|
حكاية بطل !
وتبدأ مغامرة العد التنازلي٠٠ تبقت سنتان وأربعة أشهر٠٠ عطشي ينزف٠٠ جوعي ينزف٠٠ وجرحي يتألم٠٠ حقدي يلبس ثوب العطر والمطر والحرية !
صدقني ستقرأ يوما ما حكاية بطل٠٠ ستقرأ مع ضوء القمر انتكاسة الحرية ! ستكتب البداية أنت٠٠ من الحرف الأول أنت إلى الحرف الأخير أنت و٠٠٠ أنا ! مازالت عيناي ثكلى وعيناه بحر من الدموع بين أغصان العشب اليابس في صحراء المطر ! إني أراه من خلف حجاب، وبيني وبينه ألف كتاب وباب ! صدقني ! أرجوك صدقني ! أنت لي ذاك الجواب٠٠ رغم الغياب٠٠ رغم العتاب على آهات الذهاب والإياب٠٠ رغم ما أعانيه من قرص البعوض وصراخ الذباب ! آهة نصفك تخترق كل صباحات الصباح، وأغرق في المساء ! أرجوك تشبث بنصفي الذي أخفيته في عباءة انتحاري، واكتب سطر سعدي في كفك الصغير٠٠ كفك الأبيض الذي لا يعرف معنى "الغصب" ويشجب الاغتصاب ! رأيتك ذات مرة تعبث بشعرك الذي نسجت من عباءته سواد أيامي في بياض قلبك ! أنت هنا في القلب تدور، وتدور، لتطفئ في جفن احتراقي وألمي٠٠ إني أتألم ! هل تسمعني؟! هل تعرف معنى الاحتراق في المطر؟! هل تفهم أني أغرق في مساحات من الظلم والألم والقهر؟! ليتك لا تفهم٠ أغيب وذرات الشمس قد نسجت من خيوطها ثياب بؤسي ضيقة٠٠ لتخنق أنفاسي وتوسلاتي لها بأن لا تغيب ولا تغب ! لكني مازلت أتنفس من كم ثوبي الضيق، وعيناي تحرس ما تبقى من بعض دمعها المتحجر اختلاطا بالدم المنسكب على اللبن الرائب ! كل الحكايات مريضة ! صدقني مريضة٠٠ مريضة٠٠ وأنا البطل الذي مات على غير عادة الحكايات ! المجرمون - فقط - عاشوا ! أعلم أنهم سيكملون الرواية٠٠ سيشعرونك أنهم أبطال كل رواية، ومساكينها أيضا ! أرجوك لا تصدقهم ! أهرق على وجوههم التراب، وكل شمس الصيف القادم ! عذبهم كما تشاء ! اقتلهم إن استطعت لأنهم قتلوا البطل٠٠ أنا البطل !! غدا أراك في كل الفصول٠٠ الفصل الأول: تعيس في جبل يرقص على أنغام اليمام٠ الثاني: يدعي أنه الربيع ! الثالث والرابع: كيف حالك في قلبي؟! الخامس: كل الفصول تتألم ! الفصل الأخير: جبناء في عباءات النساء يجوبون شوارع الفسق والانحلال والمجون ! تقودهم لحاهم، وجوههم عابسة مكفهرة من الظلم٠٠ ثيابهم لا تكاد تغطي نصف سيقانهم الهامدة من الذل والهوان ! يمشون على أرصفة العار الماكن في نفوسهم، وشواربهم "نصف" صخرة ذابت في وحل الأرض ومستنقع الجهالة ! يمرضون كل دقيقة٠٠ لكنهم يموتون نهاية كل فصل، وأنا في الفصل الأخير٠٠ أنا البطل٠٠ أنا البطل ! انتهت الفصول٠٠ توقفت الرواية٠٠ انتهت المسرحية٠٠ حضر الشهود على أنقاض الباطل٠٠ فجع القاضي في حضرة الشهود بمن حضر ! قال لي: من هم؟! قلت: هم أشباه رجال في زمن الظلم ! من أنت؟! أنا رجل من ظلم الزمن ! ومن هي؟! هي امرأة تغار منها النساء، لكنهم باعوها للشيطان ! ومن هو؟! هو طفل يعيش مثلي في ظلم الزمن ! ومن هن؟! هن ! لا أرى أحدا٠ كل شيء حدث والشمس في "كبد" السماء ! وأين الشمس؟! انتحرت من هول المشهد !! ماذا تريد؟ هم ماذا يريدون؟! أنت المدعي٠ بل هم المدعون٠ ماذا يردون؟ اسألهم ! ماذا يريدون؟! قلت: اسألهم٠ اسألهم٠ اسألهم ! لقد حضروا للبيع والشراء في سوق خاسرة ! باعوه بجرة قلم، وباعوها بكلمة خاسرة ! وأنت؟! شربت بعضي في كأس الألم وأقسمت ألا أنام ! أقسمت أن يظل جرحي مستباحا للألم٠٠ مفتوحا للبشر٠٠ مزمجرا عند الغضب ! ابتعدوا عنه يا هؤلاء ! ابتعدوا عن جرحه الذي لن يطببه طبيب، ولن يوقف نزيفه حكيم ! صدقني٠٠ مازلت أتألم في صمتي، وجرحي حزن يرقص في حضرتك فقط ! لأنك أنت البطل .. .. تقديري أبو أسامة |
هي ملحمة بطل يعزف آناته
على أوتار حزن و ربما قهر يذيب جنبات قلبه من التأمل و الأنتظار في فصول تبدأ بها حكايته و لاتنتهي لأن النهاية ستأتي بيده هو سترسمها هذه الآهات التي تملئ صدره و يضيق منها الفضاء المبدع أبو أسامة نبض رائع شجي أتقن قلمك رسمه بأتقان و نصك يحلق بين النجوم لك خالص التقدير |
حكايةٌ ينقشها الأنين والحنين على جدرانٍ تصدّعت من ثِقل الجَرح ..
بوحٌ ينزف وحرفٌ يئنّ ~ أ. علي الزهراني الحرف الصادق يقتحم القلب بلا استئذان وهكذا حرفك هُنا .. شكرًا لـ مجيئك بهذه الرائعة ولكَ التحيّة والتقدير ~ |
أخي الفاضل أبا أسامة حفظه الله
كتبت المستحيل وتجاوزت كل حدود الألم المتعارف عليها ، أمعنت في الوجع هذه المرة ونصك جاء مغايراً لكل موصوف ، و حق لك أن تكون البطل فأنت في المشهد الأخير نفسه ، لا مستحيل يغلق نوافذ الأمل والرجاء ، لا مستحيل ، لا مستحيل ، مساك حرية ونقاء أخي الكريم ، |
اقتباس:
مودتي أيها الكريم. أبو أسامة |
| الساعة الآن 07:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.