منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ++ زيف الحضارة ++ قصة على خمسة أجزاء (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=500)

أحمد فؤاد صوفي 08-13-2010 11:06 AM

++ زيف الحضارة ++ قصة على خمسة أجزاء
 
++ زيف الحضارة ++
++ خيــال علمي ++


( 1 )الجزء الأول

نشأ بطل القصة محباً للعلم والاختراعات الحديثة ، وقد وقع في هوس الحاسب الآلي .
بدأ كل ذلك مذ أن كان في الثانية عشرة من عمره ، عندما أخذه والده معه إلى مكان عمله ، وهو متابعة وصيانة جهاز المحاكاة الخاص بالطيران الآلي لشركة الطيران الوطنية.
شاهد الفتى حينها أشياء يكاد العقل لا يصدقها ، طائرة نفاثة تقلع ، تشعر
بها وكأنك أحد ركابها ، نفس الشعور ونفس الصوت ، نفس الاهتزاز ونفس المناظر الخارجية ، حتى الشعور بأن ضغط الدم قد ارتفع فهو نفسه موجود ، كل ذلك وبدون أن يغادروا قمرة صغيرة مليئة بالأزرار و الكواشف ، لله ما أجمل ذلك .
كبر الفتى وكبرت أحلامه ، واهتم بالعلوم اهتماماً مفرطاً مبالغاً فيه ، وكان طلبه المتكرر الدائم لوالده عندما يســتحق هدية أو مكافــأة ما ،هو أن يعاود زيارة جهاز المحاكاة الجبار ، شــــاهد الغيوم والمطبات الهوائية ، وأحس بالعواصف والأنواء ، وهبط على ماء المحيط ،
كما هبط في الغابــات ، وشــاهد الكوارث وقام بتفهم تحليلها مع والده ، ولم يترك شيئاً في هذا المجال إلا وتعرف عليه .
كبر الفتى ، وحان الوقت لاستكمال دراسته الجامعية ، وكانت دراسة علوم الحاسب الآلي هو الخيار الوحيد .
وبجد ورغبة ومتعة ، أنهى الدراسة الأولى بسهولة ومتعة ، ثم أنهى التخصص العالي ، واشتهر في محيطه ، وكان مطلباً لأكبر شركة حواسيب في المنطقة .
بدأ عمله في الشركة العملاقة بسعادة ومقدرة مميزة ، لكنه لم ينس لحظة واحدة حلمه الأزلي أن يقوم بتجميع وصناعة حاسب آلي عملاق يكون بمقدوره أن يصل إلى محاكاة العقل في احساساته الحقيقية المختلفة .
وكانت الفكرة الأساسية ، أن عملية الشعور الإنساني في مختلف الميادين ، هي عملية عقلية بسيطة بالكامل ، فعندما تجلس بعد تعب ، يكون عقلك قد أعطى حواسك وأعضاءك أمراً مباشراً بأن تشعر بالراحة ، وحينذاك يفسر العقل للحواس أن عضلات السـاقين مثلاً يجب أن تحس بالراحة ، وعندما ننظر إلى لوحة فنية . . يقوم العقل بإعلام الحواس أنها لوحة جميلة وأن تشكيلها متجانــــس وألوانها رائعة .
ولاعب كرة القدم مثلاً . . يتميز بمقدرته الاستثنائية على التحكم بعقله وبالتالي توجيه عضلاته المختلفة للعمل بشـكل متقن وفي التوقيت المناسب . . . كيف يتجنب الخصم . . . كيف يناور . . كيف يهجم . . . وكيف يحرز هدفاً . . .
وهكذا فإن كل شيء في حياتنا يرتبط بالعقل . . الذي ينظم عمل هذه الآلة . . الإنسان . . ويفكر صاحبنا . . هل يستطيع أن يغش العقل . . من خلال منح البشر شعوراً حقيقياً مباشراً ، لحالات كثيرة ، لا يمكن الحصول عليها في عالم الواقع لسبب أو لآخر !!
ويعكف العبقري المتميز على تجميع وصناعة حاسب آلي متخصص بالمحاكاة الحركية والنفسية . . واستخدم بأبحاثه أجهزة علمية متقدمة وحواسيب ذات تقنية عالية . . مع جميع الخبرات والاكتشافات المتاحة حوله عالمياً .


يتبع . .

