منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   و ماذا بعد ؟! مغامرة السؤال المتجدد (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5)

ريم بدر الدين 08-05-2010 12:49 AM

و ماذا بعد ؟! مغامرة السؤال المتجدد
 


"و أخبرت شيخي بأن الوصول جميل و لكن أجمل منه الطريق"


*


وماذا بعد ؟ تطرح عليك ذاتك هذا السؤال عند بلوغ نهاية كل طريق ، ربما من يتابع مباراة كرة قدم حامية الوطيس يدرك هذا الكلام جيدا، إثر انتهاء المباراة فوزا أم خسارة ، يزول كل الترقب و الدهشة و التوتر في لحظة واحدة و كأن شيئا لم يكن .
أليست الحياة عبارة عن مباراة متعددة الأشواط ؟
ألسنا في نهاية كل شوط نسأل ذواتنا نفس السؤال ماذا بعد؟
عانى سيزيف من آلام كبيرة مع صخرته الشهيرة المتدحرجة و لكن لو قدر له أن يبلغ تلك الصخرة مأمنها كان هناك سؤال خبيث سيعتني بطرح نفسه جيدا: ماذا سيفعل سيزيف فيما بعد ؟ لابد أنه سيفقد جزءا مهما من كينونته التي اخترعت أصلا لحمل الصخرة و مناورتها هبوطا وصعودا.
و ربما أيضا لو أتى ذلك المنتظر غودو كيف كان لبيكيت أن ينهي مسرحيته؟
جميل هو السفر و أجمل مافيه حالة البقاء عليه مهما كان الطريق وعرا وشاقا ومحفوفا ً بالمخاطر وتتلبسه المخاوف ، الكامن المثير و المدهش فيها أكثر بقاء في عمق النفس من الغاية التي يبلغها الطريق
هناك لحظات تجتاح المرء حصيلة عملية تأملية ربما أو مفاجاة له في أحيان أخر تكون كما لو أنها أنسام لطيفة على كبد ظامىء
غالبا نحاول أن نتشبث بها ، نمسك بتلابيبها ، نستجديها البقاء لدينا ، السعادة التي تمنحنا إياها تلك الهنيهات لا تتسع لها الأبجديات و حروفها لكنها تلقي بنفسها طواعية في مملكة البكاء حيث تكون الدموع أصدق سفير لها ...لو قدر لها أن تدوم ثواني أخر لفقدت قيمتها و قدرتها المؤثرة
مفترقات الطرق غالبا ما تكون خاوية موحشة لا يرغب أحد بالتوقف عندها فكل يتخذ لنفسه سبيلا ... تبقيك دوما متأرجحا بين الوصول و اللاوصول بلوغاً للذروة و لا بلوغ لها في آن معا ...النقطة الفاصلة تماما بين الحلم و تصييره واقعا.تصيير الحلم واقعا بمعنى أو بآخر هو قتل للحلم ذاته فبينما تكون ملكا متسيدا على عرش الحلم تجاهد لتضعه في ملكك، ليستعبدك بهذه الملكية المقنعة و ما تستوجبه من إثارة غريزة الحماية .
ذاك المتسول الذي اعتاد أن يجلس على الرصيف متسولا عطف المارة، يخلق لنفسه حلماً بالاستلقاء بين أسرة الفندق المقابل الوثيرة اكتشف هذه النقطة فعندما بلغ الأسرة الوثيرة حقا اتخذ حلمه الشارع مسرحا
لابد أن نخبر ذاك الشيخ أن الأجمل و الأمثل هو البقاء على الطريق

* من قصيدة ديوان المرايا للشاعر الكبير عبد القادر الحصني

طارق الأحمدي 08-05-2010 03:08 AM

الأستاذة الفاضلة : ريم بدرالدين

وتبقين دوما صاحبة إحساس مرهف تملكين قلما يعرف كيف

يقدم لنا المعلومة على طبق من ورد وجمال

استمتعت فعلا بقراءة هذا المقال

ودمت رائعة دوما

أمل محمد 08-05-2010 05:25 AM

اقتباس:

"و أخبرت شيخي بأن الوصول جميل و لكن أجمل منه الطريق"
*




تغني عن ألف مقال

ريم ~

رائعة ٌ في كل ّ ما تطرحين لنا :)

