منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   "شخص ما طرق الباب " (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=26535)

عبدالعزيز صلاح الظاهري 05-04-2020 11:57 PM

"شخص ما طرق الباب "
 
على غير عادتي أخذت اسأل نفسي متعجباً عن سبب تردد ابن عمي سالم على عمتي التي لم تخلف بنت ولا ولد
لماذا ؟!
هل يفعل ذلك بر وصلة بالأرحام
لا أعتقد ذلك فنحن كعائلة على اتصال أسبوعي وفوق ذلك سالم صلاته وصيامه واتصاله بربه يعتمد على ما يواجه من مصاعب فان ضاقت به الدنيا رفع رأسه إلى السماء واذا اقبلت عليه فرد يديه وهرول إلى أحضان الدنيا وأنزل بصره إلى الأرض خوفاً ان يفتكر السماء
اذن صلة الرحم مشكوك فيها
هل بسبب جيران عمتي تلك العيون التي تقف على الشبابيك في الصبح والمساء لا، لا اعتقد ذلك فسالم هواه غير هذا الهواء، فسمائه زرقاء ليست ملبدة بالسحب السوداء
هل من اجل بطنه
لا عمتي لا تجيد الطهي جل طعامها خليط بماء وقطع كبيرة من الطماطم والبصل
تقدم الشاي بلا سكر وقهوتها تخلطها بالغرفة والحليب
من اجل المال
لا فهو ميسور الحال وعمتي فقيرة معدمة تعتمد على المساعدات
اخذت افكر وافكر ابحث عن سبب لزياراته المتكررة والمطولة لكنني لم اصل لأي نتيجة ولم اجد تفسير منطقي
لذا قررت ان اقوم بزيارتها كي يكون عملي ميداني لا يعتمد على التخمينات
حملت نفسي بعد صلاة العصر وذهبت للخضري واشتريت منه غثاء وفجل وبطيخ فهذه الثمار تمثل لعمتي باقة من الورود تشمها واذا جاعت تأكلها
طرقت الباب وانتظرت سبع دقائق اسمع صوتها من بعيد يا رب بسم الله ،يا رب بسم الله اخيرا اقترب الصوت فرحت عندما سمعت : من الطارق فأجبت ابن اخيك عمار
فتحت الباب وقالت بفرح اهلا حبيبي واخذت تنظر الى ما كنت احمل في يدي وهي تردد لما هذه الكلفة تفضل ، تفضل ادخل واخذت اتبعها وهي تهتز وتترنح امامي مرددة يا رب بسم الله ، يا رب بسم الله
احتجنا سبع دقائق اخرى كي نقطع خمسة عشر متراً لبلوغ غرفتها وبمجرد وصولنا الغرفة اجلستني وهي واقفة تردد مرحبة : اهلا وسهلا نورت البيت
فقلت لها اجلسي يا عمه
فقالت مستنكرة اجلس ،لا الجلوس عندما احضر القهوة ان شاء الله
فقلت بصوت مفزوع لا ،لا اريد قهوة فقط اجلسي
تركتني واتجهت إلى المطبخ يا رب بسم الله ، يا رب بسم الله
- اخذت انظر إليها واحدث نفسي من الغرفة إلى الباب ثم العودة أخذت منها ربع ساعه ، فكيف بالقهوة ؟!
قمت من مكاني وتبعتها إلى المطبخ بدون ان تراني- حقيقة في تلك اللحظة شعرت بالملل واخذت احدث نفسي قائلاً بغضب مالك ومال الفلسفة " مالك ولهذا العناء دع الخلق للخالق "
فكرت جدياً في المغادرة وأخذت ابحث عن عذر يخرجني من هذا المنزل
واخيراً وجدته سأقول لها انني مرتبط بموعد مع محمد ابن جارتك زكية لأخذ بعض الاوراق وقلت في نفسي "من غير المعقول إلا تمر وتسلم على عمتك "
وبمجرد ان فتحت فمي لأرمي بهذا الاعتذار واهرب نطقت عمتي قائلة
بدون ان تنظر الي : يوم امس الساعة الواحدة الا عشرة ظهرا او اليوم الذي قبله
توقفت قليلا ثم واصلت حديثها اعتقد انها يوم امس ثم اخذت تفكر لثوان وتابعت حديثها في الحقيقة لست متأكدة اهو يوم امس او اليوم الذي قبله رغم انني متيقنة انه يوم امس
في تلك اللحظة اردت ان اصرخ واقول بأعلى صوتي : تكلمي
لا لا اعتقد انه يوم امس تذكرت نعم انه يوم امس عرفت ذلك هنالك حدث حصل لي سأخبرك به لاحقا يؤكد اعتقادي – فقلت في نفسي كمان في شيء لاحق
– تستأهل يا ملقوف –
نعم كان ذلك بعد أذان الظهر بدقائق شخص ما طرق الباب فتساءلت من يكون هذا الطارق؟!
اخي سليمان حسب علمي ان سليمان ذهب الى المدينة واخبرني انه سيظل هنالك لأسبوع
