منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12362)

نزهة الفلاح 11-10-2013 01:28 PM

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الرحمن جميعا ورضي عنكم
اليوم بدأت يوميات بسيطة الأسلوب عن قصة حقيقية أود مشاركتكم إياها
وأسأل الله أن يكون فيها الخير الكثير
واعذروني على تواضع أسلوبي لبساطة لغتي
أرجو من الله لكم قراءة ممتعة وسعادة لا تنفد

********

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة
...


قصة حقيقية...

ذهبت سلمى لزيارة صديقتها المقربة فرح، التي تعمل في مخدع هاتفي * ...

فجلستا في الكراسي القريبة من الهواتف تضحكان وتمرحان كعادتهما...

دخل شاب وسيم أزرق العينين جميل الطلعة ... فطلب من فرح أن تعطيه بطاقة جوال... وهو مبتسم بعد أن سألها عن أحوالها... إنه جارهم جمال... نظر إلى سلمى نظرة فارغة المعنى، نظرة شاب يرى فتاة لأول مرة بغير انتباه..

ذهب إلى حال سبيله، وعادت فرح إلى مكانها...

مرت الأيام وسلمى تزور صديقتها كل يوم بعد عودتها من الجامعة، لابد أن تمر أولا لتراها وتطمئن عليها، لاسيما وأن فرح تمر بظروف قاسية تحتاج معها الدعم النفسي والمعنوي...

كانت هذه العلاقة جلية لكل أصحاب المحلات في هذا الحي الشعبي الذي يعج بالحركة...

علاقة لاحظ جمال اختلافها ورقي أخلاق الصديقة الجديدة، التي تتعامل بعطاء وإيثار منقطع النظير...

فكر في الاقتراب والفضول يلح عليه لاكتشاف هذ ه الفتاة الوافدة الجديدة على الحارة، لكنه يخشى أن تكشفه عيناه، فآثر الصمت والمراقبة من بعيد...

إلى أن جاءت إليه هي... تبحث عن أوراق بيضاء فبدأت الحكاية....

* المخدع الهاتفي: هو دكان فيه هواتف يستعملها الناس للاتصال برمي النقوذ مسبقا...

بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-10-2013 05:28 PM

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...

قصة حقيقية...

الحلقة الثانية

وقف جمال أمام دكانه الصغير وأذان صلاة العصر يصدح في الأفق من مسجد الحارة الذي يزين قلبها... وقف يتفقد المارة، منتظرا زبائن جدد.. جمال شاب في الثلاثينات من عمره، هادئ الخطى، معروف برزانته وطبعه الهادئ، كل بنات الحارة يتمنين نظرة منه، وأغلبهن تراه زوجا مثاليا، حتى أنفاسه تخرج بهدوء في تناغم بطيء كأن الرئة تستنفذ كل وقتها لتنظيم خروج الهواء ودخوله...

وبينما هو كذلك وفي التفاتة عابرة منه نحو المخدع الهاتفي... إذ يرى فتاة سريعة الخطى... نشيطة الحركة، جريئة الطلعة يلفها حياء غريب وغض بصر نادر، عكس سرعة حركتها تماما... يا للمفاجأة، إنها سلمى قادمة نحوه، تسارعت أنفاسه، فاستجابت نبضات قلبه...

دخلت الدكان، وألقت السلام ...

فرد السلام وتواجد في المكان... فقالت بسرعة لم يستطيع مجاراتها في أول الأمر، لأنها عكس طبيعته تماما: أريد رزمة أوراق بيضاء a3 خاصة بالنسخ..

مد يده ببطء محاولا إخفاء ارتباكه، وتفاجئه بخطوة لم يتجرأ هو عليها، فجاءت هي إليه..

قدم إليها الأوراق فوضعت النقود وشكرته وانصرفت في سرعة لم يفهمها بعد... حتى أنها لم تنظر إليه...كان تركيزها كله فيما تريده وانتهى الأمر...

لم يكن يعلم عنها شيئا سوى أنها فتاة مختلفة تمر منذ أكثر من شهر، كل يوم أمام دكانه لينتهي بها المطاف في المخدع الهاتفي القريب ...

اهتز كيانه ... إنها تنطق الفرنسية بشكل جيد، ممم ملامحها جميلة لكن فيها وقار غريب، رزانة رغم سرعة الحركة، حياء مع جرأة، جرأة مع حدود في التعامل... متناقضات تذوب في بعضها لتفرز شخصية مميزة لم يصادفها من قبل...

دارت رأسه من التفكير لاسيما مع شح المعلومات عنها... إنها لغز محير لشاب اعتاد أن تعجب به الفتيات وتتكالب عليه نظراتهم، فيصدها بحكمة رغم أنها تشبع الإيجو ( الأنا المتعالية) داخله ...وتغطي ثغرات نقص لديه، لاسيما وأنه لم يكمل تعليمه، ليعمل في دكان والده بعد وفاته ويعيل أمه وأخواته...

اشتعل فضول جمال وقرر أن يخوض تحديا لم يخضه من قبل...

