ليلة بألف ليلة
 

أشاح السكون بوجهه عن المكان .. تلك الطرقات لم تزل عامرة بأضواء السيارات وضجيج المطر .. ورغم حلكة الليل إلا أن الشمس لا تزال حاضرةً بيننا تمدنا بدفء الأحباب .. فلا مسافات شاسعة تعترف بها .. ولا هي تعير الظل أدنى اهتمام .. ومازلنا صغاراً أمامها .. لن تشفي جذوة مشاعرنا ولن تجيب عن التساؤلات ..
تشابهت جميع الفصول في عينيك هذه الليلة .. وعشت طول العام في بضع ساعات .. تلفحك حرارة الماضي فتقف عاجزاً عن تجاوز عتباته لا تقوى على حل بعض ألغازه وإن مضى .. فيبدو لك الأمر من ضروب المفارقات ..
تذبل الحياة رويداً رويداً أمام ناظريك .. وتتساقط الأصداء عن سمعك .. تغزو الصفرة جميع الصور فتحيلها باهتةً من غير ألوان ..
ثم يجيء الشتاء ليدفعك إلى الهروب من جموده وقسوته .. فلا أوجع من أن تجد محاصيل السنون قد أصابها الصقيع في لحظة واحدة ..لا هي أينعت ولا تدثرت بدفء الأرض .. تلاشت أمالٌ عريضة بلمح البصر وشاع الموت بأرجاء المكان ..

لا تبتئس ولا تحزن .. فلا زاد لك في رحلتك القصيرة الطويلة غير التصبر على الآه ..
وبعد ساعات .. يينع الغصن الذابل من هنا وهناك في قلبك المسكين وتهبك السماء حلماً جديداً يشبه طاقة الورد والريحان تمدك بالقوة والأمان كذلك الربيع يفعل بالأرض بعد تقلبها بين آثام البشر و الخطايا ..

مهما بالغنا بسرد تفاصيل الحزن .. و تجرعنا من كأس الحرمان .. فثمة ما يشبه اللذة في قلوبنا لو زيناه بالصدق .. صدق ما أحسسناه في يومٍ ما ..







بقلمي الليلة

أختي الفاضلة سناء حفظه الله

نص بهي كحالك ، ويا ليت قلمك يبوح كل ليلة إن كان بهذه الرقة والروعة ،

تحيتي والياسمين

عبد الحكيم مصلح أشكر لك لطفك وجميل عبورك هنا

وأظنك تعلم أن الليل لا يجود بالكثير إلا أن نبدأ نحن بما تجود به النفس وتستروح

جزيت خيراً هنا