منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   قصة قصيرة : المرآة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=27899)

هشام اجران 01-22-2021 08:08 PM

قصة قصيرة : المرآة
 
المرآة
- مد يده نحوي في حركة مفاجئة ، تأملت اليد الصغيرة المتسخة، والأظافر الطويلة الأكثر اتساخا؛( بعد ساعات من اللعب والتمرغ في التراب، والعودة مساء بأيادي متسخة، وملابس ملطخة)، لكن، هذه اليد أكثر قذارة ، إنها تثير اشمئزازي، وكلما تمعنت فيها إلا واجتاحني شعور مقيت بالغثيان.
حرك يده من جديد، وبسطهما أكثر أمامي؛( فصل مكتظ بالتلاميذ، الجو شديد البرودة، نرتعد من البرد والجوع، ومن الخوف من معلم قاس لايعرف معنى الرحمة، يتطاير الرذاذ من بين شفتيه وهو يصرخ بأعلى صوته، يدعونا لترديد الحروف: ألف..باء..ياء....). "أبي"، لم أعرف أبي قط ، فقد وعيت على الدنيا ولم أجد الأب، عرفت لاحقا أنه مات قبل ولادتي، فبكيت وخفت من الموت، وكرهتها لأنها خطفت مني أعز الناس.
- "أكاد أموت من الجوع.. "، صوت ضعيف أيقظني من تأملاتي، بحثت عن اليد الممدودة، فطالعني وجه شاحب يرنو إلي بكل انكسار، ضاعت ملامحه وسط كتل من التراب والأوساخ فكأنها لوحة تشكيلية صبغت بأشد الألوان قتامة، وبين هذا الخليط من الألوان الغامقة، برزت عيون صغيرة صافية؛ ( كانت لها نفس العيون، وزادتها الأهداب السوداء الطويلة رونقا وبهاء، وتدلت الخصلات على الجبين الصغير في تسريحة طفولية، زادت الوجه الأبيض جاذبية، وحين تضحك ترسم الغمازتان على الخدين، ليبدو الجمال في أروع صورة.تعاهدنا على الوفاء، لكن..؟)
- "أرجوك، اعطني بضعة دراهم، أحتاج إلى طعام ."، صرخ الفتى بألم. فأدخلت يدي في جيبي بحثا عن بضعة دراهم؛ (لم ألمها بقدر ما عاتبت نفسي، أغذقت عليها الوعود، سأعمل ، وأجني المال، وأبني بيتنا الجميل، و...و...، لكن لا شيء تحقق. رغم شواهدي، ومؤهلاتي، إلا أني لم أجد عملا، عشت الحلم الجميل، لكن الواقع كان صادما، واقع مرير، فقد عانيت الكثير، وخسرت الكثير، خسرت أبي، وحبي، وشبابي، وطفولتي من قبل.)
أيقظتني همهمات غاضبة من تأملاتي، وميزت أذناي شتائم بذيئة ومسترسلة، لمحت صاحبي وقد مضى لحال سبيله، بعدما يئس مني، وبعدما أثرت غضبه بجمودي وصمتي.
نظرت أمامي، فإذا أمواج من البشر في حركة ذهاب وإياب لاتنتهي، وجوه جامدة غاب عنها الألق، وعيون ضاع بريقها بفعل الهموم والهواجس التي تسيطر على قلوب الناس وعقولهم.
أمامي كراس إسمنتية، اخترت واحدا وجلست، سرت برودة في أطرافي، لا يهم ، فقد تعودت على افتراش الأرض العارية. كدت أعود من جديد لذكريات الأمس، لكن يدا مدت أمامي فاجأتني، يد نحيلة بارزة العروق..تطلعت للواقف أمامي، فإذا به شيخ طاعن في السن، ملأت التجاعيد وجهه حتى غابت ملامحه، ضعيف، بائس، وشاحب...ابتسمت، وسرعان ما ضحكت، ضحكات عالية تردد صداها في المكان.

