منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   عورة وطن (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16313)

مصطفى الطاهري 03-19-2015 05:16 PM

عورة وطن
 
عورة وطن

صاح فيه غاضبا : لم نزعت عن مصلحة جبايات الوطَن راية الوطن ؟

قال: هناك سلبوني ما كان يسترني أيها القاضي ، فسترت بها عورتي ...

زياد القنطار 03-20-2015 01:39 AM

انفجارُ مدوٍّ أذهل وأسمع ..........
يالجمال اللقطة وعمق النضح .يا لهذا الهذب الذي أمكن الحرف من إيقاع الفكرة .
ق.ق.ج .....اجتمعت فيها كل عناصر القص في هذا الجنس الأدبي .
ما أجملك تهدي الجمال والدهشة .....خالص ودي وتقديري

ياسر علي 03-20-2015 04:13 AM

تحية تليق بجميل إبداعك أخي الفاضل مصطفى الطاهري .

بعد إذنكم سيدي الكريم تمنيت أن يكون هذا النص منطلقا لمقاربة نقدية خاصة للنص و ملامسة موسعة لجنس القصة القصيرة جدا .

اخترت النص لتميزه أولا و كذلك لكون صاحبه له عين ناقدة و خبرة محترمة و يمكن أن تفيد مداخلاته في إثراء المعرفة بهذا الحقل السردي الواعد .

كما أطلق دعوة لرواد منبر القصة بالمساهمة في هذا العمل و هذه الورشة التي ستقدم خدمة رائعة لكل محبي الإبداع في فن القصة القصيرة جدا .

فما رأيكم إخواني و أخواتي ؟

فاطمة جلال 03-20-2015 06:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الطاهري (المشاركة 189213)
عورة وطن

صاح فيه غاضبا : لم نزعت عن مصلحة جبايات الوطَن راية الوطن ؟

قال: هناك سلبوني ما كان يسترني أيها القاضي ، فسترت بها عورتي ...

أديبنا القدير مصطفى الطاهري

تكثيف رائع ومدهش حمل كل مقومات القصة القصيرة

مع التقدير

فاطمة جلال 03-20-2015 10:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 189238)
تحية تليق بجميل إبداعك أخي الفاضل مصطفى الطاهري .

بعد إذنكم سيدي الكريم تمنيت أن يكون هذا النص منطلقا لمقاربة نقدية خاصة للنص و ملامسة موسعة لجنس القصة القصيرة جدا .

اخترت النص لتميزه أولا و كذلك لكون صاحبه له عين ناقدة و خبرة محترمة و يمكن أن تفيد مداخلاته في إثراء المعرفة بهذا الحقل السردي الواعد .

كما أطلق دعوة لرواد منبر القصة بالمساهمة في هذا العمل و هذه الورشة التي ستقدم خدمة رائعة لكل محبي الإبداع في فن القصة القصيرة جدا .

فما رأيكم إخواني و أخواتي ؟


أديبنا القدير ياسر علي

بدوري أثمن على هذا المجهود وهذا الدعم لكتاب منابر لكل له كبير الأثر في التقدم والعطاء
لهذا الصرح المميز بكوكبة من الأدباء


مع التقدير

ياسر علي 03-20-2015 11:55 PM

عتبة النص : عورة وطن

اختار الكاتب مفردتين لعنوان نصه و أضاف الأولى للثانية محققا تخصيصا لها لا يسحبها من عموم النكرة و إن أبعد عنها الإطلاقية ، فالنكرة تفيد الإطلاق و العموم و التعريف يجعلها محددة سواء ب ال أو بالإضافة حين يكون المضاف إليه معرفة .
جاء الحذف في العتبة لكون المتلفظ به يفي بالغرض الإخباري والحذف يكون لدواع بلاغية و كذا للإيجاز ، وجاء هنا للتشويق و فتح الجملة على ما بعدها ، فالعنوان مجرد مدخل للنص ، فماهيته تحدد لاحقا .

