منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   من سورة هود (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25090)

عبدالعزيز صلاح الظاهري 05-18-2019 02:33 AM

من سورة هود
 
(بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ)
وإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبًا قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)
( بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)-
أي ما يبقى لكم بعد إيفاء الكيل والميزان من الربح الحلال خير لكم مما تأخذونه بالتطفيف ونحوه من الحرام، إن كنتم مؤمنين به حق الإيمان، فالإيمان يطهّر النفس من رذيلة الطمع ويحلّيها بفضيلة السخاء والكرم.
وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ))-
أي وما أنا بالذي أستطيع أن أحفظكم من القبائح، وإنما أنا ناصح مبلّغ، وقد أعذرت إذ أنذرت
---------------------------.
أُولُوا بَقِيَّةٍ))
فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (117) وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)

-(فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ)
أي فهلا وجد من أولئك الأقوام الذين أهلكناهم بظلمهم وفسادهم في الأرض جماعة أولو عقل ورأى وصلاح ينهونهم عن الفساد في الأرض ، فيحولون بينهم وبين الفساد.
-(وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ)
أي واتبع الظالمون وهم الأكثرون ما رزقناهم من أسباب الترف والنعيم فبطروا واستكبروا وصدوا عن سبيل الله
فإن العقول السليمة كافية لفهم ما في دعوة الرسل من الخير والصلاح ، وقد هدت التجارب إلى أن الترف هو الباعث على الفسوق والعصيان والظلم والإجرام
- (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ)
أي إنه ليس من سنة الله عز وجل أن يهلك القرى بشرك أهلها ما داموا مصلحين ، لا يبخسون الناس حقوقهم ، ولا يبطشون بالناس بطش الجبارين ، ولا ولا يرتكبون الفواحش ويقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر ، بل لا بد أن يضموا إلى الشرك الإفساد ، ويفعلوا الظلم
وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً))-
أي ولو شاء الله لجعل الناس على دين واحد بمقتضى الغريزة والفطرة لا اختيار لهم فيما يفعلون مفطورين على طاعة الله واعتقاد الحق وعدم الميل إلى الزيغ والجور، لكنه تعالى خلقهم كاسبين لا ملهمين، وعاملين بالاختيار لا مجبورين ولا مضطرين وجعلهم متفاوتين في الاستعداد والكسب
-(وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ)
أي ولا يزالون مختلفين في شئونهم الدنيوية والدينية بحسب استعدادهم الفطري، إلا من رحم الله منهم
وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) )-
أي ولمشيئته تعالى فيهم
فالناس كما تلاحظ فريقان: فريق اتفقوا في الدين فجعلوا كتاب الله حكما بينهم فيما اختلفوا فيه فاجتمعت كلمتهم وكانوا أمة واحدة فرحمهم الله ووقاهم شر الاختلاف في الدنيا وعذاب الآخرة، وفريق اختلفوا في الدين كما اختلفوا في منافع الدنيا فذاقوا عقاب الاختلاف في الدنيا ، فحرموا من رحمة الله بظلمهم لأنفسهم، لا بظلم منه تعالى لهم
-(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)
أي فالزموا الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه واثبتوا عليه، ، ولا تنحرفوا عما رسم لكم بتجاوز حدوده - لاغلوّا ، ولا إفراط فكلاهما زيغ عن الصراط المستقيم.
ولا تحكيم للعقل والخوض في عالم الغيب – فهو تجاوز ، فإن اكبر المفكرين عقولا عجزوا إلى اليوم عن معرفة كنه أنفسهم وأنفس ما دونهم من المخلوقات صغيرها وكبيرها
-(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)
أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم رضيتم عن أعمالهم، فإن فعلتم ذلك أصابتكم النار التي هي جزاء الظالمين بسبب ركونكم إليهم والاعتزاز بهم والاعتماد عليهم، والركون إلى الظلم وأهله ظلم
قال تعالى : وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
-----------------------------------------
الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ))
وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (114) l
(إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ)-
أي إن الأعمال الحسنة تكفر السيئات ، لما فيها من تزكية النفس وإصلاحها، فتمحو منها تأثير الأعمال السيئة في النفس وإفسادها لها، والمراد بالحسنات ما يعم الأعمال الصالحة جميعا حتى ما كان منها تركا لسيئة كما قال تعالى : إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا

حسام الدين بهي الدين ريشو 05-18-2019 10:42 PM

رد: من سورة هود
 
جعل الله هذا الجهد
في صحائف حسناتك
عزيزى الصديق
وكل عام وأنت بألف خير

سرالختم ميرغنى 05-19-2019 01:43 AM

رد: من سورة هود
 
شكرا لأخينا عبد العزيز على إلقاء الضوء على هذه الآيات البينات من سورة هود . وسيدنا هود هو نبى قوم هود . عاشوا قبل نحو سبعة آلاف عام فى جنوب شرق الجزيرة العربية وكانت عاصمتهم "إرم ذات العماد" . وقد أُهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية . وتم كشف مدينة إرم بإزاحة كثبان الرمال عنها فى العصر الحديث .


الساعة الآن 10:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team