منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ما دلالات اقتحام المنطقة الخضراء ؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=20775)

ايوب صابر 04-30-2016 03:32 PM

ما دلالات اقتحام المنطقة الخضراء ؟
 
ما دلالات اقتحام المنطقة الخضراء؟

- هل فقد التحالف الحاكم السيطرة على الجماهير ؟
- الا تأتي هذه الثورة الجماهيرية عكس إرادتها الراعية للتحالف الحاكم ؟
- هل هي مظاهرات صدرية ام شبعية عراقية عارمة ؟
- هل هو اقتحام مخطط ام هو شعبي وخارج عن إرادة اي قوة سياسية لان الجميع توافق خلال الايام الماضية على إبقاء الحال على ما هو عليه ؟
- هل تهرب القيادات الحاكمة اليوم ويعودوا من حيث أتوا ؟
- هل انتهى الاستعمار الامريكي لبغداد بهذا الاقتحام ؟
- هل تتوسع المظاهرات لتستولي على المطار والسفارات والمناطق الحيوية ؟
- هل ما يجري جاء عكس الإرادة الامريكية الذي قام نائب الرئيس الامريكي فيها بزيارة بغداد لدعم الحكومة ام هي خطة أمريكية جديدة ينفذها الجيش للتخلص من السيطرة للقوى المهيمنة ؟
- هل تسود الفوضى ام هو الربيع العراقي يزهر أخيرا بعد ان أرتوت العراق بدم المساكين ؟



ايوب صابر 04-30-2016 05:01 PM

ورد في الاخبار العاجلة ان المتظاهرين يتجهون الي مطار بغداد لمنع المسؤولين من الهرب فهل اكتملت الحلقة ؟
- وأين تقف القوات الأمنية ؟
- هل تقف على الحياد كونها لا تستطيع عمل شيء تجاه الهبة الجماهيرية العارمة ؟ - ام تساند التحرك حتى توفر لنفسها الظروف للتدخل في الوقت المناسب بصفتها المنقذ للبلاد والعباد وتفرض حكما عسكريا ؟
- ام انها عاجزة عن فعل شيء وان الامور خرجت عن السيطرة ؟

*

ايوب صابر 05-01-2016 05:08 PM

- هل ما جرى بالأمس من اقتحام للمنطقة الخضراء كان حدثا انفعاليا عابرا ولد ميتا ؟
- ام هو نقطة تحول لن يكون بعدها مثل ما كان قبلها ؟
- هل تسرعنا في التفاؤل وذلك من رغبتنا في رؤية العراق حرا مرة اخرى ؟
- هل يمكن الثقة بتيار ولاؤه للأجنبي وبشباب تحركهم كلمة وتطفئهم اخرى وكانهم يعملون بالريموت كنترول؟ رغم اننا سمعنا صيحات مدوية بالروح بالدم نفديك يا عراق ؟ وهناك تقارير تقول بان الجماهير كانت تصيح ....ايران تطلع بره...وهذه غير متوقعة من هكذا حشد ؟
- هل تم واد هذه الموجة الثورية الجماهيرية في مهدها ؟ وهل ساهمت تلك الصرخات الوطنية في ذلك الواد المبكر ؟
- هل ما جرى مجرد صراع نفوذ بين تيارات ولائها للأجنبي ؟

ايوب صابر 05-01-2016 10:05 PM

- هل فتح الصدر على نفسه بفعلته التي فعل ابواب جهنم ايران ؟
- وهل نجاحه في تحرير المنطقة الخضراء اذا ما قرر تحريرها يجب عنه اخطاء الماضي ويحوله الي بطل ؟
- هل يعتقد الصدر ان امريكا وإيران ستتغاظيان عن فعلته وقد اربكهما بعد ان ظنا بان الامور استتبت لحكومة الاحتلال خاصة ان ما جرى جاء بعد يومين من زيارة نائب الريس لتثبيت الوضع واعطاء الانطباع بان الامور تحت السيطرة ؟
- الم يكن يجدر به استكمال ما بداه وقد تجاوز كل الخطوط الحمراء والخضراء وان يتغداى فيهم قبل ان يتعشوا هم فيه ؟
- هل عليه ان يحذر من الذي لا بد انه يحاك له الان كعقاب على فعلته التي اهانتهم وزلزلزت الارض تحت أقدامهم؟

