منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر مختارات من الشتات. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=26)
-   -   مقتطفات من كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7261)

سها فتال 11-25-2011 07:05 PM

مقتطفات من كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة
 
أضع بين أيديكم مقتطفات من الكتاب الرائع
أفكار صغيرة لحياة كبيرة
للكاتب المصري كريم الشاذلي
وأترك التعليق لكم
وهي ليست بترتيب الكتاب

الفكرة الأولى

قصقص حلمك
في أحد البرامج التلفزيونية كنت أتناول الحديث عن الأحلام وأهميتها لكل واحد منا ،
ووجدت أن هناك ثمة اختلاف بين المشاهدين في نقطة تحديد الحلم أو الرؤية المستقبلية ،
وهل الأفضل أن يكون حلم المرء بسيطا وقريبا من واقعه ، أم يكون كبيرا براقاً ،
وأجاب مؤيدي الرأي الأول بأن الحلم البسيط يكون واقعياً أكثر ، مما يحفزنا على تحقيقه ،
بخلاف الحلم الكبير والذي يكون أقرب إلى الخيال مما يعطينا انطباعا باستحالة تحقيقه .
بينما قال مؤيدوا الرأي الثاني أن الأحلام البسيطة ليس لها سحر وجاذبية ،
وأن الهدف الكبير يثير الحماسة ويجعلنا في حالة تحفيز دائم .

وعندما جاء دوري للتعليق قلت : يجب أن يكون حلمنا كبيرا ،
لكننا يجب أن نتعلم كيف نجزؤه ونحوله إلى أهداف صغيرة .. ومرحلية .

نعم الأهداف الكبيرة تحفزنا وتشحذ من همتنا وتزيد من فاعليتنا ،
لكن الكثير منا يخشى من وضع خطة طموحة كي لا تكون خيالية صعبة أو مستحيلة التطبيق .
هنا يأتي دور تجزئة الأحلام ، وتقطيعها جزءا جزءا، وهذا المفهوم ليس من بنات أفكاري بل هو قاعدة إدارية عتيدة .
فأساتذة التخطيط يقولون ( فكر عالميا ، وتصرف محليا ) ، أي يجب أن تفكر بشكل شامل واسع ، تستطيع من خلاله تقييم قدراتك ، وتحديد موقعك على خارطة أحلامك بدقة .

لكن حينما تبدأ العمل ، يجب أن تصرف اهتمامك إلى تلك الأشياء الصغيرة التي تستطيع
إنجازها والتي تُحسب في خانة إنجازاتك ،
إن الهدف الجزئي يكون ممكننا نظرا لسهولة القيام به ، لكن الهدف الكبير يكون خياليا نظرا لشكنا في إمكانية القيام به ،
وكثيرا ما تصبح الأحلام الكبيرة مجرد أمنيات في عقل أصحابها لأنهم لم يجزئوها ، وينجزوها مرحلة تتبعها أخرى .

وما أروع مقالة الشاعر العربي ( علي الكاتب) حين أجمل ما فصلناه في بيت شعر قال فيه :

لا يؤيسنكَ من مجدٍ تباعُدُهُ فإِن للمجـــــدِ تدريجًا وتـــرتيبًا

فالأحلام الكبيرة ، والأمجاد العظيمة ممكنة ، ونقدر عليها ،
بشرط أن نخطط لها جيدا ، ونجزئها إلى مراحل ،
ونضع لكل مرحلة خطة عمل ، ووقت للبدء والانتهاء .
وعلى هذا جرت عادة الناجحين والعباقرة .


______________________
من كتاب " أفكار صغيرة لحياة كبيرة "
كريم الشاذلي



محمد عبدالرازق عمران 11-26-2011 12:52 AM

* جميل ما قرأت هنا .. شكرا لك .. مودتي .

سها فتال 11-26-2011 10:29 PM

حياك أستاذ محمد

بارك الله فيك

ماجد جابر 11-28-2011 07:24 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا القديرة سها فتال موضوعك القيم الجديد المفيد ،الذي يربط الأحلام والأماني بالواقع.
بوركت ، وبورك اليراع.

