منتديات منابر ثقافية - تحليل أدبي لحوارية قصيرة للأستاذ سمير الجندي بقلم: عبد المجيد جابر

أولا: النص الحواري
قالت له: أحبك بوجع ولست لي...
ابتسم لها، ابتسامة من أضناه العشق...
فنزلت من عينيها دمعة...
التحليل الأدبي:
ويبدأ الأستاذ سمير الجندي نصه، بجملة خبرية، لتأكيد الذات، ورفع شأن من تُخاطبه المتحدثة، وفي عبارة "أحبك بوجع": كناية عن تأجج نيران حبها وعشقها، وفي العبارة انزياح إضافي، فلفظة "بوجع" لفظة موحية، والوجع أعمق من الألم، فالكاتب اختار ألفاظه بدقة، والذي يوجع قولها بعدما قالت أحبك بوجع: لست لي، دلالة على فقد الأمل أمام موجات حبها المتلاحقة، فتتولد الصراعات النفسية في أعماقها، هي تحبه بجنون، وهو يحبها أيضا بجنون، لكن عقبات كأداء تحطم شراع حبهما، وهذه مفارقة، وهنا يستخدم أديبنا سمير تقنية الحوار في نصه، فالحوار ظاهرة فنية استخدمه بوصفه أسلوباً فنياً, ووسيلة تعبيرية للكشف عن فكرته, وبسط فلسفته في الحياة والتعبير عما يدور في خلده بأسلوب فني, وأدبي مثير، حيث طوّعه الأديب ضمن سياقه النصي، وأفاد من إمكاناته وآلياته ونجح في توجيهه الوجهة التي من شأنها أن تنعكس على هندسة الحوار في النص وتهبه القدرة على التشويق والنفاذ إلى قلب المتلقي وفكره. وفي جملة " ابتسم لها، ابتسامة" فابتسامة جاءت لتأكيد الفعل "ابتسم" وتشابهت أصوات كل من الفعل والمصدر؛ لخلق إيقاع عذب جميل، وفي عبارة " فنزلت من عينيها دمعة": كناية عن الإحباط والفشل في تحقيق الأماني والأحلام، وفي هذه العبارة انزياح تركيبي، حيث قدّم الكاتب ما حقّه التأخير، وهو شبه الجملة "من عينيها" على ما حقّه التقديم، وهو الفاعل "دمعة" لأهمية المتقدم ولخلق المفاجأة لدى المتلقي في الترتيب المألوف لنظام الجملة ولخلق جمالية أسلوبية في النص، وشبه الكاتب العشق بمرض يضعف ويضني، ويعتبر النص نصا عذبا، فهو روعة في التعبير، وجمال في التصوير، وعواطفه متأججة.