منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من روائع عمر بن أبي ربيعة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1408)

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:44 PM

من روائع عمر بن أبي ربيعة
 
آذَنَتْ هِنْدٌ بِبَيْنٍ مُبْتَكِرْ



آذَنَتْ هِنْدٌ بِبَيْنٍ مُبْتَكِرْ
وحذرتُ البينَ منها، فاستمرّ
أَرْسَلَتْ هِنْدٌ إلَيْنَا نَاصِحاً
بَيْنَنَا: إيتِ حَبيباً قَدْ حَضرَ
فاعلمنْ أنّ محباً زائرٌ،
حِينَ تُخْفَى العَيْنُ عَنْهُ والبَصَرْ
قُلْتُ: أَهْلاً بِكُمُ مِنْ زَائِرٍ
أَوْرَثَ القَلْبَ عَناءً وَذِكَرْ
فتأهبتُ لها، في خفية ٍ،
حينَ مالَ الليلُ واجتنّ القمر
بينما أنظرها في مجلسٍ،
إذْ رَمَانِي اللَّيْلُ مِنْها بِسَكَرْ
لَمْ يَرُعْني بَعْدَ أَخْذي هَجْعَة
غَيْرُ ريحِ المِسْكِ مِنْها والقُطُرْ
قُلْتُ: مَنْ هذا؟ فَقَالَتْ: هكذا
أَنَا مَنْ جَشَّمْتَهُ طُول السَّهَرْ
ما أَنَا والحُبُّ قَدْ أَبْلَغَني
كَانَ هَذا بِقَضَاءٍ وَقَدَرْ
لَيْتَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ عُلِّقْتُكُمْ
كلَّ يومٍ أنا منكمْ في عبر
كلما توعدني، تخلفني،
ثُمَّ تَأْتي حِينَ تأْتي بِعُذُرْ
سَخِنَتْ عَيْني لَئِنْ عُدْتَ لَهَا
لتمدنّ بحبلٍ منبتر
عَمْرَكَ کللَّهُ أَما تَرْحَمُني
أَم لَنا قَلْبُكَ أَقْسَى مِنْ حَجَرْ
قلتُ، لما فرغتْ من قولها،
ودموعي كالجمان المنحدر:
أنتِ، يا قرة َ عيني، فاعلمي،
عِنْد نَفْسي عِدْلُ سَمْعي وَبَصَرْ
فاتركي عنكِ ملامي، واعذري،
وکتْرُكي قَوْلَ أَخي الإفْكِ الأَشِرْ
فَأَذَاقَتْني لَذيذاً خِلْتُهُ
ذَوْبَ نَحْلٍ شِيبَ بالماءِ الخَصِرْ
وَمُدَامِ عُتِّقَتْ في بابِلٍ
مِثْلِ عَيْنِ الدّيكِ أَوْ خَمْرِ جَدَرْ
فتقضتْ ليلتي في نعمة ٍ،
مَرَّة ً أَلْثَمُها غَيْرَ حَصِرْ
وأُفَرّي مِرْطَها عَنْ مُخْطَفٍ
ضامرِ الأحشاءِ، فعمِ المؤتزر
فَلَهَوْنَا لَيْلَنا حَتَّى إذا
طَرَّبَ کلدِّيكُ وَهَاجَ المُدَّكِرْ
حَرَّكَتْني ثُمَّ قَالَتْ جَزَعاً
ودموعُ العين منها تبتدر:
قمْ صفيَّ النفس، لا تفضحني،
قَدْ بَدا الصُّبْحُ وَذَا بَرْدُ السَّحَرْ
فَتَوَلَّتْ في ثَلاثٍ خُرَّدٍ
كَدُمَى الرُّهْبانِ أَوْ عَينِ البَقَر
لستُ أنسى قولها، ما هدهدتْ
ذَاتَ طَوْقٍ فَوْقَ غُصْنٍ مِنْ عُشَرْ
حينَ صَمَّمْتُ عَلَى ما كَرِهَتْ
هَكَذَا يَفْعَلُ مَنْ كانَ غَدَرْ

