من أين تأتينا الأفكار؟؟!
تحية طيبة لكم جميعاً .. يسرني مشاركتكم في هذا المنتدى الجميل .. العضو خالد (من منتدى طبيعي) يسأل : اقتباس:
العزيز خالد .. الأفكار هي حركة العقل الباحث عن حل لمشكلة في الداخل . هذا في الأساس ، فربما طَلب منا أحد أن نفكّر أو اقتضى موقف ما ذلك ، هذا الدافع ليس ذاتياً وإنما خارجي ولكنه يُحرّك دوافع ذاتية لأجله ، فلو لم يفكّر الموظّف في عمله وينفّذ العمليات العقلية المطلوبة من رؤسائه ، لسُرّح من العمل ، وهذا يُحرّك فيه الدوافع الداخلية التي تتعلّق بالجوع والاعتبارات الاجتماعي .. إلخ ، إذاً فأساس التفكير بشكل عام هو ذاتي ، سواء كان الدافع مباشراً أو غير مباشر . وكل حاجات الشعور الإنساني الكثيرة بشكل عام تبحث عن الخير، وليس الخير فقط لأنفسنا كما قلت ، بل الخير والحق والجمال مطلقاً ولذاتها ، لنا ولغيرنا .. أرأيت الذي يساعد أحداً بدافع الرحمة ولا يستفيد من وراء مساعدته شيئاً ؟ هل هو يبحث عن الخير لنفسه الآن ؟! .. لا .. لأنه يخدم الخير أساساً ، لكي يحق الخير كحقّ ، ويبعد الشر كشرّ . وهذا الكفاح الطويل للشعور الإنساني غايته هي الفضيلة ، لكي يوصلها كأمانة إلى رب الفضيلة عندما يموت الإنسان الذي حملها ، وهذه المهمة ينيطُ بها الشعور للعقل ، لأنه هو وسيلة الاتصال مع العالم الخارجي .. دوافع الإنسان في الأساس هي لأجل الخير ، سواءً لمصلحة الإنسان أو ضد مصلحته ، أرأيت الذي يضحيّ بوقته أو ماله أو نفسه من أجل الفضيلة ؟ .. إذاً دوافعنا تريد الخير وأن ينتصر على الشر على ظهر الأرض ، دوافعنا ترى أننا أفراداً مثل غيرنا دون محاباة لنا ، فمن حق غيرنا أن ينالهم الخير ، ومن ضمنهم نحن أيضاً .. لهذا نتعذّب كل مرة عندما نُدرك أننا أنانيّون ؛ لأننا منعنا الخير عن الغير . فالعقل بوسائله يبحث عن حل للمشكلات التي يعرضها برلمان الشعور ، كلما أحضر العقل حلاً عرضه على الشعور، وإذا لم يقبله الشعور تُعاد المعاملة مرة أخرى إلى العقل ، فإن جاء العقل بجديد فسيطالبه الشعور بالكمال ، وهذا ما يسمى بالعقل التطوير أو الديالكتيك . وإذا لم يأت العقل بأي جواب ، فإن السؤال يظل مطروحاً ومعلّقاً يدور في الرأس مع غيره من الأسئلة التي تدور معه بشكل مستمر ومزعج ، وهذا ما يسميه الناس أفكاراً مزعجة ؛ لأنها في الحقيقة أسئلة مزعجة – أي أنها طلبات - لم يقدّم العقل لها جواباً شافياً .. وهذه الحالة تشبه حالة الملحد المضطر (الذي حار لم يجد جواباً) وليس المختار (الذي اختار الإلحاد بدون تثبت ولا تساؤلات) ، فتجده (الملحد المضطر) يعاني من زحمة الأسئلة التي تزعجه