عورة في اللغة العربية يقصد بها الخلل والعيب . فهي تحمل معنى العور وهو القبح والشين كما تتمطط العورة دلاليا ، للتعبير عن مكمن الضعف في البنيان أو الجماعة و الزمرة . كما يتحدد معناها نسبة لحاملها فتصبح مشتركا لفظيا يكاد يتحرر من ماهية وجودية فعلية لو انتزعت من سياقها ، فيكون السياق هو ما يحددها فعليا . فنقول عورة الشمس أي مشرقها أو مغربها ، ونقل عورة الجبل شقوقه ، و نقول عورة الإنسان بمعنى سوأته ، كما تحمل معنى القصي و البعيد ....
وطن في اللغة العربية يعني مكان الإقامة و الولادة و الإيواء كما تحفه السكينة والسكن ، و يثير ذكره شحنة وجدانية و قيمية عظيمة ، فتتناسل و تتوالى خصال الوفاء والتضحية و تزدهر مشاعر الحب و الشوق و الحنان ، و كلما تفجرت العاطفة انهمرت سيول الوجدان منتقلة عبر مخزون الذاكرة سابحة في رحاب الأمومة كصمام الأمان و مهد العواطف ثم مرفرة على روضات العشق مستمتعة بعطر الزهور مدغدغة أحلاما لا يغمض لها جفن وإن بدت غافية .

عندما تجمع بين المفردتين يكون جليا مقدار الصدام القوى الذي يثيره هذا الزواج القسري على وعي المتلقي ، هذا التأرجح بين المعيب و المشين والقبيح وبين هذا الجميل و المحبوب الذي يسعى إلى السكن في أحضانه تولد الأزمة و الشدّ معا .

فتحية لهذا العنوان القوي .

جليلة ماجد 03-21-2015 11:07 AM

ما الوطن ؟
إن كان يخطف الحياة ممن يسكنه ؟
كيف سيعلو هذا الوطن ؟
إن لم يتلو ساكينه الحق و العدل و السلام؟

أ.الطاهري ...
فليستر الله أوطاننا ...

همسة للأستاذ ياسر : استمر ..نشد على يدك ...

مصطفى الطاهري 03-21-2015 04:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد القنطار (المشاركة 189232)
انفجارُ مدوٍّ أذهل وأسمع ..........
يالجمال اللقطة وعمق النضح .يا لهذا الهذب الذي أمكن الحرف من إيقاع الفكرة .
ق.ق.ج .....اجتمعت فيها كل عناصر القص في هذا الجنس الأدبي .
ما أجملك تهدي الجمال والدهشة .....خالص ودي وتقديري

وما أروعك وأبهاك أخي زياد حين تتوج النصوص بأكاليل مقارباتك
وتعطرها بأريج كلماتك ، إنك بذلك تهبها النور والهواء ، لتحيى في سماء الحرف البهي...
دمت أيها العزيز نبعا رقراقا في هذا الصرح الجميل ، ولك خالص محبتي وتقديري

زياد القنطار 03-21-2015 10:10 PM

الأستاذ ياسر .
أتابع هذه المفردة النقدية بشغف ..
رائع هذا الاستهلال النقدي ..رائعة هذه الإضاءة الساطعة على عتبة النص ,ورائع تشريع الأبواب على النص من خلالها .
وكما تفضلت عورة المكان تداعي حصونه وأسواره واختراقه من قبل العدو ..وإذا كانت "عورة وطن" أتت بهذا المعنى فإن الأستاذ مصطفى أصاب عين الهدف ,وأنار على قضية شائكة في عداوة الوطن يغزل بساطها بكف أبنائه ,ولعمري أنها الطامة الكبرى والعداوة الأشرس للأوطان .فالعدو عند الحدود تملك ألا تدير له الظهر والعدو في الداخل يكشف الظهر له بدائرية تموضعه ....
أستاذ ياسر لا حرمنا الله من قلم يقدح زناد الإبداع بهذا الحس النقدي المتوقد ......خالص مودتي