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:45 PM

أأقَامَ أَمْسِ خَلِيطُنا أَمْ سارا؟



أأقَامَ أَمْسِ خَلِيطُنا أَمْ سارا؟
سَائِلْ بِعَمْرِكَ أَيَّ ذاكَ کخْتَارَا؟
وإخالُ أنّ نواهمُ قذافة ٌ،
كَانَتْ مُعَاوِدَة َ الفِرَاقِ مِرارا
قال الرسولُ، وقد تحدر واكفٌ،
فَكَفَفْتُ مِنْهُ مُسْبِلاً مِدْرارا:
أَن سِرْ فَشَيِّعْنا وَلَيْس بِنَازِعٍ
لَوْ شَدَّ فَوْقَ مَطِيَّهِ الأَكْوارا
في حَاجَة ٍ جَهْدُ الصَّبابة ِ قَادَها
وبما يوافقُ للهوى الأقدارا
قَامَتْ تَرَاءَى بِکلصِّفاحِ كأَنَّما
عَمْداً تُريدُ لَنَا بِذَاكَ ضِرارا
فبدتْ ترائبُ من ربيبٍ شادنٍ،
ذَكَرَ المَقيل إلَى الكِنَاسِ فَصارا
وجلتْ عشية َ بطنِ مكة إذ بدت،
وَجْهاً يُضيءُ بَيَاضُهُ الأَسْتَارا
كَکلشَّمْسِ تُعْجِبُ مَنْ رَأَى ويزينُها
حسبٌ أغرُّ، إذا تريدُ فخارا
سقيتْ بوجهكِ كلُّ أرضٍ جئتها،
وبمثلِ وجهكِ نستقي الامطارا
لَو يُبْصِرُ الثَّقْفُ البَصِيرُ جبينَها
وَصَفَاءَ خَدَّيها العَتيقَ لَحَارَا
وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلة ٍ،
وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا
إني رايتكِ غادة ً خمصانة ً،
رَيَّا الرَّوادِفِ لَذَّة ً مِبْشارا
مَحْطوطَة َ المَتْنَيْنِ أُكْمِلَ خَلْقُها
مِثْلَ السَّبِيكَة ِ بِضَّة ً مِعْطارا
تَشْفي الضَّجيع ببارِدٍ ذي رَوْنَقٍ
لو كانَ في غلسِ الظلامِ، أنارا
فَسَقَتْكَ بِشْرَة ُ عَنْبَراً وَقَرَنْفُلاً
والزنجبيلَ، وخلطَ ذاكَ، عقارا
والذوبَ من عسلِ الشراة ِ، كأنما
غصبَ الأميرُ تبيعهُ المشتارا
وكأنّ نطفة َ باردٍ وطبرزداً
وَمُدَامَة ً قَدْ عُتِّقَتْ أَعْصارا
تَجْري عَلى أَنْيَابِ بِشْرَة َ كُلَّما
طَرَفَتْ وَلاَ تَدْري بِذَاكَ غِرَارا
يروى به الظمآنُ، حينَ يشوفه
لذَّ المقبلِ، بارداً، مخمارا
ويفوزُ من هي في الشتاءِ شعاره،
أَكْرِمْ بِهَا دُونَ اللّحافِ شِعارا
جودي لمحزونٍ ذهبتِ بعقلهِ،
لم يقضِ منكِ بشيرة ُ الأوطارا
وإذا ذَهَبْتُ أَسومُ قَلبي خُطِّة ً
مِنْ هَجْرِها أَلْفَيْتُهُ خَوَّارا
واغْرَوْرَقَتْ عَيْنايَ حِينَ أُسومُها
والقلبُ هاجَ لذكرها استعبارا
فبتلك اهذي ما حييتُ صبابة ً،
وبها، الغداة َ، أشببُ الأشعارا
من ذا يُواصلُ إنْ صَرَمْتِ حِبالَنا
أَمْ مَنْ نُحَدِّثُ بَعْدَكِ الأَسْرَارا
هيهات منكِ قُعَيْقِعانُ وأهلُها
بالحَزنَتينِ، فشطَّ ذاك مَزارا!