عادت سلمى بالأوراق، وأتمت فرح نسخ بعض الأوراق للزبون، وعادتا إلى نقاشهما المحتدم في حل حاسم لمشاكل فرح العويصة ومحاولة من سلمى إقناعها بالطلاق من زوجها الذي كسر جهاز التلفاز على ظهرها وهي حامل في شهرها الثالث... وتخوف فرح من نتائج لا تحمد عقباها...

مر أسبوع وجمال يغلي ووجهه كالخشب لا يظهر شيئا مما عليه فؤاده... ينتظر فرصة أخرى ليشرع في المغامرة المثيرة ...

مل الانتظار وتحرك نحو الهدف...

بقلم: نزهة الفلاح

[/tabletext]
فاطمة جلال 11-10-2013 09:13 PM

[tabletext="width:70%;"]

وما زلنا في انتظار الحدث

اسلوب شيق ورائع
الأديبة نزهة الفلاح
متابعين لهذا الجمال

نزهة الفلاح 11-11-2013 12:02 AM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال (المشاركة 163293)
[tabletext="width:70%;"]

وما زلنا في انتظار الحدث

اسلوب شيق ورائع
الأديبة نزهة الفلاح
متابعين لهذا الجمال
بارك الله فيك أستاذتي العزيزة فاطمة جلال
إنما هو جمال فضل الله أن جمعنا هنا على رقي تواصل ونفع وفوائد
طبت وطابت حياتك في رضاه سبحانه

ياسر علي 11-11-2013 01:37 AM



أهلا بالأستاذة نزهة الفلاح في حلة جديدة و بصمة أخرى تكون إن شاء الله كسابقتها و أكثر .

جمال ، فرح ، سلمى .... أشخاص سنعيش يومياتهم بلمسة ساحرة من قلم الأستاذة نزهة الفلاح .

كل التقدير .







نزهة الفلاح 11-12-2013 01:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 163331)


أهلا بالأستاذة نزهة الفلاح في حلة جديدة و بصمة أخرى تكون إن شاء الله كسابقتها و أكثر .

جمال ، فرح ، سلمى .... أشخاص سنعيش يومياتهم بلمسة ساحرة من قلم الأستاذة نزهة الفلاح .

كل التقدير .



أهلا بك أستاذي الكريم ياسر علي
اللهم يسر يارب
حقيقة لم أنو أبدا كتابتها لكن لما كتبت سلسلة الحب قلت لابد من تنويع الأسلوب من خلال القصة أيضا فاخترت يوميات شهدت أحداثها وتعلق طرفين كل بطريقته
بارك الله فيك وأرجو من الله متابعة ممتعة ومفيدة للجميع
بورك فيك

نزهة الفلاح 11-12-2013 01:59 AM

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...

قصة حقيقية...

الحلقة الثالثة

بعد أسبوع من انتظار تكرر فرصة زيارة سلمى لدكانه، قرر جمال الذهاب إلى المخدع الهاتفي بعد أن تمر كعادتها ليضمن أنها موجودة هناك...

طال انتظاره، يتعامل مع الزبائن بقلة تركيز واضحة، وأخطاء تكلفه أحيانا رأس المال والربح...

تبا لم تظهر بعد، ترى ما بها؟ ليست عادتها أن تتأخر؟ .. ربما موجودة مع فرح ولم أرها؟

أطل برأسه متصفحا بعينيه زجاج المخدع الهاتفي، فلمح فرح ترتب الدكان استعدادا لإنهاء عملها، ولا يوجد معها أحد...

استبد به القلق، واضطرب قلبه، أأسأل عنها فرح؟ لالالالا مستحيل ستفهمني خطأ...كيف أفعل؟ ..

هكذا كان جمال يحاور نفسه..ويتأرجح بين صورته أمام الناس التي تمثل له كل شيء، وبين الفضول الذي يستشري في خلايا فؤاده..

مرت الأيام ولا أثر لسلمى... كل مرة يختلس النظر إلى زجاج المخدع الهاتفي... فلا يرى إلا فرح أو زبائن خارجة أو داخلة أو جالسة...

لاحظ جاره صاحب الملبنة قلقه فسأله عما به، فطمأنه أنه فقط ينتظر موزع التبغ وقد تأخر عليه وقد نفدت بعض الماركات ...

اقتربت الخامسة مساء في يوم ربيعي رائع وقد اقترب الصيف وبدأ النهار يطول وتتفتح المشاعر بهجة بصفاء السماء وزرقتها الجميلة... ورائحة الشاي بالنعناع تداعب الأنوف العابرة من الحارة.. إنها الرائحة المميزة المنبعثة فجرا وعصرا من دكان العم عبد الرحمن بائع الشاي والفطائر الشهية...

وفي التفاتة يائسة من جمال نحو المخدع، إذ يرى فرح تسلم بحرارة على سلمى وتضحك وتمرح برؤيتها... فتساءل كيف مرت ولم يرها.. لم يكن يعلم أنها كانت مسافرة وأنها أتت من بيتهم وليس من محطة الحافلة القريبة كعادتها...

