منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   حين زارت أغاثا كريستي سوريا (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=29427)

ياسر حباب 12-23-2021 01:12 AM

حين زارت أغاثا كريستي سوريا
 
حين زارت أغاثا كريستي سوريا وتعرفت إلى أرستيد
جاءت “كريستي” مع زوجها عالم الآثار للتنقيب في شمال وشرق “سوريا”، وتحكي في بعض فصول مذكراتها في “سوريا” و”العراق” تحت عنوان ( تعال قل لي كيف تعيش )، عن ملاحظاتها وماشهدته في رحلتها تلك التي أبدت فيها إعجابها بـ”تدمر” عند وصولها المدينة قائلة: «ها هي ذي “تدمر”، في هذه النقطة يكمن سحرها على ما أظن. في جمالها القشدي الأهيف الذي ينتصب بسحر وسط الرمال المحرقة، إنها مدينة فاتنة رائعة لا تصدق، مشهديتها الساحرة تلك الجديرة بأن تكون جزءاً من حلم، بلاط ملكي ومعابد وأعمدة خربة.. لم أستطع يوماً اتخاذ قرار حاسم حول ما أظنه في “تدمر” إنها تتمتع على الدوام بذلك الطابع الحلمي الذي تكتشفه فيها من النظرة الأولى، وقد جعلها الألم في رأسي وعيني تبدو، أكثر من أي وقت مضى، خيالا محمومة! إنها ليست حقيقية – ولا يمكن أن تكون حقيقية».
بين حملات التنقيب في “القامشلي” و”الحسكة” و”دير الزور” و”جرابلس” كانت مدينة “حلب” نقطة راحة ونقاهه للروائية الشهيرة كلما سنحت لها الفرصة، فتزور حماماتها وأسواقها ومتاجرها من أجل شراء احتياجاتها قبل الذهاب إلى المناطق الصحراوية.
من أبرز الحكايا التي دونتها وخلدتها “كريستي”، قصة السائق الأرمني “أرستيد” وفيها تقول: «”أرستيد” لم ينشأ، في الواقع، في كنف قومه، إذ نمر، في أحد الأيام، بالقرب من جماعة من البدو، فيحيونه، فيرد لهم التحية ملوحا بيده وهو يصرخ بتأثر، ثم يشرح لنا الأمر: هذه عشيرة “عنزة” التي أنتمي إليها، فيسأله “ماکس”: كيف ذلك؟، فيبدأ “أرستید”، بصوته الرقيق السعيد وابتسامته المشرقة الجميلة، في رواية قصته، إنها قصة صبي صغير في السابعة من العمر رماه الأتراك مع أسرته والعديد من الأسر الأرمنية الأخرى أحياء في حفرة عميقة وسكبوا القار فوقهم وأضرموا فيهم النار، احترق والده وأمه وشقيقتاه أحياء- في حين بقي “أرستيد” الذي كان تحتهم، على قيد الحياة عندما غادر الأتراك عثر عليه، في وقت لاحق بعض عرب “عنزة”، فأخذوا الصبي الصغير معهم وضموه إلى عشيرتهم وربوه کعربي يأخذونه في حلهم وترحالهم».
عاشرت “كريستي” جميع مكونات المجتمع السوري عن قرب أثناء التنقيب في “تل براك” و”تل شاغر بازار” و”جرابلس”، وكتبت انطباعاتها قائلة إن «القرى الكردية والعربية في هذا الجزء من العالم متماثلة عدداً، وهم يعيشون الحياة نفسها وينتمون إلى الدين نفسه»، وتضيف أن «النسوة العربيات متواضعات على الدوام ومنكمشات على ذواتهن ويشحن بوجوههن بعيداً عندما تتحدث إليهن وإن نظرن إليك، فعن بعد، وإن ابتسمن، فبخفر ثم يلتفتن بعيدا. ملابسهن المتواضعة سوداء أو ذات ألوان قاتمة. ولا يمكن لامرأة عربية أن تتقدم من رجل وتخاطبه»!.
وتقارنها بالمرأة الكردية قائلة: «أما المرأة الكردية، فلا ريب أنها كالرجل تماما، إن لم تكن أفضل! فهن يغادرن بيوتهن ويمازحن أي رجل ويتمتعن بود كبير. ولا تتردد المرأة الكردية في مخاشنة زوجها الأمر الذي يصدم بعض عمالنا القادمين من “جرابلس” الذين لا يعرفون الأكراد جيدا»، سيدة الجريمة والغموض، تضيف إن النساء الكرديات يتميزن بأثوابهنّ ذات الألوان الفاقعة، كذلك «يتمتعن بوجوه برونزية ملامحها منتظمة ووجنات حمراء وعيون زرقاء عادة».
يذكر أن “كريستي” كاتبة إنكليزية، اشتهرت بكتابتها نحو 66 رواية بوليسية، و14 مجموعة قصيرة من القصص، ولدت في 15 سبتمبر 1890 وتوفت في 12 يناير 1976، وقد ذاع صيتها على مستوى العالم ووصفت بأنها “ملكة الجريمة”.

