منتديات منابر ثقافية

- - - تاجر التحف - - -

مشى بهدووء يقصد متجره
خطواته راكدة كماء الغدير .
معطفه الداكن المهندم القديم. ملامح وسامة
تاخذ طابع الرومان.يمسك باب متجره
يفتحه بعناية،
هذا الباب حصل عليه من مزاد
حين حصل عليه لم يقبل الا ان يحمله بنفسه
بعناق اخذه اليه ووضعه على باب
متجره.ليتذكر دوما ان عليه ان يتذوق
طعم تحفه ليقدر ان يقبل ببيع بعضها.
مع انه يدقق جدا ان تباع تحفه
لمن يقدرها.
عليه اليوم ان يتابع التدقيق بتمثال أتى به
احدهم ليقدره. ويتبين أصالته
او زيفه..
دخلت الى متجره رائحة ناعمة
فتبين القادم
فإذا بأنثى تلبس ثوبا مزركش
تضحك على كلام احد من الخارج.
نظرت اليه وحيته بتضاحك وضجيج.
رد عليها بتحفظ:بعينيه تساؤل؟
ماذا تريد هذه من التاريخ!
وما الذي أوقع ثمرة الشمام في حضن متجره!
ضحك بسره على تشبيه الفتاة بالشمام
اللذيذ الناضج العطر.يا ألهي ماذا حدث لي!
سألها بأدب: تفضلي؟
جلست ووضعت نفسها في كرسي أثري .
أحس التاجر برجفة قد أصبحت مع الكرسي :تحفة
وحين لم ترتاح
قامت وجلست بجانبه ،
حتى ان نسيم انفاسها
لفه وإربكه.
قالت: أريدك أن تثمنني.
صعق من طلبها.
أخبرها انه تاجر تحف.
ولا يدري شيئا عن بيوت البغاء.
نظرت اليه؛ أريدك ان تثمنني وتعرف تاريخي.
قال:أنتِ راقصة؟
قالت: انت الخبير.ماذا ترى بي!
قال : اعترف انك سليتني. لكني يا سيدتي
أريد العمل. ليس عندي اي وقت للمزاح والسخرية .
قالت بحزم : أنا أطلب. منك عمل سأدفع لك ان شئت مقدما
عليه.
أريد ان تثمنني ،
انت تاجر معروف عليك ان تعرف حين ترى التحفة الأصلية.
لست بائع فستق او خضار!
كيف لا تميز ان كانت الواني اصلية.
ربما علي أن أصب لك من دمع عيني.
عل حاسة التّذوق عندك أفضل من النظر.
عليك ان تميز ليس كل راقصة هي غانية.
وليس كل غانية هي قطعة خردة.
نظرت اليه بعتب
رأته مغمض العينين مأخوذ مندهش
همت بالمغادرة غضبت منه ،بقدمها أزاحت من طريقها مصباح
قديم.
تنبه و فتح عينيه
ضحك لها رجاها ان تهدأ أمسك بها بل تشبث بها
قال : أرجوك ان تجلسي.
أتدري اني الآن سأبيع متجري فما كنت ابحث
عنه من جمال وتاريخ وجواهر يكمن هنا اشار الى جيدها
هذا السحر الذي يخرج من هنا
صوتك هو متجري وكل تحفي.

نسائم