محمد جاد الزغبي 08-05-2010 09:53 PM

رد: و ماذا بعد ؟! مغامرة السؤال المتجدد
 
مرحبا ريم ,
هناك كلمة مأثورة للشيخ الشعراوى فى هذا الصدد ,
عندما تكلم عن أمل الآمال وغاية الغايات
فقال أنها الغاية التى ليس بعدها بعد ,

وبالتالى فهى لكل مؤمن الجنة ,
وهى الغاية التى تعتبر استثناء من الحكمة التى بدأت بها مقالك ,
أن الأجمل منه الطريق ,
فالطريق إلى الجنة جميل لكن الغاية أجمل بكثير
نسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم

ريم بدر الدين 07-11-2011 12:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق الأحمدي (المشاركة 28)
الأستاذة الفاضلة : ريم بدرالدين

وتبقين دوما صاحبة إحساس مرهف تملكين قلما يعرف كيف

يقدم لنا المعلومة على طبق من ورد وجمال

استمتعت فعلا بقراءة هذا المقال

ودمت رائعة دوما

مساء الجوري
عدت لهذا الموضوع بعد غياب و ذكرني به نشره لدى موقع دار الفكر للنشر
سعدت بأن تكون يا طارق هنا ضمن قارئي الموضوع فشهادتك أعتز بها
تحيتي لك
و دمت بخير

ريم بدر الدين 07-11-2011 12:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل محمد (المشاركة 67)


تغني عن ألف مقال


ريم ~


رائعة ٌ في كل ّ ما تطرحين لنا :)

و يسعدني حضورك ياأمل
أشكرك من القلب
مساؤك جوري

ريم بدر الدين 07-11-2011 12:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جاد الزغبي (المشاركة 488)
مرحبا ريم ,
هناك كلمة مأثورة للشيخ الشعراوى فى هذا الصدد ,
عندما تكلم عن أمل الآمال وغاية الغايات
فقال أنها الغاية التى ليس بعدها بعد ,

وبالتالى فهى لكل مؤمن الجنة ,
وهى الغاية التى تعتبر استثناء من الحكمة التى بدأت بها مقالك ,
أن الأجمل منه الطريق ,
فالطريق إلى الجنة جميل لكن الغاية أجمل بكثير
نسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم

لا مراء أن الغاية الكبرى التي ما بعدها غاية مستثناة من هذه القاعدة التي تحدثت عنها في النص .. ففي نهاية المطاف إنما نحن نعمل لها و من أجلها و ما نحن إلا عابري طريق .. ربما من أجل هذا يمتعنا الطريق أكثر من الوصول لأننا موقنون أننا ما قبل القيامة دوما على سفر
أ. محمد جاد الزغبي
أشكر هذا الحضور الجميل
تحيتي لدوما

اسماعيل عشا 07-11-2011 08:20 AM

الهذا استاذة ريم يكون الماضي ألذ من الحاضر رغم قسوته؟!
الهذا السبب نتذكر أيام الصبا القاسية ونقول :ما أجملها من أيام ؟
أم ان ما ذهب اليه عقلي المسكين أمر آخر مختلف ؟
دمت طيبة

ماجد جابر 07-11-2011 11:35 AM

تحيّاتي
أشكركِ أستاذتنا القديرة ريم بدر الدين على نظرتكِ التأملية في الحياة والتي يعكسها قلمك بأسلوب مقنع تتقبله النفس ، ويدق شغاف القلب ويستوطنه

بوركتِ وبورك المداد.

عمر مسلط 07-11-2011 02:26 PM

... كذلك الوطن .. هو جميل ... ولكن الطريق إليه أجمل ...

هي جدلية الواقع العبثي ... حيثُ وصولنا للشيء ، يُفقده سِره

ولمسنا له ، يُفقده عُذريته

أرأيتَ مَن يُعاني كي يصل لإمرأةٍ جميلة... فإذا ما تملكها ، وجد أنها مجرد إمرأة .. لا أكثر

كذلك الطفل .. إذا أراد الحصول على لعبة ، تراه يقاتل ، ويكابد ، ويصرخ من أجلها

فإذا حصل عليها ... سُرعان ما يحطمها

إنها قمة العَبثية

لأن السعادة لفظة نَسمعها .. ولا نكاد نَستَشعرها

فأي وصولٍ للقمة .. يجب أن يَتبعه نزولاً من الجهة المُقابلة

هذه هي معادلة الحياة ... ببساطتها وتفاهتها

أختي / ريم

أشكر لكِ طرحكِ البسيط ..لهذه القضية المعقدة

مع إحترامي وتقديري


الساعة الآن 10:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team