ياسَمِين الْحُمود 12-23-2021 10:56 AM

رد: حين زارت أغاثا كريستي سوريا
 
استوقفتني " تدمر" موطني الثاني
كنت قد زرتها كثيرا لذلك جادت قريحتي بهذه الأبيات الارتجالية
اقبلوها كما هي ..

وأطلت من كوى أعمدة
تتباهى بجلال غابر
شمخت تيجانها فوق الذرا
تتصدى للزمان الغادر
هذه تدمر من خلف الربا
تتجلى فتنة للناظر
واحة فيروزة في خاتم
مترف الصنع يتيم نادر
كيف أنساك وفي جفني المنى
زهو أيام الشباب الباكر
موطني يا مطلع النور ويا
منبت المجد التليد الزاهر
يا عروس البيد يا أنشودة
في فم الدهر الأبيد الداهر
أنت في قلبي وروحي صورة
لم يداعبها خيال الشاعر
من سنا الماضي أرى فيها غدي
باسما يملأ دنيا حاضري
كل حب زائل غير الذي
لك منّي فسيبقى آسري

عبد الكريم الزين 12-23-2021 10:01 PM

رد: حين زارت أغاثا كريستي سوريا
 
موضوع مفيد استمتعت بالسفر بين سطوره
خصوصا أنه يلقي مزيدا من الضوء على جانب من حياة سيدة القصص البوليسية
ويدون جزءا مهما من تاريخ منطقة تفوح بعبق التاريخ

لك وافر الثناء أستاذ ياسر:31:

ولا أنسى المبدعة المتألقة في حضورها دوما
الأدبية الشاعرة ياسمين:31:
التي لخصت بقصيدتها جمال ومأساة مدينة تدمر
والنهاية المؤلمة لملكتها الزباء أو زنوبيا كما أطلق عليها باليونانية

ياسر حباب 12-26-2021 01:29 AM

رد: حين زارت أغاثا كريستي سوريا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسَمِين الْحُمود (المشاركة 324672)
استوقفتني " تدمر" موطني الثاني
كنت قد زرتها كثيرا لذلك جادت قريحتي بهذه الأبيات الارتجالية
اقبلوها كما هي ..

وأطلت من كوى أعمدة
تتباهى بجلال غابر
شمخت تيجانها فوق الذرا
تتصدى للزمان الغادر
هذه تدمر من خلف الربا
تتجلى فتنة للناظر
واحة فيروزة في خاتم
مترف الصنع يتيم نادر
كيف أنساك وفي جفني المنى
زهو أيام الشباب الباكر
موطني يا مطلع النور ويا
منبت المجد التليد الزاهر
يا عروس البيد يا أنشودة
في فم الدهر الأبيد الداهر
أنت في قلبي وروحي صورة
لم يداعبها خيال الشاعر
من سنا الماضي أرى فيها غدي
باسما يملأ دنيا حاضري
كل حب زائل غير الذي
لك منّي فسيبقى آسري

قصيدة رائعة بدون مجاملة ،
يبدو ان عبق تدمر ترك تأثير جميل عليكي ،
كل التحية الاستاذة الفاضلة ياسمين الحمود

ياسر حباب 12-26-2021 01:30 AM

رد: حين زارت أغاثا كريستي سوريا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 324748)
موضوع مفيد استمتعت بالسفر بين سطوره
خصوصا أنه يلقي مزيدا من الضوء على جانب من حياة سيدة القصص البوليسية
ويدون جزءا مهما من تاريخ منطقة تفوح بعبق التاريخ

لك وافر الثناء أستاذ ياسر:31:

ولا أنسى المبدعة المتألقة في حضورها دوما
الأدبية الشاعرة ياسمين:31:
التي لخصت بقصيدتها جمال ومأساة مدينة تدمر
والنهاية المؤلمة لملكتها الزباء أو زنوبيا كما أطلق عليها باليونانية

حفظك الله الاستاذ الفاضل عبد الكريم ،
كما عهدناك ،، تعليقاتك تشع باللطف و الجمال


الساعة الآن 11:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team