ايوب صابر 05-02-2016 05:52 AM

العراق: الصدر يريد إسقاط النظام؟
رأي القدس
May 02, 2016

دخلت الأزمة العراقيّة مؤخّراً أطوارا جديدة لافتة كان آخرها اقتحام الآلاف من مؤيدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المنطقة الخضراء المحصّنة داخل بغداد ودخولهم مجلس النوّاب والذي تصادى مع دعوة الصدر إلى «ثورة كبرى» بعد فشل البرلمان في استكمال تشكيل الحكومة الذي كان من المفترض برئيس الوزراء حيدر العبادي تقديمه يوم السبت الماضي.
إحدى المفارقات الكبرى للحالة العراقية أن التمرّد الشعبيّ خارج البرلمان يحاول فرض رأي الشارع على النظام السياسي العراقي المؤلف، نظريّاً، من الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان، وكان حتى يوم السبت الماضي، يلعب دوراً ضاغطاً لتمكين رئيس الوزراء حيدر العبادي من فرض تشكيلة من الوزراء التكنوقراط تنجو من نفوذ الكتل السياسية.
أما النوّاب المعتصمون في البرلمان فكانوا هم، لا النوّاب الآخرين من قاموا بمهاجمة رئيس الوزراء بقوارير المياه وعلب المحارم الورقية وأفشلوا، بالتالي، جلسة إقرار التعديل الوزاري الذي كانت تصريحات الصدر المتكرّرة تؤكد دعمه.
بدت النقلة الأخيرة وكأنها انقلاب على النظام السياسي العراقيّ الحالي لأنها، أولاً، نجحت في كسر الطوق الأمني للمنطقة الخضراء، وأعطت بذلك إنذاراً خطيراً للساسة العراقيين في أن أسوارهم التي احتموا خلفها من الجمهور العام فقدت صلاحيتها، وثانياً، لكونها وضعت النظام السياسي على المحكّ لأن القوى السياسية الممثلة للأحزاب في البرلمان صارت تحت الضغط الشعبيّ المباشر، وثالثاً، توجيهها أصابع الاتهام لإدارة اللعبة السياسية العراقية من إيران، وذلك من خلال الشعارات التي رفعت ضد طهران ورجلها القويّ قاسم سليماني.
لكن الحقيقة أن اندفاعة جماهير الصدر إلى المنطقة الخضراء والبرلمان واعتصام النواب وتمردهم والفوضى التي تعيشها بغداد (رغم ما ذكرناه آنفاً) هي أقل بكثير من انقلاب، ولا يمكن أن تشكّل خروجاً حقيقياً على النظام السياسي العراقي، وشعاراتها ضد الفساد وإيران، وطلباتها لتشكيل حكومة تكنوقراط خارجة عن المحاصصة السياسية، وهجومها على الرئاسات الثلاث، تدخل كلّها في باب رفع السقف السياسي لمطالبات الصدر وجعله الرقم الأصعب في المعادلة العراقية.
يتمتّع الصدر بميّزتين كبيرتين: الأولى هي امتيازه بثقل رمزيّ كبير، والثانية هي تناقضاته السياسية وعثراته.
وسبب تمتعه بثقل رمزيّ لا يتوفّر لأيّ من أقرانه، أنه جمع في زعامته خطّ النضال السياسيّ الشيعيّ ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، من خلال قرابته بالمرجع الشهير محمد باقر الصدر الذي أعدمه نظام صدام مع شقيقته نور الهدى عام 1980، كما أنه كان الزعيم الشيعيّ الأكبر الذي واجه الاحتلال الأمريكي ما أدى إلى مقتل ما يقارب الألف من أنصاره.
ومقابل الوضعيّة المذكورة التي لا ينافس الصدر عليها أحد من السياسيين الشيعة الآخرين فإن حركته العسكرية «جيش المهدي» اتهمت بعدد من الأفعال الإجراميّة الطائفيّة المروّعة، وإلى ذلك هناك التهمة الشهيرة الموجّهة إلى أتباعه بقتل نجل المرجع الشيعي السابق أبو القاسم الخوئي عام 2003 وذلك بعد يوم واحد من سقوط بغداد، وقد صدر بعدها أمر قضائي عراقي شهير باعتقال الصدر لكنه لم ينفذ. ويضاف إلى القضيتين الآنفتين القول إن المكان الذي احتمى فيه الصدر حين أصبح رأسه مطلوباً من الأمريكيين كان قمّ الإيرانية التي قضى فيها أربع سنوات مختبئاً.
جُماع القول إن طموح الصدر يتجاوز وضعيّته كزعيم شيعيّ ولكنّ تاريخه، الذي يرفعه كثيراً عن أقرانه ممن تلوّثوا بخدمة الاحتلال الأمريكي، أو بالتبعيّة المباشرة لإيران، يخفض أيضاً من وزنه حين تضاف الحوادث الأخرى التي ترتبط باسمه أو بحركته العسكرية.
انتزع الصدر مكانة شعبيّة واسعة ضمن الجمهور الشيعيّ، ما يسمح له بمناورات كبرى لا تصل إلى حدّ الانقلاب على النظام، ولكنّها مكّنته عبر الأيام من إتقان اللعب في المناطق الخطرة، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يواجه المرجعيّة الشيعية للسيستاني، وجماهيره قادرة على مناكفة إيران والنظام السياسي العراقي، لكنّه، للأسف، رغم مناشداته للجمهور العراقيّ العامّ، بمن فيهم السنّة والأكراد، لا يستطيع أن يصبح زعيماً فوق ـ طائفيّ، وليس مؤهلاً، بالتالي، لإنجاز «الثورة الكبرى» التي طالب جمهوره القيام بها.

