منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   عبقرية السقوط (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9265)

لانا أحمد 06-29-2012 02:49 AM

عبقرية السقوط
 
حين تسقط الأشياء إلى الأسفل، لن تتوقف حتى تصطدم بالقاع..‏
الذكاء هنا، أن تتكور على نفسك ككرة صوفية، فتخفف قوة وزخم السقوط،وأن تدرك عبثية المقاومة ولا جدوى التمسك بأي شيء حولك.. إذ يصيب كل ما تلمسه لعنة السقوط فيهوي معك، ويكون في سقوطه نهايتك!‏
عبقرية السقوط التي تكتسبها مع الخبرة، تعلمك أن تترك نفسك تهوي باستسلام حتى ترتطم، ثم تترك نفسك حتى تشفى، وبعدها تحاول النهوض وحدك دون أن تتعب نفسك بافتراض أنك إذا مددت يدك ستجد من يمسك بها..لن تمسك إلا الهواء المعبق برائحة الخيبة، فالندم!
في رحلة الصعود، أنت لا تحتاج لأكثر من ذراعين تمسكان بالأشياء -التي حذرتك من التشبث بها في سقوطك- وقدمين تدفعان بك إلى الأعلى.
عندما تصل إلى الأعلى وتخرج، إلتفت خلفك ولا تخف! يجب أن تطيل النظر إلى الهاوية. أعلم سيكون هذا صعب جدا عليك، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لتتجنب السقوط فيها مرة أخرى.
ذاكرة الإنسان عجيبة وانتقائية، وسوف تحاول أن تنسيك تلك السقطة حفاظا على سلامة وعيك..وحده اللاوعي يتعلم درسه، ودرسك، ودرس الوجع..غذيه بالنظر إلى الخلف كثيرا كي تحفظ الإشارات والعلامات التي لا تراها العين المجردة، وتقود إلى الهاوية.

عبدالحكيم مصلح 06-30-2012 09:36 PM

أختي الفاضلة لانا حفظها الله

رائع هذا النص ، قد يكون السقوط للأعلى هو الحل ،

الذاكرة التي تُنسي هي ذاتها التي تحفر في وجدنك مكامن الخطر ،

تحيتي وأحترامي

لانا أحمد 07-01-2012 01:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم مصلح (المشاركة 122316)
أختي الفاضلة لانا حفظها الله

رائع هذا النص ، قد يكون السقوط للأعلى هو الحل ،

الذاكرة التي تُنسي هي ذاتها التي تحفر في وجدنك مكامن الخطر ،

تحيتي وأحترامي

أخي الأجمل عبدالحكيم،
السقوط للأعلى! هممم..وحده السقوط على الجبهة لخالقها يدفعك للأعلى..
أثريت النص بمرورك الألق
سلمت وسلمت الأنامل

عبد الله المنصور 07-03-2012 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لانا أحمد (المشاركة 122225)
حين تسقط الأشياء إلى الأسفل، لن تتوقف حتى تصطدم بالقاع..‏
الذكاء هنا، أن تتكور على نفسك ككرة صوفية، فتخفف قوة وزخم السقوط،وأن تدرك عبثية المقاومة ولا جدوى التمسك بأي شيء حولك.. إذ يصيب كل ما تلمسه لعنة السقوط فيهوي معك، ويكون في سقوطه نهايتك!‏
عبقرية السقوط التي تكتسبها مع الخبرة، تعلمك أن تترك نفسك تهوي باستسلام حتى ترتطم، ثم تترك نفسك حتى تشفى، وبعدها تحاول النهوض وحدك دون أن تتعب نفسك بافتراض أنك إذا مددت يدك ستجد من يمسك بها..لن تمسك إلا الهواء المعبق برائحة الخيبة، فالندم!
في رحلة الصعود، أنت لا تحتاج لأكثر من ذراعين تمسكان بالأشياء -التي حذرتك من التشبث بها في سقوطك- وقدمين تدفعان بك إلى الأعلى.
عندما تصل إلى الأعلى وتخرج، إلتفت خلفك ولا تخف! يجب أن تطيل النظر إلى الهاوية. أعلم سيكون هذا صعب جدا عليك، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لتتجنب السقوط فيها مرة أخرى.
ذاكرة الإنسان عجيبة وانتقائية، وسوف تحاول أن تنسيك تلك السقطة حفاظا على سلامة وعيك..وحده اللاوعي يتعلم درسه، ودرسك، ودرس الوجع..غذيه بالنظر إلى الخلف كثيرا كي تحفظ الإشارات والعلامات التي لا تراها العين المجردة، وتقود إلى الهاوية.


كم نحتاج للكثير من التدريبات الرياضية والنفسية لنتعلم فن السقوط ..متعة السقوط هي تحدي السقوط نفسه بإبتكار سقطة جديدة لانستطيع التنبوء بها
نص غاية في الجمال من وجهة نظري المتواضعة

الفاضلة لانا أحمد

شكرا لكِ لمنحنا هذه المساحة التي حركت ركود عقولنا

محمد عبدالرازق عمران 07-04-2012 12:49 AM

* جميل ما قرأت هنا .. شكرا لك .. مودتي .

جليلة ماجد 08-03-2012 05:06 PM

هناك مرارة جميلة بين سطورك ...

تلك التي تجعل المرأة أجمل حين تبكي ...

قد تعودنا السقوط لانا ... لقد تعودنا و صار ديدننا

نص عميق و جميل

طارق خنفير 08-25-2012 06:38 PM

ما أمكنني استساغته من هذا النص الجميل أنه درس جيد في الإصرار و المكابرة و مواجهة الصواعق و الآلام من جهة فجميع العظماء يضربون بضراوة و يهوون باستمرار لكن سرعان ما يتحاملون على أنفسهم و يكابرون آلامهم و ينهضون من جديد لمواصلة الدرب أكثر قوة و عزم كما يمكننا أن نتعلم منك أيتها الأخت الفاضلة تأمل الأخطاء الفادحة جيدا و التمحيص فيها و فيما سببته لنا من أذى عظيم حتى نتجنب الوقوع فيها نفسها من جديد و الدرس الثالث هو أن نعول على ذواتنا دوما و لا نذيق أنفسنا أبدا ذل التودد للآخرين طلبا للمساعدة و الخلاص و لو كنا في أوج البؤس و الشدة فهل هذا ما أردت قوله يا صاحبة الشأن الكبير........


الساعة الآن 06:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team