منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   تكاوين قلبي.... (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1381)

ريم بدر الدين 09-19-2010 04:10 AM

تكاوين قلبي....
 

حقيبة القلب ممتلئة ...منتفخة أوداجها ..مترعة حتى الثمالة
فككت أزرارها فانطلقت منها تكاوين كثيرة كانت تنتظر خلف البوابة ساعة الحرية ...إطلاقها من عقالها ...حقيبة القلب أنّت من حملها الثقيل الذي يكاد يطبق على أنفاسها و لما اكتشفت خرقا في جانبها الأيسر عرفت لم لا تنفجر
قررت هذا الصباح أن أمنحها حريتها ...فخرجت أسراب من عصافير ملونة من كل الأنواع أبو الحناء و عندليب ٌ و شحرورٌ و بجعات و بطات و عصفور دوري ملوّن و حتى غراب لا أدري من أين أتى ..!
خرجوا جميعا بمظاهرة كرنفالية غريبة يعزفون لحنا غير متناسق كأوركسترا فقدت المايسترو.
رأيت أشجارا خضراء وارفة تغادر متمشية على جذورها .. انتعلت فيها أحذية ملونة و هي ترفع أغصانها للأعلى في محاولة لمحاكاة رقصة ما .
نخلة قديرة كتلك التي زرعها جدي في باحة منزله منذ مئة عام تقود المسيرة و شجرة دراق عزيزة حفرنا يوما على جذعها أسماءنا في لحظة صداقة وود إنسانية نادرة ..خرجت الجوزة العتيقة تتأود متصابية فرحا بالربيع بعد أن مكثت في صبر عجيب أمام مداعبات الخريف و مشاكسات الشتاء.
من قلبي خرجت أيضا فراشات كثيرة ..كبيرة و صغيرة ملونة و منقطة و مخططة و متموجة ...
رأيت كلمات ، حروفا من كل اللغات ، جملا متشابكة مرة تعلن معاهدة حب أبدية و مرة تعلن خصاما و مرة تشن حربا ظالمة.
و كانت النوتات الموسيقية تخرج وراءها متتابعة دون ترتيب :دو..ري..فا ..لا ..صول ..مي...سي.. و معهم مستديرة و بيضاء و سوداء و ذات السن يتبعهم السلم الموسيقي و هو يطالبهم التزام النظام و مفتاح الصول يصادق كلامه .
أعين كثيرة خرجت أيضا زرقاء.. سوداء.. خضراء.. عسلية .
عينا طفل كان يحس أني ملاذه الأول و الأخير.. عينا أم كنت لها كموضع عيني الطفل مني..عينا حبيب احتوتني بين الحدقة و الجفن بحنان من نوع غريب و غامض.
خرجت من قلبي قناعات و أفكار. الغريب أنني عندما حفظت هذه الأفكار بادئ الأمر كانت في ملفات العقل ...لست أدري كيف انتقلت إلى هنا ..عبرت مجرى الدم لتقفز عبر جسور الجسم إلى حقيبة القلب.
غادرت قلبي أيضا الفصول ...ربيع يغص بالفرح و شتاء رضيع و صيف منتشٍ و خريف صديق !!
تأبط الربيع حقيبة كبيرة و عندما فتشتها وجدت فيها الشمس و الزهر و العطر و ...وجدت ذاكرتي.
حمل الخريف دفتره الذي احتوى حزني و قلقي و بين طياته دس هدوئي فاستغربت تناقضاته.
قال لي الشتاء متألما أنه لكثرة ما حمل البرد و الزمهرير تجمدت أوصاله و تيبست أصابعه فرمى ما في جعبته نثارا أبيض َ .
و كانت خاتمة هذا الكرنفال صيف برائحة الدراق و الكرز و بجمال ليله الساجي
ألوان الطيف استعرضت هنا في إشارة إلى أنها المشترك الرئيسي لكل التكاوين الأحمر يداعب البرتقالي و الأصفر يلتف على الأزرق ليولد الأخضر ثم تتشابك معا في رقصة دائرية يقف الأبيض في وسطها حاملا ثوب النقاء
يا الله كم أحبها تلك الكائنات !
مارست قوتي الجاذبة و أعدتها إلى القلب بعد أن منحتها فسحة من حرية

