منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أنــفــاســـــي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8956)

حسن زكريا اليوسف 05-23-2012 09:44 AM

أنــفــاســـــي
 




هـــشــــيـــم







لم يكن ثمة ما يدعـوك إلى التفاؤل وقد طرزتك الجراح ، وتسربلت بالأوجاع
قلتها لك ذات صرخة أشبه بصاعـقة كانونية نزقة الشرر ، خاطفة الوقع ، مدلهمة الرهـبة ، منتزعة منها أية بارقة لرغـبة
حينها قلت لك : لا عليك فرب أنـّة ألـم وصرخة صدمة تزلزل المدى معـلنة ميلاداً لبسمة ، ومشرعـة الكون لنوارس حلم
وقلت لك : إن القلوب تخرج من أوار العـذاب وجوف النار أكثر لمعاناً كالذهـب بعـد مخاض احتراق وانصهار
قلت لك : إني أرى أن الطعـنة الموغلة رحيلاً في عـمق النخاع ينبغـي أن تقهرها وتطوّعـها لتكون لك لا عـليك
فتدفعك إلى الأمام بخطى أسرع وهـمّة أعـتى ، ذلك بدلاً من أن ترديك على حافة الطريق وما من مارّة إلا الريح
وقـد عـز عليك الماء وأشاحت بوجهها عـنك غـيوم السماء وأنت على أرجوحة الاحتضار
كنت أضخ في شرايينك الأمل وأكدح لأقدح فيك للفرح شحنات متلاحقة متلاقحة
وكان سؤالك الخاشع على منصة العـجب والشارد أحياناً في غـياهـب الاستنكار ومجاهل المحال ، لا يرويه كل ما أقول
ولا يسلي فجيعـته أي عـزاء ولو كان على سبيل المواساة .
وكان دأبي محاولات عـاثرة لثـنيك عـن حـز عـنق الصبر والمسارعة لإجهاض أجنة الأمنيات وإن كان يقينك راسخاً
بأن الحمل كاذب لا يعـدو عـن كونه محض وهـم وأضغاث سراب
كان دأبي رسم ملامح غـد مشرق لك وكنت أحاول فتح آفاق رحبة لنبضك
كان أقصى ما أصبو إليه أن آنسَ بصيص أمل في إعادة قراءتك وفلسفتك للخيبة ونفوق الرجاء
وأن أكون موفقاً في جني ثمار حروفي التي زرعـتها في قفر قنوطك ذات عاصفة دمعـية أحكمت قبضتها على بريق مقلتيك
كان دأبي محاولة إيقاظ بسمة حبيسة مصلوبة في النفق المحصور بين فلاتي شفتيك القاحلتين في زمن القحط وغـربة المطر
وكان دأبك الإشاحة بسمعك وبصرك ووعـيك ، والإطاحة بكل محاولاتي كلما اقتربت من مشارف حصونك الصماء
وكلما أوشـكت على الفلاح في التـسـلل خلـسة إلى معاقـل كآبتك .
كل هذا كان ، وكـنت ُ لا أنفك جاهداً في مطاردة هروبك وقرع أجراس النصيحة
غير أني الآن وقد ألقاني البؤس في جب الخيبة وأمعـن الجرح في تسطير أساطيره وملاحمه على صفيح روحي اللاهـب
وقد كسا الصدأ المعـتق بغـبار الإهمال سواري أملي ونشبت الريح مخالبها بأشرعـة رجائي
ودهم تسونامي الوجع رواسي هـمّـتي وصروح طاقتي فجعـلها قاعـاً صفـصفاً
بت الآن عـلى حيـرة من أمري ، أتخبط في متاهات ما كان بيني وبينك من جدال كلما خبا أوقده اشتعال إلحاحي عليك
بت الآن كلما عادت بي الذاكرة إلى ما كنا عليه من مزاولة حرفة الإقناع المتعـثر على طرفي نقيض
بت أتساءل : ترى من منا كان على صواب ؟!
وهل تراني بحاجة إليك لأعـيد ( فرمتة ) قناعاتي ?!
أم تراني أحوج لمن يكون معي مثلما معـك كنت ?! .
!


