رحيل على امل البقاء
 

قالت: أبي...

نم قرب ساقية اللقاء..

لا تهدها... وجعا ... و لا أملا

يموت بموتنا...

نم قرب ساقية اللقاء...

الموت باق صوبنا...

و الصبح باق خلفنا...

و الصمت باق ...

و القصيدة مثلنا...

تأبى البقاء..

نم قرب ساقية اللقاء...

أمي تعد فطيرة...

فلنقتسم معها رغيفا من عناء

أوقد شفاهك للتي

وسمت دمي....

خذ قبلة.. خذ زهرة..

خذها إليك و لي ..

و للموتى العراة بعزلتي..

نم قربها... و اكتب سلامك للحياء

نم قرب ساقية اللقاء ...

لا تبتعد .... و الليل ينحت حزننا..

و دقا بأجنحة الحياة...

لا تبتعد ... و الليل ميقات الغريب

إذا اشتهى وجع الحفاة...

قدمي تبعثر خطوها..

كي لا أرى صنم الأوائل بيننا...

قدمي....ترتل موت مغترب يؤرخ

موتنا...

نم قرب ساقية اللقاء...

كي نعتلي وجع الحياة بما نشاء

و علا النحيب بلحنها....

أبتي تمهل..

ليس موعدنا الفناء..

خلف الكمائن جثتي...

خلف الأرائك دميتي..

خلفي جدائل غربتي...

و أناملي ...و نسائم الوطن البعيد...

و جنازة الوطن الشهيد..

نم قرب ساقية اللقاء...

كل الجنائز نبضنا...

لا نبض لي كي يدفن الوطن الفقيد بصمتنا...

و تموت أغنيتي..صدى باسم الولاء..

نم قرب ساقية اللقاء..

كي نعتلي وجع الحياة بما نشاء..


منير عليمي
تونس