منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   لن أتزوج (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8918)

أنين أحمد 05-18-2012 06:07 PM

لن أتزوج
 
لن أتزوج

هل ضحيتم قبلا بحياتكم؟.. لقد فعلتها أنا .. ولكني لم أندم يوماً على ذلك .. فبعض الأشخاص يستحقون التضحيةِ والاهتمام .
هذا اليوم هو اليوم العاشر مذ أن مات أبي .. ومنذ سنة مضت .. ماتت أمي
فلم يبقى في البيت صوتٌ سوى صوتي وأخي الذي يصغرني ..لي شقيقة أيضاً .. وهي الصغرى بيننا .. تزوجت منذ ثلاث سنواتٍ مضت .. رزقت بطفل .. وبآخر تحمله في بطنها لم تضعه بعد .
لكن أنا .. بلغت من العمر الأربعين .. ولم أتزوج بعد .. لست متألمة كثيراً على ذلك .. ألست أنا مَنْ رَفِضتُ الزواج بمَنْ تقدم لي حينما كنت أبلغ من العمر الثلاثين؟
لم أنسَ ذلك اليوم .. ولا تلك السنوات والأيام الماضية
كُنتُ دوماً أجدني قد ولدتُ شقيةً في هذه الحياة .. وأنني لم أُكتَبْ من السعداء .
في الواقع .. لم أرَ أني وفقت تماماً في كثيرٍ من الأمور الحياتية
فأنا لم أكمل دراستي العامةِ كما كنت أتمنى ..ولم أحظَ باهتمامٍ جيد من والداي .. بالرغم أني بكرهما .. لكنهما لم يشعراني بالاهتمام والحب مذ كنت في العاشرة من عمري .
أنجبت أمي لي أخاً وأختاً .. وسرعان ما أهملتني .. ووضعت هي وأبي جل الاهتمام في صغيريهما .. فلم أعش طفولتي كالأطفال الآخرين .. وحتى بعد بلوغي .. فلقد حملت مسؤولية التنظيف والطهي مبكراً .. فقد انشغلت أمي عني وعن واجباتها بعد أن رمت ثقل المنزل على فتاة لم تبلغ الخامسة عشرة سنة ..وأبي كذلك .. لم يراعيني كما يجب
بل صرت أشعر بأني في زاوية المهملات .. بعيداً عن محط الحب والاهتمام .. وكم كان ذلك يؤلمني .. فشتان بين معاملة أبي لي ومعاملته مع أخي وأختي.
متطلباتي المدرسية لم توفر لي .. لم تكن دراستي تهمهما .. ولرغبة أمي ببقائي في المنزل والتفرغ لواجباته .. قَرَّرَتْ أن أنسى الدراسة وأن أمكث في البيت .. لأنه كما قالت .. لن تنفعني الدراسة بقدر ما ستنفعني الواجبات المنزلية .. ولم يُعَارِض أبي .. بل شجع أمي على ذلك .. فتَركتُ دراستي ورضخت لرغبة أمي والأسى يعصرني .. وما يزعجني أكثر أنهما كانا يحرصان على تلبية متطلبات شقيقاي .. وقد كانا يأملان أن يكون أخي طبيباً في المستقبل .. وتكون أختي معلمة .. كانا يهتمان كثيراً بدراستهما وبهما بشكلٍ عام .. لقد كانا مدللين .. ولم أشعر بالغيرة منهما أبداً .. ولكن ذلك يحزنني .. لأنني كما قلت في زاوية المهملات .. وكنت أتساءل: ألستُ بكرهما؟.. ألستُ أولَ فرحتهما؟.. لمَ يعاملونني بجفاء؟.. لمَ لا يهتمون بي؟.. وكأنني خادمة المنزل ولست ابنة لهما .. الكل يأمرني .. يريد مني أن أفعل له وأخدمه .. وأنا لم أتذمر يوماً .. بل أفعل ما يريده مني الجميع بصمت.
حتى بلغت الثلاثين من عمري .. كان الكبر قد حلَّ بأبي ومرض أصاب أمي في قدميها .. فلم تكن تستطيع المشي كثيراً
وقد كنت أعتني بهما وأحرص على رعايتهما والاهتمام بصحتهما.
كنت أحمل على عاتقي مسؤولية المنزل وأبواي .. بينما كان شقيقاي منشغلين بدراستهما .. فحرصت على أن لا أزعجهما فما كنت أتمنى لهما إلا النجاح و التوفيق في دراستهما دائماً .
في يومٍ ما .. فاجأتني أمي بقولها أن هناك امرأة قد تقدمت لخطبتي للزواج من ابنها .. وبدا أن الشاب قد نال على استحسان أبي وأمي .. في الواقع لقد نال على استحساني أنا أيضاً .. فكما سمعت أنه شاب وسيم يبلغ من العمر الخامسة والثلاثين ويعمل في وظيفةٍ محترمةٍ وممتازة .
