|
ذكريات البرتقال
كعك البرتقال الذي اتفقت صديقاتي على أنه ألذ من الكعك المزين بالكريما , والذي يباع في المتاجر الفخمة , رائحة صابون البرتقال الذي تصنعه جارتنا , والتي لم تفارق جسد جدي العجوز حتى وفاته , عصير البرتقال الذي يبيعه خالي في متجره القريب من منزلنا . كل هؤلاء ضربوا أمامي جسر آخر لأعبره , كان جسر البرتقال المعلق أمامي يمتد بامتداد أشجار البرتقال , والتي عاشت صامدة على أرضنا أكثر من أربعين عاماً .
لما تأخرتُ ...؟! كنت أريد أن اقتنص من البرتقال لون الغروب , أن أرقب السماء والطيور , أن اصطف مع جموع الحالمين , وأعانق الذكريات بهمس دون صوت . لازال هناك ثمة أشياء جميلة تستحق أن ارمي هذه الأغلال الكئيبة لأعلق بطيفها , واسترشد بخطاها اتلمس طريقي لأعود من كوني تائهة لـخبيرة . أركض , أركض , أركض .... تنزوي الذكريات بعيداً .. مازال الطريق طويلاً .... كنت أعدو خلال الثلاثين الدقيقة التي مضت بمحاذاة الطريق البحري , بينما أفكر ...لكن.... لم أكن أرى سوى جداراً أمامي طوال الوقت , جدار أسمنتي , خرسانة من الحديد , عائق صخري ...أو بالأصح أفكاراً مزعجة .... في لحظة وسط صخب الأفكار قفزت شجرة البرتقال إلى ذهني .... قد جئت لمدينة الأحلام مفلسة من الأمل , وكنت آمله أن أملأ جيوبي بحكايا جميلة , وأرمي البذور التي أهدتني إياها الرياح في قلب الجبل , فيزهر من حوله وادي وتلال .. وكنت أتخيل أن كل شيء سيكون سهلاً كالحليب الصافي , لا تعكره بكتيريا التخمر ... لكن لم يكن الأمر كذلك ... جئت أحمل قدماي وثقل قلبي طوال الطريق .. الى المدينة .. و هذه المدينة تعج في فوضى بغيضة , وكنت أحرث في أرض عقيمة ... وكان الحلم يذبل .... ويذبل .. لكن ... سأمشي عائدة بذات الحقيبة , وذات الملابس ... وذات الحلم الذي جئت أحمله دون ندم ... لازالت رائحة البرتقال قادرة أن تسافر أميالاً في مخيلتي ... لازلت أحاول أن اقتفي أثر الذكريات لأعود ... |
رد: ذكريات البرتقال
لازالت رائحة البرتقال قادرة أن تسافر أميالاً في مخيلتي ... لازلت أحاول أن اقتفي أثر الذكريات لأعود ... ما أجمل ذكرياتنا مع بيارات البرتقال المرزوعة على جانبي كل طريق نمرّ بها !! أثرت بداخل عيوني ألف دمعة لكنها لم تسقط .. لأن رائحة البرتقال قادرة أن تسافر بك وبنا أميالاً لا بد من عودة .. والأمل بالله كبير عساني ما أخطأت أنك ابنة الأرض الخالدة ( فلسطين ) فما من فلسطيني كاتب إلّا وكتب عن الزيتون وجذوره التي تضرب في قيعان الأرض وعن البرتقال الذي لا رائحة توجد على أي أرض مثل رائحته العطرية الطيبة شكراً أيتها العزيزة الغالية كلماتك قطعة من كيك الممزوج بعصير ومبشور البرتقال الطيب تحية ... ناريمان |
رد: ذكريات البرتقال
اقتباس:
ما أجمل قلبك ناريمانه ... للعلم أحببت تعليقك وقرأته أكثر من مرة ... اسأل الله لك سعادة تشبه قلبك ... كلماتك تستوقفني ... فأقول كما قال الشاعر " بلاد العرب أوطاني .. " وإن كنت يمنية الهوية لكن أفخر ولي شرف بأن أكون فلسطينية الهوى وإن لأحب فلسطين كأنها قطعة مني ... وأرجو الله في علاه أن تفتح أبواب القدس لكل مسلم وعربي قريباً ... إحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل .. وأما عن البرتقال فلي صديقة طيبة كنت أعرفها من العراق في أحد المنتديات وقد حدثني عن مدينة البرتقال "ديالا " وهي أقرب رائحة ووصفاً لما ذكرتي ... وأشعر بالأسف إنه لم يتسنى لي رؤية شجرة برتقال واحدة في حياتي بعد... ولكنها الكتابة التي نتشارك فيها روائح الأشياء و المشاعر ... و لاأنكر إني من محبي البرتقال ... وقد قرأت عن تلك الفائدة الصحية له في تحسين التفكير وتقوية الذاكرة ... كما يقف شامخاً على رأس مضادات الألتهاب , وخصوصاً إلتهاب المفاصل والعظام . شكراً أيتها الغالية ... مررت فكان مروراً جميلاً ..... جميلاً بحق .. أسعد الله صباحك .... و أوقاتك جميعها بالخير ... :31: |
