منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   المقهى (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   مقهى منابر والمقاهي الثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25188)

تركي خلف 07-28-2019 02:09 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
قصة المقهى..
اخترعه المسلمون واقتبسه الأوروبيون ونشره الأميركيون


بين حميمية البيت المطلقة، وغربة الخارج الكاملة، يمتد المقهى كمكان. فتمثل مساحته الصغيرة فضاء رحب يتسع للجميع، ونافذة مفتوحة على الزمن تستقبل رياح تغييره وتتأقلم معها. فالمقهى الشعبي الذي تجلس إليه في نهاية يوم طويل من العمل، أو ذاك الغربي الذي تزوره في عطلة نهاية الأسبوع مع الأصدقاء، قد قطع رحلة طويلة تمتد لخمسة قرون حتى وصل إليك. وفي تلك الرحلة، سافر عبر جغرافيات عدة في بلاد كثيرة، تأثر بثقافتها وامتزج بها، وترك أيضًا بصمته عليها.

وقد ولدت ثمار القهوة، مثل أي ثمار، في الهواء الطلق، وظلت تنمو لحقب لا يعلم مداها أحد دون أن يعرف أي شخص عن مفعولها وطعمها السحريين شيئًا. وتقول الأسطورة إن مزارع صغير قد لاحظ يومًا اليقظة والنشاط التي تبثها شجرة غريبة في عنزاته عندما تتناولها، فتجرأ هو أيضًا وجربها، لتترك داخله حيوية لم يعهدها من قبل. فأسرع يخبر أبناء القرية عنها، وصاروا جميعًا يدأبون على تناولها. لا نعرف أين أو متى وقع هذا، لكن الأكيد أن القهوة قد زُرعت للمرة الأولى في إيثوبيا، دون أن يرتبط تناولها بمكان بعينه. أما المقهى، ففتح للمرة الأولى أبوابه على العالم، وبدأ رحلته المستمرة حتى اليوم، من بلاد العرب.

بداية المقهى في العالم الإسلامي: فضاء بديل
ليس من قبيل المصادفة أن القهوة كمشروب، و"القهوة" كمكان يتشاركان الاسم نفسه في معظم اللغات. فعلى عكس المشروبات الأخرى الشائعة في ذلك الوقت، كان من العسير تحضير القهوة في البيت. فحتى تتحول ثمرة القهوة لمشروب، عليها أن تمر بمراحل عدّة من تجفيف وتحميص وطحن، تحتاج لمعدّات خاصة لا تتوفر عند كل شخص. لم يكن من الصعب على الأثرياء وعلية القوم أن يخصصوا في بيوتهم غرفة لإعداد واحتساء المشروب، أما بالنسبة لعامة الشعب، فذلك لم يكن ببساطة متاحًا. من ثم، نشأ المقهى ليحل تلك المشكلة، فهناك، يستطيع أي شخص، غني أو فقير، أن يحتسي القهوة. لكن ما بدأ كمكان مخصص لتناول مشروب رائج، سرعان ما تجاوز هذا الغرض البسيط بكثير.

في الوقت الذي دخلت فيه المقاهي للعالم العربي، كان الفضاء العام شبه مقتصر على المساجد. فلتحريم الخمر، لم يكن يوجد في بلاد الإسلام حانات مثلما يوجد في بلاد الغرب، ولم تكن المطاعم أيضًا شائعة في ذلك الوقت، ومن ثم، كان المسجد المكان الوحيد تقريبًا الذي يتقابل فيه العامة ويتبادلون الحديث خارج نطاق البيت. لكن المساجد في نهاية الأمر هي بقع مقدسة لا يستحب الحديث داخلها عن الشئون اليومية. ونظرًا لأن المنازل كانت مغلقة على الأهل فقط، لم يكن من المقبول في المجتمعات العربية قديمًا استقبال الغرباء في البيت. وهكذا، أمام فضاء عام محدود للغاية، جاء المقهى ليسد فراغ حقيقي.

فلقاء ثمن قليل، تستطيع الجلوس ومشاركة الأصدقاء الحديث والسمر لساعات طوال. وعلى عكس المساجد، لا يوجد محاذير هنا في الكلام، يمكنك الحديث عن أي شيء شئت، من تفاصيل ومواقف يومية صغيرة، لأفكار وتساؤلات عميقة. انساب الحديث بحرية وسلاسة بين الأصدقاء، ولم يمر وقت طويل قبل أن ينعطف ليشمل السياسة وانتقاد الحكام.
يقول عن هذا الباحث مارك بندرجاست: " لم يكن هنالك أماكن كثيرة يستطيع فيها الناس، من كافة طبقات المجتمع، اللقاء والحديث. ومن ثم، بدت المقاهي أماكن غريبة لم ير أحدًا لها مثيل من قبل. رأى فيها البعض منبع للرذيلة، للغواية، للثورة، ولأسباب جيدة. ففي واقع الأمر، يتحدث الناس عن السياسة بلا شك في المقاهي".

انتشرت المقاهي في البلاد الإسلامية انتشار فاق التوقعات، فبحلول عام 1623، كان في إسطنبول وحدها 600 مقهى. أقض هذا الانتشار مضاجع السُلطات. فمثلت كل تلك المقاهي بالنسبة إليهم بؤر، على أقل تقدير، لانتقاد الحُكام والتعبير عن الاستياء الشعبي الذي قد يتحول، على اسوء تقدير، لانقلابات وثورات. من هنا، اتخذ السلاطين والحُكّام من الدين غطاء شرعي يحرمون من خلاله احتساء القهوة، التي عدها بعد الفقهاء حرام كالخمر، ويوجبون اغلاق المقاهي، التي بدأت، بُعيد انتشارها بقليل، تاريخها مع المنع؛ فقد أتي أول قرار رسمي بإغلاق المقاهي عام 1511، على يد حاكم مكة، بعد أن وصلت لأسماعه الأشعار التي انطلقت تهجوه منها. لكن القرار سرعان ما أبطله والي القاهرة، الذي كان مغرمًا بشكل شخصي بالقهوة. وبعد أن عرف العرب القهوة بحوالي قرنين، سافرت حبوب البن لأوروبا، ليبدأ فصل جديد في تاريخ المقاهي بجزء آخر من العالم.

المقهى في أوروبا: فضاء ثقافي وسياسي
"في المقاهي، أثناء احتساؤهم الفنجان تلو الآخر، يستلهم السياسيون الحكمة فيما يتعلق بكل أمر دنيوي" ....(لويس لوين)

من العالم الإسلامي، سافر المقهى لأوروبا، وارتبط منذ بداياته بعوالم الثقافة والفكر. فكان في أوكسفورد أن فتح أول مقهى في بريطانيا أبوابه، وصارت المقاهي بمثابة "جامعات رخيصة". فلقاء قرش واحد، تستطيع الجلوس والتمتع بفنجان قهوة يصحبه نقاشات ثرية حول كل شيء في العالم.
صحيح أن المقاهي لم تكن أول حيز يشغل الفضاء العام في أوروبا، فقد سبقته الحانات بقرون، لكن عوضًا عن الأحاديث السطحية والهلوسات التي تغلب على من أن أسكرتهم الخمر في الحانات، جاء المقهى ليمثل مكان تطفو فيه النقاشات الثرية بين عقول تزيدها حبوب القهوة يقظة. ومن ثم، عدّ بعض المفكرين القهوة في تلك الفترة بمثابة مضاد للخمر، جاءت لتوقظ الأوروبيين من سكرتهم الطويلة.

يقول عن هذا الكاتب ستيفن جونسن: "كان تأثير انتشار القهوة في أوروبا في القرن السابع عشر قويًا للغاية، فحتى ذلك الوقت، كانت أكثر المشروبات انتشارًا، حتى على الفطور، هي الخمر والجعة. وأولئك الذين استبدلوا القهوة بالخمر بدأوا يومهم في يقظة ونشاط، وتخلصوا من حالة الارتخاء والسُكر، ومن ثم تحسن أدائهم في العمل كمًا وكيفًا. بدأت أوروبا الغربية حينئذ تستيقظ من حالة الثمالة التي سيطرت عليها لقرون".

وقد شجع على هذا الاعتقاد تزامن انتشار المقاهي في أوروبا مع عصر النهضة، التي لعبت المقهى فيه دور ليس بالصغير بلا شك، حيث كانت مكان لقاء المفكرين وجلوسهم المفضل. فقد اتخذ أدباء ومفكرون على غرار فولتير وألكسندر بوب وجون درايدن من المقاهي مكاتب لهم، وكان لموسيقيين مثل فاغنر غرف خاصة في المقاهي اعتادوا تأليف الموسيقى فيها. كما مثلت المقاهي ساحات حرة بعيدة عن انحيازيات المجتمع الطبقية، فيمكن لأي شخص من أي خلفية كانت الجلوس فيها والتعرف على آخرين. وقد أدى ذلك المناخ الحر لتفاعل أفراد من كافة الخلفيات مع بعضهم البعض، فنانون وعلماء وعُمّال، والخروج بأفكار ثرية ورؤية أكثر انفتاحًا للعالم.

ولكن الأخطر من كل ذلك كان الدور السياسي الذي لعبته المقاهي. فقد كانت المقاهي إحدى أولى الأماكن التي بدأت الصحف توزع فيها بشكل دوري. وقد اعتاد رواد المقهى قراءة آخر الأخبار ومناقشتها مع بعضهم البعض، معبرين في أحيان ليست قليلة، عن سخطهم على السُلطات. وقد كان في مقهى دي فوي في باريس أن جلس الصحافي والمفكر السياسي كامي ديمولان في الثالث عشر من يوليو عام 1789 يخطط لاقتحام الباستيل، ما بدأ الثورة الفرنسية التي غيرت تاريخ أوروبا والعالم. ومن المقاهي أيضًا كان أن انطلقت ثورات 1848 في برلين والمجر وفينيسيا.

كما لعبت المقاهي أيضًا دورًا ليس بالصغير بالنسبة للفن، فنظرًا للحرية التي سادت مناخها، ولانتشار جمهور مثقف بها، كان المقهى بمثابة منبر فني لعرض أحدث الابداعات، ومركز ثقافي للعواصم الأوروبية في القرن التاسع عشر. وليس أدل على ذلك من وقوع أول عرض سينمائي على الإطلاق في قبو مقهى الجراند كافيه بباريس، على يد الإخوين لوميير في الثامن والعشرين من ديسمبركانون الأول عام
1895.

القهوة في أمريكا: منتج رأسمالي
لم يمر وقتًا طويل قبل أن تعبر القهوة المحيط الأطلنطي وتصل لأمريكا، وهنا، شهدت تغييرها الأعظم. ففي بلد الرأسمالية والحلول الاقتصادية، دأبت الشركات الضخمة على إيجاد طريقة تصير بها القهوة سهلة التحضير، لا تحتاج معدات خاصة، ومن ثم يصير توزيعها وبيعها أسهل للأفراد.

لم تكن الولايات المُتحدة أول من اخترعت القهوة سريعة التحضير - حيث يتم ضغط حبيبات القهوة في أكياس صغيرة، ولا يحتاج الأمر أكثر من إضافة الماء إليها – لكنها كانت أول بلد تبنتها اقتصاديًا وانتجتها على نطاق واسع. صحيح أن الكثير من نكهة ورائحة القهوة كان يضيع في القهوة سريعة التحضير، لكنها ظلت حل اقتصادي وسريع بالنسبة للكثيرين. ومن هنا، بدأ تضافر القهوة مع الحياة اليومية، فصارت مشروبًا تلجأ إليه كلما شعرت بالحاجة لليقظة في البيت، أو تأخذ عبر إعداده راحة قصيرة من الضغوط في العمل.

وبالرغم من انتشار القهوة سريعة التحضير انتشارًا واسعًا حول العالم، إلا أن هذا لم يسحب البساط من تحت المقهى كفضاء حر للقاء والحديث، ولا قلل من أهميتها بالنسبة للفنانين والمثقفين. فحول العالم، شرقًا وغربًا، ظل المثقفون يجلسون إلى المقاهي، حتى عُرفَت بعض المقاهي بالأدباء والفلاسفة الذين كانوا يترددون عليها. ففي فرنسا على سبيل المثال، دأب جان بول سارتر وسيمون دي بورفوار على الجلوس في مقهى لو دو ماجو، وفي مصر، اعتاد نجيب محفوظ الجلوس في مقهى الفيشاوي.

