منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   موعد مع شخصية مهمة… (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28408)

ياسَمِين الْحُمود 03-27-2021 11:58 PM

موعد مع شخصية مهمة…
 
محض مصادفة، لم يكن لي فيها قصد، ولا أستطيع أن أحدد مشاعري، هل كنت سعيدة أو متضايقة ، وجدت - تحت باب غرفتي- رسالة مكتوبة على أوراق الفندق، قررت أنها صديقة أو " معرفة" ، أسرعت عيناي إلى آخر الورقة السيد أحمد ، من يكون هذا الأحمد؟ لا أعرف أحداً بهذا الاسم، قلبت أوراق الذاكرة، لم أجد احتمالاً، قلت لعله طالب يتعلق بالدراسات العليا ، أو صاحب مؤسسة لم يحدد طريقة الاتصال به، قلت لو كان لديه مايريد بجد سيعيد الاتصال أو الحضور، قبيل منتصف الليل جاءني صوته عبر الهاتف:
- أنا أحمد.
- تشرفنا… أي خدمة؟
- أنا الذي تشرف يا سيدتي
صمت. هل طلبني في هذه الساعة المتأخرة ليتشرف؟!
اضطررت أن أفتح باب الكلام:
- تسلمت رسالتك يا سيد أحمد، أي خدمة؟
- يا سيدتي، سعدنا كثيراً بتشريفك.
صمت مرة أخرى دون أن أكتشف ما وراء اتصاله…
- من إنسانيتك يا سيد أحمد
- بل من واجبي يا سيدتي، هذا الواجب أنا سعيد به غاية السعادة.
قلت باقتضاب يكتم عصبية محتلمة:
- خلاص أنت سعيد، تم المراد
- الله يخليك يا…………
-طلبات سعادتك!
أخيراً وجد طريقاً مباشراً
- أبداً يا ……، أنا مسؤول العلاقات العامة في السفارة
-آه، تشرفنا.
- وسعادة السفير، بمناسبة تشريفك يدعو سعادتك إلى حفل شاي في حديقة السفارة، غداً الساعة السادسة.
- دهشت حقاً، لم أكن أتوقع ، هل أملك وقتي غدا في السادسة؟ لكنه السفير الرجل الرمز للوطن، من الصعب الاعتذار عن دعوة سفير.
مدى آخر للدعوة تم اكتشافه في هذه اللحظة، قلت لأمنح نفسي فرصة للتفكير:
- هذا يسعدني، اشكر سعادة السفير ، وسأراجع ارتباطاتي غداً.
قاطعني…
لا ، أرجوك إنه حريص جداً على وجود سعادتك، سيتصل بنفسه شخصياً ليتأكد من حضورك، ويوجه الدعوه بنفسه، إنني أتصل للتمهيد فقط.
- آه، شكراً يا سيد…
أحمد يا…… أحمد.
- نعم، ولكن حتى أستعد للقاء، ربما تعرف أنني كثيرة الشواغل، وهل هناك طلب معين وراء هذا الاتصال؟!
- أبداً أبداً ، مجرد أن نتشرف بوجود الجميع ويكتمل السرور و و ………ونقوم بالواجب، بعض الواجب.
تمهلت قليلا لأستوعب المفردات الجديدة:
الجميع، السرور، الواجب!، من هم "الجميع" وما السرور المنتظر، ولم هذا الإحساس الفجائي بالواجب هذه المرة بالذات؟
قلت بشيء من المداعبة:
- سيد أحمد،، هل تعرفني؟
- أقصد هل أنت متأكد أنك لم تخطئ الشخص؟
قال بحرارة:
- أبدا، وهل يُخفى القمر؟
- هذه المكالمة لتأكيد رسالتي، أنا أعرف واجبي، أنا مكلف من سعادته شخصياً.
- أعرف أنك مكلف من سعادته شخصياً ولكن ، هل الدعوة لي… تحديداً؟
- مائة في المائة، لا أخفي عليك هي مناسبة وطنية والصحافة تتحدث عن نجوم بلدنا كل يوم، لابد أن نفعل شيئاً، هذا أقل واجب.
- ولكني لست من النجوم.
- هذا تواضع منك سيدتي
-مادامت الدعوة موجهة أصلاً إلى النجوم الذين تعرفهم فستكون ذات طابع معين، وهذه المجالس لاتناسبني، اشكر سعادة السفير وبلّغه
قاطعني:
لا، لا، لن أبلغه غير أن سعادتك استجبت للدعوة، سيارة السفارة ستكون أمام الفندق، قبل الموعد بربع ساعة.
يا…
أرجوكِ يا أستاذة لا تحرجيني
-إذا…
قطع الطريق بعبارة توشك أن تكون استنجاداً:
يا سيدتي، أنا موظف علاقات عامة، إرضاء رؤسائي مرهون بقدرتي على تنفيذ أوامرهم ،
لم أجد ما أقول غير:
خلاص يا سيد أحمد، سأكون جاهزة في الموعد بإذن الله.
فيما بعد فكرت في أمرين، أن أكون خارج الفندق حين يحل موعد الذهاب، وبهذا يمكنني إذا ألجأتني الضرورة أن أعتذر بالانشغال في الخارج، وأن أتحدث مع جارتي في الغرفة المجاورة، رأيت أنه لا يليق بي هذا الأسلوب في التهرب، ولا أنكر أنني تألمت للسيد أحمد - الذي لم أره - بأنني خذلته.ولعلي أطلت التفكير في الأمر الثاني وتحينت له الفرص، غير أنني كنت أتراجع في اللحظة الحاسمة، واستكبر أن " أهبط" إلى رغبات العامة وأشباههم الذين يتفاخرون بأنهم صافحوا واحداً منهم أو التقطوا صورة مع آخر أو قضوا سهرة "ودفعوا الحساب" مع ثالث ترى: هل كانت هناك رغبة كافية لا أتبينها، وراء تراجعي عن فكرة ألا أذهب؟!
وبين التفكير بالذهاب أو التراجع ، أحسست قبل موعد الذهاب بساعة بوعكة صحية شديدة منعتني من الذهاب ،اختلطت مشاعر الفرح بمشاعر الألم من تلك الوعكة ،والحمد لله انتصر العقل الباطن الرافض لتلك الحفلة .



