اقتباس:
شكراً لهذه الإشراقة النقية .. ولكنْ ألا ترى أنَّ الحياة هي الألمُ المحض الذي يقع بين عدمين حقيقيين هما لحظة ما قبل الوجود ولحظة انعتاق الروحِ وخروجها من الجسد..؟ عندها لا يكون لهذا الحضور الذي نسميه حياةً قيمةٌ أكبر مما نتخيله نحن ونخلعه عليها،وبمجرد استشعار الكائن الحي أنَّ حياته هذه ومضةٌ بين ظلمتين..أو ظلمةٌ بين ومضتين ..وأنها أسرع في الانطفاء من عود ثقابٍ تداعبه الرياح..عندها تكون الحياةُ عبئاً تسعدُ الروحُ بالخلاص منه. تحياتي |
اقتباس:
تراودني قناعةٌ ما بأنَّ الإنسان يولدُ وقد تعرّف تماماً على الموتِ،من حيثُ هو نقيضُ الوجود،وأزعم أنني كنت ومازلتُ منذ صغري أشعر بالموتِ وأخشاه أحياناً وأحاول في بعض الأحايين تقبله كشيء طبيعي يمر على الجميع،ولا بد له وأن يمر عليَّ لأمارس تجربته بنفسي. حين مات صديقُ وجارُ والدي وقد كان رجلاً سخياً كريماً وأنا في سن لا تتجاوز العاشرة شعرتُ حقيقةً بأنَّ شيئاً مرعباً قد جثم على الحي بأكمله.. وكنتُ أتخيّل صورة هذا الموت القابض بكل جرأةٍ على الأرواح والذي لا قلب له ولا عاطفة إذ كيف يستطيع أن يسطو على روحِ طفلٍ في أحضانِ أمه،أو روحِ أمٍ ترضع أطفالها،أو غادةٍ مترفةِ الحسنِ يغتالها دون أن يكون جمالُها واسطةً تكفي لتكتب بينها وبينه صلحاً أبدياً ! هذا الموتُ الذي أنتظرُ ولا أنتظر... أثرَّ كثيراً فيما أكتب من شعر وقد عالجت الموت في الكثير من قصائدي بوجهةِ نظري التي أعتقدها. |
الأستاذ الشاعر عبد الله بيلا. تقول " ولكنْ ألا ترى أنَّ الحياة هي الألمُ المحض الذي يقع بين عدمين حقيقيين هما لحظة ما قبل الوجود ولحظة انعتاق الروحِ وخروجها من الجسد..؟ عندها لا يكون لهذا الحضور الذي نسميه حياةً قيمةٌ أكبر مما نتخيله نحن ونخلعه عليها، وبمجرد استشعار الكائن الحي أنَّ حياته هذه ومضةٌ بين ظلمتين..أوظلمةٌ بين ومضتين..وأنها أسرع في الانطفاء من عود ثقابٍ تداعبه الرياح..عندها تكون الحياةُ عبئاً تسعدُ الروحُ بالخلاص منه". يقول جبران خليل جبران " اللؤلؤة هيكل بناه الألم حول حبة رمل". ولو دققنا لوجدنا أن هناك علاقة طردية بين حجم الألم والإبداع بما في ذلك الم انتظار الموت, بمعنى كلما اشتد الألم لدى الفرد كلما كانت النتائج الإبداعية أعظم وأعمق وابلغ أثرا. فالمخرجات الإبداعية إذا هي حبات وعقود اللؤلؤ التي يبنيها الألم. فالألم هو الذي يشعرنا بوجودنا، بمعنى " أنا أتألم إذا أنا موجود" وهذا يعني أن العدم مرتبط بغياب الألم. فان غاب الألم غابت الحياة ومعنى الحياة والوجود. إذا أنا أؤيد ما تفضلت به بأن الحياة "ومضة مشتعلة" بين ظلمتين حتى وان كانت اسرع في الانطفاء من عود ثقاب، وهنا مربط الفرس. وهذا ما يجعل (الموت) ربما عبور مؤلم جدا جدا إلى عالم الانتفاء، واللاوجود، عالم العدم، عالم اللاوعي، واللاشعور، عالم الظلمة السرمدية التي لا نهاية لها. وأي الم اشد من هذا الألم ( الموت وهو فعل انتفاء الحياة)، لكننا لن نكون هناك لنبدع ونصنع من المنا قلائد وعقود من اللؤلؤ والجواهر. فالالم المحض هو الموت، او الموت هو الالم المحض. |
مرحبا استاذ عبد الله.
- هل لك ان تدون لنا هنا مقطوعة من آخر قصائد كتبتها؟ |
ايش اخر أخبارك استاذ عبدالله؟
|
الساعة الآن 07:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.