وقد لعب المقهى الشعبي دورًا كبيرًا في حياة وأدب نجيب محفوظ، فيقول عنه الأديب: " يلعب المقهى دورًا كبيرًا في رواياتي، وقبل ذلك في حياتنا كلنا. لم يكن هنا نوادٍ، المقهى محور الصداقة. في البداية اتسع لنا الشارع، حتى تجرأنا على المقهى."

وقد ظلت المقاهي في القرن العشرين تواكب تغيرات العالم السريعة، حتى صارت بمثابة مرآة وانعكاس لها. ففي أواخر القرن بعد هيمنة العولمة الاقتصادية والاقتصاد الأمريكي على العالم، وجدت سلاسل المقاهي الأمريكية، وعلى رأسها المقهى الشهير "ستاربكس"، طريقها لكل بقعة على وجه الأرض، وصارت تنافس المقاهي الشعبية والتقليدية. وفي أوائل القرن الحادي والعشرين، بعد دخول الانترنت، جاءت المقاهي السيبرانية (Cyber Cafe) لتوفر لك الدخول على الشبكة مع كوب قهوة لذيذ في آن معًا. واليوم، مع دورها التقليدي الذي ظلت تلعبه كفضاء رحب للقاء الأصدقاء، باتت المقاهي تلعب دورًا جديدًا. فأمام الاعداد المتزايدة من الموظفين الذين يعملون عن بعد (remote workers)، وذوي الوظائف المستقلة ممن يشعرون بالسأم من قضاء الوقت كله في المنزل، توفر المقاهي فرصة ممتازة للعمل من أجواء مغايرة أقل رتابة خارج نطاق البيت. لتثبت المقاهي يومًا بعد آخر أنها مساحة واسعة وفضاء رحب، على استعداد دائم أن يتكيف مع كافة التغيرات التي يجرها اختلاف الثقافة من بلد لبلد، ومن زمن لزمن.

تركي خلف 08-04-2019 03:06 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

مصطفى نصر
كاتب يجلس على رصيف
مقهى ويدوّن حكايات واقعية أقرب إلى الخيال
الكاتب الروائي مصطفى نصر يمزج ذكريات وقراءات ويعيد حكايتها بأسلوبه السردي وهو الذي يبدو لنا لا الكاتب الروائي فحسب بل المثقف العارف بتفاصيل البلاد.
على ناصية المقهى يتواجه الأدب مع الرياضة

يتعامل البعض مع التاريخ باعتباره فنا، أكثر منه علما، فقد ولدت الكتابة التاريخية من رحم الأدب، ولعل ما يكتبه الروائي مصطفى نصر من مقالات عن تاريخ مصر الحديثة يعتبر بمثابة العودة بالتاريخ وخصوصا في جانبه الاجتماعي إلى ذلك الرحم، ويوصف التاريخ الاجتماعي بأنه التاريخ من الأسفل أو تاريخ الجذور، لأنه يتعامل مع الحياة اليومية للإنسان العادي وليس مع الساسة والزعماء.

يقدم الكاتب الروائي مصطفى نصر في أحدث كتبه “قهوة على الرصيف” مشاهدات وتأملات حول التغيرات التي شهدها الشارع المصري خصوصا مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة والتوسع في استخدام الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني.

وقد اختار نصر لكتابه عنوانا دالا، فالقهوة هي التسمية العامية للمقهى، وهي ليست مجرد مكان يتم تناول المشروبات فيه، بقدر ما هي مكان للتجمع وقضاء الوقت في ما يشبه المنتديات الصغيرة، يتبادل فيه الجلساء الحديث عن شؤونهم. والمقهى عبر رواده يتحدث دوما عن تاريخ منسي أو غير رسمي، والقهوة حينما تكون على الرصيف فهي مفتوحة، لكل عابر سبيل، فليس ثمة شلة أو رفقة مغلقة، وبالتالي ليس ثمة أسرار، وهي هنا تشكل مجالا مفتوحا للبوح والفضفضة دون خشية رقيب.


وشم المرتشي
في كتابه، الصادر مؤخرا بالقاهرة عن “وكالة الصحافة العربية – ناشرون”، يمزج نصر ذكريات وقراءات ويعيد حكايتها بأسلوبه السردي المميّز بعذوبته وسلاسته، وهو الذي يبدو لنا لا الكاتب الروائي فحسب بل المثقف العارف بتفاصيل البلاد، وبتاريخها الاجتماعي. فبعنوان “الرشوة في مصر” يبدأ في سرد خبر نقلته وكالات الأنباء “اقترح فلاديمير جيرينوفسكي نائب رئيس مجلس الدوما بروسيا تسجيل كلمة مرتشي بالوشم على يد كل من تثبت إدانته بهذه الجريمة‏”.

مشاهدات وتأملات حول التغيرات التي شهدها الشارع المصري مشاهدات وتأملات حول التغيرات التي شهدها الشارع المصري
ثم يتوجه للقارئ بالسؤال “تخيلوا عندما يتحقق هذا في بلادنا، فيسير هذا الشخص وعلى يده وشم كلمة مرتشي باللغة العربية؟ هل سيخجل الموصوم بالوشم، أم سيسعد ويفخر بذلك؟ وما موقف الآخرين منه؟ هل سيعايرونه بوشمه أم سيحسون بأنه ما دام مرتشيًا، فهو غني لا شك؟”.

بعد ذلك يتقصى أسباب انتشار الرشوة التي أصبحت أمرا واقعا يقبل به المجتمع لدرجة أنه يقول “وعندما أقرأ في الجرائد عن وقوع مرتشي وضبطه وهو يتسلم الرشوة، أندهش وأتساءل: كيف وقع هذا الإنسان؟ الرشوة علنا وأمام الجميع، ولا أحد يحاسب أو يحاكم؟ وأفكر في هذا، أتراه قد تمادى وبالغ واخترق قانون الرشوة المتبع، أو أنه اختلف مع رؤساء له أقوى منه، §فأوقعوه في الخية، أو أنه غير مرضي عنه من الدولة؟”.

حكاية أخرى تجسّد ما وصل إليه حالنا من ترد، عن زوجة رجل مهم اعتدت بالضرب على شاب ريفي وهددته بالسجن، بينما أبوه المسن يعتذر لها والوقوف ينافقونها. ويقول الكاتب “ظلت هذه الحادثة تطاردني؛ فمن الممكن أن يقع أي إنسان في هذا المأزق، أن تصطدم سيارته بامرأة مثل هذه، زوجها من رجال الأعمال الذين يمتلكون الملايين ويسيطرون على كل شيء الآن، أو ضابط شرطة، أو واصل وفي منصب كبير”.

هذا الواقع يزداد عبثية مع خبر طريف ومثير يعلن عن مكتب دولي للاستشارات القانونية، محام تعمل معه نخبة من أكفأ رجال القانون، قادرون على ضمان البراءة في جميع القضايا: القتل، والمخدرات، والسرقة والنصب، والتزييف والتزوير، والإفلاس، والشيكات والكمبيالات وإيصالات الأمانة، والإيجارات والعقود، إلخ.. هكذا تكون الكفاءة في خدمة المنحرف فتضمن له البراءة ما دام سيدفع ثمنها، وهو يرى أن من علامات التردي أيضا ذلك الاهتمام المبالغ فيه من كل المسؤولين بكرة القدم على حساب الأدب والفكر والثقافة.


عالم العبيد
يتحدث الكتاب عن عالم العبيد، قارئا لروايات “بارباس” للسويدي بارلاجير كفيست، الحائز على جائزة نوبل عام 1951، و”سلامبو” لجوستاف فلوبير، و”كوخ العم توم” للأميركية هنريت ستو، ولكتاب كلوت بك “لمحة عامة إلى مصر”، متطرقا إلى مجموعة من أهل الصعيد يشترون الصبية، ويعذبونهم ثم يدفنونهم في رمال الصعيد الملتهبة، حتى يضمدوا جروحهم، فيموت ربع عددهم تقريبًا، لكنّ المتبقين منهم يصبحون من الطواشي، يبيعونهم بمبالغ كبيرة للأمراء والأغنياء ليعملوا في الحريم.

أما مذكرات الأميرة بديعة ابنة علي بن الشريف، فتقول في مذكراتها إن قصور جدها حسين وأعمامها عبدالله وفيصل في الحجاز كانت تعج بالأغوات، والذين كانت مهمتهم رعاية النساء في تلك القصور، وأطلق على هؤلاء لقب الأغوات، وقد تكاثرت أعدادهم في القصور.

يستطرد الكاتب ناقلا عن كتب تحكي عن العبودية التي لم تنته من العالم والتي استوطنت نفوس العبيد فينقل عن سيرة الكاتب عبدالحميد جودة السحار التي نشرها بعنوان “هذه حياتي” عن جارية كان جده يمتلكها، وكان يعاملها معاملة الزوجات، وكانت تغيظ زوجاته اللاتي يعشن معه بتقربها إليه في وجودهن. وبعد أن مات تركت المنزل لمدة، لكنها عادت باكية ذليلة، فقد خابت في أن تجد لها حياة مستقلة بعد أن اعتادت على الحياة في البيت. ويضيف الكاتب “ومما حكاه لي صديق، بأن جده كان يمتلك الكثير من العبيد في الصعيد، وعندما كان يغضب عليهم، يهددهم بأنه سيطردهم فيبكون، ويتذللون إليه، فهم لا يستطيعون الحياة بعيدا عن البيت. فقد استمرت العبودية حتى بعد أن منعت رسميا”.

ويستعيد حكاية تراثية عن أمير كان مضطجعا ساعة القيلولة، حين سمع عبدا من الواقفين حوله يتضرع: يا رب ابلِ مولانا بشيء من العطش. اعترت الدهشة الأمير فزمجر: أنا عطشان. وإذا بالعبد يعدو إليه كالبرق بقارورة الماء، شرب الأمير وعاد العبد إلى مكانه والارتياح يعلو وجهه. فسأله الأمير: ما الحكاية بالضبط يا هذا؟! أجاب العبد: كنت ظمآن يا مولاي، ولست أتحرك دون إذنك، فتمنيت أن تعطش لأسقيك وأشرب بعدك.

ويختتم رحلته مع عالم العبودية قائلا “يا لهذا القهر الرذيل الذي عاشته البشرية مددًا طويلة، قهر وعبودية في العالم أجمع، الأمر الذي يشغلني هو أن الدول التي تظلم شعوبًا أو فئات معينة، تعتذر إليهم أو تعوضهم عما نابهم من ظلم وإجحاف. فاليهود ينهلون من ألمانيا تعويضًا عما فعله هتلر الألماني بهم. والأمثلة في ذلك كثيرة، فلمن تعتذر البشرية نيابة عن هؤلاء العبيد الذين قاسوا من أسيادهم؟”.

