منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   شغف... / ريما ريماوي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12767)

ريما ريماوي 01-10-2014 05:11 AM

شغف... / ريما ريماوي
 
شغف


هززت رأسي .. أتملى الأحذية المعروضة، حتما لن أجد هنا ما يناسب قدمي...
سمعت صوتا جهوريا رخيما يحثني على الولوج قائلا: - تفضلي، هنالك (موديلات) أخرى...
تشجعت ودلفت متخذة مكاني على أحد كراسي المحل، قلت للرجل الوسيم محذرة:
- قدمي صعبة، وهذا سابع محل آتيه، أحتاج ما يريحني.


- القدم اختصاصنا، وراحتها هدفنا.. ستجدين طلبك عندنا، لا تيأسي سيدتي...


أمر الصبي بأن يجلب عدة (موديلات) اشتغلها بيديه، بعد أن تمعن جيدا في قدمي..


- ما أجملها وكم هي مريحة.. ستساعدني في عملي، أنا ممرضة... وهذا يتطلب
مني الوقوف والحركة الدائمة...


ابتسم، وحثني على تجربة المزيد.. كل زوج أجمل وأحسن من أخيه.
ما أروعه من بائع صاحب الأنامل الذهبية، معه حق يفتخر بمنتوجه المميز...
امتد حماسه لي فانتقيت منها عدة أزواج بعضها للعمل، وأخرى تليق بالمناسبات المختلفة..


مددت يدي بالنقود، فوجئت، من وراء مكتبه رأيت ساقيه الضامرتين، لا ينتعل أي حذاء،
يتموضع على كرسيه المدولب..
والفرق عنده ذلك الإعتزاز والشغف.

ياسر علي 01-10-2014 01:47 PM

شغف


هززت رأسي بحركة يائسة.. وأنا أتملّى الأحذية المعروضة، حتما لن أجد طلبي هنا. سمعت صوتا قويّا عذبا يحثني على الولوج قائلا:
- تفضلي آنستي، هنالك أصناف أخرى في الداخل. تشجعت، ودلفت متخذة مكاني على أحد الكراسي في المحل، قلت للشاب الوسيم محذرة:

- قدمي صعبة، هذا سابع محل ألجه بدون فائدة، أحتاج حذاء يريحني.

- القدم اختصاصنا، وراحتها هدفنا، ستجدين طلبك عندنا، لا محالة، لا تقنطي. أمعن النظر في قدمي.. وكأنه يعاين تحفة أثرية، ثم ظهرت معالم الارتياح على وجهه، وأمر العامل أن يجلب عدة نماذج مصنفة حسب أرقامها، مضيفا أنه قد صنعها بنفسه. دسست قدمي في أحدها
أجربه، فغمرني على الفور شعور بالراحة:

- ما أجمله من حذاء، يناسبني تماما، سيساعدني فأنا أعمل ممرضة. أضاءت عيناه بوميض فرح، مبتسماً حثّني على تجربة المزيد، كلّ زوج أجمل وأحسن من أخيه. ما أروعه، صاحب الأنامل الذهبية، يحق له المفاخرة بمنتوجه المميز. امتدت حماسته إليّ، فانتقيت عدة
منها، بعضها للعمل وأخرى تليق بالمناسبات الإجتماعية.

اكتفيت، واتجهت نحو مكتبه كي أناوله النقود، دفع بكرسيه إلى الخلف لفتح الدرج، صعقني منظر ساقيه الضامرتين، لا حذاء ينتعله، جالسا على كرسي مدولب..

اولفرق عنده ذلك الاعتزاز والشغف.

[/tabletext]
فاطمة جلال 01-10-2014 05:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريماوي (المشاركة 170387)
شغف


هززت رأسي .. أتملى الأحذية المعروضة، حتما لن أجد هنا ما يناسب قدمي...
سمعت صوتا جهوريا رخيما يحثني على الولوج قائلا: - تفضلي، هنالك (موديلات) أخرى...
تشجعت ودلفت متخذة مكاني على أحد كراسي المحل، قلت للرجل الوسيم محذرة:
- قدمي صعبة، وهذا سابع محل آتيه، أحتاج ما يريحني.


- القدم اختصاصنا، وراحتها هدفنا.. ستجدين طلبك عندنا، لا تيأسي سيدتي...


