|
قمتنا العربية
القذافي حكاية من حكايات الف ليلة وليلة يصعب فهمها حتى على العباقرة ، ترويها مفاصل تاريخية كان هو بطلها الأوحد في المسلسل العربي ذائع الصيت ( جرائم سياسية ) ففي اجتماعاته مع قادة الدول العربية كان الأبرز بأطروحاته المحلقة في فضاء الجنون الكوني والبعيدة كلياً عن واقعه الذي يعيشه ورغم ذلك كانت تدغدغ أحاسيسنا وتلهب حماستنا الضائعة في بحر الخضوع والخنوع وقد تضحكنا تارة أخرى إذا أظهر استهانته بكل المجتمعين من عتاولة السياسة العربية خاصة أن هذا الأمر يلامس حنيننا للفكاك من قبضتهم الحديدية ولو بالتندر عليهم بين حنايا أضلاعنا وداخل أقفاصنا الصدرية . حكاية أخرى لهذا المعمر في سدة الحكم العربية مع الهيمنة الأمريكية عندما أضحك حتى قادة الدول الإسكندنافية والبطاريق الموغلة في أعماق القارة القطبية الشمالية والجنوبية وهو يهرول نحوهم ماداً يده الملطخة بدماء أحرار مملكته الليبية ومعلناً دون أن يطلب منه ذلك عن أسلحة الدمار الشامل المخفية وبرامجه الوهمية لتطوير الأسلحة الجرثومية ، على أمل أن يترك له المجال للاستمرار في إغراق مجتمعه في بحر ضلالته الخضيرية واستنزافه لبترول أمته الجهادية وقد تحقق له ذلك فكل الغرب عرف وقتها قيمة مثل هؤلاء الرجال الأفذاذ القادرون على إدامة عصور القرصنة الأوروبية ونيل مبتغاهم دون إشغال قواتهم واستنزاف اقتصادهم بتكرار غزواتهم الصليبية فكانت معاهدته الشهيرة التي بموجبها أغرق جارته ايطاليا وفرنسا ببتروله الرخيص في مقابل إطلاق يده في محاربة شعبه تحت عنوان أن المعارضين لحكمه لا يخرجون عن أصحاب العمائم السود الذين ارتموا في أحضان الحركات الجهادية كل ذلك كان جميلاً ولم يحرك إعلامنا العربي المسيس ومضت عربته المتهالكة تشق عباب طريق الخضوع للإمبريالية الغربية بمباركة جوقة الحكام السادية وبعض جهال أمتي مدمني لعق الأحذية الفاخرة الإيطالية . كان ذلك فيما مضى أما اليوم فقاذف النكات البكائية تجاوز زمانه وأتى بما لم يأتي به عتاولة الإجرام وأصحاب السوابق الطاغوتية بتجربته الفريدة من نوعها وهو يقرر أن الدم بينه وبين من يريد إسقاط نظامه الهرم في خطبة يصعب تصديقها كلف أبنه السيف البتار بإلقائها قبل أن يري كل العالم بطشه وجبروته وهو يبرهن أن ليس قولاً يسمع وإنما فعلاً يرى إذا كان خصمه ضعيفاً ولا يحمل أي أسلحة تخيفه أو تخيف جنوده المرتزقة ذوي الأصول الأفريقية أو أعضاء عصابته من المافيا الإيطالية . إذا هو معمر الذي تميز طوال تاريخه بقدرته الفائقة على الإبداع في كل المجالات الإجرامية التي يطرقها مع أعدائه من كل الشعوب العالمية وضمنها شعبه المغلوب على أمره الذي ظنه العالم من أسذج الشعوب العربية وهو يراه مصدقاً لكل النكات المدونة في كتابه الأخضر ، قبل أن يفيق على حقيقة أن هذا الشعب الذي أنجب عمر المختار شعبٌ بطل أنجب وسينجب الكثير من الرجال الأشاوس الذين سيظهرون لكل العالم المتخفي وراء الديمقراطية أن ليبيا ستوثق قيد مجنونها قبل شنقه ــ هو وكل أفراد عصابته الهمجية ــ على أبوابها التاريخية وستظهر لكل العالم بحلتها الجديدة ناصعة البياض وهي تطالب بالقصاص ممن أوغل في دماء هذا الشعب العريق بمساندته لهذا الطاغية حتى لو كان ذلك بالسكوت الشيطاني عن قمعه الدموي لحراك شبابنا بحثاً عن ذاتهم المتحررة من عبودية بعض طواغيت القمة العربية . |
تحيّاتي
أشكرك على هذا الموضوع بوركت وبورك اليراع . |