8
2 COMMENTS
الكروي داود النرويج
May 1, 2016 at 9:47 pm
الجديد بمواقف الصدر وأتباعه
1- لأول مرة يخالف مقتدى الصدر أوامر إيران بالتهدئة
2- ولأول مرة يصيح أتباعه ” إيران بره بره وبغداد حره
3- ولأول مرة أيضاً يقال ” قاسم سليماني أنا الصدر رباني ”
4- ولأول مرة أيضاً يتحالف مع العبادي القادم من حزب الدعوة !
5- ولأول مرة يطالب بالتحالف مع مكونات الشعب العراقي من كرد وسنة
6- الصدر وأتباعه من الخط العروبي الذي لا يريد التبعية لغير العرب فهل نصدقهم
الكروي داود لا يصدق إلا الأفعال وليس الأقوال ومع هذا فلنعطيهم فرصة لعل وعسى يصدقون
لذلك أدعوا مجلس التعاون الخليجي الجلوس مع مقتدى الصدر لبحث كيفية إرجاع العراق لبيئته العربية
ولا حول ولا قوة الا بالله
Reply
رضوان الشيخ -السويد )Sweden(
May 1, 2016 at 10:36 pm
تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
وشكرا ع المقال والتحليل الرائعين الجميلين
1-تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني
2-واعادة تأسيس الجيش على اسس وطني
3-انهاء الاحزاب الطائفية

ماجد جابر 05-02-2016 05:59 AM

الاقتحامات تعبير عن فساد الطغمة الحاكمة يا رعاك الله.