منقول

تركي خلف 08-18-2019 12:43 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
كلمات / عن القهوة... والمقاهي


القهوة هي أهم اختراعات الإنسان.
والذي اخترعها هو بغير شك مصلح اجتماعي عظيم...
فبغير القهوة، لم تكن المقاهي، وبغير المقاهي لم يكن الحوار ممكناً، وبغير الحوار كان الإنسان جزيرة معزولة عمّا حولها.
وبصرف النظر عن كل ما يقال عن مضار القهوة، وما تسببه من قلق وتنبيه لأعصاب الإنسان، فإن فضائلها أكثر بكثير من مساوئها ... ففي تاريخ الأدب لعب المقهى دوراً مرموقاً في تجميع الأدباء، والشعراء، والفنانين، والمفكرين، حتى تحوّل المقهى إلى أكاديمية ثقافية.
وكلنا يذكر كيف كان مقهى (الفلور) في حي سان جيرمان في باريس، المكان التاريخي الذي انطلقت منه الحركة الوجودية، بممثليها الكبيرين جان بول سارتر وصديقته سيمون دو بوفوار.
ومقهى (الفيشاوي) ومقهى (ريش) في القاهرة، ومقهى (البرازيل) في دمشق، ومقهى (الهورس شو) في بيروت... كانت صروحاً ثقافية تَخرّج منها كبار أدبائنا وشعرائنا ومفكّرينا.
إن عالم (المقاهي) عالم عجائبي حقاً، فمن أراد أن يتكلم في السياسة يجد في المقهى مبتغاه... ومن أراد أن يتكلم في الأدب يجد في المقهى مبتغاه... ومن أراد أن يتكلم مع نفسه، فإن المقهى يؤمن له هذا الحوار الداخلي... ومن أراد أن يهرب من مشكلة تلاحقه فإن المقهى يمنحه حق اللجوء السياسي.
أما العشاق فإنهم يجدون في المقهى ملجأهم وخيمتهم، فعلى فنجاني قهوة يطيب الهمس، وتحلو النجوى، وتنهمر الاعترافات كقطرات المطر، فكأن نكهة البنّ العابقة من فنجان (الإكسبرسو) تردّ إلى الحب اعتباره، وتعطيه شرعيته.
كل شيء يمكن أن يحدث في المقهى، ابتداءً من الانقلاب العسكري، إلى الخطبة... إلى الزواج... إلى تأليف الوزارات... إلى التنظيرات الأيديولوجية والثقافية.
إن الذي اخترع المقهى... لا يقل في عبقريته عمن اخترع الراديو، والتلفزيون، والتلفون، والتلكس، والفاكسميل، والكمبيوتر، والأقمار الصناعية... والمؤسسات الصحافية.
فالمقهى، نقل أخبار الناس، وأفكارهم، ومذاهبهم الأدبية والفنية قبل أن تكون وسائل الاتصالات الأخرى قد وجدت بعد.

* من كتاب «كلمات... خارج حدود الزمن» صدر حديثا.

تركي خلف 08-31-2019 06:39 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
هل العمل أو المذاكرة في المقهى تجعلك شخص مبدع؟

فوائد العمل من المقهى المقهى يزيد من إبداعك

الطريقة الصحيحة للعمل والمذاكرة من المقهى
فضل الكثيرون المذاكرة أو العمل في المقاهي، فأنت تجلس وتبدأ في عملك ويأتي مشروبك المفضل إليك، ولا تحتاج للقيام لصنعه ، كما يمكنك مقابلة أصدقائك لتعملوا معا،

فوائد العمل في المقهى
ما توفره بعض المقاهي من مشروبات خاصة مشروبات القهوة والشاي بأسعار معقولة، يجعل المقهى بيئة مناسة للعمل أو المذاكرة. هناك مقاهي تقدم خدمة الإنترنت، فيمكنك اختيارها حتى تستطيع استخدام اللابتوب في إنجاز عملك أو المذاكرة، كما يتيح لمجموعة من الأصدقاء الدراسة معا والقيام بالأبحاث.

المقهى يزيد من إبداعك
العمل أو المذاكرة في مكتب أو غرفة مغلقة يسبب الضيق للبعض ويؤثر على قدراتهم الذهنية، فليس الكل يفضل أن يعمل في بيئة هادئة جدا، فمثلا القيام بعمل إبداعي كالكتابة يكون أفضل في المقهى، بالإضافة إلى أن الروتين قاتل للإبداع على عكس بيئة المقهى المتجددة التي تحفزك على الإبداع.

لقاء الأصدقاء ومشاركة الأفكار يساعدك على التفكير خارج الصندوق، وبطريقة أكثر شمولا، ويحفز مهاراتك الإبداعية، ومن الفوائد الأخرى أن الكافيين ينشطك، ويزيد من تركيزك، ويحسن التفكير، ويزيد من مهاراتك في حل المشاكل.

الطريقة الصحيحة للعمل والمذاكرة من المقهى
تختلف قدرة التركيز من شخص لآخر، فإذا كنت من الأشخاص الذين يتشتت انتباههم بسرعة، ويفقدون التركيز في العمل أو المذاكرة في المقهى فقد يكون غير مناسب لك، لكن إذا أردت الإنجاز بفعالية وتركيز في المقهى فإليك هذه النصائح:

أولا: اختار المقهى المناسب
اختار مقهى مناسب ومريح، أسعاره معقولة، ويقدم خدمة الإنترنت، تأكد أنه مقهى يمكنك الجلوس فيه مدة طويلة دون أن يقاطعك أحد، أو يطلب منك المغادرة، ومن الأفضل أن تجد مقهى بديل تذهب إليه إن كان المقهى الأول غير متاح ومشغول. حاول أن تجد مقهى غير مزدحم وهادئ حتى تستطيع التركيز، وعند الذهاب إليه تأكد إن كل أدواتك التي ستحتاجها معك، مثل الأوراق، والأقلام، وهاتفك المحمول، واللابتوب الخاص بك.

ثانيا: اختار مكانك المناسب
اختر مكان داخل المقهى تستطيع التركيز فيه، وأن يكون كل ما تحتاجه حولك، واطلب مشروبك المفضل، وحدد الوقت الذي ستقضيه في المقهى حتى لا يطلب أحد منك المغادرة. ثالثا: كن منتجا نظم وقتك. حدد أهدافك، وما الذي تريد أن تحققه. يمكنك ارتداء سماعات الأذن لتسمع إلى الموسيقى التي تفضلها، وأيضا حتى لا تفقد التركيز من ضوضاء المقهى. احرص على أخذ فترات استراحة حتى لا ترهق نفسك. كن مستعدا لأي تشتت قد يحدث إذا قاطعك أحدهم.

تركي خلف 09-07-2019 12:25 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
دكتور عبدالله الجعيثن: المقاهي والعمق الإنساني لِلْمُدن


السعوديون من أكثر شعوب الأرض أسفاراً، وألاحظ مع أصدقائي أن المدن التي تشتهر بالمقاهي في الشوارع والزوايا، وحتى في الأحياء، تكون أكثر أُنْساً وإنسانية من المدن الصماء التي تندر فيها المقاهي المفتوحة في الهواء الطلق، ولعلّ من أسرار جاذبية باريس والقاهرة وفيينا للسياح كثرة مقاهيها المفتوحة المليئة بالناس.. الناس من أحلى مناظر الحياة.. يمنحون المدن عُمقاً إنسانياً، وحسّاً جميلاً بالحركة والحيوية والاحتفال بالحياة.

يُضاف أن كثرة المقاهي المفتوحة تُشكّل موارد اقتصادية مهمة، وتُوفّر فرص عمل كثيرة، وتُريح الناس من الانزواء في استراحات مخنوقة وعالية التكلفة.. كما هو حاصل في الرياض مثلاً.. هناك أيضاً بُعْدٌ ثقافي للمقاهي، (الفيشاوي) في القاهرة منتدى أدبي فكري مشهور، يرتاده الشعراء والأدباء والفنانون، ومقهى (ريش) كَتَبَ فيه نجيب محفوظ كثيراً من رواياته، وكان يُقيم فيه ندوة أسبوعية من عام 1962 وكذلك (مقهى الحرافيش) الذي استوحى منه نجيب محفوظ روايته الرائعة (الحرافيش)، وفي العراق مقهى (الزهاوي) أخذ اسمه من ذلك الشاعر وكان يزخر بالمثقفين، وكذلك مقاهي شارع الحمراء في بيروت تعج بالمفكرين، وتنبض بالحياة، وفي الحي اللاتيني بباريس تَعلّم وتدرّب ألوف الفنانين حتى صار مزاراً للسياح ناهيك عن (الشانزليزيه) الذي جماله في كثرة مقاهيه ..

وبمناسبة افتتاح (مؤتمر أنسنة المدن الدولي) والذي افتتحه سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، نقترح أن تسمح أمانات المدن للمقاهي بالتمدد للخارج في الارتداد، وعلى الأرصفة، مع وضع مواصفات جمالية لجلساتها، من أحواض الزهور إلى مُلّطِفات الجو (الضباب المائي) فإنّ هذايجعل المدن ذات عمق إنساني، تنبض بالحياة وتتيح للناس أوقاتاً بهيجة، وقليلة التكلفة مقارنة بالاستراحات..

وأذكر أن الدكتور سعود المصيبيح ابتكر فكرة (مقهى للتعارف) لا يدخله إلّا من يريدون التعرف على بعض، انطلاقاً من قول الله جلّ وعز (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىظ° وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا غڑإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وتجسيداً للحكمة (تعارفوا تحابوا) وننتظر من الدكتور سعود تنفيذ فكرته الجميلة..

إنّ مدننا حديثة رحبة الشوارع والحدائق، ومنذ أيام افتتح سمو أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز 19 متنزهاً وحديقةً جديدةً على مساحة 159 ألف متر مربع، كما أن ساحات البلدية في العاصمة كثيرة (وفي وسط الرياض بقرب مجمع التعمير) ساحات رائعة صُنّفت عالمياً من أفضل الساحات المفتوحة في العالم.. زُرتها مراراً ولكنها على رحابتها وسعتها وجمالها لا يوجد فيها أي مقهى! ويندر وجود السعوديين فيها!

مع أنها إذا ازدهرت بالمقاهي وزُينت بأحواض الورود سوف تكون جذّابة جدا للمواطن والوافد والسائح، وفرصة للتعارف وعمقاً إنسانياً للمدي


هيثم المري 09-07-2019 03:57 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
الدكتور عبدالله الجعيثن من الكتّاب الذّين أقدرهم
شكرآ يا متميز

تركي خلف 09-09-2019 04:03 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
تقول الكاتبة
والإعلامية هدى الزين

رئيسة تحرير مجلة "وهج باريس"
عن تحربتها الشخصية في موضوع المقاهي


بعض المقاهي ما زالت تعلق لوحات بملايين الدولارات كان الرسام يمنحها للمقهى مقابل القهوة التي يرتشفها
"المقاهى الأدبية فى باريس هي المكان المفضل الذي يرتاده كبار الأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين. وتعد باريس مدينة المقاهي بلا منازع، منها خرجت تيارات أدبية وفنية وفكرية واندلعت الانتفاضات والثورات. ولذلك تميزت بين عواصم العالم كعاصمة للثقافة العالمية. وقد برز دور المقاهى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين وبالأخص في أوروبا، إذ تحولت إلى مؤسسات ثقافية وسياسية وارستقراطية يجتمع فيها الأدباء والشعراء والسياسيون. وتعد باريس، فيينا، البندقية، وبودابست من أشهر المدن التي احتضنت أرقى وأفخم المقاهي في العالم.

أنا عاشقة للمقهى أكتب فيه وأتأمل والتقي بالأصدقاء وأتعرف على الناس
لا يوجد مقهى محدد أجلس فيه هناك دائما مقاه منتشرة في باريس مثل مونبرناس، الشانزلزيه، الحي اللاتيني، وغيرها من المقاهي المهمة. نجلس في المقهى كأصدقاء فرنسيين وعرب ومن مختلف الأجناس نتناقش ونكتشف عوالم لآخرين مروا قبلنا في تلك المقاهي التي تحولت إلى ملتقيات أدبية. المقهى الأدبي في باريس أنتج منذ القرن الثامن عشر تيارات ثقافية وأدبية وفلسفية مهمة جدا، تناولت في الكتاب علاقة المقهى بالأدب والفلسفة ، فالمقاهي خرج منها أهم رسامي العالم، وبعض المقاهي ما زالت تعلق لوحات بملايين الدولارات، كان الرسام يمنحها للمقهى مقابل القهوة التي يرتشفها. وكنت التقي الفنان جورج البهجوري في المقهى الذي يرسم فيه الوجوه على كراسات صغيرة، وكلما نلتقي يفتح لي آفاق عن مقاه جلس فيها وتعرف على عوالمها".

