منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   عيون حامية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=14953)

ياسر علي 10-25-2014 08:17 PM

عيون حامية
 

عيون حامية



فجرا و تحت ظلال العتمة شق طريقه جهة البحر ، يملأ رئتيه هواء نديا فتتسارع خطواته وتلهث دقات قلبه كعشيق يتوجس أن يفوته لقاء الحبيبة . تترادف الصور المملة في ذهنه المثقل بهم المصير، و تأففاته تزداد سخونة و تتعرق جبهته المتقدة كعين حامية .
خنجره المدرج بالدماء يحتضنه جرابه ، أذناه تجسّان نبض الطريق ، فسمعه اليوم حديد ، يتلقف دبيب النمل من وراء جدر الظلام ، انخلع رشده عندما هبت كلاب راسية قرب مطرح البلدة ، فأخذ يلوح بسلاحه ذات اليمين والشمال ، يتعالى ضجيج النباح و تقترب منه الجماجم الصلدة الممتدة أنوفها فيتخيل أفواهها المرصعة ببيض أسنان حادة مكشرة متأبطة لشر مستعر، و لمعان يبرق من عيونها يدق مسامير الخوف في جسمه المنهك. كلّت يده اليمني فشد عضدها بيده اليسرى ، تفطن أنها تزداد شراسة ، لكأن هذه المناوشة تحض نشوتها و ترفع من بسالتها ، تيقن أنه يصارع ثيرانا هائجة ، إنه متادور تخونه المهارة ، يضجره أن تشتم الكلاب خوفا دفينا تشرنق في أعماقه . بدأت الأنوار تتسلل من وراء حجب العتمة ، وأخذت تنكشف له مواقع أسراب القطيع الغازي ، رأى كومة أحجار هناك خلف هذا السرب المقتحم ، يجب أن يصل إليها ، كلما فر من الموقعة تضاعف حماسها و ابتعد عن الذخيرة التي ستنجيه من هذا المأزق . أغلق عينيه و عض على طرف جلبابه و اقتحم الكلاب فتراجعت وتغيرت نبرة نباحها لكأنها تتالم من هذه الثورة المفاجئة ، كانت تلك الثواني كافية ليأوي إلى ركن شديد ، وقبل أن يسترجع العدوّ أنفاسه بدأت القذائف تلاحقه ، و خطوات المحارب تتعملق وراء أنينه المتناسل . أخيرا تخلص من هذه الحرب الجانبية التي استهلكت بعضا من طاقة كان في أمس الحاجة إليها ليصل إلى سفينة الخلاص .
رجعت الصور إلى ذهنه فأحس رعشة قاصمة تفتك بكيانه ، تمنى لو كان طريقه مرصوصا بقطعان الغابة ، فينتقل من حرب إلى حرب بدل الاختلاء بهذه النفس اللوامة التي تحول بينه وبين الاستمتاع بالنصر الكاسح الذي حظي به . فعدوه اللدود الذي قطع عنه نعم الحياة ، فغادرته النشوة و خاصمته اللذة ، و طلقه الحب ، و أضحى فريسة للآلام والأحزان والبغضاء ، يستحق هذه الذبحة من هذا الخنجر المنقوش . هكذا هم بمحادثة نفسه لعله يسترجع بعضا من طراوته :" نعم إنه خنزير يجب أن يلقى مصيره هذا ، ما أعظم ما أحسست به و أنا أفصل رقبته عن جسده ، و الدماء تنبجس من نحره كعين حمراء حامية . نعم المباغثة تلك الضربة القاصمة التي أفقدته وعيه ، ليسهل علي ّنحره أمام عين مصباحي الجيبي ، كانت نشوة النصر تغمرني وأنا أواصل طريق رحلتي مبتعدا من تلك الدماء التي سرت بغزارة منذ الثلث الأخير من الليل ." تذكر المصباح فبحث في جرابه و لم يجده ، نسي وجوده عندما هاجمته الكلاب ، لكنه رماها بشيء قبل أن يستل خنجره. أصبح الصباح و انتشرت الأضواء فلمح بصره شيئا متكئا على الجانب الغربي لصخرة عظيمة على البحر ، لوح بيده عندما بدأ القارب رحلته ، جرى جريا سريعا متخلصا من الجراب والجلباب ، استوقفه رجل قرب الصخرة قائلا :
ـ لماذا تأخرت ، ألم يحضر معك مسعود ؟
رد عليه وعيونه مشدودة إلى المركب الذي ابتعد عن الصخرة بثلاثين مترا:
ـ هذا المتعوس هو من أخرني ، كنت أنتظره ليرافقني في هذه الرحلة الدامية.
فقال الرجل بغلظة :
ـ أين النقود ؟ وعيناه راسيتان على الخنجر الذي تقلده شعلان داسّا رزمة الأوراق النقدية في جيب معطفه مردفا : هات الخنجر ؟
دقت نواقيس الخطورة في جوف شعلان وهو يقدم سلاحه للغريب ، جف حلقه لكأنه في جلسة استنطاق ، تعجب كيف له أن يتجاهل مسح دماء الخنجر و استغرب لماذا لم يتخلص منه ليتفادى مواقف الشبهة .
ـ إنها دماء كلب حقير ، فالكلاب هاجمتني عند المطرح ، لو لم أكن مسلحا به لكنت فريسة سهلة .
صفر الرجل للمركب فتوقف عن الإبحار وأمر شعلان بالالتحاق به عوما .