عبد الكريم الزين 01-23-2021 07:25 PM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
تحية طيبة
قصة يتحرك فيها البطل داخليا ويطالع نفسه عبر الشخوص التي تتحرك أمامه
إنها المرآة، تعكس صورها ولكنها أحيانا قد تقلب الصورة أو تشوهها.
تحياتي وتقديري لإبداعك

عبد الرزاق مربح 01-23-2021 08:55 PM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
أنت تحاول أن تقول كل شيئ دفعة واحدة، لن تكفيك مجرد قصة....وزع آلامك و آمالك في قصص عديدة، سيخرج الإبداع رغما عنه!

هشام اجران 01-23-2021 09:46 PM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
شكرا لمرورك الجميل أخي.
تحياتي ومودتي لك

هشام اجران 01-23-2021 09:50 PM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
أخي عبد الرزاق.
سعيد بتعليقك على قصتي، لكني لم أفهم المقصود جيدا. هي مجرد قصة من بين قصص كثيرة وزعت فيها آلامي وآلامي.

هشام اجران 01-23-2021 09:53 PM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
أخي عبد الرزاق.
سعيد بتعليقك على قصتي، لكني لم أفهم المقصود جيدا. هي مجرد قصة من بين قصص كثيرة وزعت فيها آلامي وآلامي. وما حاولت قوله فيها هو ما يتعلق بموضوعها ورمزية الحوار الداخلي فيها، حيث البطل يرى ماضيه وحاضره ومستقبله في أشخاص يقابلهم صدفة، فكأنما مرآة تعكس وجوده وحياته.
تحياتي ومودتي

محمد أبو الفضل سحبان 01-23-2021 11:28 PM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
..قصة قصيرة تملك حقها من اللغة و نصيبها من الخيال ومن الجمال..ولكن ينبغي يا أخي هشام - وكما أشار إلى ذلك الأساتذة الأفاضل -الانتباه في الحبكة إلى وحدة الموضوع حتى لا تتأثر "المرآة" في القادم من الأعمال بانعكاسات المرايا الجانبية التي قد تفقدها التماسك والاتزان و تمنعها من تحقيق المتعة المطلوبة....
نص يشي بقدرات معتبرة وبمستقبل واعد...
تقبلني أخا وصديقا
ابو الفضل

تقبلني أخا فقلمك واعد...

هشام اجران 01-24-2021 12:21 AM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
[quote=محمد أبو الفضل سحبان;281685]..قصة قصيرة تملك حقها من اللغة و نصيبها من الخيال ومن الجمال..ولكن ينبغي يا أخي هشام - وكما أشار إلى ذلك الأساتذة الأفاضل -الانتباه في الحبكة إلى وحدة الموضوع حتى لا تتأثر "المرآة" في القادم من الأعمال بانعكاسات المرايا الجانبية التي قد تفقدها التماسك والاتزان و تمنعها من تحقيق المتعة المطلوبة....
نص يشي بقدرات معتبرة وبمستقبل واعد...
تقبلني أخا وصديقا
ابو الفضل

تقبلني أخا فقلمك واعد..
.[أعتز بأخوتك وصداقتك مع خالص مودتي ومحبتي]

أعتز بأخوتك وصداق

عبد الرزاق مربح 01-24-2021 02:41 PM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام اجران (المشاركة 281677)
أخي عبد الرزاق.
سعيد بتعليقك على قصتي، لكني لم أفهم المقصود جيدا. هي مجرد قصة من بين قصص كثيرة وزعت فيها آلامي وآلامي. وما حاولت قوله فيها هو ما يتعلق بموضوعها ورمزية الحوار الداخلي فيها، حيث البطل يرى ماضيه وحاضره ومستقبله في أشخاص يقابلهم صدفة، فكأنما مرآة تعكس وجوده وحياته.
تحياتي ومودتي


صديقي هشام، لغتك قوية و صادقة، أردت فقط أن أشير الى التركيز على نقطة واحدة في القصة الواحدة، و إلقاء الضوء عليها، حتى نعيش اللحظة مع البطل، أنت تتحدث عن خيبات البطل مثلا...أين تفاصيل تلك الخيبات؟ دعنا نعيشها معه!

تقبل مروري

عبد الرزاق مربح 01-24-2021 03:10 PM

رد: قصة قصيرة : المرآة
 
من جهة أخرى، أحب عندما تتعرض قصصي للنقد، فذلك تنبيه لي لكل نقص يشوبها، تحياتي


الساعة الآن 01:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team