تركي خلف 09-22-2019 03:36 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
حديث المقاهي
يجلس قبالتي يوميا يحمل جريدته في يدٍ ،
و قهوته في اليد الأخرى يخفي خلف نظارته
مدامعه..و يداري بصراخه انفعاله
ثم يصمت فيغرق الكون معه
..في سبات
عندما يتعبه الصمت ..يثقل كاهله
يلقي برأسه على كتفه
ويدع نفسه للطرب
يردد الكلمات والألحان مع الأغنية
يبلغ الخمسين لكن..
أمام سطوة النغم الأصيل يعود شابا
فتعلو وجهه الابتسامة
ويبدأ سرد أقاصيصه
"ياااه يا زمن
رحل معك سمر الليالي"
و يعود لصمته..لكن هده المرة بابتسامة

تركي خلف 09-24-2019 02:26 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
قصة المقهى من الجزائر


في طاولة تتوسط المقهى كان يجلس خمسة من كبار السن يحتسون أكواب الشاي الساخن التي كوّنت سحابة داخل المقهى، وقد لفت انتباهي إصغاؤهم لأحدهم الذي كان يلبس » قشابية « من الوبر ويضع على رأسه طاقية بيضاء، دفعني الفضول ''وهي طبيعة سيئة لكنها سلاح الصحافي'' لفتح سماعة أذني لأعرف ما هو الموضوع الذي جعل الكهول يشردون مع الرجل ذي اللحية البيضاء وينسون ضجيج المقهى وصيحات النادل وهو يطل ''كاس حليب سخون وقرعة فيشي''، أول كلمة اخترقت سماعتي كانت ''...والله يعلم وأنتم لا تعلمون'' حيث كان الشيخ يلقي درسا دينيا على أصحابه وكان موضوعا عاما فتحدث عن المعاملة في الإسلام والإخلاص والمساعدة والإحسان للجار، في البداية ظننت أنه مجرد لقاء بين أصدقاء متقاعدين أرادوا الفضفضة لبعضهم البعض، لكن الأمر تغيّر حين أخذ الشيخ الخطيب يتحدث عن الشهود وأركان صحة عقد الزواج فيسأل من وكيل العريس ومن وكيل العروس، فأدركت أنني سأشهد ميلاد أسرة جديدة ورابطة غليظة بين أسرتين ..لكن في مقهى، لا أنكر أنني سمعت بهذه الظاهرة أي قراءة فاتحة القران والعقد في مقهى لكنني لم أحظر ذلك من قبل، وأجمل ما لفت انتباهي هو اسم العروس التي تدعى » شهرزاد « وهو الإسم الذي كان ثقيلا على الإمام الذي وجد صعوبة في نطقه، فقلت في نفسي » شهرزاد « اسم الملكة التي دوخت الملك شهريار وتزوجت به في أكبر قصور الهند، لكن شهرزاد الجزائرية يُعقد قرانها في مقهى...، وبينما أنا أفكر في مفارقة شهرزاد، رفع الحضور أياديهم لتلاوة الفاتحة، ثم قام أحدهم وقَبَّل رؤوس الحاضرين بدءا بالإمام، فقال أحد الجالسين أمامي لصاحبه إنه والد العريس وهي عادة » ناس الشرق « حسب تعبير المعلّق، ثم ناد الشيخ والد العريس النادل قائلا ''جيبلنا حاجة حلوة نشربوها فال'' قبل أن يطلب من الشاب النادل أن يشرب قارورة ''ڤازوز'' على حسابه، ثم عاد الإمام إلى درسه الذي شرع فيه قبل عقد قران العريسين.
مقهى أم قاعة لمطالعة أخبار الخُضر ؟
مباشرة بعد نهاية ''الفاتحة'' قمت ودفعت ثمن قهوتي عند القابض الذي كانت تبدو عليه مآسي الدنيا وكان يضع قبعة شتوية ''بوني'' يغطي أذنيه وجزءا من عينيه لدرجة أنه لا يكاد يسمع المتحدث إليه، حيث كررت له كلمة ''فنجان قهوة'' ثلاث مرات ليقبض عشرين دينارا، وهو ثمن القهوة من ورقة الألف دينار التي أعطيتها إياه، فأمسك الورقة وتفحصها بأصابعه قبل أن يرفعها نحو جهة المصباح ويقلبها للتأكد أنها ورقة سليمة، وهو ما جعلني أعلق قائلا ''لا تخف هي ورقة سليمة وماشي مدرحة'' فأجاب قائلا ''في البلاد هاذي كل شي مدرح'' قبضت عليه الصرف وخرجت باحثا عن مقهى ثان وغير بعيد عن مقهى ''المسجد'' لفت انتباهي مقهى كبير لا تكاد تسمع فيه لاغية، دخلت فإذا بجميع الزبائن يحملون جريدة أو أكثر، مطأطئي الرأس ومنهمكين في القراءة لدرجة أنني تذكرت قاعة المطاعة أيام الدراسة، وقليلا ما تجد إثنين يتحدثان وإذا تحدثا فلا يكون الكلام إلا عن مقالة قرأها أحدهما في جريدته الرياضية، ف » الخضر « سلبوا عقول هؤلاء الشباب الذين غزو المقهى، وأداروا ظهورهم للمصرف ''كونطوار'' مقابلين الطريق العام وكأنهم في امتحان لشهادة البكالوريا، فلا أحد يجازف ويرفع رأسه للنظر إلى صحيفة زميله، فهذا يحدق في صورة زياني في جريدة » الهداف « وذاك يتمعّن في » مانشيت الشباك « التي كشفت المستور في بيت اتحادية كرة القدم، وآخر شارد الذهن يفكر في مستقبل الفريق الوطني في حال تأكد خبر إبعاد الحارس شاوشي من تشكيلة محاربي الصحراء، كل هذا جعلني أتقدم من شاب بعد أن طلبت كأس ''تيزانة'' ساخن وتوجهت إلى طاولته، ألقيت السلام فرد دون أن يرفع رأسه ليشاهد الشخص الذي يقاسمه الطاولة، جلست وأخذت أحرّك السكر حتى تبرد ''التيزانة'' فسألته عن ما جديد » الخضر « فقال ''الحالة لا متعجبش'' فعرفت أنه ليس من العاصمة من لكنته الشرقية، فقلت هل أنت من بئر خادم فأجاب أسكن فيها منذ سنوات، هل تبحث عن خدمة فقلت لا مجرد فضول فقال إن كنت تريد أية خدمة فأنا أجيد العديد من الحرف كالرصاصة والبناء والدهن، فقلت نعم لكن أريد أن أعرف فقط لماذا الكل هنا يقرأ الجريدة، فسخر من سؤالي وقال ''ماذا تريدهم أن يفعلوا في هذا البلد على الأقل » يعمرو لقرع تاع ليكيب ناسيونال «، قبل أن يضيف كل هؤلاء الشباب ينتظرون فرصة عمل لكونهم ''زوافرة'' ينتظرون أحد المقاولين أو » شاف شانطي « يبحث عن اليد العاملة للحصول على قوت يومهم.
سعدان وخالف ضد الدولار والأورو !
عندما خرجت من مقهى الزوافرة قررت العودة إلى الجريدة بعدما شربت كوبي قهوة وتيزانة، وأنا أسير في اتجاه محطة سيارات الأجرة توقفت عند إحدى المقاهي التي تقع في طريق جانبي وقررت أن أعاقب نفسي بقهوة ثالثة ''وخلي لي يصرا يصرا''، دخلت المقهى وإذا به ثمانية زبائن لا أكثر، منقسمين على قسمين أربعة في طاولة على اليمين تحت عداد كهربائي كبير من الحقبة الإستعمارية يتأرجح منه ''كابل'' كهربائي سميك أسود، وأربعة شباب واقفين أمام صاحب المقهى في ''الكونطوار'' في البداية توجهت نحو طاولة شاغرة جلست هناك وأخذت أتفقد المقهى الذي بدا من العصور الغابرة فالغبار لم يترك زاوية أو ركن في المقهى إلا وبسط فراشه عليها وزينها بلونه الترابي بل وحتى أن رائحته تستقبلك عند الباب خاصة إذا هب نسيم عليل ودخل عليك من نافذة المرحاض -أعزكم الله- ليصطحب معه نفحات من روائح يشمها أنف الميت، لدرجة أنني قررت الخروج والهروب بعد هذا الترحاب الملكي، لكن ''صماطة'' الصحافي الذي سئم من الجلوس في مكتبه جعلني أقول في قرارة نفسي لا بأس أن أضيع المزيد من الوقت والجلوس هنا لعلي أكتب عن المقهى ''الأسطوري'' في مقالتي، وأنا استمتع بهذه الأجواء التي يفتقدها المقهى الذي أتردد عليه كل مساء في منطقة سيدي يحيى، سمعت صراخا فإذا بأحد الجالسين يصرخ في وجه صديقه قائلا ''البوليتيك هو من يسر الكرة في الجزائر..فخالف محي الدين فرض على المنتخب الجزائري لأنه شقيق الوزير الأسبق قاصدي مرباح واليوم فرض سعدان على روراوة لأنه له قرابة مع جنرال كبير من باتنة''، قلت في نفسي معلقا على هذا المقال ''الله أكبر ..واو كلام جميل سكوب .. لعلي سأترك مقالة ''حديث المقاهي'' وأكتب هذه المعلومة في الصفحة الرياضية....وبينما أنا أسجل بعض الملاحظات في قصاصة من الورق، تقرب مني النادل ليعرف طلبي فطلبت ''قهوة'' فقال لي تصبر شوية، هنا قررت مغادرة المقهى و''بركاني من بوليتيك المقاهي'' لأن المقاهي في الجزائر كالناس لديها شخصية ولكل مقهى مزاجه وأهله وبصراحة أنا أفضل مقهى والدي الذي تربيت فيه، وتعلمت فيه فنون التجارة قبل أن أقلب القبعة وأتحوّل إلى مهنة الصحافة والتقرعيج تاركا حرفة والدي القهواجي.

ناريمان الشريف 09-24-2019 06:34 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

سلام على من في المقهى
مكثت مطولاً هنا
وقرأت واستمتعت معلومات عن المقاهي نشأتها وتطورها
وغيرها ...
رائع أنت أخي تركي
أشكرك وتحية ...

ناريمان الشريف 09-24-2019 06:36 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي خلف (المشاركة 234747)
في مقهى منابر

جلس أمام شاشة الحاسوب يفكر كثيرا ويقنع أصابعه بالكتابة
لكنه فشل , فجاب النظر في أركان المقهى ..
وفتح ملفات قديمة .. وجد عناوين جميلة وكتابات قيمة تركها أصحابها ومضوا ..
قرأ كثيرآ تلك الحروف والرسائل والخواطر .. أعاد قراءتها من جديد .. قال لنفسه :
- والله هذا إبداع .. وسكب متميز
نظر حوله وسؤال يصرخ في صدره :
أين هم أصحاب هذه الأقلام الرائعة ؟
أين مضوا بعيدآ .. ولماذا هجروا هذا المقهى الرائع ؟

فكرة رائدة وجميلة
وكثيراً ما أفعل ذلك وأسأل ذات السؤال
طاب يومك

تركي خلف 10-05-2019 02:18 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 242007)
فكرة رائدة وجميلة
وكثيراً ما أفعل ذلك وأسأل ذات السؤال
طاب يومك

طابت أيامك سيدتي القديرة ناريمان
تحية لكِ ربي يحفظك

:Untitled-6:

تركي خلف 10-19-2019 03:51 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
من وحي الشارع / مقهى المقبرة


