قمّة العرب البهلوانية
 

إنّ ما يحدث في غزة الليلة وبعد قمّة العرب هو الجنون بعينه، الموت في كل مكان، حرفيًا في كل مكان، لا مكان آمن في غزّة، اللهمّ قد بلَغَت القلوب الحناجر، اللهمّ نصرًا قريبًا يا الله.

ليلة مخيفة جدًا تعيشها غزّة، هذه المدينة المنسيّة على شواطئ المتوسّط، هذه الضّحيّة التي تركها إخوتها في العراء تواجه مصيرها مع ذئاب العصر الصهاينة، اجتمع اليوم حكّام البغي تجّار النّفط والدماء، اجتمعوا وتنافخوا شرفًا كالأبواق وتناولوا وجبات الغداء والعشاء ودقّوا الكؤوس وكأنّ غزّة لا تعنيهم…

ذنب غزّة أنّها أبت الدّنيّة في دينها ووطنها، قالت لااااااا للتطبيع وللصّفقات التي تُنهي قضيّة فلسطين، قالت لا للعرب وللغرب وللاحتلال .. فقالوا لها: ذوقي وبال لاءاتك وصمودك ومقاومتك وشرفك وعزّتك فنحن رضينا ذلّنا وأشركنا الدّولار مع الله إلهًا آخر .. اللهمّ لا تُبقي منهم ولا تذر.

غزّة أيقظت العرب من أحلامهم الورديّة في أحضان إسرائيل .. غزّة دقّت ناقوس الخطر .. غزّة انتصرت للقدس وللأقصى ولحرائره .. فغضبوا منها وقرروا أن يذبحوها .. اعتقدوا أنّ جريمتهم ستمرّ بهدوء دون فضائح، دون مقاومة، دون مذابح، دون دماء، وصراخ وعويل ومآتم.. لكنّ الله تعالى أراد أن ينفذ وعده ويسوء وجوههم كي لا يتبقّى بعد ذلك إلا معجزة من الله ليدمّرهم بذنب تخاذلهم وإشراكهم وكفرهم..

لقد بلغت القلوب الحناجر، وما ظنّنا بالله إلّا كما وعدنا سبحانه، نصرٌ من عنده قريب.. وفجرٌ آتٍ لا محال…

رضينا يا رب .. رضينا يا ربّ .. رضينا بحكمك وعدلك وأمرك..

اللهمّ إنّي أستودعك فلسطين وأهلها وأرضها وبحرها وسماءها. وعندك يا مالك الملك لا تضيعُ الودائعُ.
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.