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:46 PM

أأنكرتَ، من بعدِ عرفانكا،



أأنكرتَ، من بعدِ عرفانكا،
مَنَازِلَ كَانَتْ لِجِيرانِكا
منازلَ بيضاءَ، كانتْ تكو
نُ بسرِّ هواكَ، وإعلانكا
تُرِيدُ رِضاكَ، إذا ما خَلَوْن،
طِلابُ هَوَاكَ وَعِصْيانِكا
وَإنْ شِئْتَ عَاطَتْكَ، أَوْ داعَبَتْ،
لَعوبٌ عَلَى كُلِّ أَحْيانِكَا
تُرِيكَ، أَحَايينَ، عُرْضِيَّة ً،
وحيناً ترى دون إمهانكا
إذَا ما تَضَاغَنْتَ، أَلْفَيْتَها
صناعاً، بتسليلِ أضغانكا
وكنتَ، وكانتْ، وكان الزمانُ،
فأحسنْ بها، وبأزمانكا!
لياليَ، أنتَ لها موطنٌ،
وإذْ هي أفضلُ أوطانكا
وإذْ هي شأنكَ تعنى به،
وإذ غيرها ليسَ من شانكا
وإذْ هي تربكَ تربُ الصفاءِ،
وخدنكَ من دونِ أخدانكا
وإذْ كلُّ مرعى ً رعتهُ السراة ُ،
وإنْ طَابَ، لَيْسَ كَسَعْدانِكا
خُزَامَاكَ مُوْنِقَة ٌ ظِلُّهَا،
وقريانهم دونَ قريانكا
فدبّ لها ولكَ الكاشحونَ،
فحلوا حبائلَ أقرانكا
لَجَجْتَ، وَلَجَّتْ، وَكَانَ اللَّجا
لجاجُ فيه قطيعة ُ خلصانكا
وأَظْهَرْتَ هِجْرانَها: ظَالِماً
وَلَمْ تَكُ أَهْلاً لِهِجْرَانِكا
أأدنيتها، ثمّ جانبتها،
فسوفَ ترى غبَّ إدنائكا
أظنكَ تحسبها في الودادِ
مراجعة ً بعدَ عهدانكا
فَهَيْهَاتِ، هَيْهاتِ، حَتَّى المَمَاتِ،
تِ، بهمكَ منها، وأحزانكا!

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:47 PM

أبهَجْرٍ يُوَدَّعُ الأَجْوَارُ



أبهَجْرٍ يُوَدَّعُ الأَجْوَارُ
أَمْ مَساءٍ أَمْ قَصرُ ذاكَ کبْتِكَارُ؟
قَرَّبَتْني إلَى قُرَيْبَة َ عَيْني
يوم ذي الثري، والهوى المستعار
ودواعي الهوى ، وقلبٌ، إذا
لجّ، لجوجٌ، فما يكاد، يصار
قَمَرَتْهُ فُؤادَهُ أُخْتُ رِئْمٍ
ذَاتُ دَلٍّ خَرِيدَة ٌ مِعْطَارُ
طفلة ٌ، وعثة ُ الروادفِ، خودٌ،
كمهاة ٍ انساب عنها الصوار
حُرَّة ُ الخَدِّ خَدْلَة ُ السّاقِ مَهْضو
مهضومة ُ كشحٍ يضيقُ عنها الشعار
نَظَرَتْ حِينَ وَازَنَ الرَّكْبُ بالنَّخْـ
ـلِ ظِلاماً وَدُونَها الأَسْتَارُ
وَدَعاني ما قالَ فيها عَتيقٌ
وَهْوَ بِکلْحُسْنِ عَالِمٌ بَيْطارُ
قَوْلُ نِسْوَانِها إذا حَفَلَ النِّسْـ
في مجلسٍ، وقلّ الإمار
أَنَّها عَفَّة ٌ عَنِ الخُلُقِ کلْوا
والطعمة ِ التي هي عار
نَعَتوها فَأَحْسَنُوا النَّعْتَ حَتَّى
كِدْتُ مِنْ حُسْنِ نَعْتِها أُسْتَطارُ
فثنائي عليكِ خيرُ ثناءٍ،
إنْ تَقَرَّبْتِ، أَوْ نَأَتْ بِكِ دَارُ
وبكِ الهمُّ، إنْ مشيتُ صحيحاً،
وسواري الأحلام، والأشعار
أَنْتُمُ هَمُّنا وَكِبْرُ مُنانا
وأَحَاديثُنا وإنْ لَمْ تُزاروا
وأرى اليومَ، إن نأيتِ، طويلاً،
واللَّيالي إذا دَنَوْتِ قِصارُ
لم يقاربْ جمالها حسنُ شيءٍ
غَيْرُ شَمْسِ الضُّحَى عَلَيْها النَّهارُ
فَلَوْ أنّي خشيتُ أَوْ خِفْتُ قَتْلاً
غيرَ أنْ ليسَ تدفعُ الأقدار
لاتقيتُ التي بها يفتنُ الناسُ،
ولكن لكلّ شيءٍ قدار
فَلَنَفْسي أَحَقُّ بِکللَّوْمِ عَمْداً
حيثُ ما كنتُ يومَ لفّ الجمار

