منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   البحر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1382)

نوري الوائلي 09-19-2010 06:19 AM

البحر
 
البحر


شعر


نوري الوائلي

نوري الوائلي 09-20-2010 07:25 PM

البحر



يا قارئ الشعر هل طابت لك الدارُ
واشتدّ عزمك واسْترضاك دينارُ

يا قارئ الشعر كم أعطتك مقتضبا
هذي الحياة وكم عانتك أقدارُ

هل دار ليلك والآمالُ موصلة
أم أن حلمك عند الفجر أخبارُ

هل عشت دهرك والأيّام آمنةٌ
أم أن دهرك مثل البحر أطوارُ

البحرُ يوما كأن الطير ساكنه
والريح منه الى الربان مضمارُ

جنّدت ركبك والأحلام مشرعة
والوهمُ أنساك أن البحر غدّارُ

تدنو من الجرف بالأسماك ممتلئا
فاكْتظّ جمعك عند الجرف إعصارُ

هذي هي الحال إن ساقتك في جهل
سوءُ النوازع أو ساقتك أشرارُ

نلهو وتجري بنا الأيّام مسرعة
مثل الضياء كأنّ العمر مشوارُ

كم ضاع منّا خليل أو ذوي رحم
حتّى كأنّ جموع الأهل أنفارُ

صرنا كمن هجرالأوطان معتذرا
فالأهلُ ماضون والأصحاب زوّارُ

مثل القطار ركبنا من ولادتنا
فيه المحطّـّات للركاب أدوار

تعطى البطاقات لا ندري مقاصدها
والركب يسري كأنّ القصد أمتارُ

عند المحطات ترسينا مصائرنا
ونترك الركب والآمال أسحارُ

مثل الخيال فإن الموت يتبعنا
حتى علانا , فشدّ النعشَ مسمارُ

يأتي إلينا كأن النوم غالبنا
أو لم نر الموت للأحباب يختارُ

نجري من الموت والآمال تجرفنا
حتّى صحونا وزهو النفس ينهارُ

نعدو من الموت أميالا فنحسبه
قد غاب عنا وبعد الموت أشبارُ

ما لي أرى النفس قد هامت لزائلة
وانسابَ فيها إلى اللّذات إصرارُ

الوقت أصبح أموالا فما ملئت
منها العيون , كأن المال أنوارُ

الناس تلهث والدينار مطلبها
وهل تُشافي ثرى البيداءِ أمطارُ

هل أشبع الدهر نفساً أو شفى ظمأً
وهل أضاءت سرابَ البيد أزهارُ

هذي هي الحال لا تفرح بزائلةٍ
فما استدامت لأهل الأرض أعمارُ

هذي الحياة فلا تيأس لنائبةٍ
إن النوائب للألباب إنذارُ

ما لي إذا ملئت بالمال أوديتي
فانتابني سقم وانتابها نارُ

حسبي الفُتاة وخيط الصوف يسترني
والسّعْف سقفي وطول الدار أشبار

ما يشبع النفس والأطماع سُفْرتها
إلا التراب , وتعلو الثغرَ أحجارُ

ما يذكر الموت إلا مؤمن فطن
قد ساقه العقل واستقرأه أبصار

الناس موتى وهم في حالها هرج
والصالحون بها أحياءُ أبرارُ

ما فاز فيها شقي أو أخو جهل
بل فاز فيها إلى الجنّات أخيارُ

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:06 PM

هل عشت دهرك والأيّام آمنة = أم أن دهرك مثل البحر أطوارُ

أعجبني هذا البيت
طاب قلمك أيها الشاعر


.... ناريمان

نوري الوائلي 09-21-2010 06:54 PM

شكرا لكم ودمتم

نبيل أحمد زيدان 09-21-2010 07:26 PM

الأخ الفاضل نوري الوائلي الموقر
تحياتي لحرفك الجميل عازفا المشاعر نشيدا رائعا
نلهو وتجري بنا الأيام مسرعة = مثل الضياء كأن العمر مشوار
هو كذلك أخي العمر مشوار قصير نسأل الله العفو والصفح
لك أخي كل المحبة والتقدير