منذ عامين وأنا أقوم بجولة سياحية في مقابر الشرق الأوسط، وذلك ليس حباً في ثقافة الموت، بل لأن ابنتي الصغرى «منيرة» طالبة دكتوراه في الفنون في جامعة طوكيو، يتطلب جانب من بحثها زيارة المقابر!!
ولقد تجولنا معاً في مقابر الصوفيين في مدينة أصفهان، ومقابر البريطانيين في مدينة عدن، ومقابر الفاطميين في دمشق، ومقابر الصوفيين في مدينة «قونيا» التركية، إلى جانب حزمة محترمة من المقامات والأضرحة ومقابر الأولياء الصالحين.
وكانت ابنتي منيرة بعد زيارة كل مقبرة تعتذر لأنها دفعتني للمشاركة في مسلسل الحزن والكآبة.
وعندما كنا نطلب من دليل سياحي أو سائق تاكسي زيارة مقبرة، يقلب سحنته وهو يقول:
- يا ساتر، كنت أتوقع ان تطلبوا زيارة مجمع تجاري أو سوق، لأن معظم الخليجيات يحببن «التسوق»، أما زيارة مقبرة فأمر بعيد عن الترفيه.
ولكي أتجاوز شبح الموت الثقيل الجاثم فوق القبور، بدأت أنظر إلى جماليات مفرداتها الفنية، وكان بعضها قمة في فن الزخرفة الإسلامية وفنون العمارة في الأضرحة، وتلك المرايا الصغيرة اللامعة الأقرب لبحيرات من الكريستال والتي تزين أسقف وجدران الأضرحة.
وفي قلعة علاء الدين في قونيا، بهرني جمال قبور الصوفيين المطعمة بالسيراميك الأزرق.
ولقد أعجبت بتعامل الأتراك مع الموت، ففي مدخل بناية سكنية في ضواحي مدينة «قونيا» شيد قبر لأحد مريدي الصوفية، وحول هذا القبر يلهو الأطفال بدراجاتهم، ويملأ صخبهم المكان، غير عابئين «بعمو» المدفون هناك.
وفي اسطنبول، جلسنا في مقهى شعبي، تحيط به القبور المزينة بزهور «المحمدي» الحمراء، طلبت فنجان كبتشينو، شربتها على روح المرحوم، بينما ابنتي شربت عصير التوت البري، وسألت الجرسون عن سبب فتح مقهى في مقبرة؟ أجابني: إنهم تحت الأرض وضررهم أقل مما هم فوق الأرض، والسياح الأوروبيون يعشقون هذه الأجواء.
وتخيلت قهوة شعبية في مقبرة الصليبخات، بهدف تنشيط حركة السياحة، لكني تذكرت ان كلمة قبر ومقابر من المحرمات وتدعو للفتنة، ولهذا اكتفيت باحتساء قهوتي وتأمل قبر سلطان عثماني مزين بورد «المحمدي» النابض بالحياة.
| ثريا البقصمي
> كاتبة وفنانة تشكيلية

ناريمان الشريف 10-19-2019 09:43 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي خلف (المشاركة 233969)
في المقهى...


كم هي صعبة وغريبة هذه الحياة، غرابة أهلها وساكنيها، قد تنكرون عليَّ هذه الحقيقة، لكن هلا استمعتم إليَّ قليلاً، الكل منهَك متعَب يلهث وراء سرابها وحقيقتها التي لا تُدرَك، أنا واحد من أولئك الذين أضناهم البحثُ عن مكان هادئ في هذه الحياة، مكان تستمع فيه إلى ذاتك، إلى أنفاسك، ما زلت أذكر أنني طوحت بي الأيام يومًا في مدينتي،، كان الجو حارًّا والسماء صافية، فكرت وفكرت فانتهى بي التفكير إلى دخول مقهى من مقاهيها، دلفت بمفردي حاملاً محفظتي الجلدية السوداء، التي لا تفارقُ كتفي أثناء السفر إلا لمامًا، جلست أستكشف المكان، وأسترجع أنفاسي، بعد لحظات جاءني نادل بلباسه الأنيق، وحركاته السريعة الباعثة على الحيوية والنشاط، خاطبني بصوت رقيق منخفض، وباحترام مبالغٍ فيه... طلبت شايًا وكوب ماء بارد، انصرف لحاله، لا أحدَ في المقهى سواي، قلت لنفسي: لعلَّ هذا هو المكان الأنسب لتدوين بعض مما يعتمل في صدري من مشاعرَ وأحاسيس ناء الجسدُ عن حملها، فما كان مني إلا أن فتحت حقيبتي، وتناولت مفكرتي وقلمي، حاولت الكتابة، مدة طويلة وأنا أحرك قلمي بين أناملي دون أن أجدَ الكلماتِ المناسبةَ للتعبير، ورغبة جامحة تجتاحني للبوح، لكن اللغةَ لم تطاوعني، نعم لقد خذلتْني كعادتها، حاولت الضغطَ على مخيلتي، لم أفلِحْ، لولا صورة الرجل المشرَّد الواقف أمامي، الذي انتشلني من عالمي، لبقيت هكذا بلا مصير، كان منتصبًا أمامي كنخلة مصابة بمرض البيوض، ثياب رثة ممزَّقة، وأسنان صدئة بفعل التدخين، قدماه حافيتان مشققتان، لم ينبِسْ ببنتِ شَفة، بل ظل مسمَّرًا في مكانه ينظر إلى إبريق الشاي والرغيف، أدركت أنه جائع، ربما لم يأكل شيئًا منذ مدة، لمَّا نظرت إليه لمعت عيناه، واتسعت حدَقتاه، يا لها من لغةٍ صامتة دالَّة معبرة، لغة ستفهمها إذا أمعَنْت، ملأت كوب شاي دون أن أعالجه، لم ينتظر حتى أسلمه له، بل انقض عليه كطائر جارح بمجرد أن وضعت الإبريق على الطاولة، ظل يرقب الرغيف، يبتلع ريقه ويمصمص شَفَتَيْه، أيقنت أنه آكِلُه لا محالة، أشَرْتُ إليه بعيني أنْ خُذْه، تناوَله، خطا بضع خطوات وقرفص أمامي مباشرة، ابتلع الشاي دفعة واحدة بطريقة هستيرية غريبة.. ، انتصب واقفًا بسرعة البرق، دسَّ الرغيفَ في جيبه وانطلق كالسهم مخلفًا وراءه كأسًا فارغًا يتصاعدُ منه البخار، لعلها أحلامه... زلزل المشهدُ كياني، أحسست أني السببُ فيما آل إليه حاله، من يدري، فضحايا الخطأ والصدفة كُثُر.. عدت لمفكرتي أرقب بياضها الشهي بصمت وشهوة، أحسست أنها تناديني تتوسَّل إليَّ كفتاةٍ حسناءَ تهمُّ بي... فجأة بدت لي مسخًا مخيفًا شبيهًا بالمشرد، انقبض قلبي فأغلَقْتُها بحركة سريعة، ودسستها في محفظتي، وانطلقت أبحث عن مكان آخر يُسعفني على البوحِ والتَّعبير...


نقلتها لكم

جميلة جداً .. وكأني أعيش القصة من أول سطر فيها حتى آخر كلمة
يا لروعة ما تختار يا تركي !!
أشهد أن ذائقتك متميزة
تحية ..

العنود العلي 11-17-2019 11:00 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي خلف (المشاركة 243236)
من وحي الشارع / مقهى المقبرة


منذ عامين وأنا أقوم بجولة سياحية في مقابر الشرق الأوسط، وذلك ليس حباً في ثقافة الموت، بل لأن ابنتي الصغرى «منيرة» طالبة دكتوراه في الفنون في جامعة طوكيو، يتطلب جانب من بحثها زيارة المقابر!!
ولقد تجولنا معاً في مقابر الصوفيين في مدينة أصفهان، ومقابر البريطانيين في مدينة عدن، ومقابر الفاطميين في دمشق، ومقابر الصوفيين في مدينة «قونيا» التركية، إلى جانب حزمة محترمة من المقامات والأضرحة ومقابر الأولياء الصالحين.
وكانت ابنتي منيرة بعد زيارة كل مقبرة تعتذر لأنها دفعتني للمشاركة في مسلسل الحزن والكآبة.
وعندما كنا نطلب من دليل سياحي أو سائق تاكسي زيارة مقبرة، يقلب سحنته وهو يقول:
- يا ساتر، كنت أتوقع ان تطلبوا زيارة مجمع تجاري أو سوق، لأن معظم الخليجيات يحببن «التسوق»، أما زيارة مقبرة فأمر بعيد عن الترفيه.
ولكي أتجاوز شبح الموت الثقيل الجاثم فوق القبور، بدأت أنظر إلى جماليات مفرداتها الفنية، وكان بعضها قمة في فن الزخرفة الإسلامية وفنون العمارة في الأضرحة، وتلك المرايا الصغيرة اللامعة الأقرب لبحيرات من الكريستال والتي تزين أسقف وجدران الأضرحة.
وفي قلعة علاء الدين في قونيا، بهرني جمال قبور الصوفيين المطعمة بالسيراميك الأزرق.
ولقد أعجبت بتعامل الأتراك مع الموت، ففي مدخل بناية سكنية في ضواحي مدينة «قونيا» شيد قبر لأحد مريدي الصوفية، وحول هذا القبر يلهو الأطفال بدراجاتهم، ويملأ صخبهم المكان، غير عابئين «بعمو» المدفون هناك.
وفي اسطنبول، جلسنا في مقهى شعبي، تحيط به القبور المزينة بزهور «المحمدي» الحمراء، طلبت فنجان كبتشينو، شربتها على روح المرحوم، بينما ابنتي شربت عصير التوت البري، وسألت الجرسون عن سبب فتح مقهى في مقبرة؟ أجابني: إنهم تحت الأرض وضررهم أقل مما هم فوق الأرض، والسياح الأوروبيون يعشقون هذه الأجواء.
وتخيلت قهوة شعبية في مقبرة الصليبخات، بهدف تنشيط حركة السياحة، لكني تذكرت ان كلمة قبر ومقابر من المحرمات وتدعو للفتنة، ولهذا اكتفيت باحتساء قهوتي وتأمل قبر سلطان عثماني مزين بورد «المحمدي» النابض بالحياة.
| ثريا البقصمي
> كاتبة وفنانة تشكيلية

أخي الأستاذ والزميل الرائع تركي خلف
إشتاقك المقهى الثقافي ومنابرك الباهية
في إنتظار ما أكملته هنا من معلومات ثقافية رائعة
تقبل مروري مع فائق التقدير

تركي خلف 11-19-2019 12:20 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 245634)
أخي الأستاذ والزميل الرائع تركي خلف
إشتاقك المقهى الثقافي ومنابرك الباهية
في إنتظار ما أكملته هنا من معلومات ثقافية رائعة
تقبل مروري مع فائق التقدير


ها قد عدت يا آل منابر ويا مشرفتنا المتألقة العنود
أشكرك سيدتي الرائعة على اهتمامك وتثبيت الموضوع
تحياتي لك ربي يحفظك

:Untitled-8:

ناريمان الشريف 11-22-2019 11:26 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
القهوة ..في قفص الاتهام
كم هي مظلومة ..!!
كانوا يقولون للصبية وهم صغار : لا تشربوا القهوة
وكأنها حكراً على الكبار فقط
ولما كبر وصار الصبية شباباً قالوا : إنها منبهة للأعصاب فلا تشربوها ..
وقالوا عنها الكثير

ناريمان الشريف 11-22-2019 11:28 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
القهوة …. في قفص الاتهام
كتب د.محمد سرور في الصحة والحياة

القهوة الساحرة, المكيفة, الرائقة. لا تصحو أنت بدونها, واستفاقتك لا تحلو الا بمذاقها صباحا. كلنا يحب القهوة ,وكثير منا اعتاد عليها في الصباح, والبعض أدمنها وصار يشربها في كل وقت. وحتى لا نفسد على أنفسنا متعة من المتع الجميلة وسهلة التحضير ومنعشة للفكر, سنتحدث ونعلق على بحث حديث ورد الينا من ألمانيا وهو بحث كما عودتكم جاد للغاية, وليس بحثا من أبحاث النشر في الجرائد اليومية, ولكن تم نشره في الدوريات العلمية المشهورة وصاحبة المصداقية الكبيرة.

اشرب قهوتك ….بعد الافطار من فضلك
أكدت خبيرة التغذية الألمانية Orta Brenk أن تناول فنجان القهوة في الصباح على معدة خاوية خطر جدا على صحة الانسان، وذلك لأنها تلحق الاذي بجدار المعدة وتؤدي إلى الشعور بالحموضة أو الحرقان الشديد الذي يتصاعد في الصدر ويشعر الانسان بضيق وتعب شديد. وأضافت الخبيرة أن احتساء القهوة السوداء المحلاة بالسكر في الصباح دون تناول أي طعام قبلها يُعد بمثابة مصدر مسبب للحموضة (السبب المباشر للحموضة هو أي عنصر يتسبب وجوده في زيادة افراز حمض الهيدروكلوريك المركز وهو الحمض الذي تفرزه خلايا المعدة لهضم وتكسير الطعام وقتل البكتيريا والميكروبات) ، فضلاً عن أنه غالباً ما تعجز المعدة عن هضم القهوة بسهولة.