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:47 PM

أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟



أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟
وَذو الحَذَرِ النِّحْرِير قَدْ يَتَفَكَّرُ
ولستَ موقى ً إن حذرتَ قضية ً،
وَلَيْسَ مَعَ المِقْدَارِ يُكْدِي التَّهَوُّرُ
تَذَكَّرْتُ إذْ بَانَ الخَلِيطُ زَمَانَهُ
وقد يسقمُ المرءَ الصحيحَ التذكرُ
وكان ادكاري شادناً قد هويتهُ،
له مقلة ٌ حوراءُ، فالعينُ تسحر
كأني لما أنْ تولت به النوى ،
من الوجدِ، مأمومُ الدماغِ، محير
إذا رُمْتُ عَيْني أَنْ تُفيقَ مِنَ البُكَا
تَبَادَرَ دَمْعي مُسْبِلاً يَتَحَدَّرُ
لَقَدْ سَاقَني حَيْنٌ إلى الشَّادِنِ الَّذي
أَضَرَّ بِنَفْسي أَهْلُهُ حِينَ هَجَّرُوا
وَلَوْ أَنَّهُ لا يُبْعِدُ اللَّهُ دَارَهُ
وَلاَ زِلْتُ مِنْهُ حَيْثُ أَلْقَى وأُخْبَرُ
لَقَدْ كَانَ حَتْفي يَوْمَ بَانُوا بِجُؤذَرٍ
عليه سخابٌ فيه درٌّ وعنبر
فَقُلْتُ: أَلا يا أَيُّهَا الرَّكْبُ إنَّني
بكم مستهامُ القلبِ، عانٍ، مشهر
بلي كلُّ ودٍّ كانَ في الناس قبلنا،
ووديَ لا يبلى ولا يتغير
فَقَالوُا لَعَمْري: قَدْ عَهِدناكَ حِقْبَة ً
وأنتَ امرؤ من دونِ ما جئتَ تخطر
وقالت لأترابٍ لها، حين عرجوا
عَلَيَّ قليلاً إنَّ ذا بِي يُسَخَّرُ
وَقَالَتْ: أَخَافُ الغَدْرُ مِنْهُ وَإنَّني
لأعلمُ أيضاً انه ليسَ يشكر
فقلتُ لها: يا همَّ نفسي ومنيتي،
أَلاَ لا وَبَيْت اللَّهِ إنِّي مُهَبَّرُ
مُصابٌ عَمِيدُ القَلْبِ أَعْلَمُ أَنَّني
إذا أنا لم ألقاكمُ، سوفَ أدمر
وشكريَ أن لا أبتغي بكِ خلة ً،
وكيفَ، وقد عذبتِ قلبي، أغدر؟
وَإنِّي هَدَاكِ اللَّهُ صَرْمي سَفَاهَة ٌ
وَفِيمَ بلا ذَنْبٍ أَتَيْتُهُ أُهْجَرُ
وَقَد حَالَ دُونَ الكُفْرِ والغَدْرِ أَنني
أُعَالِجُ نَفْساً هَلْ تُفِيقُ وَتَصْبِرُ
فقالت: فإنا قد بذلنا لكَ الهوى ،
فَبکلطَّائِرِ المَيْمُونِ تُلْقَى وَتُحْبَرُ
فقلتُ لها: إنْ كنتِ أهلَ مودة ٍ،
فميعادُ ما بيني وبينكِ عزور
فقالتْ: فإنا قد فعلنا، وقد بدا
لَنَا عِنْدَ ما قَالَتْ بَنانٌ وَمِحْجَرُ
فَرُنِّحَ قَلْبي فَهْوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ
سيهلكُ قبلَ الوعدِ، أو سوف يفتر