اختي مضاوي لا، لا اختي لا تأتي في هذا الوقت هي الآن فوق سجادتها فالوقت بين الأذان والإقامة لا ليس من عادتها فعل ذلك
فكرت في البياعة عيشه ايضا استبعدت ذلك فهي تأتي قرب صلاة العصر - توقفت واخذت تنظر الي مبتسمة وكأنها ذهبت لمكان ما وقالت القهوة جاهزة خذها يا ابني الى الصالة
لحظتها فرحت واخذت احمد الله واردد في نفسي خذ فقط فنجان واهرب حتى ولو بدون عذر
حملت الدلة واتجهت الى الصالة وهي خلفي بسم الله يا رب ، بسم الله وبدون شعور اخذت اردد مثلها مع كل خطوه حتى جلست واخذت انظر اليها وهي تتهادى حتى وصلت حيث اجلس بحفظ الله ورعايته
وبمجرد جلوسها حملة الدله رغم محاولتها المستميتة لنزعها مني وصببت فنجان لي واخر لها وما ان رفعت الفنجان الى فمي حتى عادة لقصتها القديمة "شخص ما طرق الباب "
اعتدلت في جلستها وتابعت حديثها : كما اخبرتك فكرت في عيشه او عائشة واخذت تضحك بجنون وكأن شخص ما يدقدقها وانا انظر إليها بحقد اكاد اجن
اخيرا توقفت واخذت تمسح دموعها التي انسابت على خديها من فرط الضحك وقالت متعجبة لا اعلم لماذا هؤلاء الأفارقة يلون لسانهم ؟!
اتعلم انهم ينطقون حرف الهاء حاء وينطقون الحاء هاء فيقولون لحمزة ،همزه ودخلت مرة اخرى في نوبة ضحك وانا انظر إليها والشياطين تتراقص فوق رأسي
مسحة دموعها مرة اخرى وعادة لحديثها- في تلك اللحظة فقط كنت اتمنى منها ان توضح لي نظريتها فهي ذكرت كيف ينطقون الأفارقة حرف الحاء لكنها لم تتطرق الى الحرف الآخر اقصد الهاء لكنني خفت ان ادخل في موال آخر
واصلت حديثها - فكرت ان يكون الطارق هو احد الطلاب المشاغبين الذين يخرجون من المدارس بدون رقيب ويزعجون الناس اتعلم انهم كسروا اغصان شجرة الليمون اتعلم انهم هشموا جميع لمبات الحائط
على كل حال ايضا استبعدت ذلك فالطلبة يخرجون الساعة الواحدة والنصف وطرق الباب كان الساعة الواحدة الا عشر دقائق ما زال هنالك نصف ساعة لخروجهم
توقفت ورفعت فنجان القهوة واخذت رشفت ونظرة للفراغ ثم عادة الي وقالت : اخيرا قررت ان اذهب واستكشف بنفسي من الطارق فلبست عباءتي واتجهت الى الباب وعندما وصلت اقصد الباب صرخت : من الطارق ؟ من الطارق؟
لم يجب احد فكرة ان افتح الباب لكنني خفت كيف افتح الباب للمجهول
وقفت في مكاني متحيرة افتح الباب ام لا
عندها افتكرت اغنية فايزه احمد " يمه القمر على الباب "
نظرت الي وقالت : كنت محقه في ترددي فالكثير من المشاكل حصلت بسبب فتح الباب فعدت ادراجي
في تلك اللحظة شيء غريب حدث لي واخذ قلبي يضرب طبوله عندما افتكرت ام فراج تلك المسكينة المصابة بداء السكري فقلت : قد تكون هي من كانت تطرق الباب قد يكون اصابها اغماء بسبب هبوط السكر
فعدت ادراجي وسميت بالله وتوكلت عليه وفتحت الباب فلم اجد احدا اخرجت رأسي ألتفت يميناً وشمالاً ولم اجد احداً
عدت إلى غرفتي واخرجت هاتفي المحمول واخذت اتصل على جاراتي واحدة خلف الاخرى كنت احاول معرفة من الطارق
انني محقة في فعل ذلك فمن يطرق بابك وقت الظهيرة في هذا الزمان كالذي يطرق بابك في منتصف الليل في ايام زماننا الجميل
المهم اتصلت اولاً بجارتي عزة ..........
عندها علمت ان ليلي سيطول فرميت برأسي على الوسادة واخذت انظر اليها كانت صورتها تتلاشى وصوتها يغيب ثم يظهر وجهها جليا واسمع اسم زكيه ثم اغيب عن الوعي واصحوا على اسم فوزيه بعدها هيفاء وعلية
اعتقد ان علية هو اخر اسم سمعته
بعدها استيقظت الساعة الثانية والنصف ليلا في صالة عمتي وفوق جسدي لحاف
قمت من مكاني امشي على اطراف اصابعي فوجدت عمتي تغط في سبات عميق فخرجت مسرعاً خوف ان تفيق من منامها وتخبرني بتلك الحكاية التي وعدتني بان تخبرني بتفاصيلها
" هنالك حدث حصل لي سأخبرك به لاحقا يؤكد اعتقادي "