مجدي الصالح 09-19-2010 06:51 AM

اصطفَّتْ هُنا الحُروفَ لتشكِّلَ مقطوعة ً موسيقيَّة ً يَطرَبُ لها القلب

فكُنتِ أنتِ المايسترو الرَّائِع في نظمِها

تلكَ التَّكاوينَ الَّتي حَمَلتْ كُلَّ أصناف الجَّمالَ والمُختزلة في تلكَ المَساحة

الضَّيقة من الجِسم لابُدَ لها من فُسحة ً بينَ الفينةِ والأخرى

تتجّدَّدُ بها الرَّوح وتعيشُ بها النَّفس على وقع ِ ذِكراها العَبق

قرأتُها فمَرَّتْ منْ أمامَ ناظِرَيَّ بكُلِ تفاصيلها

هُنا شَمَمْتُ رائِحَة الفصول

فها هُوَ الخريفُ يلوِّحُ بنسائِمهِ القادِمة

وقدْ أودَعَ الصَّيفُ أوداجَ دُراقِهِ في النَّفس

وَباحَتْ أزاهيرُ الرَّبيع ِ بعُطورها على مَدِّ المُروج الخُضر

لِتُعانِقَ جبالاً طوداً شامِخةً تتقبَّعُها نثراتٌ منْ ثلج ٍ ناصِعَ البياض

أسرابٌ من الطُيور تهِمُّ مُهاجرة وأخرى تعود

مَواسِمَ للتأمُل والفرَح , وَأطيافٌ ساحِرة

ورياحُ الشَّوق تهِزُّ أعناقَ النَّخيل

وَسِنديانة ٌ كُلما شاختْ ازدادتْ تشبُّثاً في الأرض

حُفِرَتْ على أغصانها كُلَّ حُروفِ العاشِقين

فكانتْ لهُمْ بيتَ أسرار وَأجمَلَ تِذكارْ


الأديبة ريم بدر الدين

أعذري طولَ سَردي فتلكَ التَّكاوين الّتي أطلقتِ سَراحَها لِوهلة

برقتْ لها العين ورَسَمتْ بسمة ً على الوَجه

وتفتَّقتْ لها الحُروف

فكانتْ رائِعة بروعةِ قلمكِ

دُمتِ بخير

معَ التَّحِيَّةِ والتَّقدير

حسن زكريا اليوسف 09-19-2010 10:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 22140)

حقيبة القلب ممتلئة ...منتفخة أوداجها ..مترعة حتى الثمالة
فككت أزرارها فانطلقت منها تكاوين كثيرة كانت تنتظر خلف البوابة ساعة الحرية ...إطلاقها من عقالها ...حقيبة القلب أنّت من حملها الثقيل الذي يكاد يطبق على أنفاسها و لما اكتشفت خرقا في جانبها الأيسر عرفت لم لا تنفجر
قررت هذا الصباح أن أمنحها حريتها ...فخرجت أسراب من عصافير ملونة من كل الأنواع أبو الحناء و عندليب ٌ و شحرورٌ و بجعات و بطات و عصفور دوري ملوّن و حتى غراب لا أدري من أين أتى ..!
خرجوا جميعا بمظاهرة كرنفالية غريبة يعزفون لحنا غير متناسق كأوركسترا فقدت المايسترو.
رأيت أشجارا خضراء وارفة تغادر متمشية على جذورها .. انتعلت فيها أحذية ملونة و هي ترفع أغصانها للأعلى في محاولة لمحاكاة رقصة ما .
نخلة قديرة كتلك التي زرعها جدي في باحة منزله منذ مئة عام تقود المسيرة و شجرة دراق عزيزة حفرنا يوما على جذعها أسماءنا في لحظة صداقة وود إنسانية نادرة ..خرجت الجوزة العتيقة تتأود متصابية فرحا بالربيع بعد أن مكثت في صبر عجيب أمام مداعبات الخريف و مشاكسات الشتاء.
من قلبي خرجت أيضا فراشات كثيرة ..كبيرة و صغيرة ملونة و منقطة و مخططة و متموجة ...
رأيت كلمات ، حروفا من كل اللغات ، جملا متشابكة مرة تعلن معاهدة حب أبدية و مرة تعلن خصاما و مرة تشن حربا ظالمة.
و كانت النوتات الموسيقية تخرج وراءها متتابعة دون ترتيب :دو..ري..فا ..لا ..صول ..مي...سي.. و معهم مستديرة و بيضاء و سوداء و ذات السن يتبعهم السلم الموسيقي و هو يطالبهم التزام النظام و مفتاح الصول يصادق كلامه .
أعين كثيرة خرجت أيضا زرقاء.. سوداء.. خضراء.. عسلية .
عينا طفل كان يحس أني ملاذه الأول و الأخير.. عينا أم كنت لها كموضع عيني الطفل مني..عينا حبيب احتوتني بين الحدقة و الجفن بحنان من نوع غريب و غامض.
خرجت من قلبي قناعات و أفكار. الغريب أنني عندما حفظت هذه الأفكار بادئ الأمر كانت في ملفات العقل ...لست أدري كيف انتقلت إلى هنا ..عبرت مجرى الدم لتقفز عبر جسور الجسم إلى حقيبة القلب.
غادرت قلبي أيضا الفصول ...ربيع يغص بالفرح و شتاء رضيع و صيف منتشٍ و خريف صديق !!
تأبط الربيع حقيبة كبيرة و عندما فتشتها وجدت فيها الشمس و الزهر و العطر و ...وجدت ذاكرتي.
حمل الخريف دفتره الذي احتوى حزني و قلقي و بين طياته دس هدوئي فاستغربت تناقضاته.
قال لي الشتاء متألما أنه لكثرة ما حمل البرد و الزمهرير تجمدت أوصاله و تيبست أصابعه فرمى ما في جعبته نثارا أبيض َ .
و كانت خاتمة هذا الكرنفال صيف برائحة الدراق و الكرز و بجمال ليله الساجي
ألوان الطيف استعرضت هنا في إشارة إلى أنها المشترك الرئيسي لكل التكاوين الأحمر يداعب البرتقالي و الأصفر يلتف على الأزرق ليولد الأخضر ثم تتشابك معا في رقصة دائرية يقف الأبيض في وسطها حاملا ثوب النقاء
يا الله كم أحبها تلك الكائنات !
مارست قوتي الجاذبة و أعدتها إلى القلب بعد أن منحتها فسحة من حرية




