منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   إبن زيدون (شاعر الأندلس) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7173)

أميرة الشمري 11-20-2011 06:29 PM

إبن زيدون (شاعر الأندلس)
 
إبن زيدون ( شاعر الأندلس)

وُلِدَ ابن زيدون في قرطبة سنة 1003م (394هـ) واسمه أحمد بن عبد الله بن زيدون أبوه فقيه من سلالة بني مخزوم القرشيين، وجدُّه لأمه صاحب الأحكام الوزير أبو بكر محمد ابن محمد بن إبراهيم، وكلمة صاحب الأحكام تعني أنه اشتغل بالفقه والقضاء.

تعلَّم ابن زيدون في جامعة قرطبة التي كانت أهم جامعات الأندلس يَفِدُ إليها طلاب العلم من الممالك الإسلامية والنصرانية على السواء.. ولمع بين أقرانه كشاعر.. وكان الشعر بداية تعرُّفه بفراشة ذلك العصر ولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي الضعيف المعروف "بالتخلف والركاكة، مشتهرًا بالشرب والبطالة، سقيم السر والعلانية، أسير الشهوة، عاهر الخلوة" كما يقول عنه أبو حيان التوحيدي.

كانت ولادة جميلة مثقفة شاعرة مغنية، لها مجلس بقرطبة يضم أشهر مثقفي وشعراء هذا العصر، أحبها ابن زيدون حبًّا ملك عليه حياته، وأحبته هي أيضًا، وعاش معها في السعادة أيامًا، ثم هجرته لسبب تافه اختلف فيه المؤرخون بغناء إحدى جواريها في حضورها فأغضبها منه ذلك.. ولكي تغيظه وجدت عاشقًا جديدًا هو الوزير أبو عامر بن عبدوس.. وحاول ابن زيدون إبعادها عن ابن عبدوس واستعادة الأيام الجميلة الماضية، لكنها رفضت، واتهمه ابن عبدوس بأنه ضالع في مؤامرة سياسية لقلب نظام الحكم وزُجَّ به في السجن.. وكتب ابن زيدون قصائد كثيرة يستعطف فيها "أبا الحزم جهور" حاكم قرطبة، كما كتب قصائد أخرى لأبي الوليد بن أبي الحزم ليتوسط لدى أبيه، وكان أبو الوليد يحب ابن زيدون، لكن وساطته لم تنفع، فهرب ابن زيدون من السجن، واختبأ في إحدى ضواحي قرطبة وظل يرسل المراسيل إلى الوليد وأبيه حتى تمَّ العفو عنه، فلزم أبا الوليد حتى تُوُفِّيَ أبو الحزم وخلفه أبو الوليد الذي ارتفع بابن زيدون إلى مرتبة الوزارة.

أثناء ذلك كله لم يَنْسَ ابن زيدون حبه الكبير لولادة التي أهملته تمامًا، فجعله أبو الوليد سفيرًا له لدى ملوك الطوائف حتى يتسلى عن حبه بالأسفار وينساه، لكن السفر زاد من حب ابن زيدون لولادة وشوقه إليها، فعاد إلى قرطبة.. وما لبث أن اتهم مرة أخرى بالاشتراك في محاولة قلب نظام الحكم على أبي الوليد بن جهور الذي غضب عليه، فارتحل ابن زيدون عن قرطبة وذهب إلى بلاط المعتضد بن عباد في أشبيلية، وهناك لقي تكريمًا لم يسبق له مثيل، ثم زادت مكانته وارتفعت في عهد المعتمد بن المعتضد، ودان له السرور وأصبحت حياته كلها أفراحًا لا يشوبها سوى حساده في بلاط المعتمد أمثال "ابن عمار" و "ابن مرتين" اللذين كانا سببًا في هلاكه في الخامس عشر من رجب سنة 463 هجرية؛ إذ ثارت العامة في أشبيلية على اليهود فاقترحا على المعتمد إرسال ابن زيدون لتهدئة الموقف، واضطر ابن زيدون لتنفيذ أمر المعتمد رغم مرضه وكبر سنه، مما أجهده وزاد المرض عليه فدهمه الموت.

ظل ابن زيدون حتى آخر يوم في حياته شاعرًا عاشقًا، فبالشعر عشق، وبالشعر خرج من السجن، وبالشعر نال حظوظه من الحياة.. ولم ينس أبدًا ذكرى ولادة وأيامه الجميلة معها.. وقد كانت حياته المتقلبة، وحبه الكبير لولادة بالإضافة إلى أعماله الشعرية والنثرية المتميزة موضوعات لدراسات وإبداعات كثيرة لعل أشهرها مسرحية الشاعر المصري فاروق جويدة "الوزير العاشق" التي قام ببطولتها عبد الله غيث وسميحة أيوب.