كيف تتجنب الأذى ببساطة….وتستمع بقهوتك صباحا؟
ولتجنب ذلك تنصح Brenk بتناول بعض شرائح الخبز أو البسكويت قبل احتساء القهوة، وكذلك إضافة الحليب إليها (اضافة الحليب تسهم في ترسيب نسبة كبيرة من الكافيين في قاع الفنجان وتخفف من تركيز القهوة) ، وأضافت أنه يمكن للكثيرين هضم قهوة ‘إسبرسو’ الإيطالية الخفيفة بشكل أفضل من القهوة العادية.[clear]

وعن الكمية المناسبة من القهوة يومياً، أوصت الخبيرة الألمانية بأن يختبر كل شخص مدى تحمله للقهوة، قائلة ‘غالباً ما يُمكن لجميع الأشخاص تحمل فنجان إلى فنجانين من القهوة يومياً’. ولكن إذا زادت الكمية عن ذلك، تحذر Brenk حينئذٍ من خطر التعرض للعواقب السلبية للكافيين، مثل الإصابة بخفقان القلب وبنوبات التعرق أو في حالة التعرقالشديد الاصابة بتسمم الكافيين.[clear]

وأشارت أيضا إلى أن شعور الإنسان بآلام في المعدة بعد تناول كوب أو كوبين من القهوة الممزوجة بالحليب، يُمكن أن يرجع إلى إصابته بعدم تحمل سكر الحليب المعروف باللاكتوز، لذا يُفضل أن يستخدم محبو القهوة بالحليب في هذا الوقت نوعيات الحليب الخالية من اللاكتوز وهي متوفرة في المتاجر.

حالات يجب الامتناع فيها عن شرب القهوة
عند الإصابة بحصوات في المرارة أو المعاناة من أعراض القولون العصبي أوحدوث اضطرابات في المعدة مثل الحموضة أو عسر الهضم، أو عند الإصابة بالتوتر العصبي أو اضطرابات النوم (الارق) أو فرط التعرق، تنصح خبيرة التغذية الألمانية حينئذٍ بالاستغناء عن تناول القهوة تماماً. والعرض على الطبيب حتي يؤكد عليك الامتناع عن القهوة تماما أو قد يصرح لك فقط بفنجان الصباح. اذا ألمك ذلك فتذكر أن صحتك غالية وتستحق. [clear] الاعتدال في كل شئ هو الافضل في كل الاحوال.كثرة شرب القهوة من المؤكد أنه غير صحي للانسان ولذلك فاعتدل في شرب القهوة من الان في شبابك حتي تستمتع بها في شيخوختك ولا يمنعها عنك المرض لاقدر الله. متعكم الله دائما بالصحة وتستمعون بقهوة الصباح وتعتدلوا ولا تكثروا.

منقول ..

ناريمان الشريف 11-22-2019 11:30 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
القهوة في البيت لها طعم يختلف عن طعمها في المقهى
وأرى ..
أن كل الأشربة التي نشربها تنزل إلى المعدة
إلا القهوة فإنها تصعد إلى الدماغ
أخي تركي
يطيب لي الجلوس في المقهى .. لأشرب قهوتي على وقع انتقائك للمواضيع الذائقة
شكراً

تركي خلف 11-29-2019 12:51 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 246121)
القهوة ..في قفص الاتهام
كم هي مظلومة ..!!
كانوا يقولون للصبية وهم صغار : لا تشربوا القهوة
وكأنها حكراً على الكبار فقط
ولما كبر وصار الصبية شباباً قالوا : إنها منبهة للأعصاب فلا تشربوها ..
وقالوا عنها الكثير

كلمات جميلة أستاذتي
مشكورة ربي يحفظك

تركي خلف 11-29-2019 12:53 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

أدمنت المقاهي
ومشاهدة المارة كل مساءِ
عندما يغرق الكون في سباتِ
تنبض هنا الحياة باستمرار
أجلس في مكاني
كأني لا أبالي
و بين يدي صحيفة..
و بضعة أشعارِ
أختبئ خلفها كي لا يراني
وهنا
تمر الساعات كالثواني
بين من يصرخ
ومن يبادرني بالابتسامِ
وبين الأصواتِ والدخانِ
تختفي الأوجه
تصير حلما بأولِ نيسانِِ
إليها تنتهي الطرق القريبة/البعيدة
يأتيها التائهون من كل مكانِِ
هي وطننا الصغير
حيث الكل يخط اسمه على الجدارِ
فهو لا يشتكي..لا يعترض
لا يبوح لغيرك بالأسرارِ
كثيرة هي المشاهد
قليلة هي الكلمات
فاحمل قهوتك صامتا
و امضي معي
من هنا
سيبدأ ..حديث المقاهي..

منقول

ناريمان الشريف 11-29-2019 07:09 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
العلاقة الخاصة بين الأديب والكاتب نجيب محفوظ والمقاهي ليست قائمة على أنها من جذبته إليها بقدر قيامها على أن الأديب الكبير أسهم في صنع كل هذه الجاذبية والخيال حول المقاهي، التي تحوَّلت على يده وأدباء آخرين من مجرد مكان يلتقي فيه إناس لاحتساء الشاي والقهوة وتدخين الشيشة فحسب، إلى أيضًا مقر عقول مدبرة يمكنها تغيير مجرى الحياة السياسية والثقافية في مصر، وارتبط اسم "القهوة" بالشعراء والمثقفين، وكذلك المتمردين على النظام وأهل اليسار والمعارضين للأمر الواقع، والثائرين ومن يريدون تغييره.

ناريمان الشريف 11-29-2019 07:10 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
كان محفوظ من أبرز الأدباء، الذين ارتبطت أسماؤهم بالمقاهي، وأدمن هذه العادة، منذ كان صغيرًا يرافق والده في الذهاب إلى مقهى "الكلوب المصري"، ليستمر في التنقل، بعد أن كبر، بين الكثير من "القهاوي" محافظًا على تلك العادة حتى شيخوخته، لدرجة أنه لم يذكر أحد أنه زاره في منزله سواء من أصدقائه أو معارفه إلا في سنواته الأخيرة، حينما أقعده المرض، وتحول الجلوس في المقهى من طقس إلى رحلة نابعة من حنينه إلى الماضي وذكرياته حول جلساته مع أصدقائه.

وينقل كتاب "مقاهي نجيب محفوظ في الذاكرة" للتونسي رشيد الذوادي، عن محفوظ، حكاية بداية تعلقه بالمقاهي: "أثناء الدراسة الثانوية ذهبت مع أصدقائي إلى قهوة (قشتمر)، وكنا نتنقل بينها وبين قهوة مقابلة لها اسمها (إيزيس)، ثم تجرأنا بعد ذلك، وجلسنا في قهوة (عرابي)، التي كان يرتادها الكثير من الأكابر في ذلك العصر، ثم نزلنا بعد ذلك إلى الحسين فكانت قهوة (الفيشاوي)، ثم في النهاية تلك القهوة التي سموها باسمي، وقد كانت في الأصل خرابة تابعة لهيئة الآثار، وحولها أحد المهندسين بعد حصولي على نوبل إلى تلك القهوة الأنيقة الموجودة الآن".

ناريمان الشريف 11-29-2019 07:14 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
ونقل محفوظ جلسات المقاهي بدقة حواديتها وطبيعة روادها وأصحابها من مختلف المشارب والأهواء والميول، إلى أدبه، فكان للمقهى حضورًا في روايته "زقاق المدق" (1947)، وكان يسمّى "عش البلبل"، حيث اعتاد أن يجلس يوميًا داخله، وأمامه كومة من الأوراق البيضاء، يتفحص المارة ويسرح معهم في حكايتهم ليعود إلى منزله، وقد سطر أوراقه، بحكايات من نبض الشارع، تحولت في النهاية إلى رواية وفيلم حامل لاسمها.

وكتب الأديب روايات حملت أسماء مقاه أحب جلساتها، مثل "قشتمر" (1956)، التي تحكي قصة 5 رجال جمعتهم الصداقة منذ الطفولة في العباسية، وكان يجمعهم مقهى أخذ عنه اسم الرواية، مهما دارت السنوات بهم، كما مثّل المقهى نقطة انبعاث أحد أهم رواياته "الكرنك" (1974)، ويقول الغيطاني إنه أتته فكرتها في المقهى، حينما رأى حمزة البسيوني، قائد السجن الحربي في عهد الرئيس جمال عبد الناصر (عزله وحاكمه)، يدخل المقهى في انكسار دون حرس.

ناريمان الشريف 11-29-2019 07:15 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
مقاهي محفوظ لم تكن في القاهرة فحسب، الإسكندرية أيضًا كانت شاهدةً على جلساته بين أروقة بعضها، مثل "بترو" و"تريانون"، و"أتينيوس" المواجه لعمارة "ميرامار"، ذات الزخارف العتيقة الممزوجة بإبداعات فنون الطرازين الإسلامي والإيطالي، والتي زادها النجيب خلودًا، حينما كان يجلس يتمعن في سحرها، حتى أتاه وحي الكتابة، الذي ألهمه ومنحنا رواية تحمل نفس اسم العقار من رحم بُنات أفكاره عام 1967 قبل الحرب وبعد ثلاثية القاهرة.

وهناك مقاه أخرى ارتبطت باسمه، منها مقهى "علي بابا" الذي يطل على ميدان التحرير، حيث اعتاد أن يرتاده في الصباح الباكر ويجلس في طابقه العلوي متأملًا الميدان الفسيح من النافذة وهو يرتشف قهوته، ويطالع صحف الصباح، ليزداد المقهى شهرة وحركة، وخاصةً بعد حصوله على نوبل.

لا نظن أن أدب نجيب محفوظ سيكون بالثراء، الذي هو عليه لولا مقاهيه التي كانت من بين الأركان الأساسية في رواياته وأدبه، باعتبارها جزءًا رئيسيًا من الحارة الشعبية المصرية التي أخذ عنها حكاياته، وباعتبارها مكانا لدراما حية ومتفجرة بالمأساة والكوميديا في آن واحد، خلّد محفوظ أسماء الكثير منها في أعمال ستظل خالدة.

ناريمان الشريف 11-29-2019 07:16 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
يكشف العالمي سر تعلقه بالمقهى في "المجالس المحفوظية" لـجمال الغيطاني، ويقول: "إنه المكان الذي كنت ألتقي فيه بأصدقائي، وبعد ذلك مكان التقاء المثقفين والأدباء بعد أن اشتغلت بالأدب، وقد أجلس فيه لأتأمل من يمرون في الشارع أمامي، وفي بعض الأحيان المكان الذي كنت أدخن فيه الشيشة، التي لا أستطيع تدخينها في المنزل، كان بإمكاني أن أمكث مع الشيشة يومًا بأكمله.. في الحالة الأولى كان رفيقي في المقهى هم الأصدقاء، وفي الحالة الثانية كان الأدباء، وفي الثالثة كان المارة في الشارع، وفي الرابعة كانت الشيشة، وفي بعض الأحيان كانوا يجتمعون في جلسة واحدة".

كان المقهى عالمه الخاص، الذي استمد منه حكاياته، وبنى عليه رواياته، يقول: "المقهى يلعب دورًا كبيرًا في رواياتي، وقبل ذلك في حياتنا كلنا، لم يكن هنا نوادٍ، المقهى محور الصداقة، في البداية اتسع لنا الشارع، حتى تجرأنا على المقهى، عرفتُ المقهى في سن مبكرة، وأشهر مقهى جلسنا فيه (الفيشاوي) ثم (عرابي) ومقهى (زقاق المدق) و(الفردوس) و(ركس) و(لونا بارك) افتتحناها، كان فيه شيشة مُعتبرة، كنا نشرب الشيشة، ونحتسي بعض كؤوس الويسكي، ونستمع إلى أم كلثوم، آه.. ذكرتني بمقهى (أحمد عبده)، الذي ذكرتُه في الثلاثية، كان (كمال) يلتقي فيه بصديقه (فؤاد الحمزاوي)، هذا المقهى كنت أحبه، الحقيقة أنا من سميته (أحمد عبده)، لا أذكر اسمه الحقيقي".