صباحك الشهد يا ريـم دمــشــق

وأميرة بردى

ما تظنين أني قائل فيك وفي هذا الذي قرأت ؟!

هناك من المواهب ما تشب ناره حينا ً وتخبو حينا ً أو أحيانا ً

ومنها ما يثور لهبه ثم يخبو ويكبو وينهار في استكانة وراحة أبدية

ولكن إبداعك مشتعـل على الدوام

لا يكبو ، ولا يخبو ، ولا ينام

نص في غااااااااااية الروعــة كما أنت ِ

حقيبتك حُبلى بكل ألوان وأطياف الحياة

تكتنز كل هذه المكنونات الكائنات

وما إن تداعبها أناملك حتى تغـرد في رحلة الحرية

فتشدو لنا وتحاكي صفوة إعجابنا

كنت ِ قد تمنيت ِ علـي َّ ألا أثبت لك نصا ً

لئلا يُقال بأني أثبته لأنك قيادية وتلبسين الرداء الأحمر

رغم علمك بأن الجميع يعلم جيدا ً أني لا أحابي ولا أجامل

ولكنه الحق

فاعـذريني هذه المرة

هيجان دهشتي بروعة هذا النص

تجعـلني أتشرف بالأخذ بيمنيه إلى عـرش التثبيت

حرصا ً على تمكن القريب والبعـيد من التمتع بألقه وسحره وفتون منطقه

ت ث ب ي ت

مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

جميل عبدالغني 09-19-2010 12:39 PM

أ.ريم
نص راقي أخذنا معك نفتش في حقائبك أصبحنا نعيش في تقلبات كثيرة ننتقل بين واحاتك المتعدة والابتسامة واضحة على محيانا
والسرور بلغ منا وجلسنا نستظل تحت شجرة الجوز العتيقة ونأكل ما يتساقط علينا من حروف وكلمات بطعم الشتاء والتفاصيل الجميله
ومازلت هناك وقررت عدم العودة
لك تقديري واحترامي

ah123qw

ساره الودعاني 09-19-2010 06:30 PM


ما هذه الحقيبة التي كجعبة الساحر

خطفت بصري وغمرت روحي

حتى شعرت بأني كنت مع تلك العصافير..

أستاذه ريم أنتِ ساحرة ومليئة بالجمال..