ياسر علي 03-22-2015 11:43 PM

صاح فيه غاضبا : لم نزعت عن مصلحة جبايات الوطَن راية الوطن ؟

استهل الكاتب المتن بصاح التي تحمل معان كثيرة كلها توحي بالانقلاب و تغير الإيقاع ، و تعتريها الانفعالية ، فنقول صاح الفجر بمعنى أضاء و انقلبت الظلمة نورا فنقول تنفس الفجر لكأن الوقت أصابه احتقان ، صاح عليه أي نهره و زجره وأغلظ عليه و هو المعنى القريب هنا في النص ، فصاح فيه يعني في حضوره أو في وجهه كناية عن القرب المكاني ، فلو أراد فقط أن يحدثه ما احتاج إلى الصياح و لو أراد أن يناديه لفعل همسا فقط أو إشارة أو على الأقل بكلام هادئ و لتبرير هذا الصياح فقد اختار الكاتب أن يبين حالة الصائح ناعتا إياه بالغاضب ، هذا المقطع السردي على قصره ، نحا بالنص نحو الذروة ، و قدم الحالة الوجدانية للسائل المتسمة بالتطاول و الجرأة على مخاطبه ، و كلامه الآتي ربما وضح أنهما تحدثا بهدوء قبل هذا الإنقلاب المفاجئ في نبرة السائل .
الحوار عند سقراط هو فن توليد الحقيقة ، و كل حوار يستسلزم صايغة السؤال الهادف ، السؤال الهادئ و المتزن و ليس السؤال الشركي أو المؤدلج ، و لن يكون بالضرورة سؤالا توبيخيا أو إنكاريا . لكن السائل في النص انفعل وأصابه الغضب من فعلة الماثل أمامه ، فسأله قصد التوبيخ مع استنكار فعله ، لم نزعت عن مصلحة جبايات الوطن راية الوطن؟
قد يكون التكرار مستثقلا عند البعض في جنس القصة القصيرة جدا فمثلا لو كتبت كلمة في العتبة لايجب إعادة تكرارها و هذا أسلوب المقتصدين في المفردة و كذا الذين يعتبرون التكثيف هو اختزال في النص من حيث الحجم ، لكن شخصيا أعتبر لغة الحوار كلما اقتربت من المنطوق اليومي و أنماط الصياغة المتداولة كلما كان قريبا لذوق القارئ و أعطى للنص حياة حقيقية ، بل أحيانا تكون ضرورة للتكرار و كذا التفسير في القصة القصيرة جدا كما في الأجناس السردية الأخرى ، فهنا التكرار أعطى القيمة للوطن من جهة و أوضح مبلغ الجرم المقترف للقارئ ، و من جهة أخرى بين نرفزة السائل و إصراره على إدانة مخاطبه .

يتبع

مع التحية للأستاذة فاطمة جلال و الأستاذة جليلة ماجد و كذا للأستاذ زياد القنطار .

ياسر علي 03-23-2015 07:53 PM

صاح فيه غاضبا : لم نزعت عن مصلحة جبايات الوطَن راية الوطن ؟

تناول الكاتب الوطن من بعدين ، الأول العلم كرمز للسيادة ، و الثاني بيت المال المتمثل في الإقتصاد ، قدم بيت المال ليتناول منه رمز السيادة ، البعد الإقتصادي في النص لم يكن عبثيا لكون الدولة الحديثة ممركزة حول رأس المال ، و إذا أخذنا بعين الإعتبار سياسة السوق التي سحبت من الدولة وسائل الإنتاج فتكاد تكون الجبايات " الضرائب و الغرامات " هي كل ما تبقى للدولة لتنهض بواسطتها بالتزاماتها ، فمركزية البعد الاقتصادي كانت ولا تزال منذ القدم هي الرافعة الحقيقية للدولة ، وهنا نستحضر مصر القديمة حين قال نبي الله يوسف عليه السلام " قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم" الآية 55 من سورة يوسف كما نستحضر في الوقت ذاته بيعة النساء لنبينا محمد عليه والصلاة والسلام " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" فكان الامتناع عن السرقة هو البند الثاني بعد الامتناع عن الشرك ، لما للفساد الاقتصادي من أثر عظيم على كيان الدولة ، وتجنبا للفساد الاقتصادي و الأخلاقي كانت اللعنة على الراشي والمرتشي والرائش .
الفلسفة النقدية الماركسية كانت ناتجة عن هذا البعد الاقتصادي فجعلته الأصل ، و كل الأفكار و الأيديولوجيات فهي ناجمة عن سلطة رأس المال و الصراع الطبقي ، كما تناولت الفلسفة البراغماتية الأمريكية كل القيم والعقائد من جدواها الاقتصادية . فالبعد الاقتصادي في كل الثقافات حاضر و بقوة و يمكن اعتباره ركنا أساسيا في كل الحضارات .
الراية ، و لو أنها مجرد قطعة قماش أو مجموعة ألوان و رموز فهي أيضا في كل الثقافات رمز للسيادة ، فالحروب قديما يحرص فيها المحاربون على رفع العلم ، فكلما بقي العلم مرفرفا خفاقا في الأعالي كلما صمد الجيش و استبسل ، و إن تهاوى اضمحل و تقهقر . فقد قال عمرو بن كلثوم :

أباهند فلا تعجل علينا ...............و انظرنا نخبرك اليقينا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً.........وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا

فالراية لها تعظيم عبر العصور و هي تمثل السيادة و الكيان و تحظى بنوع من القدسية ، فالكاتب في الجزء الأول من نصه جسد الوطن في بعدين أساسيين ، البعد المادي المتمثل في الاقتصاد والبعد المعنوي المتمثل في العلم .