محمد أبو الفضل سحبان 03-28-2021 12:49 AM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
نص واقعي ساخر...النهاية كانت رائعة و مدهشة....الوعكة الصحية كانت أهون بكثير من وعكة الحضور لحفل كان سيجعلها تحزن و كأنها في مأتم.!!!!
كتبت و أجدت..
دام لك السرور أ. ياسمين
تحياتي

فاضل الباتل 03-28-2021 01:02 AM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
قصة هي أقرب من كتابة المذكرات
فالتفاصيل الدقيقة تُشير إلى ذلك
المهم كانت قصة جميلة وهذا ما وجدته فعلاً
ويوم عن يوم تؤكدين لنا ذلك الانطباع الجميل
الذي رسمناه لك في مخيلتنا

عبدالعزيز صلاح الظاهري 03-28-2021 09:43 PM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
الأخت ياسمين توقفت كثيرا عند قراءتي هذه القصة ففيها الكثير من الواقع
ان الاضواء تغري الانسان وقد تكون سبب في تعاسته مثل الفراش الذي ابهره الضوء فكان سبب لهلاكه
لكن من له فرقان هو في نعيم لن تبهره الانوار بل سيرى بقلبه وان لم يهده قلبه سيمر به عارض يمنعه

ياسَمِين الْحُمود 03-29-2021 08:26 PM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبو الفضل سحبان (المشاركة 291096)
نص واقعي ساخر...النهاية كانت رائعة و مدهشة....الوعكة الصحية كانت أهون بكثير من وعكة الحضور لحفل كان سيجعلها تحزن و كأنها في مأتم.!!!!
كتبت و أجدت..
دام لك السرور أ. ياسمين
تحياتي

ليس هناك ما يثلج صدر الكاتب، ويبهج خاطره، مثل قارئ جاد
تقبل تحياتي ومحبتي وإعجابي بذكائك المتقد !!:20:

ياسَمِين الْحُمود 03-29-2021 08:28 PM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاضل الباتل (المشاركة 291097)
قصة هي أقرب من كتابة المذكرات
فالتفاصيل الدقيقة تُشير إلى ذلك
المهم كانت قصة جميلة وهذا ما وجدته فعلاً
ويوم عن يوم تؤكدين لنا ذلك الانطباع الجميل
الذي رسمناه لك في مخيلتنا

كأنك أحسست هذا فعلا ماحدث
تحية ومودة لمرور ك:30:

ياسَمِين الْحُمود 03-29-2021 08:29 PM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز صلاح الظاهري (المشاركة 291156)
الأخت ياسمين توقفت كثيرا عند قراءتي هذه القصة ففيها الكثير من الواقع
ان الاضواء تغري الانسان وقد تكون سبب في تعاسته مثل الفراش الذي ابهره الضوء فكان سبب لهلاكه
لكن من له فرقان هو في نعيم لن تبهره الانوار بل سيرى بقلبه وان لم يهده قلبه سيمر به عارض يمنعه

أفرح عميقا حين ألمس صدى
لما أكتبه في نفوس طيبة كنفسك!!
لك تقديري واحترامي الدائمين !!:30:

ثريا نبوي 03-31-2021 07:44 AM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
رُبَّ ضارةٍ نافعة
وهكذا كانت الوعكةُ مخرجًا من أزمةِ الضميرِ الحيّ حدَّ الخُرافة
وحدَّ التضحيةِ من أجل "أحمد" الذي لا تربطُكِ به سوى وشائجَ إنسانيةٍ
مَحَتْ مِن قاموسِها مُرادفاتِ الخِذلان؛ لأي إنسان!

مُبدعةٌ بحروفٍ مُمتعة أينما سال مِدادُك
دُمتِ تُسعديننا

:45:

ياسر علي 04-02-2021 05:23 PM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
الكثيرون من المشاهير والشخصيات العامة يعانون من حصار الرسميات وعيون الإعلام، نقلت مشهدا من تلك المعاناة.

ذكرني نصك بواحد من زملائي في العمل حين رفض حفل تكريم كان سيقام على شرفه بعد تقاعده، قال هذا ليس تكريما بقدر ماهو رغبة في أن يقول لك البعض بأنهم أدوا الواجب تجاهك. سيكون من الأليق أن أعفيهم من هذا التصنع.


تقديري أستاذة ياسمين الحمود.

منى الحريزي 04-05-2021 01:23 AM

رد: موعد مع شخصية مهمة…
 
نصوصك تنضح بالجمال و أجد فيها متعة القراءة
أقتباس جميل ومقتضب من يوميات الحياة
أكان المرء تحت الأضواء أو لا فقد تعترضه مآزق شبيهه بهذا المأزق
النهاية كانت واقعية جداً لدرجة أني تلمست فيها أنها حدتث معك فعلاً ...

تحية تليق بجمال قلمك ....:20:


الساعة الآن 06:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team