أحسست أخيراً أن أبي وأمي أنصفاني هذه المرة بتقبلهما زواجي .. وأن الحياة أخيراً ابتسمت لي .. وعبء العشرين السنة الماضية سوف يزاح عني بعد صبرٍ كبير .. فلطالما تألمت لهذه المعاملة السيئة من الجميع
ولقد قَدَّمتُ الكثير لهم من الخدمة والرعاية .. وآن الاوان لأستريح .. فقبلت بالشاب .. وكلي تفاؤل بأيامي القادمة
لكن .. في أحد الأيام وعند المساء .. كنت قد اتجهت نحو غرفة شقيقي لأبلغه بأوان موعد العشاء .. وما أن رفعت يدي لطرق الباب .. استوقفني صوت أختي التي كانت جالسة مع أخي بالداخل .. قائلة بحزن
:: لا أريد أن تتزوج أختكَ وتغادرنا ::
تأثرت لكلامها .. فلم أتوقع أبداً أن هناك من يهتم بوجودي في المنزل .. ابتسمت لنفسي بسعادة .. لِمَ أخفت أختي عني مشاعرها؟ ..
سمعت بعدها صوت أخي قائلاً
:: ستفتقدينها؟ ::
تشوقت كثيراً لسماع جواب أختي .. فأصغيت بترقبٍ والابتسامة مازالت على ثغري .. لكن سرعان ما انجلت بعد سماعي لقولها الساخر
:: لا!!.. أقلتَ أفتقدها؟.. لا مطلقاً!!.. لكن إن غادرت .. فسيتوجب علينا أنا وأنت رعاية أبيك وأمك .. في الواقع .. لا طاقة لي على تحملهما أبداً!.. ولا بواجبات المنزل .. فكل شيء تقريباً سيقع على عاتقي بعد مغادرتها::
اتسعت عيناي دهشةً وصدمة!!.. فلم أتوقع أبداً سماع ذلك منها .. خصوصاً أنها أكثر من حظي بدلال أبواي .
وضعت يدي على فمي لأخفي زفرة ألمٍ كادت أن تخرج من صدري
فسمعت صوت أخي .. وقد بدا هو الآخر حزينا
:: معكِ حق ..ليتها لا تتزوج .. فمن يتحمل رعاية عجوزين مريضين .. أعترف بأن أختي تمتلك قوةً خارقة ::
تراجعت مسرعةً والألم يعتصر قلبي .. لا أريد سماع المزيد
أي ابنين هما؟.. أكاد لا أصدق ما سمعت!.. ماذا يمكن أن يحل بأمي وأبي إن غادرتُ المنزل؟.. كم كانت أختي قاسية جداً .. ويصعب علي أن أثق بها .. وأن أترك أبي وأمي تحت رحمتها هي و أخي ..
آهٍ يا أبي لو تعلم عما دار من حديثٍ هنا ..ابنتكَ المدللة تعجز عن الاهتمام بك .. وطفلتكِ المحببة يا أمي تكره رعايتك .
كم هما ناكرينٍ للجميل .
ذهبت مسرعة إلى غرفة أبي و أمي .. وطرقت الباب بيدٍ مرتجفة .. فما زالت الصدمة تهز بدني .
أذن لي أبي بالدخول .. ففتحتُ الباب ومشيت نحوه .. جثوت عند ركبتيه وأمسكت بيدهِ أقبلها .. وقلت له وأنا أنظر لعينيه بعطف :: أبي .. أنا لن أتزوج ::
عقد أبي حاجبيه متسائلاً وقال
:: لماذا يا ابنتي؟.. إنه شاب جيد وهو مناسبٌ لكِ تماماً ::
لم أستطع منع نفسي من البكاء حينها .. فأجبته قائلة
:: لن أتزوج .. لن أذهب عنك أنت وأمي .. بل سأعتكف على رعايتكما والاهتمام بكما بنفسي .. لن أترككما أبداً .. فذلكَ يريحني ::
رفع أبي يده ومسح على رأسي .. ولأول مرة شعرت بحنان أبي .. فغمرتني سعادة عظيمة .. فما أجمل هذا الشعور الذي افتقدته منذ فترة طويلة ..
أسندت رأسي على ركبته وأنا أردد مبتسمة
:: لن أترككما .. لن أتزوج ::
كم كان ذلك اليوم رائعاً .. فلقد تبدد الشعور بالظلم عني .. وصرت قريبةً أكثر وأكثر من أبي وأمي .. منذ ذلك الحين .. وأبي يدللني .. ويبتسم لي دائماً ويشكرني .. أحببته كثيراً
ففي السنوات العشر الأخيرة من عمره .. كان الأب الحنون بمعنى الكلمة .. ليرحمك الله يا أبي
فلم أندم أبداً أن امضيت عمري في رعايتك والاهتمام بك ..
ولم آسف على قراري بعدم الزواج لأجل رعايتك وأمي
لم آسف .. لم آسف .

