|
المظروف الأحمر
تحول النسيان عندها إلى داء لا علاج له، لم تفلح المحاولات التي أقدمت عليها للتغلب عليه، تعترف أنها بذلت جهدًا كبيرًا،، ولكن ماذا تفعل؟
ما إن تتذكر واقعة معينة ،إذا بها تفلت من خيوط عقلها بسرعة، وتجتهد لاستعادتها، تنجح في ذلك، وما أن تلتف خيوط عقلها حولها ، إذا بها تفلت ثانية… تسبب هذا النسيان اللعين في متاعب لا حصر لها، ذات يوم نسيت أنها وافقت لأحد الموظفين على " إجازة" براتب للسفر للخارج، وسارت الإجراءات بعد ذلك، على أن هذا الموظف تغيّب أكثر من المدة المسموح بها، وكاد يُفصل من العمل، لولا أن سكرتيرتها الخاصة ذكرتها بموافقتها هي على منحه " الإجازة" • عادت إلى منزلها ذات يوم ، جلست مع أسرتها، تناولوا طعام الغداء، عزمت على أن تكتب ،سيطرت عليها الفكرة تمامًا ، جلست إلى المكتب ، أعدت " بلوك نوت" من النوع الفاخر، وضعت أمامها أقلامًا متنوعة، بدأت تكتب وتمزق ما تكتبه ، تعود وتكتب، فرغت في النهاية من كتابة مقالة ، وطبعتها ووضعتها داخل مظروف أحمر أنيق، تمهيدًا لإرسالها إلى إحدى المجلات الثقافية بعد أن أصروا على نشر مقالة لها … بعد عدة شهور ضاقت ذرعًا من عدم نشر مقالتها رُغم إصرارهم عليها… ازدادت ضيقًا، جلست وكتبت خطابًا شديد اللهجة إلى المجلة ، وكلفت مندوبتها " منى" بتسليم الخطاب يدويا إلى رئيس التحرير … بزغت سعادتها من الضيق الذي شعرت به، كانت سعيدة أنها تتذكر المقالة ووقائعها، تفرح لعلها محاولة للتغلب على النسيان… راجعتها لغويا، راعت أن تكون شاملة لقواعد كتابة المقالة، تعود وتسأل نفسها : لمَ لم تُنشر إلى الآن ؟ تزداد سعادتها رغم مرور فترة طويلة على عدم نشر المقالة، سعادتها إنها ما زالت تتذكر المقالة، فكرت أن تكتب مقالة أخرى ، لمَ لا ؟ يجب أن تكتب كثيرًا، جلست إلى المكتب ، انتقت بعض الأوراق ، قبل أن تكتب فكرت أن ترتب أوراقها، مزقت أوراقًا كثيرة لا فائدة منها، نظمت أدراج المكتب، بقي الدرج الأخير فتحته بيدها اليمنى، وجدت مجلدا كبيرًا في قاع الدرج، تعجبت ! لم هذا المجلد هنا؟ كان يجب أن يكون في رفوف المكتبة، جذبته بعصبية، وجدت بداخله المظروف الأحمر الأنيق، فضت المظروف، أخذت تصرخ، هرولت إلى أسرتها، ماذا حدث؟ لم ترد عليهم، تحول الصراخ إلى ابتسامة، قهقهت، توقفت عن الضحك، عرفت أنها نسيت إن تبعث المظروف الأحمر إلى المجلة. |
رد: المظروف الأحمر
مررت من هنا فشدتني روعة المعاني
وأسرني بهاء الحروف فقررت المكوث القصة رائعة! رسمت القاصة بإتقان ملامح شخصيتها الرئيسية واختزلت بذكاء أحداثا داخل الحدث بأسلوب سلس ينساب بجمال وتأن ثم يتسارع الإيقاع ليستمر التشويق إلى نهاية آخر كلمة تحياتي وودي الدائم :31: |
رد: المظروف الأحمر
اقتباس:
قصة جميلة جدا و مشوّقة، لم أستطع رفع بصري حتى االوصول للنهاية الجميلة. سَلِم المداد و الإبداع |
رد: المظروف الأحمر
اقتباس:
"المظروف الأحمر" نص أدبي مشوق يصور الأحداث تصويرا واقعيا، ويمثل مظهرا من مظاهر الانفعال العميق والواعي الذي يجذب انتباه القارئ من خلال لغته السلسة، وتعابيره الجمالية التي حققت وحدة المعنى وصدق الرسالة .. الأديبة القديرة ياسمين الحمود. تقديري لقلم فريد كقلمك.. إبداع بلا قيود :30: |
رد: المظروف الأحمر
قصة جميلة بشكل لايوصف ... لاأعرف لما تذكرت معها بعض المواقف التي حدتث معي ... سوء فهم وارد في زحمة الحياة العصرية ... استمتعت بالقراءة فالقصة تفاصيلها مشوقة ... واعترف إنها ثاني قصة أعجبتني بعد ال الوردة الحمراء ... آمل أن تكتبي المزيد من القصص الجميلة وأن لا تكوني بخيلة بإعطاء هذا اللون الأدبي حقه في محيط كتابات الأدبية الواسعة يالغالية ... بانتظار كتاباتك فالقراءة لك تضيف لي الكثير ... دمت مبدعة ومتألقة كما أنت وأكثر ... |
رد: المظروف الأحمر
اقتباس:
والحبكة والتمكن وجودة السبك هذه التي لا يمكن أن يغض أحد النظر عنها أبدا لكني أقول لا أراك تنسين إلى هذا الحد وأنت الحاضرة دوما فإن أول ما تبادر إلى ذهني أن البطلة بمواصفاتكِ وعززت المندوبة منى ظني هذا، فقد مر بي هذا الاسم سابقا ضمن ما قرأته لكِ أستاذة ياسمين الحمود رائع هذا النص يستحق كل الشكر والتقدير |
رد: المظروف الأحمر
اقتباس:
اِسمح لي أن أرسم غيمة من بياض و أضع اسمك وسطها دليلاً على يقيني بنقائك شكراً لأنك هنا:45: |
رد: المظروف الأحمر
اقتباس:
حضور طيب ومشاركة رائعة زادمن جمال متصفحي شكرا" لروحك الطيبة شكرا" ودمت بود واحترام وتقدير .. ِ تحياتي:45: |
رد: المظروف الأحمر
هذا أنت يا عزيزتي تبدعين عندما تكتبين عن نفسك أرجو من الله أن تتوقفي عن النسيان لأني أخاف أن تنسي ماما ناريمان :22-41: لقلبك الغالي أبهى زهرة تحية ... ناريمان |
رد: المظروف الأحمر
اقتباس:
أو أي تصور لأمرٍ ما… لكن ما يسعده أن يكون هناك قارئ يغوص بين أمواج الكلمات ليكتشف ما هو غافي في باطنها هذه النوعية من القراء تشدد من أزر الكاتب وهو الذي يعينه للمضي قِدما ولولاه لما كان للكاتب ثقل … أسعدتني جدا تلك القراءة المتأنية وأعجبني رأيك جدا :31: |
الساعة الآن 06:31 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.