نحيب على شرف الذاكرة
 

البحر...
أعمق من نهايتنا
حزين مثل راقصة..
تخبأ بالمرايا حزنها
لم يكتمل بعد النزيف
تكسر المجداف في دمنا
تغير كل شيء
نغمة الأيتام في وضح الغياب
زوربا
مدائننا البعيدة
رقصة الثوار في وطني
أثير حبيبتي بين القبور
حتى المقابر دنست
و الموت أبحر في نشور
مات المسيح
صلبت
تهت بقبلة و غفوت مرتعدا
أجدف بالظلام مراكبي
علي أراها
أي بحر اقتفي
كل المراكب حطمت
و البحر أبحر في خطاها
مشركا
تعب الأسير و فرت الأوطان من دمه
سأعرج بالقصيدة حافيا
أخطو
الملم متعتي
من ضفة أخرى
ستنجبني غرابا
اقتفي الم السكارى بالصباح
علي أحنط ما تبقى من قداستهم
و ادفن غصتي في تلة أخرى
تعيد بناء ذاكرتي....
و أبحر بالمعاجم منشدا...
كنا صغارا يوم باعوا الأرض و ارتحلوا
كنا نفتش في حقائبنا عن الدنيا
و نهمس للمدينة ضاحكين
و الأرض تبكي
و الطفولة ترتدي فستانها الدامي
سننحر نجمها الباكي
و نرجع للمدينة مبصرين
كنا نغني
و الغزاة يمزقون الأرض في وجل
و فيروز القتيلة
تعبر الأوتار مضجعها
....سنعبر بعد حين
كنا سنرجع من سنين
.....
لم يكتمل بعد النزيف
تمزقت روما
و ذئبنا الحزينة لم تفارق معبد الموتى
فته
سقط القناع و أبحرت روما
سنغرق بعد حين
غرق الأسير و أبحرت في حزنه الدنيا
سنذرف ما تبقى من سلام
تفاحة أخرى تعيد حياءنا
لا تبتئس من موتنا الأتي
سنوقظ بالضفاف بكاءنا
و نموت مرتسمين في وجع القصيدة
علها تأتي تعيد بناءنا.....

منير عليمي
في 1_11_2011