ايوب صابر 05-02-2016 08:48 AM

اشكر استاذ ماجد على مرورك وتفاعلك مع الموضوع؟ لكن السؤال الاهم هو هل ترى بأن ما مجرى ينذر بنهاية حومكة الاحتلال وليس فقط فسادها؟

هل يعود العراق عربيا ؟ ويتحرر من السيطرة الايراامريكية؟

هل هو ربيع عراقي ؟ بداية جديدة؟ هل يمكن ترجمة ما جرى لاشياء اعظم منها فتنتهي حكومة الاحتلال؟

ايوب صابر 05-02-2016 12:04 PM

هناك من يقول بأن:

- ما جرى ليس ثورة شعبية، وإنما هو صراع بين تيارات لبسط النفوذ، بعلم السفارة الأمريكية، وبتنسيق مع رئيس الوزراء الذي شوهد وهو يتجول اثناء الهوشه...فما صحة هذا القول؟


ماجد جابر 05-02-2016 08:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 208790)
اشكر استاذ ماجد على مرورك وتفاعلك مع الموضوع؟ لكن السؤال الاهم هو هل ترى بأن ما مجرى ينذر بنهاية حومكة الاحتلال وليس فقط فسادها؟

هل يعود العراق عربيا ؟ ويتحرر من السيطرة الايراامريكية؟

هل هو ربيع عراقي ؟ بداية جديدة؟ هل يمكن ترجمة ما جرى لاشياء اعظم منها فتنتهي حكومة الاحتلال؟

زمننا هذا أستاذ أيوب صابر زمن الخريف العربي الماحق الذي يذر الديار بلاقع.

ايوب صابر 05-03-2016 12:07 AM

اتفق معك بخصوص العراق يبدو ان الخريف هناك سيطول فلقد كدنا نفرح بدخول المنطقة الخضراء ولكننا نسمع اليوم بانه تم استدعاؤه الي طهران يعني رح يسكت او يسكت فليس هناك الا السكوت لكن ربما ان هذا افضل فالعراق لا يحتمل استبدال العسس ليحكم التيار البديل مع تغير في الوحوه فقط مدة مشابهه لما جرى حتى الان
العراق بحاجة لجهة تحكمه غير مرتبطه بالأجنبي *حتما ويبدو ان هذا المطلب بعيد المنال