بقلم أنين

ايوب صابر 05-18-2012 09:24 PM

كأن هذه القطعة جزء من سيرة ذاتية او اقرب الى الخاطرة لكنها مؤثرة للغاية وفيها الكثير عن موضوعة الموت والحياة وتسجيل لواقع ما يمكن للانسان ان يواجهه في حياته.
هي مكتوبة باسلوب جيد ومؤثر.


أنين أحمد 05-19-2012 12:52 PM

اهلا أخي أيوب صابر

سرني جدا مرورك وتعليقك على ما كتبت

شكرا جزيلا لك

تقبل فائق احترامي وتقديري

دمت بصحة وعافية

ريم بدر الدين 08-12-2012 01:20 AM

لدى أنين قدرة على سرد القصة بطريقة مشوقة بحيث تشرك القارىء في الحدث و تحثه دون سؤال على أن يطلق حكمه العادل / ما يراه عدلا/ في مجريات الأحداث
سرد تميز بعفويته و بساطته و تلقائيته مما زاد من ثراء النص
أ. أنين أحمد
تحيتي لك

أحمد فضول 11-01-2012 07:01 AM

أنين ، أسعد الله أوقاتك .
قرأت هذه الصفحة المتميزة في البناء من مذكرات فتاة شارفت على الأربعين ولم يحالفها الحظ بالزواج بعد إلا عرض سريع لمرة واحدة ، وأنا شخصيا لست مع القرار المتخذ جراء عبارات صدرت من الأخوين ، قد يكون الزواج فرصة سنحت لتغيير رتابة الحياة ، ألا يمكن الزواج ورعاية الوالدين وبخاصة ان الخاطب خلقه طيب والفرص قد لاتتكرر ، وأنا أضع اللوم على الوالد الذي أستسلم لقرار سريع غير مدروس من قبل الجميع وإن كان هذا القرار لهدف سام شريف ، لأن المسؤولية أولا وأخيرا في عنق الأب وهو الأدرى بمصلحة أبنائه . هاقد توفى الوالد والوالدة وستبقى تحصد ثمار الوحدة وليس لديها شهادة أو مهنة تواجه الحياة بها لتملأ وقتها .
على كل نقلت لنا هذه الكلمات معاناة الكثير من البنات وتعرضهن لظلم كبير نتنيجة التضحية التي تقدمها الفتاة في مقتبل العمر ومن ثم قد لاتجد من يقدم لها العون المناسب وقت الحاجة إلا الذكريات وستتركها أختها وأخوها إلا في زيارة خاطفة في مناسبة قد تكون يوم عيد .
أنين ، لقد جاءت الأسطر معبرة عن واقع نراه في مجتمعنا الإنساني ، إلا أن هناك بعض التجاوزات النحوية تحتاج لإعادة نظر .
متمنيا لك التوفيق .

صفاء الأحمد 11-02-2012 02:59 PM

بصراحة قصة مؤثرة للغاية لكن أنا أستغرب قراركِ بعدم الزواج
وأنتِ تعلمين يقينا أن والديك سيغادران الحياة يوما ما وتبقين وحيدة
فاذا كانا أخويك لا يشعران بأي مسؤولية تجاه والديهما فهل سيشعران بالمسؤولية تجاهكِ ؟
ها أنتِ ذا قد فقدت والديك ليرحمهما الله ويدخلهما فسيح جناته ، وتزوجت شقيقتكِ وبالتاكيد سوف يغادركِ شقيقك يوما ما ، وستكونين وحيدة !
برأيي ظلمت نفسك عندما عزفت عن الزواج فلنفسكِ عليك حق ، رغم أن أسبابك تبدو مقنعة نوع ما ، لكن فيها ظلم ..