ناريمان الشريف 05-05-2020 01:53 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
أخي عبد العزيز
أسعد الله صباحك ..
قرأت قصتك وأنا أبتسم من هذه العمة وطريقتها
وأهرول خلف السطور أبحث عن الإجابة معك
بورك قلمك أخي عبد العزيز ..
حياك الله

خالد الزهراني 05-06-2020 02:05 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
الأستاذ الراقي والأخ المتميز : عبدالعزيز صلاح الظاهري
مع كل ضيقنا الطفولي من الخالات والعمات , لكننا نشتاق
إليهن بشدة إن رحلت إحداهن أو سكنت في مدينة أخرى بعيدا عنا
فهن الرحم الذي يجعل لحياتنا قيمة وثواب وذكريات سعيدة إن شاء الله
قصة جميلة سيدي , فتقبل الاحترام
خالد الزهراني

عبدالعزيز صلاح الظاهري 05-07-2020 12:22 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
الاخت والاستاذة ناريمان الشريف
اسعدك الله
مرورك افرحني

عبدالعزيز صلاح الظاهري 05-07-2020 01:03 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
الاستاذ خالد الزهراني الراقي والمتميز في الترحيب والكلام الجميل
نعم الخالات بمثابة الامهات وكذا والعمات
ترى في عيونهم ولسانهم الصدق
شكرا اخي على مرورك وفقك الله ورعاك

محمد أبو الفضل سحبان 05-07-2020 04:25 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
أخي المبدع عبد العزيز
قصة شائقة ومحبوكة تنم عن تمتع كاتبها بخيال فياض وحس فني رفيع....
بورك اليراع
احترامي وتقديري

العنود العلي 05-08-2020 02:52 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
وكأننا نعيش قصة من الواقع بشخصياتها وتتابع أحداثها الطريفة
بعد كل الفضول الذي انتابنا أثناء قراءتنا للتفاصيل المبعثرة بين الحوار والوصف
وجدنا أنظارنا معلقة بملامح عمار وسلوكيات عمته وتمتماتها الرائعة بين الحين والآخر
أجل أستاذي عبد العزيز .. تخليت دون تعمد عن فضولي وجعلتني أهمس : يارب بسم الله
فلم يعد يعنيني لاحقآ الجواب الذي كان يبحث عنه بطل القصة عند عمته الطيبة
شكرا للتشويق الفاخر بين جنبات هذه القصة .. مع فائق التقدير

عبدالعزيز صلاح الظاهري 05-13-2020 12:44 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
اخي العزيز محمد ابو الفضل
شكرا اخي على هذه الكلمات التشجيعية الجميلة من قاص مبدع
وفقك الله ورعاك

عبدالعزيز صلاح الظاهري 05-13-2020 12:45 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
الاستاذة العنود العلي
ما اجمل ما قلتي والى ما اشرتي
" تخليت دون تعمد عن فضولي وجعلتني أهمس : يارب بسم الله"
"فلم يعد يعنيني لاحقآ الجواب الذي كان يبحث عنه بطل القصة عند عمته الطيبة"
شكرا اختي وفقك الله ورعاك

هيثم المري 05-19-2020 03:27 AM

رد: "شخص ما طرق الباب "
 
:) فصة أكثر من رائعة سيدي وذكرتني من خلالها
بمشاكستنا وفضولنا لنعرف كل كبيرة وصغيرة في محيط العائلة
الأسلوب الراقي حملنا على السطور حتى انتهت القصة
شكرا لإبداعك .. وتحيتي لك


الساعة الآن 04:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team