منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   من مذكرات مراهقة ... (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8858)

زياد عموري 05-10-2012 01:10 AM

من مذكرات مراهقة ...
 
أخبروني أنك حملتني بعد ولادتي ...
وأنك ضحكت مستبشراً ...
ودعوت الله أن يحميني ...
حدثوني عنك قصصاً شتى ...
حين كنت في طفولة الطفولة ...
كنت كلما كبرت أكثر ...
تعلمت منك شيئاً ...
وتعلمت كيف تغدق علينا الذاكرة بالعطايا ...
تعلمت مشيتي الأولى منك ...
ومعظم اللغة لقنتني أحرفها ...
تعلمت منك أغلب الأشياء ...
والعمر يسرع بي ملياً ...
كنتَ وقتها تحملني على ذراعك بلا خجل ...
وتغدق علي بالهدايا والألعاب ...
وكلما أطعتك في شيء ...
ضحكت فرحاً وقبلتني ...
أرأيت أني أذكر كثيراً من قصتنا معاً ...
أذكر يوم قلت لي بأنك ستخطبني عندما أكبر ...
وأنك ستأخذني إلى كل بقاع الأرض جمالاً ...
لذلك ...
أعرف عنك كل الأشياء والأسماء التي أخبرتني بها يوماً ...
وأعرف كل أسماء العطر التي استعملتها طوال عمري ...
أذكر كل التفاصيل ...
لا ...لا ...
أعيش كل التفاصيل ...
كأني بيوم دخولي المدرسة ...
حيث لم تنفع حيل أمي و أبي بإقناعي بيومي الأول ...
حتى هددوني بأنهم سيخبروك كم أتعبتهم ...
ودائماً كان عقابي مقترناً بالحرمان من هداياك ...
ودائماً كانت الشكوى إليك ...
وكأنك ولي أمري ...
وحدك من دون كل الناس ...
تملك من أمري ما تشاء ...
منذ الصف الأول ...
وحتى صفي الأخير ...
وأنت كما أنت ...
لم تتغير ...
لولا بياض شعرك الذي زادك بهاءً ...
كنت أمتلئ بك كل يوم ...
وأنت كما أنت ...
تدللني كطفلةٍ صغيرة ...
وتحتفل بعيد ميلادي في كل عام ...
ودائماً تكون هديتك الأغلى ...
اليوم صار عمري خمسة عشر ...
خمسة عشر وعداً ...
خمسة عشر حلماً ...
لم تعد تضمني إليك ...
لم تعد تحملني على ذراعيك ...
لم تعد تحتال عليَّ كما كنت ...
وأنا أحاول جاهدةً أن أسمع كلامك الذي لم تقله ...
آهٍ لو تدري ...
كم رأيتك في منامي ...
وكم شكوت إليك صمتاً ...
آهٍ لو تدري ...
كم انتظرت أن أكبر أكثر ...
لتعاملني كأنثى ناضجة مرةً واحدة ...
أردت كثيراً أن أخبرك أسراري ...
لكن خجلي من وقارك منعني ...
فجأةً ...
صرت أراك بشكلٍ مختلف ...
صرت أراك كرجل ...
وأنا الأنثى التي ترقبه ...
صبرت عليك حينها ...
كما صبرت عليَّ يوم علمتني المشي ...
وانتظرتك ...
والغيرة تأكلني ...
من معطفك ...
وتبغك الفاخر نفسه ...
وعطرك الزاخر نفسه ...
وحديثك المدجج بالنساء نفسه ...
هكذا أنت ...
مذ فهمت كلامك ...
واليوم أنتظرك ...
لتلحظني ...
يا رجلاً لم أعرف غيره طوال حياتي ...
يا رجلاً لم يعد يجرؤ على تقبيلي كما كان...
يا رجلاً لم يعد يحملني على كتفه خجلاً ...
سأنتظرك هكذا ...
حتى أعلّمك كيف تحملني من جديد ...

عبدالحكيم مصلح 05-10-2012 01:16 PM

أخي الفاضل زياد حفظه الله

قلمك بهي وأنيق ومذكراتك تجول في النفس وتنشر عبقها في كل زوايا الروح ،

مساك السعادة والنقاء ،

جميل عبدالغني 05-10-2012 04:09 PM

نص جميل فية من الحبكة ما تجعل القارئ يتابع أكثر
صور تتابع بعض كعرض سينمائي قصيرحيث الذكريات تتوالد
تحياتي
ملحوظة يحتاج العمل ترتيب ذكرياتك لتخرج نصا أكثر أتقاننا

شيخه المرضي 05-12-2012 08:47 AM

.............. عشت احداث ..قصتك


الساعة الآن 10:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team