فات الاوان
 

لملم كل اغراضه واقفل حقائبه المنتفخة...هدايا لاهله وبالاخص لوالدته,التي غاب عنها عشر سنوات وكان في كل مرة يسالها في الهاتف عن ما تريده ان يحضر لها معه ؟؟وكانت في كل مرة تجيبه ...اريد فقط رؤيتك قبل ان اموت يابني ,فارجوك عد بسرعة....
اول ما وطأت قدماه ارض الوطن أفرحه رؤيةوفد كبير من الاهل والاقارب والاصدقاء...فهرول نحوهم بابتسامة عريضة .............
لقد قدموا معزين لا مستقبلين.............(البقية في حياتك يامحمد)

فات الأوان إذن ؟

مرت سنوات الجمر بعد أن جرّت معها بقية من آلامه ونحتت في قلبه غصة لن تنتهي ..

هذا المهاجر الذي أفنى جزءا كبيرا من حياته في متاهات الغربة , نجده يدخل غربة الروح من بابها

الواسع

إنه يفقد العرق النابض في قلبه ..

تهجره طيور الفرح التي عششت زمنا في دواخله تحضن حلمه وحنينه إلى أمه ..

لقد رحل ذاك الملاك الذي ما فتأ يضخّه بالأمل ..

هجم شتاءه سريعا وتساقطت أوراق العمر قبل أوانها ..

ما أتعسك يا أنت ..

وما أعظم حرنك.

لن تراها بعد اليوم يا محمد ..

ستذرو الرياح ما تبقى من عمرك وتسقط سنونك الذاويات في مستنقع الندم ..


الكاتبة : زهيرة بنت عبد الله

ما أصعب الغوص في بحر الشوق ...

وكم تصير أمواجه متلاطمة حين تتقطع السبيل ويصبح اللقاء مستحيلا

وها إني أجد قلمك يقتحم هذا العالم وقد تسلح ببعض من نار الغربة

أشد على يمينك مشجعا فإنك تملكين قلما صادقا ..

ودمت بود دائما

أقدم تهنئتي . .
فقد أوجعتني القصة . .
وكم سيكبرالندم يوماً بعد يوم . .

تقبلي تحيتي وتقديري . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

هذا المهاجر الذي أفنى جزءا كبيرا من حياته في متاهات الغربة , نجده يدخل غربة الروح من بابها

الواسع
فعلا ..وما اصعبها من غربة ...فأموال الدنيا كلها لا تساوي لحظة يرتمي فيها في حضن امه ..
............أستاذي الفاضل طارق الاحمدي أشكر لك المرور والتعقيب والنصح والارشاد ..شكرا جزيلا

اخي الفاضل عامر الربيعي ..حفظ الله لك والدتك ورعاها وأطال لكم في عمرها ...وان كانت امنيتها ان تراك بخير ...فكن كما تتمنى ان تراك دائما
أشكر لك مرورك من هنا ...تقبل مني فائق الاحترام والتقدير ..

الفاضل ..أحمد فؤاد صوفي ..القصة فعلا موجعة ...فلك ان تتخيل كيف سيكون شعور المشتاق الى حضن أمه وهو عائد ليرتمي فيه فلا يجد الا سرابا !؟
اشكر لك مرورك الطيب والجميل ....