ايوب صابر 05-21-2016 02:06 PM

هل بدأت الثورة الشعبية في العراق؟


رأي القدس
May 21, 2016

للمرة الثانية في أقل من شهر اقتحم متظاهرون عراقيون مركز مدينة بغداد المسمى «المنطقة الخضراء»، ولكنهم في هذه المرّة استقبلوا بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحيّ. وذكر شهود عيان إن العشرات من المحتجين أصيبوا بجراح، مما يعطي لهذه المواجهة طابعاً جديداً مختلفاً عمّا قبلها من احتجاجات.
فبسبب طبيعة المحتجين القادم أكثرهم من مدينة الصدر (وهي حزام الفقر في بغداد، كما أنها نطاق طبيعيّ للاحتجاجات الشعبية) والحكومة القائمة التي تتاجر، من بين تجاراتها الكثيرة، بكونها مؤلّفة من أحزاب ناضلت ضد نظام الرئيس الراحل صدام حسين وساهمت في إسقاطه، وأنّها منتخبة وذات تمثيلية شعبية، فإنها أيضاً تتجنّب، ما أمكن، وضع منظومتها العسكرية والأمنية بمواجهة الجماهير الشيعيّة حفاظاً على السرديّة الطائفية التي تأسست عليها.
مع لجوء السلطات الأمنية التي تحمي «المنطقة الخضراء» ومؤسسات الحكومة والبرلمان لاستخدام العنف ضد الجمهور ينتقل النزاع السياسيّ الحاصل في العراق إلى طور يمكن أن يؤدي لتطوّرات جديدة تكسر الدائرة المغلقة التي أسسها الاحتلال الأمريكي وتديرها حاليّاً أجهزة المخابرات الإيرانية ووكلائها في العراق.
يتأسس انغلاق هذه الدائرة على ركن الحظر المطلق الذي وضعته طهران على نشوء هويّة وطنيّة عراقيّة، فهذه الهويّة، ستتعاكس بالضرورة مع مصالح إيران وأهوائها ومنظومتها المدمّرة، وهو ما يفسّر، كيف اشتغل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على تجويف الجيش العراقي من خلال الفساد الهائل المستشري فيه حيث كانت عشرات آلاف الأسماء موجودة على الورق فقط لتذهب رواتبها إلى أفراد بعينهم من منظومة الفساد والتخريب، وهو ما أدّى، كما هو معلوم للهزيمة المدوّية لذلك الجيش أمام قوات تنظيم «الدولة الإسلامية».
وسواء عرفت «أحجار الشطرنج» أم لم تعرف، فقد كانت تلك حركة أولى في مسرحيّة التدمير المستمرة للعراق، والتي تبعتها الحركة الثانية مع صدور فتوى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، والتي نشأ على إثرها ما يسمى «الحشد الشعبي»، المؤسس، على عكس الجيش العراقي، على أسس طائفيّة بحتة، والمتحشّد بصفته جيشا شيعيّا يقابل جيشا سنّياً يدعى «الدولة الإسلامية»!
تمثل الحركة الشعبيّة العراقية لجماهير مقتدى الصدر (رغم طبيعتها المذهبية)، بشكل أو آخر، هذا النزوع للتعبير عن الهويّة الوطنيّة العراقية الممتنعة، وهي إلى كونها رغبة كبيرة في العدالة الاجتماعية، من حيث رفضها للفساد، فإنها كذلك في عمقها، تعبير هائل عن تطلّب للسيادة السياسية المفقودة، ومن هنا معارك هذه الجماهير مع الاحتلال الأمريكي ومع الحكومات العراقية العديدة التي جاءت بعد ذلك.
الكثير من العراقيين أحسّوا بخوف من سقوط النظام الحالي، والأحرى بهم أن يشعروا بالأمل لأن استمرار المنظومة الحاكمة هو وصفة هائلة لخراب العراق، ولا منجى منها إلا بمحاولة ابتكار طرق للخروج من نفقها الطويل.

