رجل طموح
 

رجل طموح
الطموح:
الطموح هو أن تحلم لتحقق.
أن تجعل أحلام الأمس حقيقة اليوم!
لابأس في كثرة الأحلام ولكن حقّقْ وتابع واطْمَح لتكون طموحاً.
انظر حولك ستجد الجميع يتحرك،الكلُّ يسعى،الكل يثابر،الكل يحاول أن يصنع شيئا.الكل أو بعضنا يعيش ليُحقّق وحقَّق هدفا كان يبدو مستحيلا، ولكنه تحقق،لأجلك أولا ولغيرك ثانيا.
لابأس حاول مرة ومائة مرة،المهم ألا تيأس.
شخصيات أثَّرت في الكثير،بعضهم المُبْهِرفي شخصيته ،وبعضهم مزعج في طريقة وصوله، ولكنه وصل!،وبعضهم من كانت القسوة تغلِّفُ قلبه
وهذا سِرُّ نجاحه،والبعض منهم لعبت الصدفة معه دورا كبيراً.
-الفقير الحاكِمْ:
هذه بالذات لابن أبي عامر،ذلك الشاب "الطَّموح" الذي وصل لأنَّه أراد الوصول،أحلامه وطموحاته لم تتوقَّف من سريعة فمتسارعه ولكنه حقَّقها، من رجل بسيط إلى الرّجل رقم واحد.
البعض كان يرى أنّ طريقة وصوله إنتهازيَّة!.ولكنَّه وصل.
من هذا الرجل ؟
إنّه محمد بن أبي عامر،الراجع إلى أحد الأصول العربية ،من أسرة يمنية كما يقال،ولد بحصن طرَّش.
كان في السابعة والعشرين عندما أراد الخليفة تعيين مشرف لأدارة أملاك ولده عبد الرحمن فرشح الحاجب جعفر محمد بن ابي عامر "الشاب النشيط،المجيد للكلام!".
وعندما توفي عبد الرحمن عيِّن لإدارة أملاك أخيه هشام بالإضافة إلى عدَّة مهمات من الخزانة إلى دار السكة إلى المواريث إلى القاضي ابن أبي عامر إلى مدير الشرطة إلى الناضر على الحشم"الخاص".فكان فتى الدولة!
وهكذا وصل إلى أرفع وظائف الدولة والقصر في مدة قياسية ،نتيجة إلى طموحاته ومواهبه وكفاءاته الباهرة،وإلى....عناية صبح!
وهذه العناية كانت السبب الأول في جعله المنصور محمد بن أبي عامر.
توفي المنصور وعمره أربعة وستون عاما ونقش على قبره بيتان هما:
آثاره تنبيك عن أخباره...حتى كأنك بالعيان تراه
تالله لا يأتي الزمان بمثله...أبدا ولا يحمي الثغور سواه
لو كان حيّا لحقَّق المزيد.
رحم الله الحاجب المنصور الرجل الطموح محمد بن أبي عامر.
-لم يكن في بالي أن أكون طموحا:
أو ليس الآن!
هذه قصة كانت تحكى لنا عندما كنّا صغارا.
عن رجل كان يعمل صيَّادا ولا يجيد غير الصَّيد، هذا الرَّجل كان فقيرا جدا جدا،ولم تكن أحلامه إلا في سمكة يصطاد!ّ.
ذات يوم علق في شبكته شيئ معدني ،عندما قرَّبه إليه وجده خاتما، وضعه في إصبعه فكتب عليه لتحقيق أمنية واحدة هي لك!
أصابه الفزع والفرح!
فكَّر وفكَّر ماذا سأتمنَّى؟ فلم يجد إلاّ أمنية واحدة ألا وهي..الزَّوجة الحسناء.
ولكن بينه وبين نفسه قال:الزوجة الحسناء تريد منزلا جيدا ،وأنا لا أستطيع إلاَّ تمنِّي أمنية واحده.
عقد العزم حينها أن يهلك نفسه في العمل ليبني منزلا جميلا ويحقق أمنيته "الزوجة الحسناء"،وفعلا بنى المنزل وأتى وقت الأمنية.
أراد أن يطلب من الخاتم تلك الأمنية ولكنَّه تراجع.لماذا؟لأنه قال : أنا الآن عندي المسكن وأي امرأة ستقبل بي.سأدَّخر الأمنية.
بدأت طموحاته تكبر شيئا فشيئا من بقرة إلى مزرعة إلى ثروة! وكلُّ هذا كان من عمل يديه ومن ورآء طموحاته وبسبب تأجيل الأمنية،أصبح رجلا نشيطا طموحا لايوقف تحقيق أحلامه شيئ.
عندما مات دفن أولاده معه خاتمه ذو الأمنية الواحدة!
ظنَّا منهم أنّه مجرَّد خاتم كان يحبه والدهم.وبهذا دفن الخاتم ولم تطلب منه أيَّة أمنية،ولكنّه ساعد في صنع رجل طموح.
-بريد إلكتروني:
قدّمت شركة الحواسيب إعلانا تطلب فيه موظَّفين عند البوَّابة،وتقدّم رجل كان بأمسّ الحاجة إلى الوظيفة دخل إلى المقابلة وأجرى امتحانا،ولكنّه رُفض؟لماذا لأنّه لايملك بريدا إلكترونيا! أظلمت الدنيا أمام عينيه وخرج والحزن يعصر قلبه. رآه أحد الباعة فأخبره أن يقف معه لبيع الطماطم.
وفعلا وقف وباع بعض العلب. ومن علبة إلى علبتين يأتي الخير!ويبدأ الطموح.
من باحث للعمل إلى صاحب أكبر مزارع ومصانع الطماطم!
عندها أخبره أحدهم أن يضع أمواله في حساب مصرفيّ،وفعلال ذهب إلى أحد المصارف وفرحت بغنيّ مثله،أخبروه أن يكتب بريده ولكنَّه أجاب قائلا:لاأملك بريدا!
استغرب الموظّف وقال له:لوكان عندك بريد ماذا فعلت؟
قال:لكنت بوابا في شركة!
ياله من حسن حظّ رُفِضّ في العمل ليكون ربَّ عمل!
أخيراً..
الطموح القاسي:
هذا عن ملك قسوة قلبه جعلته يقتل أخاه،ويجمع أكبر قدر ممكن من الأعداء!
قسوته الظّاهرة جعلته يقتل ويقتل دون أن يَرْحَم ،جعلته يطمح في الوصول.
سرعته،شجاعته،مخاطرته،حبُّه لطموحه في بناء مملكة قويَّة لاتهزم،حبُّه للقتال،حبه لحلمه في الوصول.
جعلته يطمح في أن يكون الأقوى،جعلته يطمح في إذلال من كان أقوى منه،جعلته يطمح في أن يكون القائد الأول، وكان الأول وكان ..وكان.
هذه الصفات جعلت الكلّ يخشاه ويخشى مواجهته.
هذه الصفات جعلت نهايته قريبة.
هذه الصفات جعلت ايتيوس يقضي على ملكه!
طوحه جعله يصل .ولكن لحظة وصوله كانت لحظة نهايته.
ولكن حتى وإن كانت فترة حكمه وأسطورة ملكه ومملكته قصيرة،ولكنَّه حقَّق.
إنّه اتيلا ملك الهون أحد أهم المحاربين