رد: ذكريات البرتقال
يا لها من ذكريات جميلة لو لا الجدار العنصري ،جميل ما قرأته، الحنين إلى الماضي الجميل ��
|
رد: ذكريات البرتقال
اقتباس:
ابنة اليمن .. بلادي وبلادك وبلاد كل العرب أحبها سكنت العراق فترة من زمن وأحببت فيها كل شيء أنهارها وخضارها وفاكهتها وشوارعها وأسواقها ووووو لي فيها ذكريات لا تموت حتى أنني كتبت موضوعاً اسمه ( بغداد بعض روحي ) أما البرتقال .. ففي فلسطين بيارات واسعة فيها مئات الآلاف من أشجار البرتقال بألوانه ( الأصفر والبرتقالي والأخضر والأحمر ) وربما تستغربين اللون الأحمر المسمى ( دم الزغلول ) عصيره أحمر بلون الدم ( سبحان الله ) وللعلم .. الاحتلا الصهيوني . إذا أراد أن يقهر الفلسطيني ، يقتلع أشجار الزيتون أو أشجار البرتقال ، لكن والحمد لله ، نقاوم ، فهو يقتلع من مكان ونحن نزرع في مكان آخر حتى لا تموت قضيتنا .. وسأنقل لك هنا بعض الصور من شجرة البرتقال يسعد صباحك وصباح اليمن الذي سيبقى سعيداً بحوله ملاحظة ,, في اليمن هناك مدينة مأرب يقال بأنها ( موطن البرتقال اليمني ) فهي تنتج 130 ألف طنا من البرتقال سنوياً وهذه الصورة شاهدة : https://up4net.com/uploads3/up4net-برتقال-اليمن.jpg |
رد: ذكريات البرتقال
|
رد: ذكريات البرتقال
نص جميل أخذني إلى ما اختزن في ذاكرتي عن يافا وبيّاراتها التي مذ جئنا على هذه الحياة ونحن نسمع عنها ولا نراها.. عسانا نصنع نصرها قريبا
العذبة منى سلمت وهذا الجمال دامت حروفك زكية محبتي |
رد: ذكريات البرتقال
اقتباس:
رفع الله قدرك يالغالية ... وإنه لترحيب ثان أسرني وإني من حديثك عن تلك البيارات الحلوة وددت لو أزورها مره إن شاء الله فأنا ريفية التفكير وأعشق كل ماهو أخضر وطبيعي ويمث صلة بالأرض وأنت تقولين مئات الآلاف فهذا يدل على رقة واسعة من الأرض البرتقالية ولكن مامن أحد يتحدث عن ذلك في قنوات التلفزة ونحن في جهل عن ذلك وخاصة البرتقال الأحمر ... سبحان الخالق ... لم أعرف سوى البرتقال واليوسيفي .. ولكن أسعفني المتصفح بصورة للبرتقال الأحمر وكانت أقرب للرمان كما بدا لي ... أجل كما ذكرت , ولكن مأرب منطقة بعيدة عنا ويستصعب علي زيارتها وربما لهذا لم أرى سوى المنتوج فهناك برتقال يمني في الأسواق ولازال هناك من يزرعون فهناك محاصيل الطماطم والموز والتفاح ....ألخ ولكن أجزم إن برتقال فلسطين أطيب وألذ ... لاأعرف لما .. إن فلسطين في نظري ظهر الأمة تذود عنها شر الأحتلال ... فسلمت الباسلة ... العدو لايأتي إلا على مايستطيع وإرادة الصمود و النضال خير رد ... المكان الذي يهدم فيه منزل يبنى آخر ... الشجرة التي تقلع تزرع أخرى مكانها محاولة المماطلة مع الوقت حتى يستفيق العرب من غفوتهم ويهبوا لنصرة أقصاهم ... نسأل الله لهم الثبات على الحق ... لكم كنت أرجو أن تكوني لي جاره فالحديث معك يؤنس .. وأنت الرائعة التي يسعدني حضورها ... لقلبك ناريمانه ..:20: |
رد: ذكريات البرتقال
اقتباس:
وددت لو أني كنت معك في الرحلة :45: |
رد: ذكريات البرتقال
اقتباس:
مروركـ الراقي أسعدني ... وددت لو أسمع نقداً .... سيأتي النصر إن شاء الله فلاظلمة أبدية ... آمين ... مودتي ...:31: |
| الساعة الآن 08:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.