منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   إطلالة على أيام العرب قبل البعثة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10615)

عبدالله باسودان 02-01-2013 10:01 AM

إطلالة على أيام العرب قبل البعثة
 
إطلالة على أيام العرب في الجاهلية - 1 -

يقول المؤرخون كان العرب لايخضعون لنظام ولايدينون لحكومة ولايربطهم قانون وانما كان مجتمعهم القبيلة والخيمة وكانو يعيشون على رعى الابل والاغنام فعاشوا حياة الجدب والفقر حتى الجأتهم الى الحروب والاغارة بعضهم على بعض .
وأيام العرب هى الوقائع البالغة الأهمية.التى حدثت فى تلك الأيام. وفى القرآن الكريم يقول تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِوَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍشَكُورٍ) إبراهيم 5. قال الزمخشرى في ذلك أن انذرهم بوقائعه التى وقعت على الامم قبلهم مثل قوم نوح ، وعاد ،وثمود. ومنه ايام العرب حروبها، وملاحمها. ومنه كانوا يقولون يوم لك ويوم عليك. ومنه قول عمرو بن كلثوم :
وايام لنا غر طوال
عصينا الملك فيها ان ندينا
ومن اشهر هذه الايام :
يوم فيف الريح
يوم فيف الريح من أشهر أيام العرب كان بين ين عامر بن صعصعة و مذحج و الحارث بن كعب و من لف لفيفهم من خثعم و شهران و ناهس و زبيد و جعفي وغيرهم و كان خبره أن بني عامر كانت تُطلب بني الحارث بن كعب المذحجية بأوتارٍ كثيرة فجمع لهم الحصين ابن يزيد بن شداد بن قنان الحارثي ، وهو ذو الغصة ، و استعان بقبائل جعفي و زبيد و قبائل سعد العشيرة و مراد و صداء و نهد و خثعم و شهران و ناهس و أكلب ثم أقبلوا يريدون بني عامر و هم منتجعون مكاناً يقال له فيف الريح ، و مع مذحج النساء و الذراري حتى لا يفروا .
فاجتمعت بنو عامر ، فقال لهم عامر بن الطفيل : أغيروا بنا على القوم فإني أرجو أن نأخذ غنائمهم و نسبي نساءهم و لا تدعوهم يدخلون عليكم . فأجابوه إلى ذلك و ساروا إليهم . فلما دنوا من بني الحارث و مذحج و من معهم أخبرتهم عيونهم و عادت إليهم مشايخهم ، فحذروا فالتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً ثلاثة أيام يغادونهم القتال بفيف الريح ، فالتقى الصميل بن الأعور الكلابي و عمرو بن صبيح النهدي ، فطعنه عمرو ، فاعتنق الصميل فرسه و عاد ، فلقيه رجل من خثعم فقتله و أخذ درعه و فرسه .
و شهدت بنو نمير يومئذ مع عامر بن الطفيل فأبلوا بلاء حسناً و سموا في ذلك اليوم " بحريجة الطعان" لأنهم اجتمعوا برماحهم فصاروا بمنزلة الحرجة ، و هي شجر كثيث . و سبب اجتماعهم أن بني عامر جالوا جولة إلى موضع يقال له العرقوب ، والتفت عامر بن الطفيل فسأل عن بني نمير فوجدهم قد تخلفوا في المعركة ، فرجع و هو يصيح : يا صباحاه ! يا نميراه ! و لا نمير لي بعد اليوم ! حتى اقتحم فرسه و سط القوم ، فقويت نفوسهم ، و عادت بنو عامر و قد طعن عامر بن الطفيل ما بين ثغرة نحره إلى سرته عشرين طعنةً . و كان عامر في ذلك اليوم يتعهد الناس فيقول : يا فلان ما رأيتك فعلت شيئاً ، فمن أبلى فليرني سيفه أو رمحه ، و من لم يبل شيئاً تقدم فأبلى ، فكان كل من أبلى بلاءا حسناً أتاه فأراه الدم على سنان رمحه أو سيفه ، فأتاه رجل من الحارثيين اسمه مسهر كان عنده جاليا عن قومه . فقال له : يا أبا علي أنظر ما صنعت بالقوم ! انظر إلى رمحي ! فلما أقبل عليه عامر لينظر وجأه بالرمح في وجنته ففلقها وفقأ عينه و ترك رمحه و عاد إلى قومه . و إنما دعاه إلى ذلك ما رآه يفعل بقومه ، فقال : هذا و الله مبير قومي ! فقال عامربن الطفيل:
يتبع ....

