ذكرتيها , كان سردك جميلا ً إنسيابيا ً

بعيد عن التصنع والكلفة وهذا ما يميزك

حقيقة استمتعت جدا ً وأتمنى أن تكرريها

سلامي لك والتحية .

ساره الودعاني 10-31-2010 03:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو غريبة (المشاركة 38395)
سيدة بريدة
هنا تتجلى بساطتك وعفويتك التي ذكرتها من قبل وهو ما جعلني أكمل القراءة لآخر كلمة رغم طوله مستمتعا به ومتغاضياً عن هفواته.
أجد يومياتك وأسلوبها أفضل من شمس الأصيل وفيها ثقة أكبر بالنفس وتهكم وسخرية محببة تجذب القارئ.
وأعجبني كذلك التوقيع!
وأعترف أن ذلك يشكّل دعاية إعلامية لي!ولكنك لستِ ملزمة بذكر اسمي
مودتي واحترامي
أختاه


الشاعر عمر ابو غريبة في مخيمنا ؟

يامرحبا تراحيب المطر حين تحتفل به الصحراء

ممتنة جدا لتواجدك وقرأتك للموضوع رغم طوله { لقد أختصرته بشكل قد يكون أضاع الكثير من الأحداث التي تستحق الذكر}
ورأيك يهمني فقد خفت أن تكون السريخة لها اثر عكسي على القبول بها كقصة حقيقية..

إسمك بجوار التوقيع هو التوقيع بذاته

فشكرا لكرمك وحسن ذاتك..

أحمد فؤاد صوفي 11-01-2010 12:09 AM

أديبتنا اللامعة سارة الودعاني المحترمة

مع وجود التلقائية في الكتابة . .
ومع عدم تنقيح النص قبل النشر . .
فأنا قد استمتعت بالقراءة . .
وأحسست أنني كنت بينكم في هذه الرحلة . .

الصحراء . . لا يوجد أجمل منها . .
يحتاج الإنسان إلى التأمل وهدوء النفس . .
ويتجلى ذلك تماماً في الصحراء . .
عوضاً عن جمالها اللامتناهي . .
وهي لا يمل منها أبداً . .
وفي أي وقت من السنة . .
يبرز لها جمالها الخاص . .

بورك القلم . .
تحيتي واحترامي . .
دام يومكم بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

ساره الودعاني 11-03-2010 01:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 38577)
ربما إذا أتينا لتصنيف هذا العمل فهو يندرج ضمن أدب الرحلات
لكن روائية الايام المقبلة سارة الودعاني بقدرتها اللغوية المتميزة و عينها الفاحصة المدربة و التي استطاعت بذكاء ان تسوق لنا الاحداث بكل حرفية و شفافية و خفة الروح الظاهرة حولت النص الطويل نسبيا إلى عمل يرقى لأن يكون رواية إذا تم تشذيبها
كانت كمصور محترف جال بنا في أرجاء المخيم و التقط من زوايا احترافية صور بانورامية للمخيم و صور " كلوز" بحيث أمكنني أن أرى الانطباعات و أسمع التعليقات و أشم روائح الطعام و الهيل
سارة الودعاني تدهشني في كل مرة أقرأ لها
و لولا الاخطاء الاملائية و الكيبوردية لكان النص مكتملا
تحيتي دوما



مرحبتين استاذ ة ريم

يسعدني كثيرا جدا رأيكِ وقرأتكِ الجميلة هذه

هل تعلمين يا أستاذه اني تخطيت الكثير مما كتبته

لطول النص تجنبا للملل فالوقت الأن لا يسع الكثير منا..

اما الاخطاء كما قلتِ أنتِ كيبوردية والكثيرة منها أيضا جهلا مني,
ولعلي اجد لديكم عذر لي..

كوني بخير استاذه ولا حرمني الله من تواجدكِ.

ساره الودعاني 11-03-2010 01:59 PM




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 38610)


الأديبة سارة الودعاني

سلمت يداك , على ما كتبتيه , لقد عشت بين الكلمات

وفي الأمكنة التي ذكرتيها , كان سردك جميلا ً إنسيابيا ً

بعيد عن التصنع والكلفة وهذا ما يميزك

حقيقة استمتعت جدا ً وأتمنى أن تكرريها

سلامي لك والتحية .



مرحبتين استاذي عبدالسلام حمزة

الله يسلم قلبك ويسعدك في حياتك

سرني جدا قرآتك ومعايشتك للنص

والذي لا يكتمل بدون تواجدك


كن بخير دائما..

ساره الودعاني 11-03-2010 02:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 39221)
أديبتنا اللامعة سارة الودعاني المحترمة

مع وجود التلقائية في الكتابة . .
ومع عدم تنقيح النص قبل النشر . .
فأنا قد استمتعت بالقراءة . .
وأحسست أنني كنت بينكم في هذه الرحلة . .

الصحراء . . لا يوجد أجمل منها . .
يحتاج الإنسان إلى التأمل وهدوء النفس . .
ويتجلى ذلك تماماً في الصحراء . .
عوضاً عن جمالها اللامتناهي . .
وهي لا يمل منها أبداً . .
وفي أي وقت من السنة . .
يبرز لها جمالها الخاص . .

بورك القلم . .
تحيتي واحترامي . .
دام يومكم بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

مرحبتين أستاذ احمد فؤاد صوفي.


بقدر ما أسعد بتواجدك وقرآتك بقدر أكبر أخجل من تشوه النص بهذه الأخطاء


فأنا أبذل أقصى جهدي لتخطيها وإظهار النص بشكل خالي من الشوائب

حتى يليق بقرآة الأديب مثلك ولكن !!

ربي يسعدك كما اسعدتني بتواجدك الجميل ..

لا حرمني الله توجيهاتكم..


الساعة الآن 10:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team