وتنغّص عليه حياته ، ويقول : بحثت في الدين ولم أجد ، وفي الفكر الآخر فلم أجد ، وهكذا .. أما الملحد المختار فهو يبحث عما يؤيد اختياره ، ويتغاضى عمّا يعارضه ، فهو ليس باحثاً حقيقياً ، بل هو مختار ويبحث عن ما يؤيده .. إذا ً مصدر الأفكار كما تفضلت أنت هو من دواخلنا ، والعقل يحاول أن يُجيب ، فإما أن يأتي بجواب شافي فينتهي التفكير في هذا الجانب ، أو يأتي بجزئية فيطلب الشعور التكميل ، أو ألا يستطيع العقل أن يجيب فيظل السؤال معلّقاً مع طرح البدائل المرفوضة ، والاستمرار في طرحها على الشعور وهو يرفضها .. مثل من يحاول إقناع نفسه بفكرة ما وهو يرفضها من الداخل ، لأسباب : إما أنه أوهِم بحقيقتها أو قيل له أن هذا هو العلم ، كما يحصل في ضغط الداروينيين على أنفسهم لقبول نظرية داروين بحجة العلم ، أو ضغط بعض الدينيين على أنفسهم بحجة الدين وعقاب المخالف ، أو بأية حجة أخرى . ففي مثل هذه الحالة يعاني الشخص من التفكير المزعج ، وهو في أساسه أسئلة كما قلت ، والأسئلة مبنية على حاجات في الشعور الإنساني ، الذي هو أساس الإنسان ، وليس العقل ، فالعقل خادم لهذا الشعور .. مثل أن يعطش الإنسان فيفتش العقل عن مصدر للماء ، فإذا وجد الماء عَرَضَه على الشعور عن طريق الحواس ، فإن لم يعجبه منظر الإناء أو وجد فيه قذى فربما يرفضه ، أو يقول : أبحث عن ماء أفضل من هذا .. فيستعمل العقل وسائله الداخلية والخارجية والوسطى .. فالوسائل الداخلية مثل الذاكرة ، فيتذكر مثلاً أن هناك مكاناً يُباع فيه الماء النقي .. أو يستعمل الوسائل الخارجية كأن يبحث بعينيه عن مكان أو محل ، والوسائل الخارجية ذاتية أو غيريّة ، كأن يسأل غيره أو يبحث في معلومات مكتوبة أو عناوين .. أو يستعمل الوسائل الوسطى مثل التداعيات ، بحيث يقع بصره على شيء يذكّره بشيء آخر موجود في ذاكرته عن طريق التشابه أو الضديّة ، فما رآه هو شيء خارجي ذكّرَهُ بشيء داخلي في ذاكرته .. التفكير إرادي أو لا إرادي ، التركيز هو التفكير الإرادي ، أما التداعيات فهي تفكير لا إرادي .. فقد تجد نفسك حصلت على حلٍ لمشكلة ما رغم أنك لم تُرد التفكير الإرادي فيها (أو التركيز عليها) ! .. وبهذه التداعيات يحمي الشعور نفسه من التركيز على المشاعر المؤلمة ، فالتداعي يحرّك الإنسان حتى لا يظل تحت أسر شعور واحد . افترض مثلاً شعور الحزن ، فلو استمر الإنسان عليه ولم يعمل التداعي (أو التفكير اللاإرادي) فلربما مات الإنسان من الهم . هذا وتقبلوا خالص تحياتي .. |
توليد الافكار هي احد وظائف الدماغ. |
* العقل .. هو اكثر الأشياء عدلا في القسمة بين بني البشر .