سها فتال 11-28-2011 12:11 PM

شرفتني أستاذ ماجد بالزيارة الكريمة


تحية تليق بحضورك الكريم

سها فتال 12-03-2011 08:31 PM

الفكرة الثانية

فتح مخك


عبارة أسمعها وأنا طفل صغير من أبي .. ومدرسي .. وأصدقائي ، كلما واجهني امتحان أو أمر يحتاج إلى تفكير و تمحيص .
لم تكن تلك الجملة تتكئ على قاعدة علمية أو معلومة معتمدة آنذاك ، بل كانت عبارة بديهية تخرج عفو الخاطر ...
أو هكذا كنت أظن حتى وقت قريب ! .


فمنذ سنوات وأنا أتابع أساتذة الإدارة وهم يطالبوننا بجلسات ( التفكير المفتوح) ! .
و(التفكير المفتوح) أشبه بتمرين يعتمد على قاعدة وهي : (فكر واكتب أفكارك ، واحذر فلا أفكار غبية أو تافهة أو سخيفة أو خيالية ).

والأمر ببساطة هي أنه عندما تواجهك مشكلة تريد حلها ، أو هدفا تود تحقيقه أن تأتي بورقة وتكتب أعلاها مشكلتك أو هدفك ،
ثم تدون وخلال مدة محددة أكثر من 15 فكرة لهذه المشكلة أو الهدف . كل ما يخطر على بالك أكتبه ، وكما قلنا لا تغفل أي فكرة أو طريقة بحجة أنها ( سخيفة ) أو خيالية ، أو غبية .
أكتب ما لديك وبلا إبطاء .

خلال 5 أيام سيكون لديك عشرات الأفكار ، منها الغريب ومنها المضحك ومنها الخيالي
وستجد فيها كذلك المبدع والمبهر والجميل ، عندها تستطيع وضع دائرة حول الجيد من الأفكار ، وتجاهل ما لا يتناسب معك .

الجميل في هذه الطريقة أنها تخرج بك خارج المألوف ، وتعمل على تنشيط جانب مخك الأيمن ،
وتساعدك على وطء أراض جديدة بداخلك لم تطأها من قبل .

كذلك حلقات ( التفكير المفتوح ) الجماعية مفيدة جدا إذا ما واجهت الشركة التي تعمل بها مشكلة ما ،
أحد الأشخاص يدير اللقاء ويمسك ورقة ،

وكل شخص يقول فكرة ، يا حبذا لو شمل الاجتماع كل أفراد الشركة ،
كلٌ فرد يُخرج ما لديه ، بلا تقيد ولا تحفظ .

فلا يوجد أفكار تافهة أو سخيفة أو غبية كما قلنا من قبل .

يمكنك استخدامها كذلك مع شريك عمرك ..
وأصدقائك .. وأفراد عائلتك .


وستجد الأمر ممتعا .. ومفيدا جدا .. فقط ( فتح مخك ) ..!



يقول والتر جروبيوس

العقل الإنساني كالمظلة... يعمل أفضل وهو مفتوح...



______________________
من كتاب " أفكار صغيرة لحياة كبيرة "
كريم الشاذلي

سها فتال 12-19-2011 04:31 PM

الفكرة الثالثة

نفثة الثعبان

قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم ، فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل ،
فقال له الراهب : إنتحِ من الأرض مكانا معزولا ، واكتفِ من الطعام النزر اليسير .
ففعل الثعبان ما أُمر به ، لكن قض مضجعه أن بعض الصبية كانوا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ،
وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانوا يزيدون في إيذائه ،
فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله ، فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثة كل أسبوع ليعلم هؤلاء
الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..

فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية .. و عاش بعدها مستريحا .

كثير من الناس يغرنهم الحلم ، ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء ،
وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه ، وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانة وقلة حيلة .
هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم ، أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ، واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .
وأن مهانة المسيء هي التي منعتنا من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .

إن لنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة ..

وإظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ء، أشداء ، قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .
نعم قد نعفو عمن أخطأ فينا مرة أو أكثر ، وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ، لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا ,, فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق .. أو دين .

في أدب العرب أن من أمن العقوبة أساء الأدب .


______________________
من كتاب " أفكار صغيرة لحياة كبيرة "
كريم الشاذلي


الساعة الآن 11:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team