أنين أحمد 11-05-2012 02:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 124805)
لدى أنين قدرة على سرد القصة بطريقة مشوقة بحيث تشرك القارىء في الحدث و تحثه دون سؤال على أن يطلق حكمه العادل / ما يراه عدلا/ في مجريات الأحداث
سرد تميز بعفويته و بساطته و تلقائيته مما زاد من ثراء النص
أ. أنين أحمد
تحيتي لك

شكرا لكِ أستاذة ريم بدر الدين

مرورك شرف لي

دمت بصحة وعافية

أنين أحمد 11-05-2012 02:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فضول (المشاركة 131063)
أنين ، أسعد الله أوقاتك .
قرأت هذه الصفحة المتميزة في البناء من مذكرات فتاة شارفت على الأربعين ولم يحالفها الحظ بالزواج بعد إلا عرض سريع لمرة واحدة ، وأنا شخصيا لست مع القرار المتخذ جراء عبارات صدرت من الأخوين ، قد يكون الزواج فرصة سنحت لتغيير رتابة الحياة ، ألا يمكن الزواج ورعاية الوالدين وبخاصة ان الخاطب خلقه طيب والفرص قد لاتتكرر ، وأنا أضع اللوم على الوالد الذي أستسلم لقرار سريع غير مدروس من قبل الجميع وإن كان هذا القرار لهدف سام شريف ، لأن المسؤولية أولا وأخيرا في عنق الأب وهو الأدرى بمصلحة أبنائه . هاقد توفى الوالد والوالدة وستبقى تحصد ثمار الوحدة وليس لديها شهادة أو مهنة تواجه الحياة بها لتملأ وقتها .
على كل نقلت لنا هذه الكلمات معاناة الكثير من البنات وتعرضهن لظلم كبير نتنيجة التضحية التي تقدمها الفتاة في مقتبل العمر ومن ثم قد لاتجد من يقدم لها العون المناسب وقت الحاجة إلا الذكريات وستتركها أختها وأخوها إلا في زيارة خاطفة في مناسبة قد تكون يوم عيد .
أنين ، لقد جاءت الأسطر معبرة عن واقع نراه في مجتمعنا الإنساني ، إلا أن هناك بعض التجاوزات النحوية تحتاج لإعادة نظر .
متمنيا لك التوفيق .

شاكرة جدا لك أخي واستاذي أحمد فضول

سعيدة جدا لتفاعلك مع النص

نعم هنا قصة كتبتها تلامس واقع فتياتٍ كثيرات

ربما تكون على حق .. وقد يؤيد رأيك الكثير

لكن قد يصعب على البعض ان يقدم مصلحته على رعاية والديه

شكرا جزيلا لمرورك

ودمت بألف خير

أنين أحمد 11-05-2012 02:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الشويات (المشاركة 131225)
بصراحة قصة مؤثرة للغاية لكن أنا أستغرب قراركِ بعدم الزواج
وأنتِ تعلمين يقينا أن والديك سيغادران الحياة يوما ما وتبقين وحيدة
فاذا كانا أخويك لا يشعران بأي مسؤولية تجاه والديهما فهل سيشعران بالمسؤولية تجاهكِ ؟
ها أنتِ ذا قد فقدت والديك ليرحمهما الله ويدخلهما فسيح جناته ، وتزوجت شقيقتكِ وبالتاكيد سوف يغادركِ شقيقك يوما ما ، وستكونين وحيدة !
برأيي ظلمت نفسك عندما عزفت عن الزواج فلنفسكِ عليك حق ، رغم أن أسبابك تبدو مقنعة نوع ما ، لكن فيها ظلم ..

شكرا عزيزتي لتواجدك الجميل أختي صفاء

القصة لا تحكي عني شخصيا .. ولست أعلم .. لو وضعت في مثل هذا الموقف أسأكون كهذه الفتاة أم لا؟!