ومن أهم أعمال ابن زيدون الباقية للآن غير أشعار "الرسالة الجدية" التي استعطف فيها ابن جهور ليخرجه من السجن، و"الرسالة الهزلية" التي كتبها على لسان ولادة ذمًّا في ابن عبدوس حبيبها الجديد، وهي الرسالة التي زادت الهوة بينه وبين ولادة وعجلت بابن عبدوس ليزج بالشاعر في السجن.. وقد بقيت هاتان الرسالتان علامة على الموهبة الكبيرة والثقافة المتنوعة التي تميز بها ابن زيدون في أعماله الشعرية والنثرية على السواء.

أميرة الشمري 11-20-2011 06:31 PM

أشهر قصائده، نونيته:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت
سودا وكانت بكم بيضا ليالينا

أميرة الشمري 11-20-2011 06:32 PM

وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛"
"وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ
وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّ"
"تْهُمُ منهُ الظّنونُ
أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛"
"وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُ
وتمنّوءا أنْ يخونَ الـ"
"ـعَهدَ مَوْلًى لا يَخُونُ
فإذا الغيبُ سليمٌ،"
"وإذا الودُّ مصونُ!
قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي،"
"وَهَوَاهُ ليَ دِينُ
يا جَوَاداً بيَ! إنّي"
"بِكَ، واللَّهِ، ضَنِينُ
أرخصَ الحبُّ فؤادي"
"لكَ، والعلقُ ثمينُ
يا هلالاً! تترَا"
"ءاهُ نفوسٌ، لا عيونُ
عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو"
"مِنْكَ، وَالقَدّ يَلِينُ
مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُـ"
"ـرّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ
وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ،"
"حينُهُ فيكَ يحينُ
فوجوهُ الّلفظِ شتّى ،"
"وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ

أميرة الشمري 11-20-2011 06:33 PM

خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،"
"فما حالُ من أمسَى مَشوقاً كما أضْحَى ؟
لَئِنْ شاقَني شَرْقُ العُقابِ فَلَمْ أزَل"
"أخُصّ بمحوضِ الهَوى ذلك السفحَا
وَمَا انفكّ جُوفيُّ الرُّصَافَة ِ مُشعِرِي"
"دوَاعي ذكرَى تعقبُ الأسَفَ البَرْحا
وَيَهْتاجُ قصرُ الفارسيّ صبابة ً،"
"لقلبيَ، لا تألُوا زِنادَ الأسَى قدْحا
وَليس ذَميماً عَهدُ مَجلسِ ناصحٍ،"
"فأقْبَلَ في فَرْطِ الوَلُوعِ به نصْحَا
كأنِّيَ لمْ أشهَد لَدَى عَينٍ شَهْدَة ٍ"
"نِزَالَ عِتَابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتْحَا
وَقائِعُ جانيها التّجَنّي، فإنْ مَشَى"
"سَفِيرُ خُضُوعٍ بَيْنَنا أكّدَ الصّلْحَا
وَأيّامُ وَصْلٍ بالعَقيقِ اقتَضَيْتُهُ،"
"فإلاّ يكُنْ ميعادُهُ العِيدَ فالفِصْحَا
وآصالُ لهوٍ في مسنّاة ِ مالكٍ،"
"مُعاطاة َ نَدْمانٍ إذا شِئتَ أوْ سَبْحَا
لَدَى رَاكِدٍ يُصْبيكَ، من صَفَحاته،"
"قواريرُ خضر خلتّها مرّدتْ صرحَا
مَعاهِدُ لَذّاتٍ، وَأوْطانُ صَبْوة ً،"
"أجلْتُ المعلّى في الأماني بها قدْحَا
ألا هلْ إلى الزّهراء أوبَة ُ نازحٍ"
"تقضّى تنائيهَا مدامعَهُ نزْحَا
مَقَاصِيرُ مُلكٍ أشرَقَتْ جَنَباتُهَا،"
"فَخِلْنَا العِشاء الجَوْنَ أثناء صِبحَا
يُمَثِّلُ قُرْطَيها ليَ الوَهْمُ جَهرَة ً،"
"فقُبّتَها فالكوْكبَ الرّحبَ فالسّطَحَا
محلُّ ارْتياحٍ يذكرُ الخلدَ طيبُهُ"
"إذا عزّ أن يَصْدى الفتى فيه أوْ يَضْحَى
هُنَاكَ الجِمامُ الزُّرْقُ تَنْدي حِفافَها"
"ظِلالٌ عهِدتُ الدّهرَ فيها فتًى سمحا
تعوّضْتُ، من شَدوِ القِيانِ خلالها،"
"صَدى فَلَوَاتٍ قد أطار الكرَى ضَبحَا
ومِنْ حمليَ الكأسَ المفَدّى مديرُها"
"تَقَحُّمُ أهْوَالٍ حَمَلْتُ لها الرُّمْحَا
أجلْ‍! إنّ ليلي، فوقَ شاطئ نيطة ٍ،"
"لأقْصَرُ مِنْ لَيْلي بآنَة َ فَالبَطْحَا



ساره الودعاني 11-22-2011 11:44 AM



صباح الخير يا أميرتنا..