أنعشته المياه الباردة ، فتخلص من ملابسه فور جلوسه على القارب ووضعها قبالة الشمس المشرقة ، كان هناك ثلة من المهاجرين مثله سلموا مصيرهم للمجهول ، استفزه تقوقعهم على أجسادهم ، لكأن السماء أطبقت عليهم ، ألم يحظوا في اللحظة ذاتها بفرصة بحث عن الذات ؟ ألم ينتظروا هذه الفرصة لأعوام كثيرة ؟ لماذا هذه النفس اللوامة تحرم الضعفاء من التمتع بلحظة النصر ؟ حاول أن يجر رفاقه إلى الحديث ، ليتشاركوا في وليمة تعبيرية تنجيه من الاختلاء بنفسه المسبدة ، فكلما امتنعوا عن الكلام جرفته أحداث يومه الحافل . يقف مسعود أمام عينيه المسدودتين ، يراه لايزال رفيقه الذي منحه شبه وصاية على حياته ، فمنذ التقائهما في رحاب المدارس كان السيد والمخطط و هو المنفد المخلص ، يتمتع بدهاء و ويفرض قوامه على الآخرين احتراما غريبا ، إذا نطق سمع الجميع و إذا قرر كان قراره الصواب ، وجد فيه شعلان ذلك الإمام القدوة ، ذلك الجبل الشامخ الذي يسند إليه ظهره ، كبرا و لم تتغير المعادلة ، فالولاء سيد الموقف ، رغم ما بينهما من صداقة و تقارب وحرص على بعضهما البعض لكن شعلان يراه دائما بمنظار الأخ الأكبر ، حتى في أموره الحميمية فمسعود هو من اختار له تلك الزوجة المليحة التي التقياها ذات ضحى في موسم عطلة وسفر ، وسرعان ما نمت بينهما تلك الرابطة السحرية ، فاعتبرها شعلان يومها من تستحق الوصاية عليه ، وهكذا بدأ ينفد أوامرها بأريحية ، ما يضايقه أن تلك الأوامر هي نفسها خطط مسعود الذي استطاع السيطرة على بيته بأساليبه الاجتماعية الخارقة ، و فنون التواصل الباهرة ، وخبراته المتعاظمة الكبيرة ، فكم مرة تساءل شعلان من أين يستمد صديقه هذه المهارات العجيبة لكأن كبير الجان يخصه بدروس من وراء الستار ، يرعبه أن كفته أصبحت أثقل بكثير فالفارق يزداد اتساعا بينهما ، بل لا يكاد يساوي جناح بعوظة أمامه .
توسطت الشمس زرقة السماء و توسط المركب زرقة الماء ، بينما القوم لا يزالون في صمتهم مستكينون و في غمرة حيرتهم يعمهون ، كان مسعود من يريد أن يبعده إلى أقاصي الأرض ، بعد أن غنم كل ما ورثه من أبويه اللذين قضيا في رحلة جوية ، هناك في السماء تبخرت حياتهم و في هذا البحر تناثر رماد أشلائهم قبل أن يبلغ شعلان سن الرشد . كادت دمعة تسقط من عينه رغم إصراره على كظمها مخافة الانهيار أمام رفاقه الصامتين عندما حدق نحوه صغيره بعد منتصف الليل و هو يحمل خنجره المنقوش الذي نحر به زوجته ، كانت عينا الصبي حلقتين استغنيتا عن الرمش يملأهما الرعب ، وضع يده الباطشة عليهما و مرر المدية بخفة فانتفض الصغير واقفا على السرير وخرير الدماء امتزج مع آخر زفرات الروح ليعود بعدها إلى النوم هادئا مطمئنا . سرت رعشة جسده المرهق الذي لم يذق طعم النوم طوال الليل ، بل يتنقل عبر عيون الدماء الساخنة . يتحدث إلى نفسه بصوت مسموع :" أليست تلك عدالة ؟ إلى متى يتحمل أهل الإيباء توازنا غير عادل في الطبيعة ؟ إلى متى يكون العنف مباحا للبعض يمارسه كشرب الشاي ، و رد كيد العدوان في نحره جريمة نكراء؟ إلى متى ستظل مطالبة الضعفاء بمزيد من التحمل ؟ " رد عليه واحد من الركاب : " صحيح يا أخي صحيح !! " هناك فقط تذكر أنه في رحلة إلى حيث يستطيع ضمان عدالة أبدية ، حيث يعيش الإنسان على سجيته الأولى خاليا من الأحقاد والضغائن والعصبية . نظر إلى رفاقه فوجد عيونهم راسية على جسده العاري وبعض قطرات دم لا تزال على حذائه ، قام ليرتدي سرواله وقميصه عندما سأله واحد منهم : " ألم تحس بالبرد طوال اليوم ؟" فقال بجفاء : " ترى فيكم من قدم لي ثوبا و رفضته ؟ كلنا حثالة الحثالة !!" و لما رأوا في عينيه غضبا معتقا طأطأوا رؤوسهم ، فكل في نفسه ما يغنيها عن الخصام ، تفكيرهم منشغل بنجاح هروبهم و سلامة رحلتهم .
كان الليل بهيما حين بدأ سباق العوم نحو شاطئ الأمان ، فالمركب لن يستطيع التقدم ، بل سيبدأ رحلة العودة إلى الديار ، و الربان خيرهم بين التولي أو الزحف ، كلهم فضلوا العبور إلى حيث الجمال ، إلى حيث الأحلام الطازجة ، إلى حيث الفضيلة .
كما بالأمس لم يقتحم النوم حصونه المنيعة فثورته المارقة ما استوعبها عقله ، بل يعتبرها جسما غريبا دخيلا بعثر أنساق ذهنه وثوابت شخصيته المسالمة ، رجة عملاقة حدثت في كيانه لكن لا بأس فالنسيان كفيل بوأد أحلك التحولات ، و سبيل الحرية ليس مفروشا بالورود الفيحاء ، لا تزال عينا زوجته ترمقانه ، و تحملان بعضا من خيانة ، و عينا الصبي رغم شعاع البراءة فيهما فوكر الرذيلة منبتهما ، لم يعمل إلا على كنس دنس تاريخه المريض ، و حذف صفحة موصومة بالفشل . رغم ذلك فلايزال في قلبه أكثر من سؤال على صواب خياراته ، أخذته غفوة عند مجيء الفجر .
استفاق على نداء زوجته ، وجدها حية ترزق ، وابتسامتها العذبة تبشره بوجود صديقه مسعود في المنزل منذ ساعة ، نظر إليها نظرة حزينة ، كان مسعود يحتضن الصبي الودود ، عندما التقت عيون الصديقين أومأ كل منهما لصاحبه تحية ، فقام مسعود قائلا : "أنا في انتظارك خارج المنزل"
شرب كأس حليب بارد و غسل وجهه و لبس بذلته و طاف أرجاء المسكن الذي تحول إلى ملكية صديقه ، نظر نظرة نحو زوجته وابتسامة صفراء ابيضت بها أسنانها ، و نظر نظرة بائسة نحو الصبي الذي لوح بيده مودعا والده . في السيارة كان الصديقان يستمعان إلى أغنية كلاسيكية حزينة ، بادره مسعود : " اقترب موعد رحلتك خارج الديار " رد عليه شعلان بابتسامة فاترة : " ربما غيرت رأيي " لا يزالان يواصلان رحلتهما بموازاة شاطئ البحر عندما قال شعلان : " أشتاق للاستحمام ! "
ركضا كطفلين مشاغبين ، تراشقا بحفنات الماء ، والتحما كجبلين في مصارعة خشنة ، كانت قبضة شعلان على رقبة صديقه مؤذية ، أخرج رأسه من الماء دون أن يرخي كمّاشته ، بالكاد تسربت من حلق مسعود صرخة استغاثة ذهبت أدراج المحيط ، فشعلان غطسه غطسة أخيرة مقاوما انتفاضة جسد يصارع الموت ، سكنت الجثة أخيرا ثم طفت على موجة مرتدة تجرفها نحو أعماق اليم .