حسن زكريا اليوسف 05-27-2012 12:13 PM


( جــُــرحــــي )



يتثاءب ُ جُـرحي

أهمس في أذن اللحظة :

ها قد أوشك أن يغفو

.
.
.

أتلظــّى

أرقبه ُ

في لجة عـتمة

أنتظر ثلوجاً تـُطفىء لهبه ْ

وصقيعا ً يأخذ بخناقه ْ


يتوثب حلمي مرتعشاً

وأهـدهـد بنسائم كفــّي

فوق تضاريس الجرح

ألمح وَهــْـمَ رقاده ْ

أشهق

ها هو أوشك ...

أوشك أن يغـفـو

يكبو ...

يخبو ...


يا من في هذا الكون

التزموا الصمت

جرحي سينام

ويرسو جفناه على شط سكينة ْ

.
.
.

أكمِّمُ أفواهَ دموعي

ألجم أنفاسي

أشنق ُ تنهيدات ٍ تضطرب بصدري

وتهمّ البسمة كي تنهض من تحت ركام

وهما ً أن سينام .......

.
.
.

يتنحنح جرحي

يصحو

ينهض


منتفضا ً

تترامى ضحكته

تحتضن الكون

يهزأ بي

يسخر

يتشفـّى

تتوقد عـيناه

ويسدد رمحاً في قلب الحلم

يصرخ في وجهي

رعـداً ... زلـزالاً :

أتظن بأن النوم سيجد سبيلا ً لي ؟!!

أتظن بأن النوم سيبلغ مني ؟!!

لا تغزل حلماً من عبث الوهم

من أضغاث دخان

هيهات أنام

إني لا أسهر وحـدي

أنت خليل سهادي ... أرقي

رغما ً عن أنفك

ستساهرني

وتسامرني

وتلبي أمري قهراً

لا مهرب مني

أتململ رعـباً

أعصرُ من شفتيّ صفيرا ً

في كـف ِّ دُخان

فيعاجلني جرحي بصياح

يفض بكارة هـدأة
.
.
.

لا تتأفـف

لا تتأفـف

إني قــَـدَرُك ْ

فابسط يدك إليَّ خليلاً

طوعاً

وإلا ... كرهاً


.
.
.


يضحك ...

يضحك ...

يسخر مني

يتلذذ بأنيني

ينتفض بنزق

يشعل سيجاراً

مزهــوّا ً

يصفعني

يأخـذ بخناقي ... ويهز ... يهز

يهز بجذع الروح

تتساقط رطب ُ الأحزان

ويسربلني الدمع

ويقهقه سخرية ً جُرحي

يتلذذ ببكائي

بعـذابي

ينهشني

ينشب في عيني مخلبه ُ

كي يطفىء فيها النور

يطرحني أرضاً

يقتلني آلاف المرات

ويشنــّع بي

لأكون العبرة للخلق جميعا ً

وتحلـِّق روحي

بيضاء بأجنحة من نور

ويحك يا جرحي

روحي مثلك لا تغـفو

لا تغفو

لا تذبل

لا تذوي

روحي لا يبلغ منها القتل مراماً

تشدو بالحب

وتعزف لحن الإنسانية

وتخط على خـد القمر قصائد

مزهرة تختال ربيعاً

رغماً عنك

فاخلع نعليك بواديها

واجــث ُ حسيراً

واخفضْ صوتك في حضرتها

واحـلـم بالـغــُـفـران


ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

حسن زكريا اليوسف 05-27-2012 10:52 PM







رقـصـة ُ الـشـهـد






تودين الرقص معي !
إن كان هذا حالك
فكيف حالي
سأرقص معك ِ
رغبتي جامحة طافحة
مولودة قبل أن يكسو اللحم عظامي
أتشهى ضمك ِ
وجني ثمار اللذة بعناقك
يا من سحرني حبك
واستأثر بكل جوارحي
فأعلنت له الانصياع برضا
وأعلنت الإدمان على لذته






