|
قلم رصاص
قلم رصاص تحاول جاهدةً حَمل حقيبتها المدرسية.. تَبتسم لرفيقاتها .. تُغادر المدرسة.. تتأمل الغيوم الشاردة في السماء .. تقف أمام أحد المحلات.. تَختلس نظرةً إلى لُعب الأطفال .. تتنهد .. تمضي في طريقها .. تحاول اجتياز الشارع .. سيارة مُسرعة تَتجه نَحوها .. تَرتبِك .. تقترب السيارة أكثر .. تحاول الهروب إلى الجهة الأخرى .. تسقط على الأرض .. تصرخ .. صوت الفرامل بدا مخيفًا .. تتوقف السيارة .. صمتٌ يسود المكان .. تَفتح عينيها .. تُحاول الوصول إلى ذلك الشيء الذي سَقط من حقيبتها .. تحاول الزحف تحت السيارة .. تَصرخ عليها السيدة .. لا تأبه .. تُلقي إليها ببعض النقود .. تواصل الزحف .. تُمسك بذلك الشيء .. تقف بجسدها النَّحيل .. تتأمل وجه السيدة بازدراء .. تَضعُ قلم الرصاص في حَقيبتها .. ثم تَمضي بعيداً... إحدى قصص المجموعة التي تم ترشيحها للفوز في إحدى المسابقات الأدبية العربية |
الاستاذ القدير عمر من أجمل ما قرأت هُنا نقرأ قمة البراءة بإيجاز الطفلة لم تفكر بالخطر.. قلم الرصاص آخذ دور البطولة في ذهنها البريء جميلة دمتَ بكُل خير |
الأديبة الكريمة / سهى العلي عندما يتخذ القارئ زاوية مغايرة لقراءة النص .. لا بد وأن يتميز في طرحه ورؤيته ... قراءتك جاءت بعينٍ سينمائية رصدت الحدث بطريقة مدهشة ... فهنالك بعض الأمور في النص قد لا يلتفت إليها الكاتب نفسه ... وهنا تكمن جمالية الأدب ... سعدتُ لقراءة حرفكِ ... فلا تحرمينا من رأيك ونقدك ... أتمنى لك الخير ... |
نعم إنها صدمة النقاء الذي تلّبس الطفلة فلم تنتبه و لم تفرح لنجاتها !
بل فكرت بقلم و ربما كان هذا القلم أقوى من الرصاص ! أ . عمر مسلط .. جميلة تلك الصفعة التي توجهها للقارئ ... جميلة و مفاجئة .. و هي دليل على امتلاكك أهم صفات القاص الفذ احترامي و تقديري |
الأديبة / جليلة ماجد أقدِّر لك جمال الإختزال ، وروعة التعبير .. ويا لها من قراءة واقعية ! جميلة طريقتك في تفكيك النص ، ابتداءً من صدمة النقاء وانتهاءً بأقوى من الرصاص ... لقد أجملتِ وبتكثيف مُدهش ، أهم محاور الحدث ... فتقبلي تقديري واحترامي ... |
[quote=عمر مسلط;137382]
قلم رصاص تحاول جاهدةً حَمل حقيبتها المدرسية.. تَبتسم لرفيقاتها .. تُغادر المدرسة.. تتأمل الغيوم الشاردة في السماء .. تقف أمام أحد المحلات.. تَختلس نظرةً إلى لُعب الأطفال .. تتنهد .. تَمضي في طريقها .. تحاول اجتياز الشارع .. سيارة مُسرعة تَتجه نَحوها .. تَرتبِك .. تقترب السيارة أكثر .. تحاول الهروب إلى الجهة الأخرى .. تسقط على الأرض .. تصرخ .. صوت الفرامل بدا مخيفًا .. تتوقف السيارة .. صمتٌ يسود المكان .. تَفتح عينيها .. تُحاول الوصول إلى ذلك الشيء الذي سَقط من حقيبتها .. تحاول الزحف تحت السيارة .. تَصرخ عليها السيدة .. لا تأبه .. تُلقي إليها ببعض النقود .. تواصل الزحف .. تُمسك بذلك الشيء .. تقف بجسدها النَّحيل .. تتأمل وجه السيدة بازدراء .. تَضعُ قلم الرصاص في حَقيبتها .. ثم تَمضي بعيداً... بإيقاع سريع متواتر جعلتنا نلهث خلف النهاية و هذه الطفلة البريئة التي اختزلت خطر السيارة في قلم رصاص ربما هو رصاصها الذي يحميها من خطر أكبر ينتظرها عند عقاب أب قاس... هذه قراءة سيميائية من قراءات أخرى تبادرت إلى ذهني تباعا، وإن دل ذلك على شئ فإنما يدل على إبداع كاتب القصة الذي رمى الرمز وتركنا نتبارى في فهمه... أ.عمر لك الإبداع و التألق دائمين تحياتي . |
الأخت الأديبة / آية أحمد لا شك أن اعتمادك على ابرز طرق السيميائية ، والمتمثلة في تفكيك وتركيب النص ، هو ما جعلكِ تتوصلين إلى قراءات متعددة للقصة دلالةً وإشارةً ... ولا أجامل إن قلت أن قراءتكِ بما تحمله من واقعية / عندما قلتِ : ربما هو رصاصها الذي يحميها من خطر أكبر ينتظرها عند عقاب أب قاس ... قد جاءت واقعية / عاطفية ، بمعنى أنك وقفتِ على بعض الدلالات والإشارات العاطفية في النص والتي أوصلتكِ لتلك النتيجة ، وأظن بأن الجملة التي أوحت لكِ بتلك القراءة هي : تَختلس نظرةً إلى لُعب الأطفال .. تتنهد .. تَمضي في طريقها .. فالحرمان الذي تعاني منه الطفلة جعلكِ تربطينه بأب قاسٍ ... هيَ إذاً .. لعبة الدلالالت والإشارت ، بما تحمله من رمزية قاتمة ما زالت تحتمل التأويل ... ... وقفتُ احتراماً لجمال تحليلكِ ... أتمنى لك الخير ... |
| الساعة الآن 11:24 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.