ريم بدر الدين 10-27-2014 07:21 AM

اسمتعت كثيرا بهذا السرد المتمكن و الذي طرح ثيمات متعددة في عمل واحد الخيانة الزوجية و كيف يطلق احدهم حكما ليقتل ببرود و هذا يقودنا للثيمة الاخرى فعندما يقتل الانسان للمرة الاولى يصبح عالقا ضمن شبكة من الجرائم تدفعه للمزيد لا يتورع عن شيء
الثيمة الاكثر اهمية قوارب الموت التي تحمل راكبيها نحو شاطىء الاحلام و الحياة الرغيدة و بغض النظر عن حقيقة ما سيجدونه هناك الا ان الرحلة غالبا لا تتم ابدا
و كانت الشخصية حاملة الحدث منقادة تحتاج دوما الى من يسطر لها دربها و يزين لها مستقبلها
نص قصصي ممتاز
ا. ياسر علي
تحيتي لك

حسام الدين بهي الدين ريشو 10-27-2014 03:47 PM

تمنى لو كان طريقه مرصوصا بقطعان الغابة ، فينتقل من حرب إلى حرب بدل الاختلاء بهذه النفس اللوامة التي تحول بينه وبين الاستمتاع بالنصر الكاسح الذي حظي به . فعدوه اللدود الذي قطع عنه نعم الحياة ، فغادرته النشوة و خاصمته اللذة ، و طلقه الحب ، و أضحى فريسة للآلام والأحزان والبغضاء ، يستحق هذه الذبحة من هذا الخنجر المنقوش

=================================================
اللغة كائن خرافي
يمنح أسراره لمن يشاء
هنا استوقفتنى هذه الفقرة
كمفصل بين الأحداث الدامية
خيانة
ودماء
آمال قريبة وبعيدة

الاستاذ الكاتب
والناقد / ياسر على
متألق دائما
ودائما
لك خالص التقدير
والنجوم الخمسة
وكن بألف خير

محمد الشرادي 10-28-2014 01:20 AM

أهلا اخي ياسر
هذا نص مائز ينفلت من شرنقة النقاد الذين يسيجون المجال القصصي بسياجات صارمة،ليحدوا من تفتح ملكة القاص الإبداعية. فجاء النص بأكثر من حدث، و أكثر من شخصية إن لم تكن رئيسية فمهمة.
شخصيا أحب هذا النوع من الكتابة القصصية التي تميل إلى النفس الروائي.
شكرا على ما منحتنا من متعة القراءة.
دام الألق لقلمك الجميل.
تحياتي

زياد القنطار 10-28-2014 06:48 AM

نص عيادي بامتياز , إذا أردت للذائقة استجماماً فقد بلغت المنال ..لغة باذخة فيها من الكناية والصور ما يجعل أبواب الخيال مفتوحة على مصراعيها .
الحقيقة أن النص اشتغل على البناء والتكوين النفسي ,وغاص في اللاشعور مستودع النفس البشرية ,وصور القهر الذي يودع فيها تمردنا الذي إن لم نبلغه ,حضر بشكل حلم كابوس أي شيء المهم أن يطل برأسه بين الفينة والأخرى ,,
نص لاتحتويه بضع كلمات وبحاجة لوقفة وافية تفيه حقه .
غالباً ماتكون استفاقة الحلم نهاية صادمة تسعف القصة القصيرة وهي أقل عناء ,,لفتني أن الأستاذ ياسر علي ــ استطاع وبحرفة الناقد الأديب ــ أن يفلت من هذا الأمر ليعيدنا إلا صحوة تنفسنا فيها مع البطل الصعداء وجاء النصر شهياً كرغيف ساخن على موائد مجدبة ...
الأستاذ ياسر علي ...مبدع كما أنت دائماً ...دم وارفاً نقيل في ظلال هذا الحرف.

جليلة ماجد 10-29-2014 05:16 PM

يا لها من عيون حامية ... تلك التي تستبيح ما تريد ...

و تجعل النفس أرخص من شهقة ....

أ. ياسر ...

هذا التصاعد في اﻷحداث مثير ... و تبدو النهاية كصفعة على جبين أحمق!

أبدعت و كفى ....

احترامي ... تقديري ...