أحمد فؤاد صوفي 08-14-2010 01:15 AM

* الجزء الثاني *
 
( 2 ) الجزء الثاني


وبعد عشر سنوات كاملة ، خرج إلى النور أول جهاز محاكاة بشري عملاق . . لا يتشابه مع أي اختراع سبقه . . لا يوجد له مثيل . . ولم تعرفه الحضارة الإنسانية من قبل .
وقبل طرح الجهاز التجريبي فقد تعاقد مع معمل للأغذية على إنتاج حبوب تغذية خاصة ، قابلة للبرمجة بواسطة جهاز المحاكاة ، ثم احتاج إلى تجربة الجهاز قبل طرحه في السوق . . فقام بتجريبه للمرة الأولى على نفسه . . وهذا دأب العلماء . . لايريد أن يطرحه للاستخدام إلا بعد التأكد من جميع التفاصيل
رغب الفتى منذ مدة طويلة بزيارة الصين . . فقد قرأ عنها . . ووجدها لا تتشابه مع أية حضارة أخرى . . فهي حضارة مميزة . .
فجلس على كرسيه الخاص أمام جهازه العجيب . . وربط على رأسه مجسات وكشافات . . ثم قام بتثبيت قفازات ألكترونية على يديه . . وأعد الجهاز على البرنامج المتخصص بزيارة الصين . . واسـترخى في مقعده . . وبدأ الزيارة . .
وصل المطار الدولي للعاصمة . . و زار المتاحف . . والآثار . .الحدائق والأنهار . .الجبال والوديان..حتى القصور الملكية القديمة . .
ولم ينس أبداً زيارة الأسواق القديمة . . والاطلاع على الحرف التقليدية . . وقام كذلك بتذوق المأكولات التقليدية المشهورة ،وأخيراً تعلم بعض المفردات التي أعجبته . . ثم خرج بعد ذلك . .
تجمعت في مخيلة بطلنا أحداث حقيقية عن زيارة وهمية للصين . . استغرقت الرحلة ثلاثين دقيقة . . وعلى أرض الواقع فهي قد تحتاج لأشهر عديدة . . وقد لا تكون متاحة بهذه الدقة وهذا الترتيب المثالي أصلاً. .
وفي نفس الوقت فالزيارة لاتختلف في شيء عن الزيارة الحقيقية لو تمت فعلياً . .
نجح البرنامج . وبدأ نجمه بالانتشار . . وانحسر كل شيء من طريقه . . ولكي يكون استخدامه ممكناً لطبقات متعددة في الدولة . . قام صاحبنا بإنتاج برامج صغيرة متخصصة . .فإذا أرادت فتاة ما أن تخسر من وزنها . . استخدمت البرنامج الخاص
بذلك . . يخبرها عقلها بأنها غير جائعة . . ثم تأخذ حبوباً مغذية خاصة بعد أن تبرمجها على أنها دجاج أو لحم أو فطائر أو غيرها . . ويصلها نفس الشعور المعتاد سابقاً بأنها قد تناولت وجبة شهية وفي نفس الوقت تخسر ما تريد من وزنها . . كما أنها لن تضطر إلى دخول المطبخ لتحضير أي طعام..وذلك بالطبع يوفر الجهد والطاقة
وبدأت البرامج التطبيقية بالظهور واحداً تلو الآخر . . فهذا برنامج لتعليم كرة السلة . . نصف ساعة من الاسترخاء . . ويصبح اللاعب محترفاً . .
وبرنامج آخر للعلوم الهندسية . . مدته ساعة واحدة . . بأي تخصص مطلوب . . والمثير بالأمر أن المهندس ( الذي تم إنتاجه حديثاً بواسطة الجهاز ) إذا لم يعجبه تخصصه . . أو أحب استبداله بتخصص آخر لسبب أو لآخر . .غيره إلى التخصص الآخر خلال ساعة واحدة أيضاً . .


* يتبع *

أحمد فؤاد صوفي 08-14-2010 06:13 PM

( 3 ) الجزء الثالث

وشيئاً فشيئاً انتشرت البرامج التخصصية لكل المجالات وكل العلوم . .
وصارت في متناول الجميع . . صاحبنا لديه أخت أصغر كانت تتمنى لو تتعلم ركوب الخيل ، فأهداها أخوها برنامجاً صنعه خصيصاً لها يحوي كل ما يلزم لركوب الخيل وخلال نصف ساعة لا أكثر أصبحت الفتاة الصغيرة خبيرة بكل ما يتعلق بعالم الخيول أما مكاتب التوظيف فقد اختلفت طريقة عملها اختلافاً جذرياً ، فهي تمتلك البرامج الخاصة بجميع التخصصات ، ويسجل الراغبون في العمل أسماءهم ، ثم يبدأ التدريب في - مركز برمجة الموظف الجديد - ،ويستغرق ذلك من نصف ساعة إلى ساعة واحدة ، ثم يرسل (الإنتاج) – حسب الطلب – إلى الشركة الطالبة بالعدد المطلوب والخبرة المرغوبة تماماً .
أما الراتب الشهري فهو في مجمله تحقيق متطلبات وميزات تعطى وليس نقوداً بالمرة لأن النقود قد انتفت الحاجة إليها تماماً.
فقدت المدارس والجامعات كذلك ، الحاجة إلى وجودها ، وبدأت المجمعات التجارية بالضمور واختفى عدد كبير منها . . وظهر بدلاً عنها أكشاك للبيع تحوي برامج الكمبيوتر وحبوب التغذية . .