جميع هذه النماذج التي ذكرت هنا أدركت مفاتيح النجاح فالمنصور ابن أبي عامر أدرك أن العلم وسيلته المثلى للدخول إلى القصر و كان تلميذا نابها حقا و متعلما نجيبا .. قد تكون الجارية صبح محظية الخليفة أحد أدواته التي استطاع الوصول بها إلى سدة الوزارة و لكنه في البدء كان متعلما فصيح اللسان بديع التعبير .
أما الصياد فامتلك مفتاحا آخر و هو ترتيب الأهداف من هدف رئيسي و أهداف صغيرة ثابر على تحقيقها
و البريد الالكتروني هو مفتاح آخر و هو التحدي فممن غير هذا التحدي الكبير لم يكن الرجل ليجد و يصنع من نفسه نجاحا يحتذى به
أما القائد الكبير فقد كان مفتاحه المثابرة و الاجتهاد و جرأة القلب و هي لازمة لمن يريد تحقيق الطموح
أ. إلهام مصباح
عرض متميز للفكرة
دمت رائعة

أختي / إلهام

جميل جداً ما سطر حرفك هنا ...

وكم سعدت لقراءة هذا الحرف ...


... أتمنى لك الخير ...

أ.ريم تحياتي لك.
معك حق لكل منا مفتاح للوصول.
كل الشخصيات وصلت، بمساعدة أو بدونها ولكن الفضل الأكبر لطموحهم ورغبتهم في الوصول والتحقيق والنجاح.
شكرا جزيلا لك.

سيدي وأخي وأستاذي عمر
ليس الجميل ماكتبته أنا،الجميل ماكتبت أنت.
والأجمل قراءة سيادتكم لما كتب.
بوركت على الدعاء وجزيت خيرا.
تقبل تحياتي...

أختي الفاضلة إلهام حفظها الله

نصك طموح حد العلياء ،

تختلف الطموحات كل حسب نفسيته ونمط حياة مجتمعه اختي الكريمة ،

يبقى النص مهيباً ،

تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن

أستاذي وأخي عبد الحكيم..شكرا وتحياتي لك..
الطموح الطموح...أنتظر النتائج في الجامعه بشغف صرت لا أنام من الإنتظار لأني أترقب أن أكون الأولي علي دفعتي كالفصل السابق..
مع ملازمة كوابيس الرسوب ونهاية الطموح لأحلامي!
تحياتي لك وأرجو الدعاء

جميلة جدا ومفيدة

بارك الله فيك وفي قلمك المميز

ااقرأ في حروفك روح الطموح الواثق
غدا ستسعد وتصعد في اعلى درجات
لهمم الطموح
شكرا لك هذا الابداع نحو الطموح
دمت بخير