منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر مختارات من الشتات. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=26)
-   -   هل فعلاً ستختفي الصحافة الورقية؟! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12435)

هند طاهر 11-17-2013 08:54 PM

هل فعلاً ستختفي الصحافة الورقية؟!
 
هل فعلاً ستختفي الصحافة الورقية؟!

صالح القلاب

ليس لأن الرأي قد مرَّت بهذه الأزمة، وكل الصحف في العالم حتى الصحف الكبرى تمر بمثلها وأشدُّ منها، فإنَّ هناك مخاوف محقة من أنَّ الصحافة الورقية ذاهبة إلى الزوال وأنَّ عصرها قد ولَّى بدون رجعة وأن شمسها قد غربت وأن نجمها ذاهب إلى الأفول وأنَّ البديل هو الصحافة «الإلكترونية» التي ازاحت صحفاً ورقية أميركية، وغربية بصورة عامة، عريقة عن مكانها وأصبحت بديلاً لها كـ»حتمية تاريخية».
إنَّ هذه المسألة غدت مجال حالة جدلٍ واسع أصبح يجتاح العالم كله، ومن ضمنه منطقتنا العربية، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنَّ ندوة أقامها منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري في «الغاط» في المملكة العربية السعودية يوم السبت الماضي قد خَصَّصت إحدى جلساتها لهذا الأمر حيث جرى جدل جادٌ واسع وحيث قيلت وجهات نظر متعددة بعضها ذهب إلى أن الصحافة الورقية كظاهرة تاريخية باتت تنفث أنفاسها الأخيرة وأنها غدت ذاهبة إلى إحدى زوايا التاريخ المظلمة وبعضها الآخر تمسك بالرأي القائل بأن هذه الصحافة، أي الصحافة الورقية، كانت قد واجهت تحديات خطيرة مثل ظهور الإذاعة والبث الهوائي ومثل ظهور التلفزيون بجاذبيته إلاَّ أنها بقيت صامدة وبقيت المطابع تملأ أسواق العالم كله بملايين الأطنان من «الجرائد» والمجلات على مختلف اختصاصاتها وأشكالها وألوانها وحجومها.
إن هناك تحديات فعلية للصحافة الورقية فحتى بعض الصحف الأميركية الكبرى قد إختفت تماماً وإنتقلت من الورق إلى الصحافة الإلكترونية ولكنها بقيت صحافة وبقيت بحاجة إلى محرريها وكتابها وفنييها وإلى مدراء ورؤساء تحريرها وبالتالي فإن كل ما حصل هو انتقالها من الورق إلى شاشات الإلكترونيات الكبيرة والصغيرة وهو اختفائها من منصات البيع أمام «أكشاك» الكتب ومن زوايا الشوارع العامة نهائياً وبات على قرائها أن يمتلكوا هذه الأجهزة الإلكترونية العجائبية.
وبالطبع فإن هذه الصحف التي إنتقلت من عصر سابق إلى عصر جديد ومن حالة تاريخية سابقة إلى حالة تاريخية جديدة قد إختارت أن تغادر الورق وتذهب إلى الإلكترونيات أولاً: لتوفير الأنفاق الورقي الذي وصل إلى أرقام فلكية وثانياً :لتوسيع مساحات الإنتشار وثالثاً :لتصل إلى جيل الشباب الذي بات يتبع الجديد الذي يلائم ثقافته وتطلعاته وأسلوب حياته الذي يختلف إختلافاً كاملاً عن أساليب أجيال ما قبل الألفية الثالثة.
لكن ومع هذا كله ورغم الشعور السائد القائل :»وداعاً للصحافة الورقية» فإنَّ هناك من يرى أن هذه الصحافة الورقية سوف تثبت وجودها أمام هذا الوافد الخطير فعلاً كما كانت أثبتت وجودها أمام الإذاعات والبث الهوائي وأمام التلفزيون بإغراءاته الكثيرة وحقيقة أنه لا يمكن تصور عالم بلا صحافة ورقية إذْ أن إختفاء الصحافة الورقية سيعني إنحسار الثقافة المعمقة الجادة لأنه سيقترن بإنحسار الكتب الورقية وإنحسار الروايات المطولة وإنحسار حضارة وثقافة الحبر والورق وزوالها وهذه بالإمكان استبعاده نهائياً وبصورة مطلقة.
لقد نافست الإذاعات الصُّحُفَ الورقية على الإعلان الذي هو أساس وعماد «لقمة عيشها» ولقد نافست الشاشة التلفزيونية، وبخاصة بعد ان أصبحت مزدانة بأجمل الألوان، وسيله الأحبار والأوراق والمطابع لكن هذه الصحافة الورقية لم تختفِ ولم تنتهِ كمجالٍ رئيسي للإعلانات فالمعلن يهمه بالأساس القادر على إتخاذ قرارات البيع والشراء ويهمه إقناع المقتدر على دفع ثمن السلعة التي يتم الترويج لها وهؤلاء هم الآباء والأمهات الذين تستقطبهم أخبار وتحليلات و»مونشيتات» الصحف الورقية.. التي إن هي زالت فإن حضارة كاملة ستزول بزوالها حيث الأجيال الصاعدة ستصبح غير قادرة على قراءة الإبداعات الحضارية التي تمت على مدى تاريخ طويل من ظاهرة الورق والحبر.


الساعة الآن 04:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team