ولكني اجد في هذه التضحية شيء جميل قد افتخر به

شكرا لك

دمت بخير

مازن الفيصل 02-20-2013 10:35 AM

اذا لم تكن قصتك؟؟؟وأشك في هذا اعذريني.......
فأي قدرة احتواها قلمك ليقنعنا حد المُشاهد والحاضر للأحداث؟؟
لا أقتنع أبدا أنها ليست بقصتك....وهودليل على قوة وبلاغة بوحك إن.. أكرر إن لم تكن قصتك
لنقل أفتراضا..ان بطلة القصة قد ضحت من أجل أبويها...فهذا ليس عيبا بل ميزة قلَّ من ينالها
يقول رب العزة في كتابه الكريم في وصف المؤمنين( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.....)
وقد قرأت ذات مرة أن قصة سورة البقرة أساسها ولد شاب رعى والده المريض وفي مرة أراد الوالد الماء في مكان لا يتوفر فيه ولكن الشاب استطاع ان يجلب له الماء ولما وصل الى أبيه وجده نائما...فظل طول الليل واقفا يحرس اباه وهو يحمل الماء لعل والده يستيقظ ويريد ان يشرب...فكرمه رب العزة وجعله يرث البقرة الصفراء التي طلبها سيدنا موسى من اليهود كي تُذبح ويُضرب ببعضها على جسد الرجل الذي قتل(لمن لا يعرف القصة هذا الرجل المقتول ليس والد الشاب) ولا توجد اي بقرة بصفاة بقرة الشاب فباعها بمبلغ كبير جدا هو من بركة رب العزة على هذا الشاب لانه برّ بوالده
اتمنى لك أو للبطلة بل وأهنؤها على عظيم فعلها وجزاك الله وجزاها خير الدار
أعتذر للأطالة وأسجل سقوط عدد من قطرات دموعي أثناء القراءة تحننا وغبطة؟
وأشيد بالكاتبة وما كتبت

آية أحمد 02-20-2013 04:28 PM

قصة مؤثرة حد البكاء... لا أدري لماذا أشعر أنك بطلتها...
فإن كنت كذلك... لا أدري أأحزن عليك أم أحييك لما قدمت
من جزيل العطاء لمن جعل الله الجنة تحت أقدامهما.
على كل، لقد كتبت فأجدت التأثير يا أنين
تقبلي تحياتي.

ياسر علي 02-20-2013 05:20 PM

سرد عاطفي مؤثر ، موضوع يستحق مناقشة فعلية ، الابن البكر في ثقافتا و نضالاته وتضحياته ، الأخ الأكبر و التهم واللوم الذي يتلقاه عندما يكبر الصغار، حدود طاعة الوالدين ، ما ترسخه ثقافتنا في سلوكياتنا ، العلاقات الأسرية و متى تصبح تجنيا على حياة فرد ، قد تكون القصة بحكيها السلس المرن أفلحت في تعكير صفاء العيون ، لكن حياة البعض أمر و أصعب ، في مجتمعاتنا تتناسل القصص في العلاقات الأسرية ، لا تبشر ولا تعطي صورة إيجابية عن التربية التي يتلقاه الأبناء ، وتنم عن قصور تربوي مفرط ، ينتج التطرف ، إما تضحية بلا حدود وإما أنانية حقيقية .
الكاتبة ناقشت فعلا بعض من هذه المعطيات ، استفسرت على لسان البنت عن سبب تجاهل شخصيتها من الجميع هذا السلوك كان سيولد نتيجتين فقط ، إما استسلام ومحاولة الظهور بالوجه الحسن أمام الجميع و محاولة جلب الانتباه بالقدرة على الفعل ، وهذا ما وقع للبطلة إذ ضحت بكل حياتها لتشعر أباها وهو في حالة عجز أنها تستطيع أن تكون مسؤولة ، لكن مع الأسف لو كان أبوها قويا لن يتغير سلوكه نحوها بل العجز هو الذي غير سلوكه وليس محاولات البنت ، وسلوك البطلة ليس تضحية بل استسلام للفعل الحقيقي وهو تكوين أسرة و تحمل المسؤولية ، وقد انهزمت روحها أمام ما تعرضت له من حرمان و ما تلقته من تربية لا تبني المسؤولية بقدر ما تنتج التواكلية .
النتيجة الثانية التي قد يخلقها الحرمان هي الثورة على الوضع مجابهة العنف بالعنف ، وأقصد هنا الإنحراف في الشخصية وكم من الأصفال في سن المراهقة تنحرف سلوكاتهم ويغادرون مساكن لم تكن يوما تستشعرهم بأنه إنسان مرغوب فيه ، و لحسن الحظ البطلة اختارت الخضوع للحال ، ولم تحولها الكاتبة إلى منحرفة تجوب الأزقة كما الكثيرات باحثة عن دفء لن تحصل عليه مادامت نفسيتها جريحة ولم تتلق أية مساعدة طبية تبلسم جراحاتها النفسية العميقة .
النص عميق جدا يحتاج إلى خبراء لقراءته
شكرا لك
*