رينا صلاح 09-20-2010 06:08 PM

فصول حقيبتك مدهشة
اسرارها تحتل اسمك
وصيفك ممزوج بعطرك
وباحلامك الربيعية
شتاؤك قصير العمر يرفضه طموحك
وخريفك لا تسقط فيه الا حزن اوراقك

دمتي في صيف
تكمن فيه روعتك
أ ريم إبداع يستحق الوصف

ريم بدر الدين 09-20-2010 09:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجدي الصالح (المشاركة 22159)
اصطفَّتْ هُنا الحُروفَ لتشكِّلَ مقطوعة ً موسيقيَّة ً يَطرَبُ لها القلب

فكُنتِ أنتِ المايسترو الرَّائِع في نظمِها

تلكَ التَّكاوينَ الَّتي حَمَلتْ كُلَّ أصناف الجَّمالَ والمُختزلة في تلكَ المَساحة

الضَّيقة من الجِسم لابُدَ لها من فُسحة ً بينَ الفينةِ والأخرى

تتجّدَّدُ بها الرَّوح وتعيشُ بها النَّفس على وقع ِ ذِكراها العَبق

قرأتُها فمَرَّتْ منْ أمامَ ناظِرَيَّ بكُلِ تفاصيلها

هُنا شَمَمْتُ رائِحَة الفصول

فها هُوَ الخريفُ يلوِّحُ بنسائِمهِ القادِمة

وقدْ أودَعَ الصَّيفُ أوداجَ دُراقِهِ في النَّفس

وَباحَتْ أزاهيرُ الرَّبيع ِ بعُطورها على مَدِّ المُروج الخُضر

لِتُعانِقَ جبالاً طوداً شامِخةً تتقبَّعُها نثراتٌ منْ ثلج ٍ ناصِعَ البياض

أسرابٌ من الطُيور تهِمُّ مُهاجرة وأخرى تعود

مَواسِمَ للتأمُل والفرَح , وَأطيافٌ ساحِرة

ورياحُ الشَّوق تهِزُّ أعناقَ النَّخيل

وَسِنديانة ٌ كُلما شاختْ ازدادتْ تشبُّثاً في الأرض

حُفِرَتْ على أغصانها كُلَّ حُروفِ العاشِقين

فكانتْ لهُمْ بيتَ أسرار وَأجمَلَ تِذكارْ


الأديبة ريم بدر الدين

أعذري طولَ سَردي فتلكَ التَّكاوين الّتي أطلقتِ سَراحَها لِوهلة

برقتْ لها العين ورَسَمتْ بسمة ً على الوَجه

وتفتَّقتْ لها الحُروف

فكانتْ رائِعة بروعةِ قلمكِ

دُمتِ بخير

معَ التَّحِيَّةِ والتَّقدير


ذات هدوء سمعت ثرثرة هادئة و عندما أصخت السمع كانت تلك التكاوين تريد مني أن أخرجها للضوء برهة
أ. مجدي الصالح
أشكر لك المرور الجميل و القراءة المتعمقة في مفاصل النص
تحيتي لك

عمران العميري 09-21-2010 02:48 PM

الاديبه المخلصه
ريم بدر الدين

دمت ربيعا مورقا ومنهلا عذبا للعطاء
تستشرق الحروف وتبتهج المفردات حين تتناولها اناملك
لترجمة خيالك يا رديف بردى وقاسيون الشام ((وجهة نظري انا ياريم))
عندما ياتي ذكرهما يلوح امامي اسمك
تحياتي لك قلما واسما راكزا بجمال الاسلوب وحرص الاداء
لك الورد والود

الجيلالي محمد 09-21-2010 03:00 PM


هكذا "حقائب" أقصد دكريات وعقول
محبي الحياة والطبيعة والرونسية
مليئة بكل ما هو جميل
أخت ريم
بوح راق يليق بسيدة مثلك
تحياتي

عبد السلام بركات زريق 09-22-2010 02:16 PM

السلام عليك .. الأخت الأديبة
المقتدرة ريم بدر الدين
في زحمة القيود التي تحيطنا من
جهاتنا الست .. كان نصك فسحةً
طيبةً من الحرية ... خلتُ معها أن
المداد يتلون أمام ناظري ...
قرأت الأولى والثانية والثالثة
لأجد أن أطياف الألوان تتسع ...
استوقفتني صورة الخريف ... ربما
لأنه الأقرب إلى قلبي ... يذكرني
بانطفائي ...كلما ازدادت صفرته شحوباً
مع اقتراب الشتاء...
..........
حمل الخريف دفتره الذي احتوى حزني و قلقي
و بين طياته دس هدوئي فاستغربت تناقضاته.
..........
إلى فسحٍ أوسع وفضاءاتٍ أرحب
تقديري واحترامي
مؤطران بورود الشام الملونة
السلام عليك


الساعة الآن 08:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team