[justify]* أحمد الورّاق .. أهلا وسهلا بك في منبر الحوارات وشكرا لك لقيامك بنقل هذا السؤآل الطيب وكذلك لردّك على المتسائل بهذا الخصوص وأتمنى أن تساهم معنا بالمزيد من مثل هذه المشاركات القيّمة .. وأمّا عن مساهمتي بالسؤآل المطروح فهي كالآتي : [/justify] [justify]* لا أتفق معك في أن التفكير هو عبارة عن حركة العقل الباحث عن حلّ لمشكلة في الداخل .. بل أنني اذهب إلى أن التفكير هو حركة للعقل تبحث عن حلّ لمشكلة في الخارج حتى ولو كانت نتائجها في بعض الأحيان داخلية .. إذ حسب معلوماتي هو أن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء وهذا ينفي عن الفكر الأفكار والمثيرات الداخلية .. وبالتالي من خلال ما تنقشه الوراثة والتربية والبيئة المحيطة بهذا الإنسان في صفحته البيضاء تتشكل لديه منظومة خاصة من الأفكار تبلور فيما بعد أسلوبه وطريقته في التفكير ومن ثم يبدأ بتطبيق ما حصل عليه من هذه المصادر في حلّ المثيرات أو المشاكل التي تعرض له في محيطه .. ولهذا يختلف البشر من شخص لآخر في وضع الحلول الممكنة لنفس المشكلة التي تعرض على مجموعة من الأشخاص .. إذ ترى حلولا مختلفة بالرغم من أن المشكلة واحدة .. وعليه تصبح إجابتي للسؤآل : أن الوراثة والبيئة والتربية هي التي تنقش قوانينها فيما بعد على الإستعداد الفطري الذي يولد به كل إنسان على قدم المساواة مع غيره ويسميه العلماء ( الصفحة البيضاء ) .. أعني أننا نولد جميعا بنفس الخاصية المسماة العقل ؛ وفيما بعد تأتينا الأفكار من الخارج بواسطة العوامل المذكورة ( البيئة ، الوراثة ، التربية ) , وهذا ما يفسّر الإختلافات بين الناس في علمهم وعملهم .. مشاركة قيّمة .. شكرا لك .. مودتي . [/justify] |
اقتباس:
ولكن كل الكلام الذي نقلته عن الثقافة الغربية ونظرتها للإنسان ، كله خطأ من وجهة نظري .. وأرجو الا تغضب مني شخصيا ، فأنا أرد على تلك الافكار المتعسفة لخدمة أيديولوجية مادية سقيمة لا تعبر عن الإنسان وتختزله بالمادة وقوانين المادة ، مع أن قوانينه معاكسة لقوانين المادة تماماً ، وتخدم اهواء ومصالحا في الغرب .. واستطاعت ان تفرض نفسها على الساحة ليس الا .. ليس الانسان يولد صفحة بيضاء ، كما قال جون لوك وليس أنت .. و رددتها بعده .. بل انه عقل الانسان وذاكرته هي التي تكون صفحة بيضاء من المعلومات المادية وليست الشعورية التي لا تزيد ولا تنقص منذ ولادته حتى مماته والتي لا تضاف ولا تحذف أيضا .. فكيف يكون صفحة بيضاء وهو يقدر قيمة الامن ، ويقدر قيمة الحنان ، ويخاف ، ويملّ ، ويكره، ويحب ؟؟ هل هذه نقشت فيما بعد على الصفحة البيضاء ؟ الطفل يكره الاهانة كما يكرهها الكبير تماما .. الطفل يحب الوئام والالفة كما يحبها الكبير ايضا .. اذا كل ما في الكبير موجود في الصغير ، اذا استثنينا العقل المرتبط بالمادة والعالم الخارجي ، والذي يتعلمه الصغير شيئا فشيئا .. انت تتحدث عن اختلاف الناس : ألا ترى ان اختلافهم دائما يتمحور حول ثنائية ؟ نعم قد يوجد اكثر من ثنائية ، لكن اذا استمر الجميع في الحوار الا ترى ان الجميع يتمحورون حول قطبين في الاخير ؟ انظر في السياسة مثلا في الدول الديموقراطية ، المجال مفتوح لتكوين الاحزاب الى حد كبير .. لكن من يتداول السلطة ؟ تجدهم في الغالب حزبان .. اين التعددية والخلافات المتنوعة ؟ الجمهور الرياضي متنوع في بداية كاس العالم ، ولكنه ينقسم الى جمهورين في الاخير .. فاين التعددية ؟ لماذا لم يستمر مشجعي الفرق الاخرى على تشجيع فرقهم والتوقف عندها ؟ لماذا مراكز القوة العسكرية في العالم تتمحور حول قطبين ؟ واذا ضعفت احدى القوتين قالوا ان هناك اختلال في موازين القوى وظهر فراغ يـُحتاج إلى ملئه .. لماذا قامت الحروب العالمية على قطبين ؟ اين التعددية ؟ ولماذا هناك شيء اسمه خير وشيء اسمه شر ؟ ولا يوجد شيء ثالث ؟ لو كانت البيئة والظروف والتربية هي المؤثرة فقط كما تقول ، و نعلم ان الظروف متنوعة ، لما وجدت الثنائيات ابدا .. اليس كذلك ؟ اذا ليست التربية والظروف هي المؤثرة .. بدليل النزعة الى الثنائية والاستقطاب كقانون مستمر ، وعلى مر العصور .. اذا اريد حسم اي موضوع يكون الاتجاه الى الثنائية وليس الى التعددية .. كما يفعل البرلمان من خلال التصويت : مع أو ضد .. لماذا توجد دائما في الحكومات حمائم و صقور في كل قضية ؟ اين التنوع ؟ اين بقية الطيور ؟ الظروف اكثر من ثنائية ، فلماذا يتجه الناس الى الثنائية ؟ الخير والشر مثلا ، لا نجد الظروف تتحكم في اختيارهما ، فأحد يعامل معاملة سيئة ويكون سيئا ، وأحد يعامل معاملة سيئة ويكون خيّرا احيانا ، وأحد يعامل معاملة حسنة ويكون سيئا ، وأحد يعامل معاملة حسنة ويكون حسنا أيضا .. وفي نفس الظروف .. اذا الاختيار بين ثنائية الخير والشر والحمائم والصقور اختيار حر . تجد البلد يمر بنفس الظروف ، وتجد البلد واعضاء القيادة ينقسمون بين حمائم وصقور مع انهم يمرون بنفس الظروف . لماذا لم يكن رايهم واحدا ، ما دامت الظروف هي المؤثر الوحيد والفعال ؟؟ الجميع يعلم ان جنديا مثلا ، يصل الى معسكر الاعداء ، سيعلم ان منهم من عامله بقسوة ، ومنهم من عامله بلطف ، مع انه عدو لهم جميعا ! في كل لجنة قضائية او غيرها ، كل متهم يعلم ان بعض الاعضاء تتجسد فيهم القسوة وبعضهم تتجسد فيه الطيبة ، فلماذا هذه الثنائية مستمرة في كل شيء وفي كل مكان ؟ هل نقول ان ظروفهم هي التي جعلتهم يختلفون ؟ لكن ظروفهم متنوعة بينما هم اختلفوا على شكل ثنائية حمائم وصقور !! فما السبب ؟ لا اعرف سببا الا الاختيار الحر بين قطبين .. قطب الحقيقة وقطب الانانية .. وقد يحصل الانتقال بين القطبين ، ولكن باختيار حر ايضا .. فلا شأن للظروف في هذا الموضوع .. (قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها) .. هنا اختيار حر .. ولا احد يزكي نفسه بدافع الظروف ولا احد يدسي نفسه بدافع الظروف ايضا .. -وربنا يجعل في طريقك اولاد الحلال .. ويبعدك عن اولاد الحرام -.. ثنائية يعرفها العوام .. لو كانت المسالة متوقفة على الظروف والبيئة والتربية فقط ، اذا لأمكن تهيئة مجموعة من الأفراد كي يكونوا على ما نرغب به من أفكار وتوجهات من مثل الامن العالمي والسلام ، او السوبرمان النتشوي مثلا ، وطالما ان هذا لا يمكن تطبيقه ، اذا هو غير علمي ، ويبقى وجهة نظر تخدم ايديولوجية مادية ، لكنها نظرة مهينة للانسان ، وتحتقر ذاتيته واختياره الحر وتجعله كالكاس افارغ الذي يعكس ما يملأ به فقط ، أو كالكمبيوتر الذي نبرمجه كما نشاء .. وهذه نظرة مهينة للانسان يقدمها الفكر الغربي المادي مع مجموعة من الافكار الاخرى المهينة .. تحية .. |
[justify]* حسنا يا صديقي لا تغضب .. فأساس الفكرة والموضوع هو أننا نبحث عن كيفية حدوث الأفكار .. وقلت أنت أن الأفكار تأتي من الداخل مثل ما يذهب إفلاطون قديما .. وقلت أنا أنها تأتي من الخارج مثل ما يذهب جون لوك حديثا .. وسقت معلومات للتدليل على ذلك قلت أنني اسوقها بحسب معلوماتي ولم أدعيها .. هذا هو صلب الموضوع .. فلا تخرج بنا عن موضوع النقاش ، فإن كانت لديك أدلة تؤكد ما ذهبت إليه أنت وتدحض ما ذهبت إليه أنا فهاتها بشئ من الإحترام للآخر ولرأيه ودون خروج عن الموضوع المطروح حتى لا نتوجه لمناقشات عقيمة لا محل لها .. تقديري .. مودتي .[/justify]
|
. تأتى الأفكارمن حياتنا اليومية..من تجاربنا ،ماعشناه وسنعيشه،ماقرأناه،ماسمعناه...