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:48 PM

أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ،



أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ،
وإنْ ظلمتنا، ألا تغفرُ؟
أدلتْ، ولجَّ بها أنها
تُرِيدُ العِتَابَ وَتَسْتَكْبِرُ
وتعلمُ أنّ لها عندنا
ذَخَائِرَ مِلْحُبِّ لا تَظْهَرُ
ووداً، ولو نطقَ الكاشحو
ن فيها وَلَوْ أَكْثَرَ المْكْثِرُ
ولستُ بناسٍ مقالَ الفتاة ِ،
غَداة َ المُحَصَّبِ إذْ جَمَّرُوا
أَلَسْتَ مُلِمّاً بِنَا يَا فَتًى
يُنَفِّضُ عَنّا الَّذي يَنْظُرُ
فقلت: بلى ، أقعدي ناصحاً،
وآية ُ ذلكَ أن تسمعي
نداءَ المصلينَ، يا معمرُ!
فأقبلتُ، والناسُ قد هجعوا،
أطوف عَليهم وما أنظر
إذا كاعِبَانِ وَرَخْصُ کلْبَنَانِ
أسيلٌ مقلدهُ، أحورُ
فَسَلَّمْتُ خَفْياً فَحَيَّيْنَني
وقلبيَ، من خشية ٍ، أوجرُ
وقالتْ: طربتَ، وطاوعتَ بي
مَقَالَ العَدُوِّ وَمَنْ يَزْجُرُ
فقلتُ مقال أخي فطنة ٍ،
سَمِيعٍ بِمَنْطِقِها مُبْصِر:
أَلِلْصَّرْمِ تَطَّلِبينَ الذُّنُوبَ
ولم أجنِ ذنباً لكي تغدروا
فإنْ كنتِ حاولتِ صرمَ الحبا
لِ، فإنّ وصالكِ لا يبتر
فَإنْ كُنْتِ أَدْلَلْتِ كَيْ تَعْتِبي
فَكَفّي لَكُمْ بِکلرِّضَا تُوسِرُ
فقالتْ لها حرة ٌ عندها،
لذيذٌ مقبلها، معصر:
دعي عنكِ عذلَ الفتى واسعفي،
فإنّ الودادَ له أسور
فبتُّ أحكمُ فيما أردتُ،
تُ حَتَّى بَدَا وَاضِحٌ أَشْقَرُ
تَميلُ عَلَيَّ إذا سُقْتُها
كَمَا کنْهَالَ مُرْتَكِمُ أَعْفَرُ
يفوحُ القرنفلُ من جيبها،
وريحُ اليلنجوجِ والعنبر
فَبِتُّ وَلَيْلَي كَلا أَوْ بَلَى
لديها، وبلْ ليلتي أقصر
وكيفَ اجتنابكَ دار الحبيب،
كيف عن ذكرهِ تصبر؟

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:49 PM

أدخلَ اللهُ، ربُّ موسى وعيسى ،



أدخلَ اللهُ، ربُّ موسى وعيسى ،
جَنَّة َ الخُلْدِ مَنْ مَلاني خَلوقا
مسحتهُ من كفها بقميصي،
حِينَ طَافَتْ بِکلبَيْتِ مَسْحاً رَفِيقا
غضبتْ أنْ نظرتُ نحو نساءٍ،
ليسَ يعرفنني، سلكنَ الطريقا
وأرى بينها وبين نساءٍ،
كنتُ أهذي بهنّ، بوناً سحيقا