أنين أحمد 02-26-2013 03:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن الفيصل (المشاركة 139738)
اذا لم تكن قصتك؟؟؟وأشك في هذا اعذريني.......
فأي قدرة احتواها قلمك ليقنعنا حد المُشاهد والحاضر للأحداث؟؟
لا أقتنع أبدا أنها ليست بقصتك....وهودليل على قوة وبلاغة بوحك إن.. أكرر إن لم تكن قصتك
لنقل أفتراضا..ان بطلة القصة قد ضحت من أجل أبويها...فهذا ليس عيبا بل ميزة قلَّ من ينالها
يقول رب العزة في كتابه الكريم في وصف المؤمنين( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.....)
وقد قرأت ذات مرة أن قصة سورة البقرة أساسها ولد شاب رعى والده المريض وفي مرة أراد الوالد الماء في مكان لا يتوفر فيه ولكن الشاب استطاع ان يجلب له الماء ولما وصل الى أبيه وجده نائما...فظل طول الليل واقفا يحرس اباه وهو يحمل الماء لعل والده يستيقظ ويريد ان يشرب...فكرمه رب العزة وجعله يرث البقرة الصفراء التي طلبها سيدنا موسى من اليهود كي تُذبح ويُضرب ببعضها على جسد الرجل الذي قتل(لمن لا يعرف القصة هذا الرجل المقتول ليس والد الشاب) ولا توجد اي بقرة بصفاة بقرة الشاب فباعها بمبلغ كبير جدا هو من بركة رب العزة على هذا الشاب لانه برّ بوالده
اتمنى لك أو للبطلة بل وأهنؤها على عظيم فعلها وجزاك الله وجزاها خير الدار
أعتذر للأطالة وأسجل سقوط عدد من قطرات دموعي أثناء القراءة تحننا وغبطة؟
وأشيد بالكاتبة وما كتبت

اهلا بكَ أخي مازن

سررت كثيرا بمرورك

كن على ثقة أن القصة لا تحكي عني .. فأنا متزوجة ولله الحمد وعمري أقل بكثير عن الأربعين

بارك الله فيك .. وأنا أشاطرك الرأي .. فالتخاذ البطلة قرار العزف عن الزواج لأجل أبويها فعل عظيم ويستحق التقدير

وشكرا لك على ذكر قصة الشاب

كل الشكر والامتنان لمرورك العذب

دمت بخير

أنين أحمد 02-26-2013 03:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آية أحمد (المشاركة 139757)
قصة مؤثرة حد البكاء... لا أدري لماذا أشعر أنك بطلتها...
فإن كنت كذلك... لا أدري أأحزن عليك أم أحييك لما قدمت
من جزيل العطاء لمن جعل الله الجنة تحت أقدامهما.
على كل، لقد كتبت فأجدت التأثير يا أنين
تقبلي تحياتي.

شكرا لكِ عزيزتي آية

لك كل التقدير والاحترام

وعذرا ان جعلت دموع البعض تتساقط

دمت بألف صحة وعافية:)

