نكبة مدينة
قصة قصيرة نكبة مدينة صغيرة
كان الجو ماطراً ، كانت السماء تبكي مدراراً ، وكانت المدينة الصغيرة تحت رحمة المياه المتدفقة بين شوارعها وأزقتها دون توقف. بالوعات المجاري، لم تعد قادرة على استيعابها ، والميازيب ضاق صدرها فانفجر أغلبها من قوة الضغط . قالت عجوز لصاحبتها ذات الثمانين خريفا : الله يعاقبنا على أفعال أولاد الحرام منا . ردت العجوز الثانية :كثر الفساد في البر والبحر وحتى الجبل . تردد عبر صوامع المدينة نداء بعد أداء صلاة الفجر ، يطلب من السكان الابتعاد عن مجرى الواد لأن الحملة قادمة وقد تجرف معها الساكن والمتحرك . قال الإمام لمجموعة من المصليين : اجتمعوا حوله يقرؤون اللطيف :ربنا لا تؤاخدنا بما فعل السفهاء منا . وقال أحد المؤمنين : يقول تعالى إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا من فيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) وأيده كهل يجلس بالقرب منه : -ما قلْتَه هو عين الصواب ، لكن أغلب من في قريتنا يوجدون بالعاصمة والمدن المجاورة لها . - هو ذاك أخي لكنهم محسوبون علينا وهم أبناء جلدتنا حرك الإمام رأسه مؤيدا رأيه وقال : لو كانوا يحسون بنا لما وقعت الكارثة ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) صدق رسول الله. في المساء كانت نكبة المدينة الصغيرة قد صارت خبرا قدمته قنوات التلفزيون المحلية ، وتم إعلان الحداد بتقديم سهرة فنية شعبية راقصة ترحما على أرواج الشهداء الذين لقوا مصرعهم خلال الفيضانات . محمد محضار 2015 |
تفاعل جميل مع الفياضانات الأخيرة في المغرب ، و معالجة نقدية للواقع التنموي والثقافي ، لكن النص طغت فيه الرسالة على الأدبية ، عكس ما ألفناه في نصوص محمد محضار .
تحياتي وتقديري . |
السلام عليكم ورحمة الله
لا ينسى النهر مجراه مهما غاب، فعندما يعود يقصد طريقا كان شقه في أزمنة غابرة، لكن الخطأ يتحمله من ترك أناسا لا يفقهون في الجيولوجيا يبنون بيوتهم فوق أرض صاحبها سيعود عاجلا أم آجلا بالنسبة للقصة أنا أيضا أرى أنه غلب عليها الطابع الإخباري شكرا لك أستاذ محضار، الحدث فعلا يستحق أن تذرف الأقلام مدادها عليه |
مرحباً بالأستاذ محمد محضار .
يضج الوجد ويلتحف القهر نافثاً الشكوى زفرة وافية توقد لحسرة , الظاهر أنها ستبقى زاد حناجر المستضعفين ,ومازلنا نطمئن لعقابنا بذنوب غيرنا ليس إلا لنفلت من استحقاق المواجهة . قرأت بحرفك احتجاجاً نشاطرك صرخته ,فلقد وصل ما أردت أن يصل بغض النظر عن جنس النص الأدبي ,وأنا مع الأستاذ ياسر والأستاذة فاتحة الخير في مفردتهما النقدية . مرحباً من جديد ..وخالص التقدير والمودة |
اقتباس:
|
سلام الله عليك لأديبنا القدير محمد
لحرفك وهذه الحوارية جمالية رائعة تحمل فكرة من نبض الشارع المعاش وفيها من الموعظة والحكمة تقديري |
الساعة الآن 12:36 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.