أما باقي الأراضي داخل المدينة . . فقد صارت حدائق وبساتين . . وتغير شكل المدينة إلى الأبد . صارت البيئة في المدينة نظيفة ، وشيئاً فشيئاً فقد انتفت الأسباب الداعية لفعل أي شيء . . مكث الناس في بيوتهم وعاشوا خلف أجهزتهم. . مع برامجهم المختارة . .
هدأت الحياة . . وخف نبضها . . خلت الشوارع والطرقات من السيارات ووسائل المواصلات والمارة . . فكل شيء يتم تنفيذه من البيت . . وبحالة من الاسترخاء الكامل . .
حتى الزواج ومفهوم السعادة وتكوين الأسرة فقد تغير هذه المفاهيم، لأن أي شعور يرغب به رجل أو إمرأة يمكن تخليقه و تأمينه من خلال البرامج الخاصة .
حتى التلفاز . . الذي كان حتى وقت قريب جزءاً لا يتجزأ من حياة كل فرد فقد أصبح في خبر كان . . لا لزوم له . . أنت تختار ما تريد . . وتستلقي مرتاحاً وبدلاً من أن تذهب للحصول على المعلومة ولذة معرفتها وتخسر بذلك وقتاً طويلاً . . فالمعلومة تأتي إليك . . وبدون وقت . . وتجدها مخزنة بشكل آني في ذاكرتك . .
أما الطعام بجميع أصنافه . . فقد اختلف مبدأ تحضيره ووجوده . . ومبدأ صنعه . . وكذلك مبدأ تناوله . .
الآن هنالك المجسات التي تبلغك ماذا يحتاج جسمك من مواد أو فيتامينات أو غيرها . . وتحدد لك الكبسولة المناسبة . . ليس لها طعم . . وليس لها رائحة . . ولكنها كبسولات قابلة للبرمجة . . وكل شخص يبرمجها بنوع الطعام والطعم الذي يحبه والتوابل التي يرغبها . . ويقوم بتقديمها لنفسه كوجبة عادية . .أو كوليمة . . في البيت . . أو في قصر . . على شاطئ البحر . . أو في الغابات . . وهو في كل الحالات . . لم يغادر مقعده .

* يتبع *

أحمد فؤاد صوفي 08-14-2010 06:21 PM

( 4 ) الجزء الرابع


بل يقوم البرنامج بإقناع العقل أن ما يتناوله هو لحم أو دجاج أو خضار أو حلوى . . وهكذا . . فالقائمة طويلة ومتوفرة طيلة الوقت . . قم فقط بالاختيار المناسب
تغير حال الدنيا . . فاض الوقت . . وأصبح الناس في شوق ونهم ليغطوا الوقت الفائض . . بأي طريقة . . وأي ابتكار.
فصاروا ينزلون إلى الشوارع الخالية . . للتواصل فيما بينهم . . وإقامة الحفلات . . للتكفير عن ملل البرنامج . .وليريّضوا أجسامهم وعقولهم ،
كما وخفت نسبة الطلاق . . فالبرنامج الخاص بالمتزوجين يمنح الزوج أو الزوجة أي شعور يرغبون به . . مع أي شريك يختارونه . . إذن فلا داعي للخصام . . ولا داعي بالطبع للطلاق . . فالبرنامج كفيل بحل جميع الخلافات العاطفية أو النفسية . . وهو يضع ما يلزم لذلك داخل العقل مباشرة . . ويخرج منه ما لا يلزم مباشرة . . . فلا غيرة . . ولا جدال هناك ولا خصام
أما طبقة الحكام . . من رئيس ووزراء . . من مسؤولين وحاشية . .فما عاد واحد منهم يرغب بتقلد هذه المناصب . . صارت بالنسبة للجميع مسؤولية جسيمة ليس لها هدف . . وبدون فائدة . . فكل ما يطمحون إليه متوفر بواسطة البرنامج من خلف الحاسوب . .
يمكنك أن تطلب السلطة . . وأن تختار نوعها . . أن تحكم البلدة . .أو الدولة . . أو العالم . . كله سواء . . وكله متوفر . .
أردت أن تكون غنياً . . أو مليونيراً . . فهذا سهل جداً . . لا يكلفك شيئاً . أردت أن تعيش مثل أبطال الأساطير التي قرأت عنها يوماً . . لا بأس من ذلك . .ولم لا. . فقد صمم البرنامج لكل البشر . . وبإمكان كل فرد استخدامه .
وظهرت على السطح مشكلة كبيرة . . بدا أن لا حل لها . . وهي أن الناس بواسطة البرنامج . . قد أصبحوا سواسية . . لا يوجد كبير أو صغير . . لا يوجد غني أو فقير .
زادت الثروات وفاضت . . لا أحد يريدها . . لا أحد يحتاج إليها . .
كما اختلفت الطبقية في المجتمع . . وما عادت متشابهة مع الطبقية المعتادة
وصارت الطبقة الأولى . . ذات المزايا العالية . . هي طبقة جامعي القمامة . . فالبرنامج لن يتمكن من جمع قمامة المدينة . . بأي شكل من الأشكال . . بل يحتاج ذلك إلى العمل اليدوي . . وإلى تضحية عظيمة من أبطال في المجتمع . . حتى لا تمتلىء الطرقات بالقاذورات. . وحتى يعيش الناس في بحبوحة من النظافة تناسب الجو النظيف للبرنامج .
لذلك فقد استحق هؤلاء الأبطال أن يمتلكوا كل ميزة متوفرة في الدولة حتى يقبلوا أن يستمروا بعملهم وتضحيتهم نحو المجتمع . . وكانت إحدى الميزات التي يملكونها والتي لم تكن محسوبة سابقاً عند تصميم البرنامج . . هي تهافت الفتيات والصبايا عليهم بسبب المزايا التي يحملونها. . حتى صاروا نجوم المجتمع . . يشار إليهم بالبنان . .
اختلفت أحوال الدولة . . واختلفت حسابات السياسيين ومنظري علم الاجتماع بشكل جذري. . .