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:55 PM

أربتُ إلى هندٍ وتربينَ، مرة ً،



أربتُ إلى هندٍ وتربينَ، مرة ً،
لها، إذ توافقنا بقرنِ المقطعِ
لِتَعْرِيجِ يَوْمٍ أَوْ لِتَعْرِيسِ لَيْلَة ٍ
عَلَيْنَا بِجَمْعِ الشَّمْلِ قَبْلَ التَّصَدُّعِ
فَقُلْنَ لَها: لَوْلا کرْتِقَابُ صَحَابَة ٍ
لنا خلفنا، عجنا ولم نتورع
فقالت فتاة ٌ، كنتُ أحسبُ أنها
مغفلة ٌ، في مئزرٍ لم تدرع
لَهُنَّ وَمَا شاوَرْنَها لَيْسَ ما أَرَى
بحسنِ جزاءٍ للحبيبِ المودع
فَقُلْنَ لَها: لا شَبَّ قَرْنُكِ فکفْتَحي
لَنا بَابَة ً تَخْفَي مِنَ الأَمْرِ نَسْمَعِ
فقالت لهن: الأمرُ بادٍ طريقه،
مُبِينٌ لِذِي لُبٍّ ينوءُ بِمَرْجِعِ
نقدمُ منْ يخشى فيمضي أمامنا،
ومن خفتِ من أصحاب رحلك فارجعي
وأَوْصِي غُلاماً بالوقوفِ بِجَانِبِ الـ
ستارِ، خفياً شخصه، يتسمع
فَإنْ يَرَ مِمّا يُتَّقَى غَيْرَ رِقْبَة ٍ
علينا، يعجلْ ما استطاعَ ويسرع

ناريمان الشريف 02-21-2021 07:46 PM

رد: من روائع عمر بن أبي ربيعة
 

أرسلت أسماءُ: إنا ( عمر ابن أبي ربيعة )


أرسلت أسماءُ: إنا

قد تبدلنا سواكا

بدلاً، فاستغنِ عنا

بدلاً، يغني غناكا

لن ترى أسماءَ، حتى

تبْلُغَ النَّجْمَ يَداكا

فکجْتَنِبْني وأَطيعَنْ

ناصِحَ الجَيْبِ نَهَاكا

إنَّ في الدَّارِ رِجالاً

كلهمْ يهوى رداكا

لا تلمني واجتنبني،

أنتَ ما سديتَ ذاكا

ناريمان الشريف 02-21-2021 07:48 PM

رد: من روائع عمر بن أبي ربيعة
 
أرسلتُ لما عيلَ صبري إلى ( عمر ابن أبي ربيعة )


أرسلتُ لما عيلَ صبري إلى

أسماءَ، والصبُّ بأن يرسلا،

أذكرُ أنْ لا بدّ من مجلسٍ،

يكونُ عنْ سامركم معزلا

لأأبثكمْ فيه جوى شفني،

حملتهُ من حبكمْ، مثقلا

فَکبْتَسَمْت عَنْ نَيِّرٍ واضِحٍ

مُفَلَّجٍ، عَذْبٍ، إذا قُبِّلا

كَأُقْحُوَانِ الرَّمْلِ في جَائِرٍ

أو كسنا البرقِ إذا هللا

ثمّ دعتْ، من عجبٍ، أختها

وَواعِدِيهِ سَرْحَتَيْ مَالِكٍ

يسومني، معتذراً، مجلساً،

كأنهُ يأمنُ أن نبخلا

فَأَرْسَلَتْ أَرْوى وَقَالَتْ لَهَا،

مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْضَى وأَنْ تَقْبَلا:

إيتيهِ بِکللَّهِ وَقولي لَهُ:

واللهِ، لا يفعلهُ، ثمّ لا

وواعديه سرحتنيْ مالكٍ،

أو الربى دونهما، منزلا

وَلْيَأْتِ، إنْ جَاءَ، عَلَى بَغْلَة ٍ

إني أخافُ المهرَ أن يصهلا

لَمّا کلْتَقَيْنَا رَحَّبَتْ تِرْبُها

هِنْدٌ وَقَالَتْ: قُلَّباً حُوَّلا

وأعرضتْ من غيرِ ما بغضة ٍ،

لكاشحٍ لم يألُ أنْ يمحلا

بلغها كذباً، ولم يألها

غِشَّاً، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ حَمَّلا


الساعة الآن 02:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team