أضمك بين جناحيّ المتوردين عشقاً
وأتنشق أنفاسك الجورية
فيثملني الشذا حتى السُّكر والنشوة
وعلى إيقاع همسك قبل أنعام الموسيقى
نتمايل ونشتد التصاقا كلما اتقد اللهب
وأنت بين جوانحي





أنت الملكة
والسلطانة
أنت مولاتي
وأنا رهن همسك وطرفة عـينك
أنت السيدة
وأنا طوع أمرك
أنت حاكمتي
وأنا المحكوم
المتلذذ باستبدادك بي
لك قلبي
وروحي
ومناي
ومع اتجاه رمشات عيونك أميل
فهي بوصلتي





لا حزن في عينيك بعد الآن
لا حييتُ إن لم أمح ً ظلام حزنك
وأجتث جذور آهات آلامك
ما حييت إن لم أخنق زمن بؤسك
وأفتح لك فردوس الفرح الأبدي
وحقاً لن أحتضنك وأراقصك إلا وقد فعلت
لأرى ابتسامتك تفوح على الكون من أقصاه إلى أقصاه
وأرى صفو السعادة في أحداقك
وعلى وقع كعبيك ترقص الأرض
ويلتهب صقيع الرخام
فيتشهى العربشة على ساقيك يا سمينا





رقصة النشوة والخلود رقصتي معك
لأنك أنت سيدتي ومولاتي
وسيدة المكان
وعلى أنغام أصابع قدميك
تتنقل فراشات الزمن
يا لها من رقصة أنت مولاتها
وأنت رحيقها
وأنت فيض عـذوبتها
وأنت فرحتها





سيدتي
وحاكمتي
ومالكة قلبي
أنت
فلا تقولي سيدي
أروع ما أحسه
هو أنني تحت ظلالك
ودون مقامك وعليائك
ورابض عند عرشك
لا أبرح
يا من فيك اختزلت النساء
وفيك تبـرّج حًسن الأنوثة
وشهد الأنوثة منك تقاطر
وعلى أغصانك أثمرت وأينعت الخصال
فكنت بحق
كل النساء وكل حواء
منذ حواء الأولى
وحتى آخر حواء يغيث الله بها الكون






أراقصك هناك
هناك هناك
بعيداً عن الضوضاء
يليق بك أن أراقصك في كوكب آخر
في كوكب يليق بسموك
وعشقي لك
هناك هناك
على زحــل
أراقصك
القمر من بعيد يبتسم
ويصفق احتفالا ً لنا
والنجوم تتنادى من أطراف السماء
تجتمع لتزغرد لزفاف عشقنا
فأجمع منها ما يليق بأن يكون عقداً لجيدك
أقلدك إياه وأنا أراقصك





على أنغام تختال رومانسية ً
وتترقرق عـذوبة
أراقصك
أصابعي معانقة أصابعك
كأغصان الخمائل
تزهر ويكللها الندى
وأجذب جسدك إليّ بحنان
فيستعر غرامنا
ويتكىء صدرك على مروج صدري بوله
وينتشي التفاح وجداً ولهباً
فيينع ثمره ويتدلى
تنقره عصافير أناملي
وتعـب من شهده شفتاي
ويلذ انصهارنا على موقد العشق
فيموج اللهيب في أتون اللهيب





العصر مفتاحه بيديك
منذ عرفتك فتحت لي أبوابه على مصراعيها
العصر عصر حبك
عصر حبك لا كأي عصر
عصر حبك خالد في التاريخ
ورائد في الحضارة
مكنونه العشق
وآياته وشواهده منقوشة على الأوابد
ومسطورة ملاحمه على جبين السماء
ومن نهود الغمام يتهاطل غيثه
ومن شفاه الورد يفوح عـبقه
عصر حبك وعشقك لا كأي عصر
يا امرأة تكتنز كل السحر
ومن أعطاف ألقها تفيض بحور الشعر