أنين أحمد 02-26-2013 03:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 139764)
سرد عاطفي مؤثر ، موضوع يستحق مناقشة فعلية ، الابن البكر في ثقافتا و نضالاته وتضحياته ، الأخ الأكبر و التهم واللوم الذي يتلقاه عندما يكبر الصغار، حدود طاعة الوالدين ، ما ترسخه ثقافتنا في سلوكياتنا ، العلاقات الأسرية و متى تصبح تجنيا على حياة فرد ، قد تكون القصة بحكيها السلس المرن أفلحت في تعكير صفاء العيون ، لكن حياة البعض أمر و أصعب ، في مجتمعاتنا تتناسل القصص في العلاقات الأسرية ، لا تبشر ولا تعطي صورة إيجابية عن التربية التي يتلقاه الأبناء ، وتنم عن قصور تربوي مفرط ، ينتج التطرف ، إما تضحية بلا حدود وإما أنانية حقيقية .
الكاتبة ناقشت فعلا بعض من هذه المعطيات ، استفسرت على لسان البنت عن سبب تجاهل شخصيتها من الجميع هذا السلوك كان سيولد نتيجتين فقط ، إما استسلام ومحاولة الظهور بالوجه الحسن أمام الجميع و محاولة جلب الانتباه بالقدرة على الفعل ، وهذا ما وقع للبطلة إذ ضحت بكل حياتها لتشعر أباها وهو في حالة عجز أنها تستطيع أن تكون مسؤولة ، لكن مع الأسف لو كان أبوها قويا لن يتغير سلوكه نحوها بل العجز هو الذي غير سلوكه وليس محاولات البنت ، وسلوك البطلة ليس تضحية بل استسلام للفعل الحقيقي وهو تكوين أسرة و تحمل المسؤولية ، وقد انهزمت روحها أمام ما تعرضت له من حرمان و ما تلقته من تربية لا تبني المسؤولية بقدر ما تنتج التواكلية .
النتيجة الثانية التي قد يخلقها الحرمان هي الثورة على الوضع مجابهة العنف بالعنف ، وأقصد هنا الإنحراف في الشخصية وكم من الأصفال في سن المراهقة تنحرف سلوكاتهم ويغادرون مساكن لم تكن يوما تستشعرهم بأنه إنسان مرغوب فيه ، و لحسن الحظ البطلة اختارت الخضوع للحال ، ولم تحولها الكاتبة إلى منحرفة تجوب الأزقة كما الكثيرات باحثة عن دفء لن تحصل عليه مادامت نفسيتها جريحة ولم تتلق أية مساعدة طبية تبلسم جراحاتها النفسية العميقة .
النص عميق جدا يحتاج إلى خبراء لقراءته
شكرا لك
*

ولك الشكر الوافر أخي ياسر

معك حق .. وانا لم أتطرق للكتابة في هذا الموضوع إلا بعد سماعي عن فتيات عانين بتحمل مسؤوليات قد كلفتهن الكثير

شكرا مجددا وتقبل جل احترامي

ايوب صابر 09-03-2016 11:44 AM

اين انت يا أنين ؟

أعطت قراءة هذه القصة والتعليقات عليها واتصور ان ما جعلها غاية في التأثير هو استخدام القاصة لضمير المتكلم الذي يكون له وقع شديد على المتلقي وكان القاصة تروي قصتها وان يتمكن القاص من رواية قصة بطلة النص بهذا الصدق فتلك ميزة حتما . *

مها الألمعي 09-05-2016 01:26 AM

مرحبا

القدرة السردية ممتعة جدا ومؤثرة
شكرا لك أنين
وشكرا للأستاذ أيوب الذي أعاد النص للصفحات الأولى
حتى لا نفقد هذا النصيب من الجمال

سارهـ عبدالغني 09-05-2016 07:23 PM

قصة مؤثرة وفيها الكثير من الألم والمعاناة

لكني بالتأكيد لا اتفق مع اختيار الفتاة بعدم الزواج لأن لنفسها عليها حقا وهي أولى بالمعروف من غيرها

لا يعني ذلك نسيان واجبات الوالدين ولكن ممكن ايجاد حلول اذا تعاونت الاسرة كلها لانجاح هذا الامر

ولا يلزم ان يوقف المرء حياته وان لا يعيش عمره بدعوى البر.

فهذا فيه تحميل للنفس مالا تطيق وربما فيه ظلم لها من حيث انها حرمت حقوقها النفسية والجسدية

والدين يسر وليس عسر ولا يكلف الله نفسا الا وسعها.

وعلى الوالدين ايضا مساعدة اولادهم في الاستقلال والانفتاح على الحياة والمضي في كل درب ممكنة حتى يحصلو بذلك على المعرفة والمتعة معا.