أمر الصبي بأن يجلب عدة (موديلات) اشتغلها بيديه، بعد أن تمعن جيدا في قدمي..


- ما أجملها وكم هي مريحة.. ستساعدني في عملي، أنا ممرضة... وهذا يتطلب
مني الوقوف والحركة الدائمة...


ابتسم، وحثني على تجربة المزيد.. كل زوج أجمل وأحسن من أخيه.
ما أروعه من بائع صاحب الأنامل الذهبية، معه حق يفتخر بمنتوجه المميز...
امتد حماسه لي فانتقيت منها عدة أزواج بعضها للعمل، وأخرى تليق بالمناسبات المختلفة..


مددت يدي بالنقود، فوجئت، من وراء مكتبه رأيت ساقيه الضامرتين، لا ينتعل أي حذاء،
يتموضع على كرسيه المدولب..
والفرق عنده ذلك الإعتزاز والشغف.

[tabletext="width:70%;"]


الكاتبة ريما الرائعة
للحرف ميزة عندما يصل بنا الى المعنى الذي اريد وهذا ما وجدته هنا
رغم اطالة النص الا أنه كان من الممكن اختزاله ورغم ذلك فانت تجيدين السرد

محبتي لك

نزهة الفلاح 01-14-2014 05:23 AM

فاقد القدم يعلم جيدا قيمتها
اسـأليني أنا
جميلة قصتك عزيزتي ريما
أسعد دوما بالتواجد بين حروفك
ولا أجامل والله يشهد أني أحب حرفك
بارك الله فيك ورضي عنك

كتمان مرهق 01-15-2014 04:52 AM

لمستي قلبي بأحرفك المميزه
انتِ حقا كاتبه ممبدعه

ريما ريماوي 01-15-2014 04:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 170393)


أهلا بالأستاذة ريما ريماوي

بين شغفها و حبها للأحذية كباقي النساء ، وشغفه و إتقانه لعمله . يحكي النص قصة التعويض ، فبدلا من التمتع بالأحذية بانتعالها ، فالبطل يستمتع بصناعتها و تبتهج روحه كلما رأى أحذيته على أقدام الغير . يحضرني مثل شائع في التربية أن فاقد الشيء لا يعطيه ، كما تحضرني رد أحدهم على هذه المقولة ، أن اليتيم فاقد للحنان لكن هذا لا يمنع من أنه قادر على إغداق أبنائه بالحنان ، لكن الآخر رد مستنكرا أنه سوف يدلل أبناء ولن ينجح أبدا في إعطائهم الجرعة الكافية . أرى أن هذا الشخص يصل بأحذيته هذه الدرجة من الدلال ، فتكاد تختزل حياته في الأحذية .
لكن الشائع أيضا أنه لا يعرف قيمة الأشياء سوى فاقدها .

ربما السطر الأخير لا يحمل إضافة .


كل التقدير .


اهلا ومرحبا بك الاستاذ ياسر علي اقدر ردك وتحليلك...

نعم البعض يجد التعويض بسد النقص عنده من خلال الآخرين...

بالنسبة للجملة الأخيرة أحد الأدباء النقاد ركز عليها وأعجب بها..

واعتبرها متموسقة بالنص دون موسيقى...

ولكل ذائقته الخاصة طبعا...


تحيتي واحترامي وتقديري.

منى الحريزي 05-27-2021 07:20 AM

رد: شغف... / ريما ريماوي
 
نص جميل وغريب

راااااائع وكأنما اقتبس من الواقع
تقبلي مني أطيب التحايا

محمد أبو الفضل سحبان 05-28-2021 04:13 PM

رد: شغف... / ريما ريماوي
 
نص واقعي رائع وهو يحمل لنا العظة والعبرة من جهة الرضا بما قسم الله والصبر على البلاء ، ...و لا نملك إلا أن نقول : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه...لذا وجب شكر الله على كل حال إذ الكمال لله وحده...
تحياتي وتقديري

ابتسام السيد 05-29-2021 06:26 PM

رد: شغف... / ريما ريماوي
 
الله عليك ما أجملها
وتُخالفين المقولة فاقد الشيء لا يعطيه
سلمت أناملك
مودتي


الساعة الآن 08:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team