يتبع

ياسر علي 03-25-2015 01:18 AM

قال: هناك سلبوني ما كان يسترني أيها القاضي ، فسترت بها عورتي ...


في المقطع الثاني تظهر جسارة بناء النص وهنا سأتناول المقطع منفردا وبعدها ساقوم بعملية التركيب .

"قال " لم يستعمل الكاتب "ردّ" فالسؤال الأول قد لا يحتاج إلى جواب مادام فيه توبيخ و استنكار للفعل ، و لم يستعمل فاء السببية و لا الواو للربط ، بل "قال" مجردة و مستقلة عن الجزء الأول هنا إدهاش التكثيف ، بمفردة واحدة عبر الكاتب عن المقصود دون أن يعرف بنفسية المتهم بالجريمة ، و لا أن يفصّل شعوره ، و لا أن يبين مدى إجحاف السؤال الأول و مدى تسرع الصائح في الحكم ، هنا الذكاء اللغوي والقدرة على التعبير بأقل من إشارة ، وهنا الصياغة المثلى و الفصل العجيب بين المقطعين رغم تواليهما ، والفصل بدوره إبداعي لدواعي الإيجاز ، ولصياغة المفارقة والخاتمة المدهشة ، وترابط الجزأين سأوضحه في التركيب .

"سلبوني " ما أبدعك أخي العزيز في اختيار اللفظة المناسبة ، ليس سرقوني وليس أخذوا مني ، إنه السلب ، بكل معاني السلبية و الإنتزاع بالقهر ، وقد لا يكون قهرا بالقوة ولكن بالكيد الرحيم و فعندما نقول سلب السيف من غمده ، تظهر هذه المرونة في سل السيف ، و السلب يحمل معاني كثيرة منها الفتنة و منها الحرمان و غيرها وأراها هنا مجتمعة تعطي نكهة خاصة تقوي من متانة الجملة .
"سلبوني " ليس العلم من سلبه شيئا ، وليس بيت المال من جرده من شيء إنهم هم ، منهم هؤلاء ؟ الكاتب لذكائه تركهم مضمرين ، وهنا تظهر الاحترافية و الإيحاء ، ماذا سلبوه ، سلبوه ماله فقط ؟ بالتأكيد لا ، سلبوه أكثر من ذلك ، إنه الستر ، هنا تدخّل معنى السلب ليصنع المفارقة المدوية ، فلسلب الشجرة هو تقشيرها ، فعندما نقول سلب الخريف الشجرة بمعنى نزع عنها أوراقها ، و سلب الجراد الشجرة يعني جردها من أوراقها و لحائها .
ماذا سلب منك ؟ إنه الستر ، بكل معاني الشرف و الإيباء ، فلماذا نزعت العلم ؟ لأستر به عورتي ، يا لها من مفارقة ، الظاهر في واد و السياق في واد آخر بعيد كل البعد عن الظاهر ، أيها العلم الخفاق العالي تعالى إلي فأنت ستري و أنت من له أقدم الولاء ، لا تليق بهؤلاء و أفعالهم ، وحدك من يجعلني أحس أنني لا أزال إنسانا ، إنه الحب الصادق للوطن و العلم .

إن كان كل نص لا يخلو من بعض ما يشوش الذهن ، فلعلني سائل أستاذي مصطفى لماذا نقط الحذف تلك ؟ ألم يبح النص بكل أسراره ؟ شخصيا إن كنت أقبل شيئا إضافيا على النص هو علامة تعجب في آخره ، إعجابا بهذه العبقرية في الصياغة .

موعدنا مع التركيب لم أتجاهل لفظة القاضي فلنا معها موعد عند التركيب .

يتبع بحول الله ، ومعذرة على التطويل .