ياسر علي 10-31-2014 01:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 182940)
اسمتعت كثيرا بهذا السرد المتمكن و الذي طرح ثيمات متعددة في عمل واحد الخيانة الزوجية و كيف يطلق احدهم حكما ليقتل ببرود و هذا يقودنا للثيمة الاخرى فعندما يقتل الانسان للمرة الاولى يصبح عالقا ضمن شبكة من الجرائم تدفعه للمزيد لا يتورع عن شيء
الثيمة الاكثر اهمية قوارب الموت التي تحمل راكبيها نحو شاطىء الاحلام و الحياة الرغيدة و بغض النظر عن حقيقة ما سيجدونه هناك الا ان الرحلة غالبا لا تتم ابدا
و كانت الشخصية حاملة الحدث منقادة تحتاج دوما الى من يسطر لها دربها و يزين لها مستقبلها
نص قصصي ممتاز
ا. ياسر علي
تحيتي لك

أهلا بالأستاذة ريم بدر الدين
سعيد بهذه القراءة و هذا التقييم من أديبة و ناقدة متمرسة
كل الاحترام واالتقدير .

ياسر علي 11-05-2014 10:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين بهي الدين ريشو (المشاركة 182977)
تمنى لو كان طريقه مرصوصا بقطعان الغابة ، فينتقل من حرب إلى حرب بدل الاختلاء بهذه النفس اللوامة التي تحول بينه وبين الاستمتاع بالنصر الكاسح الذي حظي به . فعدوه اللدود الذي قطع عنه نعم الحياة ، فغادرته النشوة و خاصمته اللذة ، و طلقه الحب ، و أضحى فريسة للآلام والأحزان والبغضاء ، يستحق هذه الذبحة من هذا الخنجر المنقوش

=================================================
اللغة كائن خرافي
يمنح أسراره لمن يشاء
هنا استوقفتنى هذه الفقرة
كمفصل بين الأحداث الدامية
خيانة
ودماء
آمال قريبة وبعيدة

الاستاذ الكاتب
والناقد / ياسر على
متألق دائما
ودائما
لك خالص التقدير
والنجوم الخمسة
وكن بألف خير



كل الشكر لأستاذنا حسام الدين بهي الدين ريشو على هذا الدعم و هذا التشجيع المتواصلين .
و دمت في خدمة الإبداع والمبدعين .
كل الاحترام لهذا القلم الوهاج .


ياسر علي 11-05-2014 10:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الشرادي (المشاركة 183002)
أهلا اخي ياسر
هذا نص مائز ينفلت من شرنقة النقاد الذين يسيجون المجال القصصي بسياجات صارمة،ليحدوا من تفتح ملكة القاص الإبداعية. فجاء النص بأكثر من حدث، و أكثر من شخصية إن لم تكن رئيسية فمهمة.
شخصيا أحب هذا النوع من الكتابة القصصية التي تميل إلى النفس الروائي.
شكرا على ما منحتنا من متعة القراءة.
دام الألق لقلمك الجميل.
تحياتي

أهلا بالقاص المبدع و الناقد الواعي محمد الشرادي
أحب هذه العين المتفحصة التي تخترق النصوص و تبحث في ماهيتها و تغني المدارك و تحض على التعامل بوعي مع النصوص .
كل الشكر والتقدير

ياسر علي 11-05-2014 10:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد القنطار (المشاركة 183004)
نص عيادي بامتياز , إذا أردت للذائقة استجماماً فقد بلغت المنال ..لغة باذخة فيها من الكناية والصور ما يجعل أبواب الخيال مفتوحة على مصراعيها .
الحقيقة أن النص اشتغل على البناء والتكوين النفسي ,وغاص في اللاشعور مستودع النفس البشرية ,وصور القهر الذي يودع فيها تمردنا الذي إن لم نبلغه ,حضر بشكل حلم كابوس أي شيء المهم أن يطل برأسه بين الفينة والأخرى ,,
نص لاتحتويه بضع كلمات وبحاجة لوقفة وافية تفيه حقه .
غالباً ماتكون استفاقة الحلم نهاية صادمة تسعف القصة القصيرة وهي أقل عناء ,,لفتني أن الأستاذ ياسر علي ــ استطاع وبحرفة الناقد الأديب ــ أن يفلت من هذا الأمر ليعيدنا إلا صحوة تنفسنا فيها مع البطل الصعداء وجاء النصر شهياً كرغيف ساخن على موائد مجدبة ...
الأستاذ ياسر علي ...مبدع كما أنت دائماً ...دم وارفاً نقيل في ظلال هذا الحرف.

تحية أدبية للأديب زياد القنطار
فخور بقراءتك العميقة للنص و يسرني أن نال إعجاب كاتب مقتدر في رتبتكم .
ابق دائما بالقرب و شكرا على حضوركم الوارف
كل الاعتزاز و التقدير .


الساعة الآن 12:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team