أما استغلالهم والاتكال عليهم في كل شيء حتى يصبح من الصعب عليهم الخروج من المنزل او ممارسة حياتهم بشكل طبيعي فهذا امر غير صحيح ابدا

اعلم انها مجرد قصة وربما كانت انعكاس لحياة بعض الفتيات لكنه الامر مهم فعلا ويستحق الطرح والنقاش

شكرا لك انين على طرحك واسلوبك الشيق السلس.. بانتظار المزيد منك دائما

أنين أحمد 10-26-2016 07:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 214553)
اين انت يا أنين ؟

أعطت قراءة هذه القصة والتعليقات عليها واتصور ان ما جعلها غاية في التأثير هو استخدام القاصة لضمير المتكلم الذي يكون له وقع شديد على المتلقي وكان القاصة تروي قصتها وان يتمكن القاص من رواية قصة بطلة النص بهذا الصدق فتلك ميزة حتما . *

عاجزة عن شكرك أستاذ أيوب
و عذراً على تأخري في الرد

ممتنة كثيراً و كم تخجلني إشادتك
احترامي و تقديري و شكري الجزيل لشخصك
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها الألمعي (المشاركة 214612)
مرحبا

القدرة السردية ممتعة جدا ومؤثرة
شكرا لك أنين
وشكرا للأستاذ أيوب الذي أعاد النص للصفحات الأولى
حتى لا نفقد هذا النصيب من الجمال

شكراً مها العزيزة
الجمال تجلى بحضورك

تقديري و امتناني
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارهـ عبدالغني (المشاركة 214659)
قصة مؤثرة وفيها الكثير من الألم والمعاناة

لكني بالتأكيد لا اتفق مع اختيار الفتاة بعدم الزواج لأن لنفسها عليها حقا وهي أولى بالمعروف من غيرها

لا يعني ذلك نسيان واجبات الوالدين ولكن ممكن ايجاد حلول اذا تعاونت الاسرة كلها لانجاح هذا الامر

ولا يلزم ان يوقف المرء حياته وان لا يعيش عمره بدعوى البر.

فهذا فيه تحميل للنفس مالا تطيق وربما فيه ظلم لها من حيث انها حرمت حقوقها النفسية والجسدية

والدين يسر وليس عسر ولا يكلف الله نفسا الا وسعها.

وعلى الوالدين ايضا مساعدة اولادهم في الاستقلال والانفتاح على الحياة والمضي في كل درب ممكنة حتى يحصلو بذلك على المعرفة والمتعة معا.

أما استغلالهم والاتكال عليهم في كل شيء حتى يصبح من الصعب عليهم الخروج من المنزل او ممارسة حياتهم بشكل طبيعي فهذا امر غير صحيح ابدا

اعلم انها مجرد قصة وربما كانت انعكاس لحياة بعض الفتيات لكنه الامر مهم فعلا ويستحق الطرح والنقاش

شكرا لك انين على طرحك واسلوبك الشيق السلس.. بانتظار المزيد منك دائما

نعم لأنفسنا علينا حق
و لكن الوالدان يستحقان برأيي
حينما يكونا عاجزين و يعز المعين !

ممتنة لهذا التواجد القيم يا سارة
دمتِ و دام حرفك

تقبلي شكري و تقديري

صبا حبوش 12-16-2016 07:32 PM

مؤثرة ... ومتعبة ...
سلم قلمك ...

زياد وحيد 01-13-2017 12:48 AM



الله .. الله ...

اول شيء لا بد ان اذكره هنا ,,, انني بكيت

تذكرت والدتي التي ماتت و ان في سن مبكر

و تذكرت والدي الذي ابعدتني عنه الظروف

كم أنت راائعة أنين ..كم أنت راقية ,, كم أنت نبيلة ,,؟؟

رغم انك قدمت واجبك الذي يمليه عليك ضميرك .. لكن أن نقدم ذلك الواجب بصمت ,, بحب ,,, بتضحة ,, بنكران للذات فذاك لعمري خلق غريب في زمن غريب مشين تغيرت فيه مقاييس الناس و أساليب حياتهم

أهنئك ايتها السيدة الوفية,, ايتها النقية الخلوقة ,, ايتها القديسة

ساتذكر قصتك ما حييتْ .. ساظل اظرب بها المثل ,, ساذكرها في كل محفل ... ساجعل منها قدوة لي ,,, و لابنائي من بعدي

الصديقة الكاتبة أنين ليست الاحداث فقط من أثرت بي لكن سحرني سردك الجميل و لغتك السليمة و أسلوبك
الآسر ...

قلما اثرت في قصة فدمعت لها عيني ,,و ها قد دمعت

قصة بعشرات العبر و رسالة من أصدق ما قرأت

"و ايا كاانت بطلة القصة أنت استاذة انين او غيرك او من وحي خيالك ,, فالبطلة تستحق كل ذلك الاطراء"


الساعة الآن 08:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team