ومن لا يتذوق شعر ابن زيدون ويشجى لسيرته !!

اعجبني ما قرأته هنا

شكراً لك ِ

محمد عبدالرازق عمران 11-22-2011 09:24 PM

إنّي ذكرتك بالزهـــــــــراء مشتاقا
والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
***
وللنسيم اعتلال فــــــــــــي أصائله
كأنّه رقّ لي فأعــــــــــــــتلّ إشفاقا
***
والرّوض عن مائه الفضيّ مبتسم
كما شققت عــــــــن اللّبات أطواقا
***
نلهو بما يستمـــــيل العين من زهر
جال الندى فيه حتـــــى مال أعناقا
***
كأنّ أعينه إذ عــــــــــــاينت أرقي
بكت لما بي فجـــــال الدمع رقراقا
***
ورد تألق في ضاحـــــــــــي منابته
فازداد منه الضحى في العين إشراقا
***
سرى ينافحه نــــــــــــــيلوفر عبق
وسنان نبّه منه الصـــــــــبح أحداقا
***
كلّ يهيج لنا ذكــــــــــــــرى تشوّقنا
إليك ، لم يعدُ عنها الصدر إن ضاقا
***
لا سكّن الله قلبـــــــــــــــا عقّ ذكركم
فلم يطر ، بجناح الــــــــشّوق ، خفّاقا
***
لو شاء حملي نسيم الصّبح حين سرى
وافاكم بفتى أضــــــــــــــناه ما لاقى
***
لو كان وفيّ المـــــــنى في جمعنا بكم
لكان من أكرم الأيـــــــــــــــام أخلاقا
***
يا علقي الأخطر ، الأسنى الحبيب إلى
نفسي ، إذا ما اقــــتنى الأحباب أعلاقا
***
كان التجاري بمــحض الودّ ، مذ زمن
ميدان أنس ، جـــــــــرينا فيه إطلاقا
***
فالآن ، احمد مـــــــــــا كنّا لعهدكم
سلوتم ، وبقينا نـــــــــــــحن عشّاقا

* جميل ما قرأت هنا .. شكرا لك .. مودتي .

ماجد جابر 12-02-2011 07:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا أميرة الشمري اختيارك لهذا الموضوع المفيد .
بوركت ، وبورك اليراع والعلم النافع .

أميرة الشمري 12-03-2011 08:33 PM

الغالية سارة
شكرا لتواجدكِ
مودتي

أميرة الشمري 12-03-2011 08:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالرازق عمران (المشاركة 95857)
إنّي ذكرتك بالزهـــــــــراء مشتاقا

والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
***
وللنسيم اعتلال فــــــــــــي أصائله
كأنّه رقّ لي فأعــــــــــــــتلّ إشفاقا
***
والرّوض عن مائه الفضيّ مبتسم
كما شققت عــــــــن اللّبات أطواقا
***
نلهو بما يستمـــــيل العين من زهر
جال الندى فيه حتـــــى مال أعناقا
***
كأنّ أعينه إذ عــــــــــــاينت أرقي
بكت لما بي فجـــــال الدمع رقراقا
***
ورد تألق في ضاحـــــــــــي منابته
فازداد منه الضحى في العين إشراقا
***
سرى ينافحه نــــــــــــــيلوفر عبق
وسنان نبّه منه الصـــــــــبح أحداقا
***
كلّ يهيج لنا ذكــــــــــــــرى تشوّقنا
إليك ، لم يعدُ عنها الصدر إن ضاقا
***
لا سكّن الله قلبـــــــــــــــا عقّ ذكركم
فلم يطر ، بجناح الــــــــشّوق ، خفّاقا
***
لو شاء حملي نسيم الصّبح حين سرى
وافاكم بفتى أضــــــــــــــناه ما لاقى
***
لو كان وفيّ المـــــــنى في جمعنا بكم
لكان من أكرم الأيـــــــــــــــام أخلاقا
***
يا علقي الأخطر ، الأسنى الحبيب إلى
نفسي ، إذا ما اقــــتنى الأحباب أعلاقا
***
كان التجاري بمــحض الودّ ، مذ زمن
ميدان أنس ، جـــــــــرينا فيه إطلاقا
***
فالآن ، احمد مـــــــــــا كنّا لعهدكم
سلوتم ، وبقينا نـــــــــــــحن عشّاقا

* جميل ما قرأت هنا .. شكرا لك .. مودتي .

http://www.althkra.net/pic/ep/ee2.gif

أميرة الشمري 12-03-2011 08:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 97829)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا أميرة الشمري اختيارك لهذا الموضوع المفيد .
بوركت ، وبورك اليراع والعلم النافع .

http://www.althkra.net/pic/ep/ee2.gif


الساعة الآن 01:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team