وهل من لذة أشهى من الغرق في بحرك اللجيّ
يغشاني فيه
موج من فوقه موج
أمواج نار
نار عشقك برد وسلام علي ّ
أراقصك
وأعـلق أنظاري بعلياء عينيك
في صفو عينيك أرى نفسي أجل وأجمل
وأكثر إشراقاً
فعيناك مرايا الشمس
أراقصك بحرارة
وتشتعل لهفتي
أطوق خصرك النحيل
أضمه بأغصان ذراعيّ
فتورقان
وتزهران
فمن خصرك نسغ الحياة ينساب
ومن كل مسامات جسدك يفوح الشذا






إن أطفأوا الموسيقى
فلحن شفتيك موسيقاي
ووقع أصابع قدميك يغريني للرقص
إن أطفأوا الموسيقى
فالقمر لن يبخل علينا بشدوه
والعصافير ستعزف سيموفنية العشق
لنا وحدنا
أراقصك
يا ملائكية الجسد والروح
وترقص لي الدنيا برقصتي معك





في الأرض كنا
أم في زحل
أم في السماء
أينما كنا
فالهيب لا يخبو
ولا يغفو
ولا يذوي
مشتد أواره
ومنتصبة شعلته
أراقصك في كل أركان الكون
ولكل رقصة شهوتها ولذتها المغايرة
وهل من نعيم أشهى من أن تحط ذراعاك على كتفي
وتداعب عنقي أناملك المولعة
ونتبادل القبلات المشتعلة
وكل منا غارق في نار الآخر
لننتهي في أتون نار نوقدها معاً





الرغبة لديّ طافحة على الدوام
أراقصك في الصحو
وفي المنام
وأرويك من جداول الروح صفو الغرام
أميرتي أنت ومولاتي
أعشقك حتى الثمالة
وأعشق مراقصتك
أقبلك من رأسك حتى كعبيك
وأقبـّل الأرض التي تطئينها
لأنها تنعم بنغم خطواتك
ونغم رقصتك عليها
فطوبى لها
ويا لفرحتي
ولـذتي
ونشوتي
برقصتي معك
رقصة الشهد



ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

حسن زكريا اليوسف 05-27-2012 10:58 PM



احـــلــــوّ عــــمــــري




صباحي أنت ِ

صباحك الندى

ومقلتاك مرآتاه

صباحك الضيا

وأنت مشتهاه

من نبض قلبي فاحت القصيدة

وأنت شهدها

و هل يولد الشعر إلا على مهد اشتهاء رضاك ِ

يا امرأة تختزن عطور الكون

وتستأثر بمجرات السحر

تشكرني الشمس

تحار كيف ترد لي الجميل والمعروف

فأن أجعـلها تاجاً لك

ذلك فضل لا تنساه

ونعـيم كانت تتوق إليه منذ زمن

قلبك يا أميرة الحب تحتضنه الروح

زهرة ياسمين تعـربش على الشرايين

وتقبل شفاه النبض

قبلات الخلود

يا امرأة تتزاحم البلابل على شرفتها

وتتنافس شدواً

لتبلغ سمو سمعك ونعـيم طربك

يا سيدة العـشق

دون عرشك ينحني القلب

حسبه ابتسامة مولاته

وإيماءة الرضا

نكهة الفرح أنت

وعـبير أنفاسك يسري في خضاب دمي

ملائكية أنت

من وحي سحرك يقتبس النور

وعلى خطاك تترنم الموسيقى

مشبع أنا بك

متيم أنا بك ..

عاشق حتى الذوبان

والانصهار على لهب أتون عشقك

أيتها المتربعة على عرش الصباح

هنيئا له وصلك

وهنيئا لي المكوث في فردوس فؤادك

غيابك علقني على مشنقة الآه

وكنت أتشوف طلوعك قبل غياب الحبل في عنقي

ها أنت تشرقين

وينبجس الأمل والخلاص

فاحتضنيني

وقبليني قبلة الحياة مرة أخرى

واصدحي لي بأغنية تجري كوثراً على لسانك

وتنساب رحيقاً في أوردتي

لأتوسد صدرك

وأداعب شلال شعـرك

و

وأرتوي من خمر شفاهك حتى السُّـكر والثمالة

ويبقى صوتك رقراقاً ( احلوّ عـمري )



الساعة الآن 09:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team