هنا وهنالك
 

كم تمنيت من اعماقي في الماضي ان انتقل من هنا الى هناك
فهنالك ليل مجنون خلا من السكون تتلامع في ظلمته النجوم و بحر في الليل والنهار له صخب و هدير فوق رمال شاطئه تسترخي ازهار متعددة الالوان تحفه اشجار واقفة حاملةً لثمار بُسطت تحت اقدامها الضلال
جاءت الفرصة وحزمت حقائبي ونويت السفر الى هنالك
عندها استيقظ الناصحون كعادتهم متأخرون يصرخون مرددين هنالك يقف الهوى برفقته البلاء
من ذهب هنالك لن يبصر مسالك الهداية ولن يدرك وسيلة من وسائل النجاة، كم هو مسكين انه لا يدرك لا يعرف لا يفقه لذا لن تتجلى له المعاني ولن تُحدث في نفسه الأثر هكذا هي طباع الجهلاء من البشر
فأخذت اصرخ كالمجنون
اين كنتم عندما كنت اطلب برهاناً على قضية، او بياناً عن مسألة خفيه !
لم ارى في كلامكم بارقاً من النور اتجه إليه واقصده
الان بعد ان اخترت الطريق ..
اذهبوا ابتعدوا لم اطلب منكم الاسترشاد والحكمة ، فانا لا انزجر، او اعتبر لم اعد اصغي اليكم بل لا افقه شيء مما تقولون
تركتهم خلفي يثرثرون ،رحلت وعند المساء وصلت الى هنالك
استوقدت ناري، ارتفع لهيبها ،وأضاءت ما حولها وظهرت من العتمة الفراشات و ما كان مخفياً اصبح متاح
تقلبت في النعيم وانتقلت من نديم الى نديم ،مرت الايام والشهور فسئمت الحال اشتقت لليل ساكن ارتمي في احضانه ،والى الخيال الذي جف نبعه وجرف الواقع ما تبقى من اثاره
لم اعد استطيع جلب المتعة او ان اتفاعل معها كالسابق فأصبحت الهموم تطاردني حتى ساقتني الى مهاوي الهلاك
فجأة جاء عارض خفي أمر سماوي انجاني من محنتي واعادني الى هنا ...

سرد شيق
يفيض عذوبة
مااروع حروفه
وقد تجلت بجميل المعاني
تحياتي وتقديري