ايوب صابر 05-25-2016 01:02 AM

المنطقة الخضراء بين اقتحامين
يحيى الكبيسي
May 25, 2016

■ تضم المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، المقار الرسمية الأكثر أهمية. وتعد واحدة من أبرز رموز السلطة ما بعد احتلال العراق عام 2003، وواحدة من نتاجاته أيضا، فالتسمية Green Zone كانت توصيفا أمريكيا لهذه المنطقة التي اختارتها سلطة الائتلاف المؤقتة مقرا لها، مقابل المنطقة الحمراء التي كانت تحدد مناطق بغداد الاخرى.
ظلت المنطقة الخضراء بعد انسحاب القوات الامريكية نهاية عام 2011، على حالها، رمزا للسلطة القائمة في العراق، وتحولت من كونها مقرا لسلطة احتلال، إلى مقر لسلطات عراقية منتخبة، ولكن لم يتغير شيء في طبيعة التحصينات القائمة، أو في طريقة التعاطي مع أبناء «المنطقة الحمراء» التي أصبحت تمثل العراق كله هذه المرة.
بعد أحداث 30 أبريل حين اقتحم المتظاهرون المنطقة الخضراء، تكشفت حقائق كثيرة عن بنية الدولة وطبيعة الصراع، فالاقتحام لم يكن بالصعوبة التي تفترضها شدة التحصين في هذه المنطقة، بل كان «دخولا سلسا»، بسبب تخلي القــــوات الامنية، طوعا أو طاعة لأوامر مباشرة، عن واجباتها في حماية المكان. ليس هناك ما يثبت أن العبادي هو من أمر مباشـــرة بعدم التعرض للمتظاهرين، ولكن عضو مجلــس النواب العراقي حاكم الزاملي؛ وهو رئيس لجنة الأمن والدفاع فيه، والقائد الفعلي لعملية «الدخول السلس» للمنطقة الخضراء، أكد أن قائد عمليات بغداد «كان متعاونا جدا» فيما يتعلق بحماية المتظاهرين وأنه «لم يصدر أوامره لعناصر الجيش بمنع المتظاهرين بالقوة».
ولكن متابعة ما صدر عن الدكتور العبادي بعدها، تكشف عن تحولات «ضمنية» في طبيعة الخطاب تجاه هذه العملية، بسبب ردود الفعل الرسمية الغاضبة تجاه التجاوزات التي حصلت، تحديدا فيما يتعلق بالاعتداء على بعض النواب من سيئي الحظ الذين حوصروا أو طالتهم أيدي «المتظاهرين».
إن مراجعة المصطلحات والعبارات التي اعتمدها العبادي بين يوم الاقتحام، والأيام اللاحقة، تكشف عن مسار هذا التحول؛ ففي ليلة الاقتحام أصدر العبادي بيانا مقتضبا دعا فيه المتظاهرين الى العودة إلى المناطق المخصصة للتظاهر، والالتزام بالسلمية، وعدم التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة، لكنه عاد بعد خمسة أيام ليحذر في خطاب متلفز من استغلال هذه المظاهرات السلمية لجر البلاد إلى الفوضى والسلب والنهب والتخريب، مشيرا الى ما حصل من اعتداء على مجلس النواب واعضائه، لينتهي إلى أنه وجه بالتحقيق في حوادث الاعتداء وملاحقة مرتكبيها.
وقد أشار خطاب العبادي ضمنا إلى الاتهامات بمسؤوليته عن هذا الاقتحام، عندما أكد انه استخدم أقصى درجات الحكمة وضبط النفس كي لا يتفاقم الوضع وتراق الدماء، وأن «البعض» استغل هذا الصبر والحكمة فتجاوز الحدود. المرة الثالثة جاءت بعد شهر تماما، ففي بيان مقتضب تم التأكيد على التوجيهات الصادرة عن العبادي شخصيا إلى وزير الداخلية بملاحقة العناصر التي اعتدت على القوات الامنية والنواب وخربت الممتلكات العامة.
وكما هو واضح لا تقدم الإشارات الثلاث الواردة أي توصيف للمقتحمين سوى انهم متظاهرون، والاهم أنه لم ترد أي إشارة إلى رفض أو إدانة لعملية الاقتحام نفسها، فالاعتراضات انصبت على الأفراد الذين قاموا بالاعتداء على القوات الامنية وأعضاء مجلس النواب، وأولئك الذين قاموا بالتخريب.
