منتديات منابر ثقافية

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخيِ المسلم : أتانا الإسلام ليعلمنا كيف نعيش على هذه الأرض , وضع لنا الأسس و المبادىء , فَصَّل أموراً , و أبقى أخرى , نُعمِل فيها عقولنا , و نستنبط منها ما ينفعنا , و هذا التقسيم لم يكن قط عبثياً, بل كان عن عـلم و حكمة , و لأن معرفة هذه الأمور هو أمر جلل , بالغ الأهمية , و لا يقدر بثمن , فكان حقاً علينا أن نسمي علماءه بأساتذة الحيـاة , و علمه بعلم الحيـاة , فهو يتضمن ديناً و دنيا , دين نطبقه لنرضي الإله عزوجل , و دنيا نتعامل فيها بما يرضيه سبحانه و بما يحقق لنا مصالحنا العاجلة , نقدم أمراً , و نؤخر آخر , و ذلك حسب ما نرى و نجتهد , و علماء الحيـاة قليلون , ذلك لأن الجمع بين العلمين لا يتسنى إلا لقلة من الناس , و لكن هذا لا يعني أن بقية المسلمين قد امتلؤوا جهلاً , بل إن كثيراً من المسلمين قد بلغ في ذلك مبلغاً وسطاً , أو دون ذلك أو أكثر , و إن ذهبت تطلب هذا العلم فستجد من المشاق ما الله أعلم به , و ستتكلف من العمر و الجهد و المال ما يثقل كاهلك , و لكنك في كثير من الأحيان ستجد من يقدمه لك من دون أي ثمن , بل إنه سيزيد على ذلك بلمسات حنانه و حبه و عطفه , إنهم الآباء و الأمهات , أصحاب العطاء العظيم , و المنة الكبيرة بعد الله عزوجل , و بعد رسوله صلى الله عليه و سلم , فتحية إجلال لكل أب و لكل أم قدمت لأولادها علماً فتح لهم الطريق ليسيروا و يرتقوا صعداً , يبلغون الأماني و ينالون الفردوس في جنة ربهم .
أخي المسلم : أن تكون أستاذاً في عـلم الحيـاة , تنثر الخير يمنة و يسرة , على القريب و البعيد , فأجرك على ذلك لا يقدر بثمن, فأحسن الصنعة و أتقنها , و لا تتهاون و لا تتكاسل في كسب المزيد و تعليمه , تنل بذلك سعادة الدارين .

الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 7 نيسان 2015