نعمة الشفاء و نعمة المرض و المرض المزمن
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أخي المسلم : لا شك في أنك تكره المرض , و من منا يحبه ؟! و لا شك في أنك قد تسهو في غمرة آلامك عن معنى هذه النعمة العظيمة , و لا تنتبه لما تحمله إليك من رقي و عطايا , و ربما سألت نفسك أسئلة كثيرة , وجدت لبعضها جواباً , و غاب عن بقيتها ما تريد , و ربما تمنت نفسك الأماني , حياة بلا أسقام , و صحة لا تعرف الآلام , و لكنك إن كنت ممن لا يفتأ يبحث عن حكمة الله في قضائه و قدره لأدركت فائدة ما ساق إليك , و هول ما دفع عنك , و لعرفت كم خطيئة لك قد مُحِيَت بوجع ساعة , و كم من درجة في الجنة ارتقيتها بآهة لحقت آهة , و أنت تصبر على امتحانٍ قد ابتلاك به ربك , ليميزك عن منافق مُدَّعٍ للإسلام يشبهك . أخي المسلم : إن نعمة الشفاء هي شكل خاص من نعمة الصحة , كما أن نعمة المرض هي شكل خاص من نعمتي الكرب و الحرمان , و نعمة المرض المزمن هي الأخرى شكل خاص من نعمة المرض , و كل هذه النعم تحتاج منك لشكر الله عزوجل مع سؤاله المستمر و الدائم بأن يرزقك العافية و ذلك كما علمنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه و سلم . أخي المسلم : أن تعاني من مرض مزمن فهذا يكسبك خبرة فيه , و يغنيك عن كثير من الحيرة في جديدٍ من الأوجاع تأتيك , و إن تقل أنا لا أريد ذا و لا ذاك , أقل لك : اسألِ الله عزوجل العافية , و اصبر إن ابتلاك , فكم من عافية لبست لباس الرزايا , و كم من مشرط جراح طاح بخباثة غاصت في الثنايا , و من أراد النجاة من الأكدار , و بلوغ المرام في الأقدار , لا بد له من عملٍ مع صبرِ , و اجتراع مُرٍّ تلو مُرِّ . الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 28 شباط 2015 اللهم لك الحمد حمداً طيباً مباركاً . |
الله الله اللهم بارك فيك ولصحتك وجزاك الله عنا كل خير رائع ... تحية ... ناريمان الشريف |
اقتباس:
شكراً لك , جعل الله القرآن العظيم ربيع قلبك و نور صدرك و جلاء حزنك و أكرمك بجنة الدنيا و فردوس الآخرة . |
الساعة الآن 04:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.