برأيي أن كل شئ داخلي عليه أن يتأثر بالخارج! لانستطيع القول أننا استوحينا الفكرة من الداخل فقط.لماذا؟لأننا ومن الطبيعي أن نكون على دراية بها من الخارج. كيف؟ الطائره مثلا ، استوحى العالم فكرتها من الخارج. مايفكر فيه الإنسان وما يستوحيه من أفكار وتجارب لابد أن يكون للخارج فيه نصيب .إن العقل البشري...ينتمي إلى...طبيعة وهذا لاشك فيه،وطبيعته تحتم عليه أن يستوحي الأفكار ولايستطيع أن يطورها ويستوحيها إلا من الخارج. دمتم بخير |
تأتينا الأفكار بما تحثنا به ِ الروح ..ومنه يأتي التفكير بالفكرة ... ولكن .. هل هناك حرية في طرح الأفكار ؟؟؟ هو رد أولي ... ولي عودة ... موضوع جميل ... الهوازن |
العقل هو ماكنة انتاج الافكار الكامنة في مخازن المعرفة التي تولد مع الانسان اتصور ان من يعتقد بان الافكار تأتي من الخارج وان الانسان يولد صحفة بيضاء يستهين بهذه الماكنة العجيبة لا محدودة القوة التي تنتج الافكار اذا ما توفرت الوسيلة و وسيلة الفكر هي اللغة... لكن الافكار موجودة في مخازن المعرفة التي تولد مع الانسان والاحتكاك مع العالم الخارجي يقوم على ايقاظ الافكار خاصة في ظل وجود لغة.... فحتى حينما نفكر بصمت نحن نستخدم اللغة في التفكير. كذلك ليس للروح دخل في الافكار لا بل ان الافكار هي نتاج ماكنة العقل فهذه وظيفة العقل، وحتما الانسان لا يولد صفحة بيضاء والدليل على ذلك...نحن ندهش احيانا من قدرة الطفل وندهش مما يقوله ويفعله وعلى افتراض ان الطفل جاهل... ولكن يبدو ومن خلال الملاحظة ان الانسان يصبح جاهل بسبب الاساليب التربوية والممنوعات التي تقيد التفكير... وهذه الاطر التي تقيد التفكير يكون مركزها الانا العليا وتكون ضرورية احيانا لتحفظ توازن الانسان لكنه يسيء استخدامها كونها تتحول الى قيود تحد من حرية التفكير وتوليد الافكار.... والافكار تسبق المخرجات اي ان فكرة الطائرة تأتي اولا ثم يقوم الانسان على ترجمة الفكرة الى مخرجات مجسدة فكيف اذا نقول ان الافكار تتأثر بالخارج.. بل ان الافكار هي التي تجعل الخارج على ما هو عليه..ولو ان العقل غير قادر على توليد الافكار لما حصل تقدم او تغير وظل العالم على ما هو عليه... ان العقل الباطن خلاق بطبيعته ولديه القدرة على توليد الافكار من خلال قدرته الخلاقة...صحيح ان هناك عوامل تساهم في تنشط قدرة العقل على الخلق وذلك يتم من خلال زيادة نسبة الطاقة في الدماغ فتتسارع الافكار وتكون اكثر قدرة واعجاز وابداع ومن هذه العوامل بل هو اهمها مصيبة الموت ( اليتم مثلا )، نلاحظ مثلا ان اي انسان مبدع يكون على مستوى معين من الانتاج الابداعي ( اي انتاج الافكار ) لكن اذا ما اصابته مصيبة الموت لقريب او حبيب يبدأ عقله فورا بإنتاج الافكار بتسارع عجيب لا سابق له. كذلك نعرف ان العقل البشري توصل حديثا الى اساليب تساعد على دفع العقل للتفكير بصورة اكثر ابداعية فمثلا يلجأ مدراء الشركات الى ما يسمى بحلقات العصف الذهني Brain storming حيث تشترك مجموعة في طرح مشكله ومحاولة ايجاد حلول لها ، وتكون النتيجة ان المشاركة تؤدي الى نتائج ابداعية عجيبة حيث تولد افكار ما كان يمكن ان تولد لو ظل عقل فرد لوحده يحاول ايجاد حل للمشكلة المطروحة. كل هذا يشير الى ان العقل بذاته لدية القدرة على توليد الافكار من خلال قدرته الخلاقة والافكار لا تأتي من الخارج. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقل يستنبط الأفكار ويستوحيها ويطورها هذه مسلمه لا شك فيها. ولكن إستنادا إلى عوامل كثيره أهمها الخارجيه،نحن لانستطيع القول أن الفكرة تأتينا داخليا فقط ! قيل أن:الاحتكاك مع العالم الخارجي يقوم على ايقاظ الافكار. هذا صحيح،وهذه عوامل خارجيه! حتى وإن كانت الفكره موجوده، فهي تستند بالمقدار الأقوى إلى الخارج. لا نستطيع القول أن الأفكار تأتينا داخليا ،أنا من فكرت وحدي داخليا! هذا بنظري خطأ. قلنا الطائره. طيب كيف أتت؟لماذا طائره؟لماذا بها جناحان؟لماذا تطير؟لماذا هذا التصميم؟ بل ولماذا هذا الإسم؟ إن أجبتم ستجدون أن هذه العوامل خارجيه. لا نستطيع القول أن مخترعها قد صحى يوما وفكر دون النظر بل والإعتماد على الخارج وقال سأصنع طائرة! إذا كيف فكر دون النظر إلى الخارج؟ الإنسان تأتيه الأفكار فيطورها. عوامل أو مسميات كثيره تندرج تحت اسم العوامل الخارجيه منها:الكلام السمع البصر،مانسمعه مانشاهده مانستوحيه ونستنبطه،ماقيل وما يقال.مانشاهده.كل هذا وغيره عوامل خارجيه. الإنسان ككائن حي يستقبل من الخارج فيطوره داخليا ثم يسوقه مجددا إلى الخارج،يقسم الأطباء هذا إلى: -مستقبل الإحساس -احساس أو ناقل -مركز احساس -احساس صادر -استجابه ومن بعد هذا فعل. سأذكر أمثله: -قابيل وهابيل عندما قتل قابيل هابيل ماذا فعل؟ ظلّ واقفا لايعرف مالذي سيفعله بجثة أخيه! لماذا لم يفكر داخليا بماذا سيفعل؟ سأجيب:لأنه ليس لديه فكره من قبل على كيفية فعل هذا. فكيف سيفكر دون الإستناد إلى تجربة أو عوامل خارجيه. هنا أرسل الله الغرابين،فقام هو بدوره بترجمة هذا وتطبيقه.وهذه عوامل خارجيه. لو لم يرسل الله له الغرابين لبقي الحال على ماهو،لأن قابيل لن يستطيع التفكير في شيئ لم يألفه ولم يعرفه من قبل رغم أن لديه عقلا يفكر. فكيف ستأتي الفكرة الجديده دون أن تستند إلى الخارج؟ -انيريكوا فيرمي والمفاعل النووي، من أين أتت الفكره؟ *برأيي أننا من الأصح أن نقول أن الأفكار تطور داخليا بدل أن نقول أنها صنيعة الداخل. دمتم بخير |
الأستاذة الهام مصباح
في المثال الذي أتيت به للتدليل على أن الفكرة تأتي من الخارج تقولين أن قابيل عجز عن عمل ما هو مطلوب فعله بجثة أخيه بعد قتله...ولم يفكر لأنه لم يكن يمتلك التجربة للاستناد إليها...ولذلك اعتمد على تجربته في مشاهدة الغربان. السؤال هو: هل استند الغراب بدوره على تجربة خارجية لدفن أخاه الغراب؟ |
الساعة الآن 02:37 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.