في الاقتحام الثاني الذي جاء بعد مرور خمسين يوما على الاقتحام الاول، تغير الأداء، وتغير الخطاب، فالقوات الأمنية اعتمدت هذه المرة كل وسائل الردع التي تمتلكها، بما فيها الرصاص الحي. وجاءت كلمة العبادي لتستخدم المصطلحات والاتهامات نفسها التي سبق لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي أن استخدمها لتوصيف أول حركة احتجاج واسعة في فبراير 2011، التي جاءت في سياق حركات احتجاج الربيع العربي. فالعبادي أشار صراحة إلى أن اقتحام مؤسسات الدولة لا يمكن القبول به أو التهاون مع مرتكبيه. متحدثا هذه المرة عن «مؤامرة» يديرها «مندسون بعثيون متحالفون مع الدواعش المجرمين»، وأن ثمة أهدافا سياسية للمقتحمين منها جر البلاد إلى الفوضى، وتعطيل زخم الانتصارات العسكرية.
السؤال هنا ما الذي حدث لتتحول القوات الامنية من متفرج إلى فاعل عنيف؟ ويتحول الخطاب المرن والمتسامح إلى خطاب تحريض واتهام؟
الجواب على هذا يستدعي الرجوع الى موضوع كابينة التكنوقراط التي طرحها رئيس الوزراء يوم 31 مارس، التي عــــرفت بكابــــينة المغلف الأبيض. التي حظيت بدعم التيار الصدري حينها، وقد جاء الاقتحام بعد ان عجز مجلس النواب عن تمرير هذه الكابينة.
من هنا كان الجميع يعلم ان المقتحمين هم أنصار التيار، وأنها حركة مسيطر عليها، ولها هدف محدد، في محاولة صريحة من التيار الصدري استخدام قدرته على التحشيد لفرض رؤيته السياسية التي كانت تلتقي مع الرؤية السياسية للعبادي! فكلاهما كان هدفه المعلن: التصويت على كابينة المغلف الأبيض.
وبالتأكيد لا يمكن عزل هذه المسألة عن طريقة أداء القوات الامنية، فالقوات الامنية التي عرفت بقسوتها المفرطة في التعاطي مع حركات الاحتجاج السلمي، بدءا من فبراير 2011، مرورا باحتجاجات الجغرافيا السنية، وصولا إلى احتجاجات ما بعد يوليو 2015، وجدناها تنسحب أمام المتظاهرين العابرين لجسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء يوم 18 مارس، وتسمح للسيد مقتدى الصدر ان يدخلها ليعتصم داخلها يوم 27 من الشهر نفسه، والجميع شاهد آمر حماية هذه المنطقة، الفريق الركن محمد رضا وهو يقبّل يد السيد مقتدى الصدر عند بوابة المنطقة الخضراء!
في الاقتحام الثاني كنا أمام أكثر من متغير؛ فالمتظاهرون الذين قادوا حركة الاحتجاج منذ يوليو 2015، الذين فرضوا على الجميع مقولة الإصلاح، بعد الدعم الصريح الذي حصلوا عليه من المرجع الأعلى السيد السيستاني استعادوا زخمهم مع دخول التيار الصدري حركة الاحتجاج، بعد أن كادت مظاهراتهم تتحول إلى هايد بارك يحضره جمهور محدود من الناشطين أيام الجمع اسبوعيا، وحاولوا هذه المرة إثبات أنفسهم بعد أن استثمر الصدريون حركة الاحتجاج لأهداف سياسية خاصة بهم، وخاضعة لتوجيهات مركزية من السيد مقتدى الصدر شخصيا. وعلى الرغم من أن حركة الاحتجاج قد عادت إلى وضعها السابق بعد انسحاب جمهور الصدريين للتظاهر في مناطقهم، تبعا لتوجيهات الصدر، إلا أن التفجيرات الأخيرة، تحديدا في مدينة الصدر، معقل التيار الصدري الرئيسي، أعادت بعض هؤلاء مرة ثانية إلى ساحة التحرير من دون أوامر مباشرة هذه المرة، ليتحول الامر إلى قرار ارتجالي بعبور جسر الجمهورية والوصول إلى المنطقة الخضراء.
اما المتغير الثاني فقد كان أداء القوات الأمنية؛ الذي كان مرتبكا نتيجة أمرين: عدم توقع عبور المتظاهرين جسر الجمهورية، ثم اقتحام المنطقة الخضراء، لذلك كان ثمة استرخاء أمني. أما الأمر الثاني، وهو الأهم، فهو خشية هذه القوات من أن يكون التيار الصدري وراء هذا التحرك، كما في المرة الأولى، وعندما تبين ان المتظاهرين لا يمثلون الصدريين كان العنف سيد الموقف. وهو ما يعيد طرح الأزمة الجوهرية المتعلقة ببنية هذه القوات وآليات اتخاذ القرار الأمني.
المتغير الثالث كان في الاتهامات التي بدأت تترى حول المتظاهرين، منذ اللحظة الاولى لاكتشاف أنهم في مجملهم متظاهرون مدنيون، وهي اتهامات قد تتبعها اجراءات تعسفية بدأت بوادرها مع ورود معلومات عن اعتقالات في صفوفهم.

٭ كاتب عراقي


الساعة الآن 06:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team