* يتبع *

أحمد فؤاد صوفي 08-14-2010 06:27 PM


( 5 ) الجزء الخامس والأخير

فالبرنامج قد أوقف حاجة الناس والشعوب إلى الارتقاء والابتكار . . قلة قليلة منهم يخترعون ويبتكرون . . والباقون مستخدمون منفذون لا أكثر أو أقل . . وبدا أن الناس لا حاجة بعضهم لبعض . .أو للسلطة . . أو للتنافس . .أو للزواج أو لتربية الأطفال .

وصار دور الدولة أن تأمر الرجال الآليين ببناء الوحدات السكنية . . التي هي من حق كل فرد . . والمصانع تقوم بتأمين كبسولات التغذية . . والأمان شامل ولا جريمة . . انعدمت الجرائم بكافة أنواعها وانعدمت بالتالي كل حاجة لوجود الشرطة.

أصبح العالم دولة واحدة . . انتفت أسباب الحروب . . لا ترغب أية دولة أن تستولي على أرض لا تخصها . . ولماذا تفعل ذلك !! . . وكيف تجمع جيشاً !! . . ولأي هدف!! . . كل ذلك صار من الماضي البعيد . .
أصحاب القرار في الدولة شكلوا لجنة مركزية . . يريدون إيجاد التميز للبشر . . وقاموا بدعوة الهيئات والعلماء للمساعدة وبحث هذا الأمر الخطير . .
لا نريد أن يتحول الإنسان إلى آلة . .
نريد للبشر أن يتميزوا بجهدهم . .
من يقدم شيئاً . . يمنح مقابله شيئاً . .
ومن لا يقدم شيئاً . . يتم تخفيض مزاياه . . ويمنع عنها . .
وبدأت الأفكار تترى . .
دراسات علمية . . من ينجح بتقديمها . . يكافأ برحلة إلى الفضاء . .
من ينجح في امتحانات الشهادات التخصصية . . يكون نصيبه نسخة مطورة من البرنامج الكامل . .
توفير رحلات للجبال والبحيرات . . ومسابقات من كل شكل ولون . .
كانت الهدايا والمكافآت في تعاظم مستمر . . سيارات من أحدث الموديلات . . تحوي جميع المزايا التكنولوجية الممكنة . .
رحلات طويلة في بواخر الأحلام . . للتجول حول العالم . .
رحلة طويلة إلى عالم العصر الحجري . . وهي رحلة تخلو من كل مظاهر الحضارة . . لا كهرباء ولا ماء معبأ . . لا تلفاز ولا مذياع . .
لا برامج محاكاة . . ينقطع المشتركون في هذه الرحلة . . عن عالم الحضارة انقطاعاً كاملاً . . ويعتمدون على أنفسهم في كل شيء.
آلاف من البشر اشتركوا في البرامج المتاحة . . كل في تخصصه. .
وللعجب العجاب . . فكل الرابحين . . بدون استثناء . . كان اختيارهم واحداً . . هو رحلة العصر الحجري . . وترك الحضارة وراءهم . .
فهم بشر والحضارة قد حولتهم إلى آلات . . وبالتالي فقد كرهوها . .
وتمنوا لو عاشوا في العصور الماضية . . قبل نشوء الحضارة الحديثة . .
التي لم تمنح الراحة والسعادة يوماً ما للبشر .


* انتهت بعون الله *


الساعة الآن 12:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team