الصيغة المثلى للفضائل
( الصيغة المثلى للفضائل )
[justify]كل ما يلفت الإنسان السّويّ من فضائل خلقية وإنسانية بمختلف معانيها ومبانيها في الأفراد والجماعات ، يوصف بصنيع الأم التي تزرع أخلاقها وطباعها وسيرتها في نفوس أبنائها الذين يؤلفون هؤلاء الأفراد وهذه الجماعات ، وفي هذا الواقع تكمن التحية المثلى للأم ويبرز الدليل السّاطع ويصدق قول الشّاعر :[/justify][justify][/justify][justify] الأم مدرســـة إذا أعددتها أعددت شعبا طيّب الأعراق فكما تكون الأم يكون الأبناء ، وكما يكون الأبناء يكون الوطن ، وعلى هذا ، تكون تحية الأبناء للأم أشبه بفعل الصّلاة التي يتوجه بها الإنسان إلى القوة التي أوجدته ، ورسمت صفاته ، ووجهت خطاه ، وأهدته للحياة . لو درست أحوال الأمم وحددت هوية كل منها ، لوجدت أنّ أكثرها تخلفا وأتعسها حالا هي الأمم التي تهان فيها المرأة وتهضم حقوقها الطبيعية وتصدم في مشاعرها وتعامل في قسوة وفظاظة ولا يقام لها أيّ وزن ، فتذل وتستكين وتعيش مقصوصة الجناح ، ولأنّ الأم هي هذه المرأة المستذلّة في مثل هذه المجتمعات ، تهون الأمة التي هي منها وتستكين وينهار بنيانها ويتخلف إنسانها ويسوء مصيرها حتى مشارف الهلاك . بالأم التي تراعي طباعها الكريمة ومساعيها النبيلة وما فطرت عليه من حنان وعطف ومحبة ، يكبر الوطن ، ويصغر بمن يقودهم الغباء المتذاكي إلى تزييف إرادة الطبيعة ومعاداة نواميس الحياة ، وما أصدق نابليون بونابرت عندما قال : الأم التي تهزّ سرير طفلها باليمين تهزّ العالم بيسارها .. وما أروع قول الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم : الجّنة تحت أقدام الأمهات . الأم هذه الشمعة التي تحترق لتضيء كل ما حولها ، من أبرز ما في ذاتها من قيم رفيعة ، شعورها الغيري ، أي شعورها بوجود الغير ، ورغبتها العفوية في تأمين المسالك الصالحة التي تؤدي به إلى الحبّ والهناء والسعادة . لم تخطئ لغتنا العربية ، لغة العقل والمنطق ومحاكاة القوانين الطبيعية ، عندما جعلت ، الأرض ، والسماء ، والشّمس ، والجنّة ، والدنيا ، والحياة ، والرّحمة ، والمحبة ، والطهارة ، والأمانة ، والمروءة ، والعبقرية ، والإنسانية ؛ كلمات مؤنثة الصيغة ، كما جعلت كل ما في الوجود من الأشياء التي يتكون منها هذا الوجود ، لا يوصف جمعه إلاّ بصيغة التأنيث . وفي لغتنا قاعدة أساسية من قواعد الاشتقاق والبناء ؛ هي قاعدة " المصدر الصّناعي " ؛ وهي الصيغة التي تدلّ على خصوصية الصّناعة التي تؤدي إليها ممارسة الفعل ، هذه القاعدة تحوّل كل الأسماء ، أقول كل الأسماء بلا استثناء ، إلى صيغة المؤنث ، وكأنّ الدنيا في منطق لغتنا جزيرة تملؤها فضائل الأنوثة ومزاياها ، وأجمل بهكذا جزيرة . الكلمة نفسها مؤنثة ، واللغة التي هي وعاء كل ما يدور في ذات الإنسان من خواطر ومشاعر وأحلام ، وأشواق ، مؤنثة كذلك ، وكأنّ في ذلك تذكيرا دائما ومباشرا بأنّ الأنوثة هي البداية والنهاية في كينونة الأحياء والأشياء على السواء .. والأمّ هي الصيغة المثلى لهذه الأنوثة . [/justify] ( جورج جرداق / لبنان ) |
وفي تاريخنا الكثير من النماذج الأنثويّة المؤثـّرة في مسيرة التاريخ ..
شكرًا لك َ أخي ~ محمد نقل هذا المقال الرائع .. واسمح لي بـ وجهة نظر : في قول الكاتب ( القوى التي .. ) هو بالتأكيد يقصد ( الله عز ّ وجل ) لكن تمنـّيت لو كتب ( القوة ) لأن ( القوى ) جمع والله سبحانه واحدٌ نعبدهُ ونوحّده .. وكذلك عندما أورد قول نابليون قبل قول الرسول صلى الله عليه وسلم , تمنيت كذلك لو كان العكس .. ~ تقبّل تحيّتي وتقديري أخي محمد ~ |
... ولأن الكلمة أنثى .. فعلى كل الحروف أن تتبعها فهي التي تُشَكلنا في النهاية / جُملةً وقصةً وحكاية ... ... أخي الكريم / محمد عمران بارك الله بك على هذا النقل الجميل أتمنى لك الخير |
* عمر مسلط .. سعدت بحضورك المؤثر هنا .. شكرا لك .. مودتي .
|
الساعة الآن 12:39 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.