نوري الوائلي 09-25-2010 06:13 AM

وفقكم الله للخير

علاء الأديب 09-25-2010 09:19 PM

معذرة أخي نوري..
لتأخرنا عليك..
لست أدري لماذا لم يحالفك الحظ دائما في استخدام التنسيق..
يبدو أنني أوفر منك حظا بتنسيق روائعك..
وهذا شرف لي..
لقد قرأت لك هنا رائيّة بليغة بمعانيها ..
رقيقة رقراقة بأسلوبها
فيها ماجمع بين قوة الحكمة..ورقة الكلمة
بوركت بما أبدعت..
تقييمي المتواضع
لك من قلب أخيك تحية
علاء الأديب

دنيا العطار 09-26-2010 10:07 PM

[GASIDA="type=2 bkcolor=#FFFFFF color=#FF0000 font="bold large 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]هذي الحياة فلا تيأس لنائبة = إن النوائب للألباب إنذارُ[/GASIDA]


سلمت يمينك ... أيها الشاعر

نوري الوائلي 09-27-2010 08:31 PM

الأستاذ علاء الأديب

حياكم الله وشكرا لكم ولكل اديب ومفكر يقراء ويعلق على ما اكتبه
والله فخور بكل كلمة تقولونها او راي تقدمونه لترميم النص واصلاحه
ودمتم مدرسة لي ولغيري ممن ينشدون المعرفة

نوري الوائلي 01-24-2014 06:15 AM

النشأة الاولى
 
نوري الوائلي
النشأة الاولى
دلائلُ العجز تجري في مجارينا -- ونازعُ الروح يصحو في أمانينا
وصحبةُ الموت أقدارٌ مقدّرة -- مثل العشيق لنا في الحضن تطوينا
في الرحم فينا وفي صغرٍ وفي كبرٍ -- حتى تقيم لنا قبراً ليأوينا
الموتُ للنفس ترياقٌ إذا يأست -- وغاب عنها الرجا روحاً وتحصينا
الموتُ للنفس ترياق إذا حسنت -- وطال فيها التقى شوقاً وآمينا
الموتُ للنفس ترياق إذا فسدت -- أذاقت الناس من أهوائها الشينا
مثلُ الذئاب إذا جائت نوائبنا --- تأتي قطيعاً جياعاً في مراعينا
كم فيك من ألم لا عين تغسله --- أو يصبح الصبر لآلام أفيونا
أنت امتحان وفعل العبد أجوبة --- صعب فصعب إذا يرقى بها الدينا
الدهرُ يجري بنا عسراً و ميسرة --- مثلُ التمور تحاكي اليبسَ والينا
النّاس في خطر والهمّ يشغلهم -- حتى طوتهم جياعُ الموت فانينا
العيشُ كالركب والآمالُ تركبه -- كالروح للجسم تعطي الجسم تمكينا
لا تعرف العبدَ إلاّ في مصائبه -- أو حين يزداد في الدنيا مواعينا
أو حين يعلو على الكرسي مفتخراً -- أو حين طارت به الدنيا عناوينا
إمّا شكوراً صبوراً راضياً وسعاً -- وإمّا جزوعاً بخيلاً لم ير الطينا
صغرُ المصائب عند البعض مهلكة -- والبعضُ يغدو بفمّ الموت راضينا
من آمن الضر تاج الخير يملكه – حتى وإنْ عاش طول الدهر مديونا
من آمن الناس لم يعرف مصائبها – ونام في الدهر رغم العسر مأمونا
تحوي العجائب آلاماً مكررةً --- تطوي الخلائق تلويعاً وتلوينا
ما حال طير علاه الصقرُ مفترساً --- أو حال طفل أراه الضر طاعونا
الذهنُ يعجزُ عن أدراك حكمته --- فالذهنُ يبقى لفهم الخلق موهونا
إذ ينشأ النشأة الاولى برحمته --- يهدى الخلائق أنْ تجري موازينا
ما زاد في الرزق سعي في مقاصدنا --- أو قل في الرزق جدب في بوادينا
إلاّ بما شاء رزاق ومقتدر -- يجري لنا الرزق موصولا ومأمونا
ما أضيق العيش والأوجاع نافذة -- تبكي الصخور علينا حين تزرينا
ما أوجع الغدر في الدنيا وما وفيت-- حتى وإنْ صغت للناس الأفانينا
كم عشت جهداً بآمال تآزرنا--- عند الحصاد فشلنا في مساعينا
الحمد لله ما كانت مشاعرنا--- إلاّ سجودا وإنْ طال البلا فينا


الساعة الآن 01:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team