تنفس الصعداء وكأن روحه عادت إليه... فكر في بدء المغامرة لكن خشي أن تكشفه عيونه ويصح فيه قول الشاعر: الصب تفضحه عيونه ...

فاصطبر واشترى الشاي ليشغل نفسه بحلاوته ونغمات لمطربه المفضل ...

مرت ساعة فتهيأ للذهاب ونادى أخاه ليحل محله ثم انطلق...

قلبه يرتعش من الارتباك، عيناه تدوران في رأسه لكنه قرر وزمجر ومن الخوض لا مفر..

أطل للاطمئنان على الأجواء فإذا به يصدم مما جعله يهرول نحو الهدف وقد قدمت إليه فرصة من ذهب... فسلمى في خطر...

بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 11-12-2013 08:28 PM

يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الرابعة

أطل جمال من باب بيتهم، بعد أن خرج مستعدا للمغامرة..فإذا به يرى ابن جيرانهم طارق يترنح داخل المخدع الهاتفي ويلوح بورقة نقود بعد أن شرب حتى الثمالة، ويتلفظ بألفاظ بذيئة ويشتم كل من مر أمامه... طارق الشاب الذي يستأجر بيتا مع زملائه في العمل، وهو ابن مدينة أخرى...لكنه يكسر كل قوانين الأخلاق في حي لا يعرفه فيه أحد سوى أنه موظف وأنه زير نساء محترف... وسكير مدمن...

هرول جمال نحوه محاولا تهدئته.. فوجد محمد البقال المجاور قد سبقه إليه... واجتمع الناس بعد سماع صراخه، دخل جمال الدكان وقلبه في يديه، يتوقع أن يجد سلمى أو فرح مغشي عليها من الخوف، فإذا به يجد فرح تكلمه بكل هدوء ( فهي خريجة في تخصص علم الاجتماع ولكن لم تجد عملا ورأت في حياتها الكثير مما أسكبها صلابة ورباطة جأش ) ومحمد يذكره بالله وبأن هذه ليست أخلاق الرجال بلطف ولين، وسلمى تجلس في كرسي مجاور وترصد المشهد في هدوء وطمأنينة مستفزين ولا تنبس ببنت شفة...

بعد دقائق هدأ طارق قليلا واعتذر من فرح التي تتحمل رائحته الكريهة باصطبار، وأراد أن يقبل رأسها ولكنها صدته برفق وهي تدعو الله داخلها ألا يأتي زوجها الآن فيتشاجر معه، فقال لها ضاحكا وكأنه لم يفعل شيئا: احتراماتي أختي فرح احتراماتي...

ولما وجد جمال نفسه في مأزق لا يحسد عليه، وضاعت فرصة البطل الشهم منه، تصنع بأنه جاء للاتصال، فذهب إلى هاتف قصي وأمسك السماعة وبدأ ينظر إلى سلمى نظرات ذات مغزى...

وهي لا تلتفت نحوه، بعد دقائق انتهى المشهد وانفض الناس، وتنفست فرح الصعداء وجلست بالقرب من صديقتها، وماهي إلا لحظات حتى صرخت من الألم، قفز جمال للمساعدة، وارتبكت سلمى...

فقال مسرعا موجها الكلام لسلمى وقد استجمع قواه واستمر في نظراته التي تبرق انبهارا وتساؤلات عن سر هيبتها التي تأسر فضوله: ماذا بها فرح؟

فأجابته باقتضاب و هي تغض من بصرها: لا أعلم بعد..

فصدم وعلم أن نظراته لم ترى أصلا، فالتفت إلى فرح يسألها وهل يأتي بطبيب أم ماذا؟

وإذ هم كذلك، وصل زوج فرح وتجمد جمال في مكانه..

بقلم: نزهة الفلاح


فاطمة جلال 11-12-2013 08:47 PM

فصدم وعلم أن نظراته لم ترى أصلا، فالتفت إلى فرح يسألها وهل يأتي بطبيب أم ماذا؟





وإذ هم كذلك، وصل زوج فرح وتجمد جمال في مكانه..





بقلم: نزهة الفلاح
............



الأديبة نزهة


لا تطيلي علينا فالأحداث تشدنا


رائعة الحدث والسرد



تقديري

نزهة الفلاح 11-13-2013 10:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال (المشاركة 163566)
فصدم وعلم أن نظراته لم ترى أصلا، فالتفت إلى فرح يسألها وهل يأتي بطبيب أم ماذا؟





وإذ هم كذلك، وصل زوج فرح وتجمد جمال في مكانه..





بقلم: نزهة الفلاح
............



الأديبة نزهة


لا تطيلي علينا فالأحداث تشدنا


رائعة الحدث والسرد



تقديري

الحمدلله على فضل الله تعالى
أسعدك الباري عزيزتي وأستاذتي فاطمة، إنما هي روعة فضل الله تعالى وأين أنا منكم
بورك فيك


الساعة الآن 05:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team