مصطفى الطاهري 03-26-2015 02:13 AM

أحييكما أختي الكريمتين فاطمة جمال وجليلة ماجد أجمل تحية ، وأشد على يدك أخي ياسر أيها البهي
بكل حرارة معتزا كل الاعتزاز بهذا التاج الذي كللت به حرفي ، والذي سأظل أفخر به وأعتز...
وأطلب منكم أن تعذروا لي تأخري وغيابي لظروف قاهرة ، ولكنني سأعود ....
مع كل المحبة والتقدير لكم ومعكم العزيز الرائع زياد

ياسر علي 03-29-2015 12:37 AM

التركيب


عورة وطن

صاح فيه غاضبا : لم نزعت عن مصلحة جبايات الوطَن راية الوطن ؟

قال: هناك سلبوني ما كان يسترني أيها القاضي ، فسترت بها عورتي ...


هل للأوطان عورات ؟
تحضرني قصيدة للشاعر محمد بن ابراهيم عنوانها المطعم البلدي و مطلعها كالتالي :

إن كان في كل أرض ما تشان بــــــه * فإن طنجة فيها المطعم البلدي

عندما نحب يصيبنا العمى عن أخطاء الحبيب فلا نراها ، لأن غشاوة الحب تمنع البصر عن البصيرة فلا تشتغل آليات النقد فيكون العقل مغيبا و تعتري النفس حالة مس جزئية ، فالمحب مستعد للتجاوز حتى و إن ناله بعض تعسف من المحبوب ، لكن هذا لا يكفي لتبرير عصمة الحبيب من النقص و القصور الذي يصطبغ الموجودات .
إذا كان محمد بن ابراهيم وجد في طنجة ما قض راحته وأزعج روحه ، فالمختار السوسي واحد من رواد الحركة الوطنية حين نفاه المستعمر من المدينة حيث يمارس نضاله إلى قريته و مسقط رأسه حيث فرضت عليه إقامة جبرية قال :

وعهدي بها مسكية الترب والصبا *** شذا ونثير الدر بين المحاصب
إذا وجهها في اليوم أجرد كالح *** تصرصر فيها معصرات الجنائب

و أنا إذ جئت بهذين العلمين كمضرب مثل ، لأقول أن الظرف أحيانا يبرز عورات الأوطان . و يجعلها ظاهرة جلية ، ويرغم أفراده على إطلاق ألسنتهم بما تحسه نفوسهم .

الكاتب في النص جعل العدالة هي اللبنة الأساس للأوطان ، فكل رشاد مرتبط بالعدالة ، و كل ازدهار مرتبط بالعدالة ، الكاتب في نصه رسم القاضي رسما واضحا و هو يدافع عن الجاني و يقاضي الضحية ، المباني التي ترفع فيها الرايات أصبحت تمارس فعالا لا علاقة لها بالوطنية ، بل مجرد تستر بالوطنية لممارسة أبشع مظاهر القهر و السلب ، فالكاتب على لسان بطل النص تساءل أي عدالة هذه أيها القاضي حين غضضت الطرف عن كل أشكال الفساد و استغلال النفوذ و كراسي المسؤولية لذبح الحقوق و اغتصاب عقد الوفاء و الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم ، أيها القاضي إن تلك البنايات لا تستحق تلك الأعلام ، فذاك العلم شريف لا تستحق رفعه غير الأيادي الشريفة .

أيها القاضي نداء مصحوب بهاء تنبيه ، يختزل المرارة التي يحس بها الذي يقف بين أيادي ممثلي العدالة " العورة " التي أدت إلى نشر الفساد و ساهمت في التطبيع مع اللاقانون . النص صرخة في وجه الظلم ، النص درس في الوطنية و نداء حي لإعادة الاعتبار للوطنية الصادقة .

شكري للأستاذ مصطفى الطاهري .

فاطمة جلال 03-29-2015 09:25 PM

أديبنا القدير ياسر علي

لا أستطيع إلا أن اقف وأصفق طويلا لهذا الجمال وهذا الفكر الثاقب والابداع الذي أحطت به القصة القصيرة فكنت عين الناقد للحرف لمواطن الجمال

فبمفردة النقد هذه تُوسع لنا افاقا لا حدود لها
فنرى الحروف من زاوية فتلبس الحرف حلة من العسجد

بارك الله فيك وشكرا للقدير مصطفى الطاهري وهذا الجمال

مع التقدير



الساعة الآن 01:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team