قمّتنا العـربية بدأت بالتسـاقط شيئـًا فشيئـًا ولا ندري متى ستساوي الأرض رغم أنها لم تكن منذ إنشائها إلاّ كقـطع أحجـار متناثـرة لا تعيق الطريق إلى ذل .. ما يصير في العالم اليوم يصعب تصديقـه أو التنبؤ به ، ولعل ذلك تمهيدًا لخروج المهدي الذي لا يخرج إلاّ ويلقى الشعوب بلا حاكم .. وهذه ثلاثة أو أربعة دول .. والبقية في الطريق ..!! هذا القائد و ملك ملوك أفريقيا وزعيم اللا مبالاة .. " حكاية ثانية من مليون ليلة وليلة يا حامد " !! :) فقدناكـ كثيـرًا يا أبـا أحمـد ، ولا نزال ننتظر قلمك ومذكراتك .. طرح جميـل و قـراءة في الوضـع الخطير الـذي يمـر بالخريطة العربجية .. تقديري لك وكل سلااامي .. |
سلام الله عليك ومرحباً بعودتك وبعد : نعم هي النهاية التي لا بد منها.. وأخيراً .. صحت الشعوب العربية من نومها وأحسّت بثقل الحاكم الجاثم فوق صدرها بعد عشرات السنين وأعتقد أن ثلاثين عاماً أو أربعين من النوم تكفي وتزيد ..لأن تجعل الشعوب العربية على الأقل تتململ وها هي تتململ بل وتنتفض على السطوة فانتفضت تونس وانتقلت الانتفاضة إلى مصر ثم إلى اليمن ثم إلى .... وكأنها عدوى مرض لا برء منه ولا علاج له إلا بتغيير الحاكم ولا حتى للتطعيم ضد انتشاره .. والسبب بسيط جداً وهو أن كأس الذل والمرار الذي شرب منه المصري لا يختلف عن طعم ذاك الذي تذوقه التونسي ولكن في ليبيا كان الأمر يختلف .. فمعمّر ( اسم على مسمى ) هو أطولهم عمراً في الحكم .. والواضح أنه أكثر شراسة وطغيان ..وهو الفيلسوف الوحيد من بينهم والكاتب الأخضر الذي لا مثيل له .. وكما جاء في مقالتك .. الشعب الذي أنجب عمر المختار له القدرة على إنجاب أمثاله وله من النفس الطويل ما يكفي - بإذن الله - للتصدي لهذا الطاغية والخلاص منه أشكرك أخي حامد .. مقالة رائعة تحية ... ناريمان |
اقتباس:
دمت بود أخوك حامد الشريف |
اقتباس:
أستاذي العزيز حمود الروقي لا يمكن أن يكون مرورك كأي مرور ولا يمكن أن يكون حضورك بدون زخم كبير يواكب ما لك من مكانة في قلبي أشكر لك أخي حمود سؤالك عني وحرصك على تواجدي في هذه المنابر العظيمة التي استطاعت أن تنهض مرة آخرى رغم الزلزال المدمر الذي أوشك أن يقضي عليها بفضل جهود الرجال أمثالك إذاً هي قمة الطواغيث العربية التي بدأت بالتهاوي تحت صيحات جماهير أرهقها التمادي في الطغيان وأقلق نومها ما تجده من سخرية من كل شعوب العالم التي استنشقت قبلها هواء الحرية ومضت في ركاب التطور وهي أي جماهيرنا العربية لا زالت غير قادرة على شجب وانكار المفاسد التي لم تعد خافية حتى على المجانين الذين فقدوا عقولهم في زنازين وسراديب أنظمة لا تملك غير الإرهاب وسيلة لحفظ نظامها لنبقى مراقبين لهذه المسرحية الهزيلة ونحن ننتظر السقوط المدوي لبطلها الذي لا أظنه سينهيها إلا بإراقة دمه بعد إسالة دماء الملايين من الشهداء دمت بود أخوك حامد الشريف |
اقتباس:
أختي الكريمة ناريمان لا زلت قريبة جداً من خربشاتي وهذا ما يعطيني أمل في البقاء طافياً على السطح لأطول فترة ممكنة قبل أن أغرق أنا وأنت في وحل سياستنا العربية التي لا زالت تغمر أبطال أمتي بقاذوراتها المهلكة وتطوي صفحاتهم كي تحافظ على أنظمة مثل هؤلاء الطواغيت الذين فاقوا بجبروتهم وطغيانهم كل محفوظاتنا التاريخية عن مثلهم من الطواغيت الذين سادوا ثم بادوا تاركين لنا أنموذج محنط يحكي قصة تتلخص أن المكبوت لابد له من فيضان دعينا نراقب عن كثب ما يحدث في هذه الساحات أختي ناريمان ونحن نمني النفس أن يستمر تساقط قطع الدومينو معلنة عن نهاية لعبة الموت التي أجهضت أمجادنا وطوت صفحات عزتنا وكرامتنا وجرعتنا الذل والمهنة وجعلت أحفاد القردة والخنازير يستأسدون علينا بمباركة مثل هؤلاء الحكام تحياتي .. حامد الشريف |
| الساعة الآن 11:01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.