عبدالله باسودان 02-01-2013 10:18 AM

إطلالة على أيام العرب في الجاهلية
 
جاؤوا بشهران العريضة كلها
و اكلبها ميلاد بكر بن وائل
وسعت شيوخ الحي بين سويقة
و بين جنوب القهر ميل الشمائل

فلو كان جمع مثلنا لم يبزتا
و لكن اتانا كل جن و خابل

فبتنا و من ينزل به مثل ضيفنا
يبت عن قرى اضيافه غير غافل
و أسرت بنو عامر يومئذ سيد مراد جريحاً ، فلما برأ من جراحته أطلق و ممن أبلى يومئذ أربد بن قيس بن حر بن خالد بن جعفر ، و عبيد بن شريح بن الأحوص بن جعفر و أسرع القتل في الفريقين جميعاً ، ثم إنهم افترقوا و لم يشتغل بعضهم عن بعض بغنيمة و كان الصبر فيها و الشرف لبني عامر.
وقال عامر بن الطفيل :
لقـد عَـلِـمَـتْ عُـلْــيَا هَـــوَازِنَ أَنَّـنِـي
أَنـا الـفـارِسُ الـحـامِـي حَـقِـيقَةَ جَـعْــفَــرِ

و قد عَـلِــمَ الــمَــزْنُـــوقُ أَنِّـــي أَكُـــرُّهُ
علَـى جَـمْـعِـهِـمْ كَـرَّ الـمَـنِـيحِ الـمُـشَـهَّـرِ

إِذَا ازْوَرَّ من وَقْعِ الرِّماحِ زَجَرْتُهُ
و قُلتُ : لَهُ ارْجعْ مُقْبِلاً غيرَ مُدْبِرِ

و أَنْبَأْتُهُ أَنَّ الفِرَارَ خَزَايَةٌ علَـى الـمَـرْءِ
مـا لـم يُبْـــلِ جَـــهْـــداً و يُعـــذِرِ

أَلَـسْـتَ تَـرَى أَرمـاحَــهُـــمْ فِـــيَّ شُـــرَّعـــاً
و أَنْـتَ حِـصَـانٌ مـاجِـدُ الـعِــرْقِ فـــاصْــبِـرِ

أَرَدْتُ لِـكـيْ لا يَعْـــلـــمَ الـــلـــهُ أَنَّـــنِـــي
صَبَـرْتُ و أَخْـشَـى مِـثْـلَ يومِ الــمُــشَـقَّــرِ

لَعَـمْـرِي، و مـا عَـمْــرِي عـــلـــيَّ بِـــهَـــيِّنٍ،
لقَـدْ شَـانَ حُـرَّ الـوَجْـهِ طـعْــنَةً مُــسْـهِــرِ

فَبِـئْسَ الـفَـتَـى إِن كُــنْـــتُ أَعْـــوَرَ عـــاقِـــراً
جَبـانـاً ، فَـمـا عُـذْرِي لـدى كُـلِّ مَـحْـضَـرِ

و قـد عَـلِـمُـــوا أَنِّـــي أَكُـــرُّ عـــلـــيهـــمُ
عَشِـــيَّةَ فَـــيْف الـــرِّيح كَـــرَّ الـــمُــــدَوِّرِ

و مـا رِمْـتُ حـتــي بَـــلَّ نَـــحْـــري و صَـــدْرَهُ
نَجـيعٌ كَـهُـدَّابِ الـدِّمَـقْــسِ الــمُــســيَّرِ

أَقُـولُ لِـنَـفْـسِ لا يُجــادُ بِـــمِـــثْـــلِـــهـــا
أَقِـلِّـي الـمِـراحَ إِنَّـنِـي غـــيرُ مُـــقْـــصِـــرِ

فلـو كـانَ جَـمْـعٌ مـثـلُـنـا لـم نُــبــالِـهِــمْ
و لـكِـنْ أَتَـتْــنــا أُسْـــرَةٌ ذاتُ مَـــفْـــخَـــرِ

فَجَـاؤُوا بِـشهرانِ الــعَـرِيضَةِ كُـلِّـهـا
و أَكْـلُـبَ طُـرًّا فـي لــبـاسِ الــسَّـنَـوَّرِ

و هنا يصور عامر بن الطفيل اقتحامه للحروب و كيف أنه لا يتخلى عن بسالته الحربية حتى يحمي عشيرته و هو لا يزال يدفع بفرسه إلى الحرب دفعاً , أما الفرار و عاره فدونه الموت! و هو يدعو حصانه لتأسي به و الصبر معه حتى ينالا شرف النصر معاً و امتنّت بنو نُمير على بني كلاب بصَبرهم يوم فَيف الريح، فقال عامر بن الطفيل :

تَمُنُّون بالنُّعمى و لولا مَكَرُنـا
بمُنعرجِ الفَيفا لكنتُم موالـيَا

و نحن تداركْنا فوارسَ وَحْوحٍ
عشيّة لاقينَ الحُصين اليَمانيا

وحوح ، من بني نُمير ، و كان عامر أستنقذهم !

و قال عامر بن الطفيل أيضاً :

و يا لفيفاً من اليمن استثارت
قبائل كان ألبهم فخـاروا
قال أبو عُبيدة : كانت وقعة فيف الريح و قد بُعث النبيّ صلى الله عليه وسلم بمكة و أَدرك مُسهِرُ بن يزيد الإسلام فأسلم.

يتبع ......

ماجد جابر 02-15-2013 08:31 AM

روعة وجمال ووعي وباك الله فيك وفي موضوعاتك أستاذ عبد الله باسودان، فمنابر علوم اللغة ترحب بك وبعذب موضوعاتك.


الساعة الآن 05:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team