منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مِنْبرُ الدِّماءِ ( إلى شُهداءِ البُوكَمال ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=4282)

مختار الكمالي 04-05-2011 03:50 PM

مِنْبرُ الدِّماءِ ( إلى شُهداءِ البُوكَمال )
 
مِنبرُ الدِّماءِ
(( إلى شُهداءِ البوكمال , ضحايا المروحيَّات الأمريكيّة الجبانة))

شِعر : مختار الكمالي

ارحَـلْ .. فَمِثلُكَ لا يَخافُ رحيلا
وَ اتـرك لِـمِثليَ مـنبراً و هديلا

ارحَلْ .. فإنَّ الخوفَ يطوي ظِلَّهُ
و الرَّاحلونَ قد ارتضوكَ بَديلا

ارحَـلْ .. و لكن دَعْ مكانكَ نخلةً
لـتظلَّ فـينا شـامِخاً و جـميلا

ارحَلْ .. و خُذْ معكَ الكرامةَ كُلَّها
و اتركْ دماءَكَ للكِرامِ دليلا

رافِقْ صِغاركَ للجِنانِ فإنَّهم
يتعجَّلونَ مقامكَ المأَمولا

و دَعِ الطُّغاةَ فخيرهم -قُدَّامنا-
و اللهِ يبقى خانِعَاً و ذليلا

يا أيُّها البطلُ النبيلُ وَ لا أرى
عَبرَ المدى -إلّاكَ أنتَ- نَبيلا

قـالتْ دمـاؤكَ لـليتامى و الثكا
لـى : ويحكم .. لا لا أريد عويلا !

أنـا مـنبرٌ و الـحقُّ فوقي خُطبةٌ
قـالتْ لِـمَن رامَ الـرَّحيلَ عجولا

اضرب بنعلكَ وجهَ (بوشٍ) و اعتذرْ
لـلـنَّعلِ إذْ ذَلَّـلـتَهُ تـذليلا ! **

فَلَأنتَ أَشجعُ من جميعِ جُيوشِهم
و لَأنتَ أقربُ من يغيبُ طويلا

و لَأنت أشرفُ مِشعلٍ في دربنا
و لَأنتَ أكبرُ من يشاءُ رحيلا

باللهِ ربِّكَ يا شهيدُ وَ أنتَ مَنْ
قَلَبَ الدِّماءَ بِطُهرهِ قِنديلا

عَرِّجْ على نَهرِ الفُراتِ و قُل لَهُ :
قِف و انتظرني يا فراتُ قَليلا

فلَعَلَّ قربيَ لحظةً من منبعي
يشفي من القلبِ العليلِ غليلا

عيناكَ أشجعُ من قنابلِ غَدرهِم
طُرَّاً , تخيَّرها التُّرابُ نَخيلا

و يداكَ أطولُ من بنادِقِهم يَدَاً
قَطَفَتْ إباءَ الواقفينَ فُحولا

أفدي يمينَكَ بُورِكَتْ مِنْ رايةٍ
جعلتْ رحيلكَ بالخُلودِ كَفيلا

رئةُ الكلامِ اللَّولبيِّ تبرَّأتْ
من شهقتي و تبدَّلتْ تبديلا

خَضراءُ أرضُ نهايتي , و أكُفُّهُا
حُـمـرٌ يُحَمِّلنَ النَّبيلَ نبيلا

فأنا ابنُ عَمِّ الـمَوتِ , لونُ نَقائِهِ
و بقائِهِ جيلاً يُـجَنِّدُ جيلا

و أنا ابنُ عمِّ الـمَوتِ , غافٍ في يَدِي
ثأرٌ تَأبَّى غَيظُهُ التَّمثيلا

قد كُنتُ أعجبُ كيفَ تنبثقُ الرُّؤى
ناياً و يشتعلُ الكلامُ فَتيلا

و الآنَ ترحلُ تاركاً إطراقتي
و تشتُّتي و ترقُّبي المجهولا

ما عُدتُ أعجبُ فالقَوافِلُ في دَمِي
رحلتْ و عافَتني بها مشغولا

يـا لـيتني كنتُ القريبَ لرَحلِكُم
لأعـودَ تـحتَ نـعالكُم تـقبيلا !


دمشق 30/10/2008

هامش :
** كُتِبَتْ هذه القصيدةُ قبلَ حادثَةِ (منتظر الزّيدي) بأكثر من شهرين و نشرت في جريدة البعث في اليوم التالي لها !.


الساعة الآن 12:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team