العنود العلي 11-30-2019 01:37 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
أنا صديق المقاهي
والذكريات الأليمه،

كل الدروب اتجاهي
وكل الشوارع عتيمه ،

محتاج قهوه و شاهي
وريحة رسايل قديمه !
شاعرها

العنود العلي 11-30-2019 01:43 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
المقاهي السبب ..
طرائف عن القهوة :
يحفل التاريخ بالعديد من الحوادث الطريفة المتعلقة بالقهوة ولعل أشهر تلك الحوادث مايلي:
1- صدر قانون تركي يعتبر رفض الزوج تقديم القهوة لزوجته سببا للطلاق.
2- إعلان الأطباء الفرنسيين في القرن السابع عشر أن القهوة والشاي يشلان عمل الأرواح التي تسبب النوم في الجسم وبذلك يحصل الأرق ويجف الدم ويصاب الجسم بالهزال حيث تخوف الأطباء من داء يفني سكان مارسيليا.
3- حارب السلاطين العثمانيون هذا المشروب باعتباره سببا لتجمع الناس في المقاهي وتداول الأمور في السياسة مع الأخذ بالاعتبار أن أول مقهى بتركيا أسسه العرب.
4- في السويد طلب الملك جوستاف أدولف رأي الأطباء في القهوة والشاي فقالوا أنهما من المواد السامة لكن لم يصدق الملك تلك الرواية وأمر بإعطاء شخصين محكومين بالإعدام قهوة وشاي طيلة فترة الحياة وعاش المحكومان أكثر مما عاش الأطباء المشرفون عليهما فاعتقد البعض أن القهوة تطيل الحياة

العنود العلي 12-01-2019 02:45 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

المقاهي الشعبية.. رحلة تغير.. وقودها الزمن ودافعها معطيات الحياة
استطلاع - المدينة

a a
اشتهرت مدن المملكة في السابق بوجود المقاهي التي كانت تمثل أمكنة للتسامر وتبادل الثقافة، فكان سكان الأحياء يتجمعون فيها بعد صلاة المغرب للتداول في أمور حياتهم والاستماع إلى قصص (الحكواتية) الشيقة. وكان كل رواد تلك المقاهي يعرف بعضهم بعضًا. أما الآن فقد اختلف الوضع، وأصبحت المقاهي غير ما كانت عليه في السابق، فقد اختفت شخصية (الحكواتي) وحل محلها التلفزيون، وأصبح كثير من الشباب يرتادوها بغرض مشاهدة المباريات والأفلام، فماذا بقي من السابق في هذه المقاهي؟ “الرسالة” حاولنا الإجابة على هذا السؤال من خلال الاستطلاع التالي:

تواصل اجتماعي
بداية يحكي العم محمد بن أحمد البهلول، وهو أحد السكان القدامى في حارة الشام، أقدم الحارات في مدينة جدة، ويصف كيف كانت المقاهي قديمًا، وكيف أصبحت الآن في الوقت الحاضر قائلًا: “كان معظم سكان حارات جدة وهذه الحارة بالذات من أصحاب الحرف كالنجارين والبنائين وغيرهم، فكانوا بعد الانتهاء من أعمالهم في فترة النهار يجتمعون في المقهى ويجلسون بصورة معينة، فعمال البناء لهم مركاز (جلسة) معينة وأصحاب النجارة لهم مركاز معين، وهكذا تتقسم المقهى، وكانت جدة بشكل عام والمقاهي بشكل خاص تعرف بالأشخاص الذين يجلسون فيها، ولم يكن للمقهى اسم معين تشتهر به بين الناس الذين يجلسون عليها. وأوضح البهلول أن التلفاز لم يكن قد ظهر في ذلك الوقت، وإنما كان يوجد جهاز الراديو في كل مقهى من المقاهي الموجودة في جدة تلك الأيام، ويقول: بالتالي لم يكن يوجد هدف معين من الذهاب إلى المقهى غير التواصل الاجتماعي البسيط، حيث يتحدثون في قصصهم اليومية وأحداثهم التي تصادفهم خلال عملهم اليومي، وكان الحكواتي هو الشخص الأهم في المقهى، وكان يسرد القصص والأساطير مثل عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي التي تثقف الناس وتعلمهم الحكمة، وليستفيدوا من وقتهم.

الحكواتي
وبدوره يقول العم زاكر محمد وهو أحد النجارين القدامى في المنطقة التاريخية بمدينة جدة: في السابق كنا نذهب لمقهى (العزي) وهي من أقدم المقاهي في مدينة جدة وكنا نجلس مجموعة مع بعضنا البعض، وكنا نشرب براد الشاي (بقرش) واحد فقط، وكنا نجلس على الكراسي العربية التي تصنع باليد، ونجتمع أربعة إلى خمسة أشخاص، وبعد ذلك يذهب كل إلى حال سبيله، وقد تكون هنالك أحيانًا جلسات متعددة مع من يسمعوننا الأهازيج القديمة ومنهم من يحكي لنا الأساطير المشوقة، ثم يأتي وقت صلاة العشاء، ونصلي ثم يذهب كل منا إلى بيته، وهكذا كانت طبيعة جلساتنا في المقاهي القديمة.
وأضاف قائلًا: “أكثر رواد المقاهي في الأيام تلك كانوا من شباب الحارة ومن شباب الحارات المجاورة لنا، وكنا نجتمع ونستمع لأحداث اليوم من شباب الحارة الكبار وماذا حدث لهم في خلال يومهم العملي، وبعد ذلك نستمع إلى الحكواتي الذي يبدأ في سرد قصص أبو زيد الهلالي وسيف بن ذي يزن وعنترة بن شداد، ونحن نستمع على شكل مجموعة إلى هذه القصص التي تنتهي بطريقة مشوقة حيث يقف الحكواتي في نقطة مثيرة، وهكذا نجتمع في اليوم التالي بشوق لنسمع ما تبقى منها في المقهى”.
من جانبه أوضح العم حامد محمد أمين صاحب محل في حي البلد الفرق بين المقاهي في الماضي والحاضر قائلًا: “يوجد هنالك اختلاف كبير بين المقاهي في الوقت الحاضر والأيام القديمة لحواري جدة، وهو اختلاف ملحوظ، فقد كانت هذه المقاهي مكانًا لاجتماع سكان ورواد أهل الحارات، وبالذات أصحاب الأعمال الحرفية، فكانوا يجتمعون من بعد المغرب حتى بعد العشاء بقليل ثم يذهب كل إلى بيته، ولم يكن في تلك الأيام تليفزيونات أو مباريات، ولم يكون هنالك سوى الراديو لنسمع فيه بعض الأخبار والأغاني القديمة، وأيضًا يذهب الشخص الى المقهى في الماضي أيضًا ليشاهد الأشخاص الذين يود أن يسامرهم، ويسمع منهم الأخبار التجارية والاجتماعية وأخبار الذين أتوا من الحج أو العمرة؛ ليعلم أخبار البيت الحرام وضيوفه من المعتمرين والحجاج.

مقاهي اليوم

من جانبه يوضح عبد الله القحطاني (صاحب مقهى) التفاوت والفرق بين المقاهي في الماضي والحاضر قائلًا: “المقاهي في الوقت الحاضر ليست مثل المقاهي سابقًا هذا شيء معروف وملحوظ، وهنالك فرق واضح، فالمقاهي القديمة كانت تضم أهل الحارة الواحدة فقط لا غير، أما الآن فقد اختلف الوضع بشكل كبير جدًا، ففي بعض المقاهي شمال جدة نجد أن روادها ليسوا من أهل الحي بل من خارج مدينة جدة، وكل يوم يختلف رواد المقهى عن اليوم الذي سبقه، وأصبحت الجلسات في هذه المقاهي في معظم الأحيان لتداول المصلحة فيما بينهم وقد اختلف معنى المقاهي والهدف منها عما كانت عليه في الماضي، والهدف الذي يجعل الترابط الاجتماعي قوي بين أفراد المجتمع، ولا أقول إنه لا توجد مقاهي مثل المقاهي القديمة فهي موجودة، لكنها نادرة جدًا وتعد على أصابع اليد، وأصبح الهدف من هذه المقاهي ترفيهيًا بعد أن كان اجتماعيًا”.

فتيحي: المقاهي كانت تشكل بعدًا اجتماعيًا وتحل فيها مشكلات الحارة

من جانبها قالت الأستاذة مها فتيحي عضو مركز السيدة خديجة بنت خويلد: المقاهي في الماضي كان يرتادها الرجال فقط، وبالتالي كانت مكان تجمع أهل الحارة حيث يمضون فيها بعض الوقت؛ ليتعرفوا على بعضهم، وإذا كانت هناك بعض المشكلات في الحارة فإنها تطرح للنقاش في هذه المقاهي، ويبدأ الحضور في وضع الحلول لها”.
وأضافت فتيحي قائلة: المقاهي أصبحت تأخذ الجانب الترفيهي أكثر من الاجتماعي بعكس المقاهي القديمة، أما الآن فهذه المقاهي لا تحقق تواصلًا اجتماعيًا، ففي السابق كانت المقاهي أماكن لاجتماع أفراد المجتمع بطريقة بسيطة ومن غير تكلف ومن غير أن يكون هناك أي التزام بمناسبة معينة، كذلك كان يوجد من يعرف بالحكواتي، فكان يؤدي عملًا يعود بالفائدة على مرتادي هذه المقاهي.
وختمت فتيحي بالقول: هناك مقاهي في مصر ذات شهرة عالمية مثل (مقهى الفيشاوي) و(مقهى نجيب محفوظ) وبالتالي فإن معظم الكتاب والأدباء الكبار كانت لديهم مقاهي معينة يرتادونها؛ وبالتالي يتعرف عليهم الناس بشكل متواضع وبسيط ومختلف عن وجودهم في الأندية الأدبية التي كانوا يشاركون فيها.

..وشباب يدافعون عن المقاهي ويقولون: إنها ملاذهم الوحيد
وطافت الرسالة على بعض المقاهي والتقت بعض الشباب الموجودين بها، وسألتهم عن أسباب مواظبتهم على الحضور للمقاهي، فأجابوا بالتالي:
ضغوط الحياة
يرى الشاب تركي عبدالله أن الذهاب إلى المقهى في هذه الأيام تنفيس عن النفس ويقول: “من المعروف أن الشباب ليست لديه أماكن متوفرة يتجه إليها وخصوصًا في أوقات الإجازات، وليس أمامهم إلا الذهاب إلى المقهى ومع ضغط الحياة اليومي ليس أمامنا حل سوى الذهاب إلى المقهى لمشاهدة الأفلام وشرب الشاي”.

الملاذ الوحيد
ويوافقه الشاب نايف عمودي الذي يؤكد أن المقهى أفضل الأماكن للمشاهدة قائلًا: “عندما لا نستطيع أن نشاهد بعض القنوات الرياضية المحتكرة أو الأفلام فهنا لا يوجد حل إلا الذهاب إلى المقهى، الذي لا يقول للشباب: (ممنوع الدخول) ليكون هو المكان الاجتماعي الذي يجمع الشباب ويوفر لهم ما يريدون”.

العنود العلي 12-08-2019 04:23 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
المقاهي لا غنى عنها

المقهى، هذا المكان الذي دخل في عادات البشر وتقاليدهم؛ حتى إنَّه أصبح عند الكثير منهم واجبًا يوميًّا لا غِنَى عنه.

من هذا المنطَلَق؛ اكتسَتْ هذه المسألةُ أهميَّتها؛ من حيث تأثيرها وانعكاسها على حياة الإنسان؛ فكان واجب النظر إليها وتأملها، والسعي إلى وضعها في إطارها وحجمها المناسب والصحيح - أمرًا أساسيًّا وضروريًّا.

وحيث إن تعريف المقهى كفيلٌ بأن يجعلنا نفهم ماهيَّته، ومدى علاقة الإنسان به.
فالمقهى: هو محلٌّ به أماكن ومقاعد وطاولات يجلس عليها أصحاب الحِرَف، ويقدم مشروبات معيَّنة؛ مثل: القهوة والشاي، وصنوف من العصير والمشروبات الغازية، أو بعض المرطبات.

وما يدفع إلى التَّساؤل هو: ما حاجة الإنسان إلى المكوث والجلوس في المقاهي؟!
والجواب على ذلك واضحٌ وجليٌّ؛ قد يكون للاستراحة بعض الوقت، وقد يكون لغاية شرب مشروبٍ معيَّنٍ، وقد يكون بمناسبةٍ أو سببٍ أو ظرفٍ ما.

ولكن ما يلفتُ الانتباهَ ويدفع إلى التفكُّر والنظر من زاوية هذه المسألة: هو تحوُّل المقاهي عند بعض البشر إلى مكانٍ لتمضية الوقت وإضاعته، فيكون مكانًا للمكوثِ فيه مطولًا؛ بل ومكانًا لتعاطي المَيْسِر واللَّهو والمجون.

من ذلك كان من المهم أن يعي الإنسان جيِّدًا مدَى العلاقة التي يجب أن تكون بينه وبين المقهى، فلا يتحوَّل بذلك إلى مكانٍ لتضييع الوقت وإنفاقه فيما لا فائدةَ ولا طائلَ منه؛ بل وبؤرة للإزعاج والإقلاق، والضجيج والانحراف، والانفلات وعدم الأمن، والتنظيم العمراني.

إذًا خروج الإنسان من العلاقة العادية والطبيعية مع المقهى باعتباره مكانًا ومحلًّا للاستراحة وشرب مشروبٍ ما، أو أكل مرطبٍ ما، أو بسببٍ ما، أو بمناسبةٍ ما، إلى العلاقة غير الطبيعية بينه وبين المقهى؛ فيكون مكانًا لإضاعة الوقت وتمضيته، ومكانًا للهو واللعب، والمجون والانحراف - مدعاةٌ إلى طرح وبحث عديد من التساؤلات، لعلَّ أهمها:
ما الذي يدفع الإنسانَ إلى إهدار وتمضية وقته في المقاهي، وفي جلساتٍ لا طائلَ له منها؟!

ما هي الدَّوافع والأسباب التي تدفعه إلى ذلك؟!
أمرٌ التفكيرُ فيه وطرحه في الأذهان قد يُنبِّهنا إلى أمورٍ قد تكون هي في الأصل الأسباب التي إن غيَّبها الإنسان فيه، ولم يُعرِها الشأن الذي تستحقُّه من التفكير والتأمُّل والطرح - تجعله يقع في مأزقٍ وإشكالِ الفراغ، والسعي إلى إهدار الوقت.

وهما: العمل والعبادة، أو تساؤلات العقيدة والوجود.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحَّة، والفراغ))

العنود العلي 12-10-2019 03:45 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
يقول أحد المدمنين على المقاهي
أنا صديق المقاهي
والذكريات الأليمه،

كل الدروب اتجاهي
وكل الشوارع عتيمه ،

محتاج قهوه و شاهي
وريحة رسايل قديمه !

العنود العلي 12-10-2019 03:50 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
المساجد بعضها فارغ من المصليين ،
والمقاهي ممتلئة بالگثير من البشر
المشجعين لگرة القدم ، يالها من گارثة
ياسر

العنود العلي 12-10-2019 03:59 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
لا لهو .. لا عبث .. لا إهدار للوقت
بعض الأماكن أعلنت عليها خصاما أبديا
تغيرت في حياتي بعض المقاهي
ف أدركت أن التجارب تعلمك من تحب !
و المواقف تعلمك من يحبك ..
و أن الوضوح الشديد سيء ..
و الغموض مطلوب ..!
كما أيقنت أن خلف بعض الوجوه قناع ..
و لكل إبتسامه ألف معنى ..
و خلف كل سكوت عذر ..
و لكل حنان قسوه ..
و لكل قلب طيب ألف صدمه ..
كما علمتني أن أجعل مسافة أمان مع من حولي ..
ف إن لم نتفق على الأقل لا نصطدم ..
و ان التغافل رحمه ، كما أن النسيان نعمه ..
الحياة لا تؤلمنا عبثاً ..!!
تؤلمنا لنكبر لنتعلم و لتعلمنا أبجدياتھا ..
علمتنا حجم كل شخص في حياتنا ..!
و أن لا نصدق كثيراً ولا نثق كثيراً ..
لأننا قد نتعب كثيراً خلف تلك الحقائق ..!
أخبرتنا الحياة ب أن لا شيء يبقى..
ولا حتي هي ستبقى و أننا سننتهي..
وسينتھي كل شيء يربطنا بھا
كلام سليم

العنود العلي 12-25-2019 03:48 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
تقول نعمة الجامع

ما أجملها من جلسة حين تكون برفقة كتاب وكوب من القهوة، وتكون أجمل حين تكون مع رفقة طيبة ذات عقول نيرة، ويكون هذا اللقاء في مقهى ثقافي.

هذه مجرد أفكار تداعب خيالي مؤخرا، خاصة أني من عشاق الكتاب والقهوة، ومن محبي الثقافة والفن.

المقاهي الثقافية ليست وليدة اللحظة، إنما هي إرثٌ قديم ومحصلة عظيمة، ونقطة تجمّع لأهم كُتاب وأدباء العصر الحديث، أمثال نجيب محفوظ والعقاد وبدر شاكر السيّاب والجواهري، الذين أسهموا بفكرهم في تغيير المشهد الثقافي العربي.

والآن، وبعد ما تم مؤخرا اعتماد رؤية وزارة الثقافة، أرى من المناسب طرح مثل هذه الأفكار، إذ يكون المقهى الثقافي عبارة عن مجلس أدبي مصغّر، يضم نخبة من أصحاب الذوق الرفيع من الأدب والفكر والفن، بأسلوب عصري يتماشى مع طبيعة المجتمع، ويكون الهدف منه طرح الأفكار الابداعية، وخلق صورة ثقافية معاصرة بنموذج حديث، وإظهار الهوية الثقافية للدولة.

ومع مرور الوقت تصبح هذه المقاهي من أهم المعالم السياحية ذات العائد الاقتصادي، بشكل يعكس ثقافة المجتمع وفكره، وتكون الملتقى الذي يتعرف خلاله على الأدباء والمثقفين في جلسة تجمع بين المرح والمعلومة والشغف، فكما يقال الأشباه تتجاذب.

وجود المقاهي الثقافية سيساعد في تغيير تلك الصورة النمطية عن المثقف في مجتمعنا، فالبعض يرى المثقف في صورة صاحب النظارة السوداء، والشخصية الانطوائية التي لا تعرف أحدا، وقد لا يعرفها أحد.

كما أن هناك من لا يفرق بين المتعلم والمثقف، وهذه تعدّ في حد ذاتها أزمة.
فلا مجال للمقارنة أبدا، وعند الحديث عن هذا الموضوع تجد أننا كلنا متعلمون، ولكن لسنا مثقفين بالدرجة نفسها، فالثقافة درجات واختلافات.

المتعلم يعلم ضمن تخصصه، أما المثقف فهو يعرف من كل شيء شيئا، ويطبق كل شيء، وعنده رغبة مستمرة وفضول خلّاق لمعرفة المزيد. لذا، أرى أن الثقافة أعم وأشمل من التعلم.
خلاصة القول، إن كل مثقف متعلم، ولكن ليس كل متعلم مثقفا.

لذا تعدّ فكرة المقهى التفافي فرصة مناسبة للتعرف على المثقفين والمفكرين والفنانين بطريقة صحيحة، خلال تخصصاتهم وأعمالهم، وليس خلال حساباتهم الشخصية، وخلق مفهوم جديد للتعرف على الآخرين، خلال ما يملكون من أفكار وليس ما يملكون من أرقام، وقد تعد وسلية لطرح منصات جديدة بعيدة عن ساحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت سماء تملؤها الثرثرة الفارغة، وأرضا تعجّ بمعارك كلامية ومشادات لفظية تارة بأسلوب شخصي، وأحيانا بأسلوب رجعي.

لذا، أرجو اعتماد فكرة المقهى الثقافي، وأن تكون مسميات هذه المقاهي بأسماء الأدباء والمثقفين السعوديين، كنوع من التذكير لمن رحل والتكريم لمن بقي.
الوطن أون لاين

تركي خلف 12-29-2019 10:36 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 248150)
لا لهو .. لا عبث .. لا إهدار للوقت
بعض الأماكن أعلنت عليها خصاما أبديا
تغيرت في حياتي بعض المقاهي
ف أدركت أن التجارب تعلمك من تحب !
و المواقف تعلمك من يحبك ..
و أن الوضوح الشديد سيء ..
و الغموض مطلوب ..!
كما أيقنت أن خلف بعض الوجوه قناع ..
و لكل إبتسامه ألف معنى ..
و خلف كل سكوت عذر ..
و لكل حنان قسوه ..
و لكل قلب طيب ألف صدمه ..
كما علمتني أن أجعل مسافة أمان مع من حولي ..
ف إن لم نتفق على الأقل لا نصطدم ..
و ان التغافل رحمه ، كما أن النسيان نعمه ..
الحياة لا تؤلمنا عبثاً ..!!
تؤلمنا لنكبر لنتعلم و لتعلمنا أبجدياتھا ..
علمتنا حجم كل شخص في حياتنا ..!
و أن لا نصدق كثيراً ولا نثق كثيراً ..
لأننا قد نتعب كثيراً خلف تلك الحقائق ..!
أخبرتنا الحياة ب أن لا شيء يبقى..
ولا حتي هي ستبقى و أننا سننتهي..
وسينتھي كل شيء يربطنا بھا
كلام سليم


شاكر لكِ وشكرآ لا تكفي سيدتي لإضافاتكِ السخية التي منحت المقهى الثقافي رونقآ وجمالا .. تحية لكِ ربي يسعدك ويوفقك

:Untitled-3::Untitled-9::Untitled-3:

العنود العلي 01-02-2020 03:22 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
في ركن المقهى... دائم الحضور..
يقتات على بقايا الأمل..دون أن يستكين..
طيب ولئيم..قبيح و وسيم..طويل..وإن بدا للعابرين..قصير..

العنود العلي 01-02-2020 03:24 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
في هذا الركن من المقهى
اجلس متأمل في وجوه الحاضرين
فربما اجد من يشبهك
ربما اجد صوتاً رقيقاً يحمل نبراتك
لا وجود لك في الوجوه
لا حضور للملامح
يااااااه
لا اجد لك شبيهة في المقهى
علي التمعن في المارة ربما
ما اقسى الانتظار
علي ان ارتشف
من فنجان قهوتي
قبل ان تبرد
وعلى النظر في دوائر
الكوب
ربما اجد وجهك
مرسوم عليها
احبك كثيراً
واحب
ان ارتشف
قهوتي
فنكهتا
تشبه نكهتك

العنود العلي 01-02-2020 03:39 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
شعرت بنوبة اختناق

فتحت الباب بعنف
هرولت باتجاه المقهى

ارخيت جسدي المُتعب على الكرسي
ارتشفت قهوتي

عجباً .. رغم سكرها الزائد
الا انني تذوقت علقم مرارتها ..!

عبدالكريم المنصور 01-06-2020 10:38 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
فضلاً…
فنجان قهوة قاتمة
مُصابة بـ نوبة خمول وتكاسل
راكدةً في خضوع
الخذلان
فضلاً أريد أن أرى… الليل مكان "

تركي خلف 01-19-2020 12:19 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم المنصور (المشاركة 249902)
فضلاً…
فنجان قهوة قاتمة
مُصابة بـ نوبة خمول وتكاسل
راكدةً في خضوع
الخذلان
فضلاً أريد أن أرى… الليل مكان "

يا سلام على كلماتك المصاغة بمزاج عالي سيدي ... نورت المقهى ربي يجعلها زيارة دايمة .. حياك الله أخوي عبدالكريم ويا هلا بيك
:espresso::Untitled-1:


الساعة الآن 06:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team